لماذا يخافون من المساجد؟

السيسي حرق المساجدلماذا يخافون من المساجد؟

هاني حسبو

“الله أكبر الله أكبر أشهد الا إله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله”

إنها كلمات الآذان التي تنبعث من بيوت الله لتعلن للعالم أجمع أنه قد حان وقت الصلاة كما تعلن للعالمين أجمعين أن الله أكبر من كل من تسول له نفسه أن يعلن الحرب على الإسلام وأهله.

تخرج هذه الكلمات من أشرف البقاع عند الله عز وجل الا وهي المساجد. تلك الكلمة التي أصبحت تؤرق مضاجع الخائفين وتقلق قلوب الظالمين.

المساجد تلك البقاع الشريفة التي نسبها الله عز وجل لنفسه فقال “وأن المساجد لله”، هذه البقاع المفترض أن تكون محطة اقلاع وهبوط كل أفراد المجتمع. المفترض أن تكون بيوتنا جميعا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “المسجد بيت كل تقي”.

هذه المساجد الآن أصبحت كلئا مستباحا لكل ذي جبروت وسلطان. أصبحت تحارب بكل ما أوتي الظالمون من قوة وجبروت.

لسان حال الظلمة والفجرة الآن يقول “أخرجوا المصلين من مساجدهم إنهم أناس يتطهرون”

لسان حالهم أيضا يقول “قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه شهدنا بأنفسنا مهلك أهله وإنا فوقكم قاهرون” عكس ما حكى القرآن عن أسلافهم حين قال:

” قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون”

أنقل اليك عزيزي القارئ هذا الخبر نصا لتعرف المؤامرة التي تحاك لمساجدنا:

“قررت مديرية أوقاف الاسكندرية وقف إقامة صلاة الجمعة، غدا، بمعظم مساجد الإسكندرية، وغلق المسجد أثناء الصلاة.

 

جاء ذلك حسب قرار وزير الاوقاف بعدم اعتلاء المنابر وإلقاء الخطب إلا للأزهريين المعينين من الوزارة.

 

جدير بالذكر أنه تم إرسال مرسوم رسمي من مديرية أوقاف الاسكندرية بإدارة المنتزه إلى مختلف مساجد وزوايا الإسكندرية بغلق المسجد وقت الصلاة، وعدم إلقاء خطبة إلا بتصريح من الوزارة، وعدم الاعتكاف بالمسجد، ومن يخالف التعليمات بأي مسجد يعرض للمساءلة القانونية.”

أرأيت خيوط المؤامرة كيف تحاك ضد بيوت الله وضد دين الله.

لكن قد يسأل سائل “لماذا كل هذا الخوف والهلع من المساجد؟”

نحاول في هذه السطور أن نجيب عن هذا التساؤل المهم.

كماهي طريقتنا في ربط الواقع بكتاب الله وهي أنفع طريقة لتحليل الواقع والوقوف على الأسباب والعلاج نجد أن القرآن قد أجاب على هذا التساؤل بقوله:

“فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ”

تلك هي القضية برمتها: المسجد يخرج “رجالا”. هؤلاء الرجال ليسوا “ذكورا” بل هم بالفعل رجال يعرفون معنى العبودية ولا يريدون أن يكونوا عبيدا لغير الله سبحانه.

هذا المفهوم العظيم الذي أكده الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي حينما قال:

“ليعلم أبناءنا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالا، لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبدا من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم.”

إذن فالمسجد هو الذي يخرج الأبطال ويخرج الرجال ويعلم الأمة كيف تدير شئونها ومصالحها.

يقول الإمام ابن تيميه رحمه الله متحدثاً عن المساجد موضحاً ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وكانت مواضع الأئمة، ومجامع الأمة هي المساجد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده المبارك على التقوى، ففيه الصلاة والذكر والقراءة، وتعليم العلم والخطب وفيه عقد الأولوية، وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء، فيه يجتمع المسلمون عنده لما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم”

أعلمت الآن لماذا يحاربون المساجد وبيوت الله؟

إذا تدبرت الآية التي أجابت على سؤالنا سوف تجد أن أول خطوة في تربية “الرجال” هي إقامة ذكر الله عز وجل فإذا علم الرجال أنهم في بيت الله تعلمت كيف توقر الله عز وجل ولا يفتر لسانك وجسدك وقلبك من ذكر الله أبدا.

قام النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الواجب خير قيام عن طريق تعليم الصحابة الدين في المسجد وقراءة القرآن وتوجيه المسلمين التوجيه الأمثل عن طريق ذكر الله الذي لا يتخذ شكلا واحدا كما يتوهم البعض عن طريق اللسان فقط بل هو ذكر شامل لله عن طريق جوارح العبد جميعها.

يقول الأستاذ عبد الكريم البغدادي في توضيح هذه الصفة للرجال:

” يرابط المؤمنون راكعين ساجدين، تالين مسبحين مهللين، تسمو أرواحهم وتتنور قلوبهم فيشعون نورا على الأمة ومن مناراته تأتي نسائم النصر والتمكين. الذكر دستور المحبة، ومن أحبه الله تولاه، وكتب له القبول في الأرض فسارت دعوته على رؤوس الأشهاد. والفراغ القلبي والغفلة البعيدة عن المسجد وروحه وعن الله داء عضال يكبل العزائم”

يخاف القوم من المساجد لأنه كما يقول الأستاذ البغدادي:

“في المسجد يحكم القرآن ويعرف القول الفصل في الأحكام والحدود، والشهادة بأهميتها.”

يخاف القوم من المساجد لأن المسجد كان في عهده صلى الله عليه وسلم “مقرا لقيادة الأركان”

يقول الأستاذ عبد السلام ياسين في توضيحه لهذا الأمر العظيم:

“كان (أي المسجد) على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين عرين أسود، ورياض جهاد، ومدرسة وجامعة، ومقر قيادة أركان الجند، ومجلس شوراهم، ذلك أن بيت الله أحق البيوت أن ينطلق منها، ويرجع إليها، ويتجمع فيها”

أختم هذه الكلمات بما قاله الأستاذ البغدادي موضحا خلاصة القول في المسألة:

“كان المسجد مقرا لإعلان العبودية لله وحده إخلاصا “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا”، وكان مكانا للأمن “ومن دخله كان آمنا”. إنها معان تدور حول تحرير العباد من أغلال الجاهلية والنفوس والظلم والجور، كان هو المنطلق لإعلان الوحدانية لله ثم تحرير العباد ليكونوا عبادا لله وحده لا مكانا لتنويم الهمم وتخدير العقول.

عن Admin

اترك تعليقاً