رسالة للمعتصمين في ميادين الحرية والكرامة : إليكم.. حتى لا تظنوا أنكم وحدكم!!

cairo protestرسالة للمعتصمين في ميادين الحرية والكرامة : إليكم.. حتى لا تظنوا أنكم وحدكم!!

د.عبدالله فرج الله

إليكم… أحرار الأمة وروادها..
إليكم.. قادة الشعوب وآسادها..
إليكم.. فرسان الميادين وحماتها..
إليكم.. صناع الحرية وأعلامها..
إليكم.. طلاب الكرامة وأسيادها..
إليكم.. أنصار الشرعية وأجنادها..
إليكم.. حماة الديار وأبطالها..
إليكم.. أساتذة الجيل وبناتها..
إليكم.. كل حين ترحل عيوننا.. وتفيض من مآقينا دموعنا..
إليكم.. كل حين تشد رحال قلوبنا.. تنبض تارة سريعة، وتتوقف تارة أخرى، وتمضي ثالثة، أصبح نبض قلوبنا يضبط على وقع ميادينكم أيها الأحرار الأبطال.
إليكم.. كل حين تسري أنظارنا.. لتقف على حدود ميادينكم، لا يغمض لها جفن، ولا تعرف بعد يقظتكم وسناً، ولا تأخذها في متابعتكم وحبكم سِنةٌ.
إليكم.. ترحل أنفاسنا ونفوسنا.. فتراها في حالات عجيبة، تارة تكون أنفاسنا لاهثة، وتارة تنتظم مطمئنة، وتارة تنقطع خائفة وجلة.. إن أنفاسنا تعمل على وقع هتافكم القادم من ميادينكم..
إليكم.. وحدكم لا شريك لكم.. تشد رحالنا، ترحل قلوبنا، تدمع عيوننا، تلهج بالدعاء ألسنتنا، تسهر الليل الطويل في رحابكم مآقينا..
إليكم.. وحدكم لا شريك لكم.. يا قبلة الأحرار، وكعبة الأشراف، نسعى اليوم بهمة، ونطوف حولكم بقوة، ويا له من سعي يبعث الهمة، ويا له من طواف يحيي موات الأمة!
إليكم.. وحدكم لا شريك لكم.. تشرئب أعناقنا، ويطول في الليل ركوعنا، وفي المقام سجودنا، وفي الدعاء بكاؤنا، وفي الصلاة خشوعنا.. اللهم كن لهم، فإن هم ذهبوا ذهبنا.. يا رب كن معهم، فإنا بهم نكون.. فلا تتخلى عنهم.
إليكم.. وحدكم لا شريك لكم.. حتى لا تظنوا أنكم وحدكم.. فتخذلونا، وحاشاكم أن تفعلوها.. فأنتم اليوم قبلة حريتنا الأولى.. أنتم اليوم كعبة كرامتنا.. أنتم اليوم سادة أمتنا.. أنتم اليوم قدوة شبابنا..
أنتم اليوم بنسائكم اللائي رأينا فيهن الخنساء والمازنية، بشعاراتهن العظيمة: لا وقت اليوم للحزن.. لا وقت اليوم للدموع.. الوقت اليوم متاح للصمود والتضحية والصبر الجميل، بشبابكم الذين رأينا بهم حماسة مصعب، وقوة معاذ، وصمود خالد، وهمة العاص، بأطفالكم الذين رأينا بهم صورة الرجال، وهمة الكبار، بشيوخكم الذين انتصروا على عوامل السن، ومتطلبات الشيخوخة، فرأينا فيهم صورة عمرو بن الجموح، الذي لم تقعده أعذاره.. بكم جميعاً وأنتم ترسمون لوحة الكبرياء والبطولة، وأنتم تجددون عصر الكرامة والرجولة.. وأنتم تحيون أيام الأمجاد وأمجاد الأيام.. وأنتم تذكرون العالم أننا أمة، لها إرادة، لها إرادة، لها إرادة، لها إرادة.. تحميها بصمودها، تذود عنها بصدورها، تموت ولا تفرط بحقوقها.. تموت ولا تترك شرعيتها.. تموت ولا تضحي برئيسها.. تموت ولا تترك ميادين العزة والحرية والكرامة.. شعارها القديم الجديد: لا نااااااااااااااامت أعين الجبناااااااااااء..
فحتى لا تظنوا أنكم في الميادين وحدكم.. فتخذلونا وحاشاكم أن تفعلوها.. هذه مشاعرنا نزفها إليكم في كلمات.. وغداً وإن غداً لناظره لقريب.. سنقبل تراب الميادين التي ارتوت بدماء شهدائكم، وبعرق جباهكم.. غداً وإن غداً لناظره لقريب.. سننكب على أياديكم الطاهرة، وعلى أقدامكم الثابتة نقبلها ونقبلكم وفاءً واعترافاً.. ما أجملها من أياد تلوح في الأفق.. ما أجملها من أقدام راسخة في العمق!!
غداً وإن غداً لناظره لقريب.. سنقبل رؤوسكم الشامخة.. سنقبل رؤوسكم الشامخة.. سنقبل رؤوسكم الشامخة.. فانتظرونا في الميادين لا تغادروها.. فمن أنوارها تقبس أرواحنا، ومن هوائها تتنفس أجسادنا، ومن هتافاتها تنبض قلوبنا، ومن عبيرها تحيا نفوسنا.. ومن دمائها تتغذى عروقنا..
حياتنا بثباتكم .. فهل أنتم ثابتون؟!
وجودنا بثابتكم.. فهل أنتم ثابتون؟!
ديننا شامخ.. بثباتكم.. فهل أنتم ثابتون؟!
أوطاننا حرة بثباتكم.. فهل أنتم ثابتون؟!
مقدساتنا مصانة بثباتكم.. فهل أنتم ثابتون؟!
أعراضنا محفوظة بثباتكم.. فهل أنتم ثابتون؟!
شرعيتنا منتصرة بثباتكم.. فهل أنتم ثابتون؟!
فإليكم وحدكم.. حتى لا تظنوا أنكم وحدكم.. فكل الأمة اليوم في صفكم.. تقف خلفكم.. وتدعم جهدكم.. وتلهث بالدعاء لكم.. فاثبتوا ولا تخذلونا.. والله أكبر.. وتحيا مصر.

عن Admin

اترك تعليقاً