انتصرت غزة …. رضخت إسرائيل

انتصرت غزة …. رضخت إسرائيل

علاء الريماوي

بكيت ثم سجدت ثم حمدت ربي على نصر إستراتيجي حقيقي تحقق ، اليوم صباح مختلف ، نكهة مختلفة ، ووجوه مختلفة ، ودماء زكية انتصرت في غزة الشامخة ، وسمع صداها في الكون كله .
لا يمكنني  الحديث اليوم عن تحليل سياسي نسوق فيه أفكارا جديده ، وسيناريوهات محتملة ، غزة اليوم اختزلت المشهد ، وسجلت مستحيلا في عالم الماديين الذين اتهموها وخاصموها وحاصروها .
اليوم تابعت المؤتمر الصحفي لباراك ، نتنياهو ، لبرمان ، وجدتهم واجمين ، وجوههم مسوده ، وتابعت ردت الفعل لإعلاميي العدو :  وقفوا واجمين وهم ينقلون صور الصواريخ المنهمرة على الكيان كزخات المطر حتى الساعة الصفر .
في مقابلاتي التلفزيونية ، وفي كتاباتي أثناء الحرب ، قلت ولا زلت ، نحن أمام ظاهرة غير طبيعية ، نحن أمام معجزة تصنع على أيد فلسطينية غزية مجاهدة .
اليوم وجب الاعتراف لغزة :  منهجك كان صحيحا ، رؤيتك كانت ثاقبة ، عقيدتك التي تبنى فيك صحيحة ، اليوم لا بد من تقبيل رؤوس المجاهدين فيك ، تقبيل سواعدهم التي أعطتنا نحن القاعدون أمل ، بل سنتجاوز التقبيل لكل ساكنيك لحجرك وشجرك و ذرات التراب  .
في زاويتي التي أكتبها عن الأوراق الإسرائيلية تابعت من الليلة العناويين الرئيسية ، وجدتها والله ذليلة منكسرة ، وجدتها عابسة في ساعة كان يخطط فيها ساستهم الخروج من معركتهم منتصرين .
اليوم حققت غزة مفهوم توازن الرعب ، وحطمت معه حاجز الردع ، الطفل الغزي اليوم لم يعد مستباحا ، البيوت الفلسطينية لم تعد هامشا تهدم وقت ما يشاء الإسرائيلي ، إنما حولت القواعد الحاكمة للمنطقة فغدا فيها متغير المقاومة هو الفاعل الأساسي .
في حكاية الأوراق الإسرائيلية كتبت الصحف العبرية حصادا لخصته في أسبوع الحرب بعناويين ” قتل رئيس أركان حماس ” ، ” فرحة في الجيش الإسرائيلي وجهاز أمان على هذا الإنجاز ” ، ” بدأت نار غزة تضرب المدن الإسرائيلية “،  ” القبة الحديد لن تكفي لحماية الجبهة الداخلية ” ، ” 400 قذيفة صاروخية مختلفة الأنواع تسقط على أرض إسرائيل ” ، ” نأسف وصل صاروخ من غزة الى تل أبيب ” نأسف انفجر صاروخ في مدينة القدس ” ،  ” حماس تستهدف عشر طائرات في أجواء غزة ” ، “رئيس الكنيست يستغرب المقاومة قصفت القدس “،  ” باراك لا يمكن هزيمة حماس وإنهاء حكمها ” ، ” خلاف في الحكومة الإسرائيلية حول خطوات العملية “،  ” إسرائيل ستوافق على التهدئة خوف تدهور الأوضاع “،  ” الضفة تساند غزة وبرميل البارود قد يحرق المنطقة “،  ” العرب لأول مره يتحدثون بشكل مختلف ” حماس عستاه نتسحون كدول ” ” حماس صنعت نصرا كبيرا هكذا سيقول قادتها ” . أخيرا على القناة الثانية ” قد يبكي نتنياهو كثيرا على توقيت وقف إطلاق النار “
هذا بعض موجز لما كتبته غزة على الوجوه الإسرائيلية ، لذلك ستذكرون يوما  قلت لكم فيه من خلال  مقال سابق بعنوان “حماس وصناعة المستحيل” أن الأيام القادمة لن تكون نسخة من الماضي ، وأن الفلسطيني سيكون كذلك ، والعربي سيكون كذلك .
صدقت معي حروفي مع الزمن ، ومع الفلسطيني وظلت مع العربي الذي عليه التعلم من سفر غزة  ، والتتلمذ على أيدي شبابها الذين صنعوا من الحصار معجزة ، ومن العدم رواية كبيرة عنوانها انتصار .
في الأيام القادمة سنكتب عن غزة في سلسلة سنسميها ” معجزة غزة ” التي سيدرس عنها كيف قاتلت ، وكيف انتصرت ، وكيف صمدت في حصار لم يتكرر مثيله في التاريخ .

عن marsad

اترك تعليقاً