خطوات على طريق الربيع الإسلامي3

الشريعة الاسلاميةخطوات على طريق الربيع الإسلامي3

هاني حسبو

نكمل في هذه الكلمات رسم معالم خطواتنا المنشودة نحو “الربيع الإسلامي”، ذلك الربيع الذي يرجى له أن يكون مكونا أساسيا وقاعدة أصولية لبعث ثورات الربيع العربي من مرقدها وتحقيق حلم استكمالها على أسس ثابتة متينة فرعها في السماء وتؤتي أكلها عند الطلب.

كان لابد معنا من تأسيس هذا الربيع على ثوابت كلية تكون نقطة انطلاق له حتى يبلغ بنيانه تمامه. لخصنا هذه الثوابت بكلمة جامعة مانعة الا وهي “الإسلام” وشمول هذا الدين لكل جوانب الحياة وعدم اقتصاره على الجوانب التعبدية فقط وأنه جاء ليحكم لا ليتوارى بين الصواري.

نتعرض اليوم بإذن الله لخصائص هذه الثوابت الربيعية الإسلامية لنكون على بينة من أمرنا لأن معرفة الخصائص والمميزات تساعد الفرد والمجتمع على سلوك سبيل الرشاد لا سبيل الغي.

وهذه نقطة مهمة في الغاية أتصور أنها من أهم الأسباب التي عجلت ب “سقوط الربيع العربي “في غالب ظني وذلك لأن كثيرا من الناس خُدع بخديعة عظيمة ووهم كبير وهو ما أطلقوا عليه لفظ “التوافق”، تلك الكلمة المطاطة التي ظاهرها الرحمة وباطنها فيه العذاب.

حينما تحلل وتفسر تلك المقولة فليس لها الا مرادف واحد الا وهو “المداهنة”

هذا الأمر العظيم الذي حذر الله نبيه من أن يسلكه فقال له ولنا من بعده “ودوا لو تدهن فيدهنون”

فاستوعب النبي عليه الصلاة والسلام الدرس سريعا فعلمنا كيف نسير في ربيعنا القادم عكس ما تم في ربيعنا السابق فقال عليه الصلاة والسلام:

“والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته.” وان كان بعض أهل الحديث يضعف هذا الأثر الا انه يصلح للاستشهاد به.

إذن التوافق معناه التنازل عن ثوابتك وهذا أول طريق الانهيار.

وهذا يرشدنا إلى اول خصائص ومزايا هذه الثوابت الا وهو الملازمة أي أنها ملزمة للعبد المسلم لا يجوز التفريط أو التنازل عنه أبدا. يقول الدكتور صلاح الخالدي حفظه مبينا هذا الأمر:

أنها ملزمة لهذا المسلم، بمعنى أنه يجب عليها ملاحظتها، والثبات عليها، والالتزام بها، إن أراد أن يعيش إسلامه عملياً، وينجح في مواجهة أعدائه والفوز برضوان ربه.”

كلام في غاية الأهمية والخطورة لأن المحافظة على هذه الثوابت سيؤدي لنتيجة هائلة جدا الا وهي “القدرة على مواجهة الأعداء والفوز برضوان الرب”

ومن خصائصها أيضا أنها “أصيلة” لأنها مستمدة من الدستور الأصلي العظيم “الكتاب والسنة” فأنت على الطريق القويم طالما التزمت بهذه الصفة.

ومن خصائص هذه الثوابت التي تميزها عن غيرها “الشمولية” فهي شاملة لحياة الفرد والمجتمع في كل جوانب ومرافق الحياة فتجدها في المجال الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي وغيرها من المجالات.

فالفرد أو المجتمع المتحصن بهذه الثوابت يكون ناجحا أو على طريق النجاح للوصول للربيع في جميع مجالاته.

تتميز هذه الثوابت الربيعية بأنها “عزيزة” تجعل المتمسك بها والمتصف بها عزيزا يستمد عزته من عزتها. يصف صلاح الخالدي الشخصية القابضة على هذه الثوابت بقوله:

يعيش حياته حراً أبياً، وعزيزاً كريماً، يرفض الضيم، ويستعلي على مظاهر الضعف، ويصبر على الأذى، ويحتمل الابتلاء، ويواجه الظلم والجبروت والطغيان، ويفرض احترامه وتقديره على الآخرين، ولو كانوا أعداءه ومحاربيه وسجانيه وجلاديه.”

ليت “الثوار” أنصتوا للشيخ الملهم حازم صلاح أبى إسماعيل حينما قال لهم “نحيا كراما”

أو حينما وجههم بقوله “أدركوا اللحظة الفارقة”.

وتمتاز هذه الثوابت أيضا أنها “ضرورية” فهي بمثابة صمام أمان للربيع للذين يبغونه، صمام أمان من الضياع والشرود والانفلات والانقلاب.

كما أنها بمثابة قارب انقاذ عند الغرق يجتاز بها الثابت عليها الأمواج العاتية التي توضع في طريقه.

هذه الثوابت هي بمثابة سفينة نوح يركب فيها الذين يريدون النجاة.

وللحديث بقية ان شاء الله وقدر.

 

 

 

عن Admin

اترك تعليقاً