فطوبى للغرباء

طوبى للغرباءفطوبى للغرباء

هاني حسبو

قال د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف تعليقا على انتشار ملصقات ” هل صليت على النبى اليوم ” أن ظهور تلك ملصقات فجأة بدون إعلان أحد مسئوليته عنها هو أمر خبيث لا يمكن السكوت عليه ”.

وأضاف جمعة لبرنامج ” يحدث في مصر ” مع التسليم لأهمية الصلاة على النبي ولكن لكل مقام مقال وتلك ملصقات هي الهاء للمجتمع عن قضايا هامة ”

كلمات قليلات المباني كثيرات المعاني تصف لك المشهد بدقة في مصر اليوم أو كما هو اسم البرنامج “يحدث في مصر”

إنها مصر الجديدة في ثوبها الجديد وهذا هو حال وزير أوقافها الذي يعد ثالث أكبر مرجعية في البلاد بعد شيخ الأزهر ومفتي الديار.

إنها مصر الانقلاب، ليس فقط الانقلاب على أول رئيس مصري منتخب أو على “الشرعية” بل الانقلاب على أي شيء يحمل صبغة إسلامية حتى ولو ظاهرية.

انظر إلى هذا الخبر أيضا لتعرف حجم الكارثة والمصيبة:

“قال الدكتور عبد الله النجار، عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الأزهر، إن ملصقات “هل صليت على النبي اليوم” المنتشرة على نطاق واسع في مصر، هي كلمة حق يراد بها باطل، واعتبرها “كلمة السر التي يجتمع حولها “متآمرون” يدبرون لشيء ما في الخفاء”.  وأضاف النجار في مداخلة هاتفية مع جمال عنايت لبرنامج “مساء جديد” على فضائية “التحرير”، أن “الهدف من هذه الملصقات إلى تقسيم المجتمع إلى مسلمين وغير ذلك، حتى تتحول مصر إلى ما يشبه العراق”. وتابع قائلاً “من يقوم بذلك أدوات يحركها الصهيونية العالمية وأمريكا وأدوات لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة، والإسلام منه بريء”، حسب قوله. واعتبر أن “هؤلاء لا يستهدفون نصرة الإسلام والنبي، ولكن تدمير مصر، والمسلم لا يدعو للقتل والفرقة وهذا العداء المستحكم”

بل العجيب أنك إذا استرسلت في الأمر وتتبعت الموضوع برمته لوجدت العجب العجاب، نائب رئيس الدعوة “السلفية” الدكتور ياسر برهامي ينفي عن نفسه “تهمة”

أن يكون لهم أي علاقة بهذا الملصق ووصف اً تصريحات البعض بأن حزب النور وراء انتشار الملصق، بـ “سوء الظن والنية”.

كما قال الرجل وصدق فيما قال “وبكرة تشوفوا مصر”

بالفعل رأينا مصر وما كنا نريد أن نراها بهذه الصورة.

لكنك أيها القارئ العزيز قد تستغرب إذا قلت لك أن هذا أمرا طبيعيا وقد كان متوقعا وهذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم حينما قال:

“بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء” ورواه أيضاً أحمد وأبو يعلى وابن ماجه

ومعناه أن الإسلام في بداية دعوته كان غريباً لقلة أهله، محارباً من أهل الشرك والفساد، 

وكذلك يكون في آخر الزمان فسيعود غريبا لقلة من يقوم به ويعين عليه، وإن كان أهله كثيراً، فإن من تمسك به صار غريباً محارباً، فيصير المتمسك بالإسلام كالقابض على الجمر، وفي بعض روايات هذا الحديث: قيل من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس.

بالفعل الآن أصبح الذي يستمسك بالصلاة على النبي من الغرباء، أصبح الذي يعلق هذا الملصق فقط من الغرباء.

إذا لا تتعجب بعد ذلك إذا وجدت من يذهب للمسجد للصلاة يضيق عليه ويوصف بأبشع الأوصاف. أو وجدت القتل والاعتقال يتم على أساس الهوية الإسلامية.

وهذا الخبر يؤكد على هذه الحقيقة ومفاده:

“وزارة الأوقاف تعتزم منع وجود الملصقات الدينية بالمساجد”

هذه الصورة بكل وضوح ورغم قتامتها وشدة سوادها الا أنها في نهايتها ضوء لامع ينير لنا الطريق الا وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم:

“فطوبى للغرباء”

وطوبى فُعْلَى من الطيب، وتفسر بالجنة وبشجرة عظيمة فيها.

إذن أن أردت أن تحوز الجنة وتفوز بالجنة رغم كل هذه الأجواء الغير مبشرة فكن من الغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس.

كن من الصداعين بالحق حتى ولو على حساب نفسك.

كن من الواقفين بجوار الحق وفي صف الحق ولا تخجل فأنت “الجماعة ولو كنت وحدك”

كن من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولا تكن من القاعدين المنتكسين الذين يدندنون ليل نهار بأنها “فتنة” وماهي بفتنة “إن يريدون الا فرارا”

كن من القابضين على دينك وان قتلت أو حرقت فلن ينفعك وقوفك مع الباطل أو سكوتك عن الحق فما نفع الهالكين ممن قضوا نحبهم منذ أيام قليلة باطلهم أو وقوفهم بجانب الباطل وتأييده وتفويضه لما جاءهم أمر ربهم فماتوا غير مأسوف عليهم وهذا ليس تيقنا بدخولهم النار أو الجنة بل هو من قبيل الاتعاظ والتذكير بأيام الله.

فكن من الغرباء .كن من الغرباء ولا تجبن.

 

عن Admin

اترك تعليقاً