تضارب المصالح بين حفتر والسيسي في السودان والسيسي يرقص ألماً ويغني “ناس مني ومن دمي محدش فيهم شال همي”.. الأحد 30 أبريل 2023.. الانقلاب يجهز 10 شركات تابعة للجيش للطرح أمام المستثمرين لسداد الديون وانسحاب مستثمري الخليج

تضارب المصالح بين حفتر والسيسي في السودان والسيسي يرقص ألماً ويغني “ناس مني ومن دمي محدش فيهم شال همي”.. الأحد 30 أبريل 2023.. الانقلاب يجهز 10 شركات تابعة للجيش للطرح أمام المستثمرين لسداد الديون وانسحاب مستثمري الخليج

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*مصير مجهول يلاحق مدربا وطالب طب عقب اعتقالهما منذ سنوات

أكدت شقيقة المختفي قسريا “محمود راتب القدرة” على استمرار إخفائه منذ أن تم اعتقاله من قبل قوات الأمن بداخلية الانقلاب بالقاهرة بتاريخ 13 أكتوبر 2019 .

وعلقت على خبر ظهور 19 من المختفين قسريا عبر حسابها على فيس بوك وقالت : “أخويا مختفٍ من يوم 13 أكتوبر 2019 #محمود_راتب_القدرة_فين؟”.

وكشفت في وقت سابق عن ظروف اعتقاله تعسفيا وقالت: “كان راجعا من شغله في مصر الجديدة ، ونازل من الميني باص في التجمع الأول قدام بيته كتفوه وخدوه في ميكروباص تبعهم متفيّم”.

يذكر أنه يعمل مدربا في صالة للألعاب الرياضية، ويبلغ من العمر 29 عاما، وكان يقضي معظم وقته في التدريب بصالة الألعاب الرياضية، وتم اعتقاله بعد زواجه  بـ 6 أشهر  دون ذكر الأسباب.

كانت عدد من المنظمات والمراكز الحقوقية قد وثقت استمرار إخفاء الشاب محمود راتب، منذ اعتقاله تعسفيا، ونشرت رسالة وصلته من والدة الضحية قالت فيها: “إلى كل مسئول في بلدي الحبيبة، أنا أم مصرية وأفتخر أني من هذا البلد ، لكن أنا حزينة جدا جدا ودموعي مش بتجف  بقى لي ثلاث سنوات لم أرَ ابني، اتاخد وهو راجع من شغله في مثل هذا الوقت والساعة وهذا اليوم، ولا أعرف عنه شيئا لحد الآن وقلبي يتقطع كل يوم  علشان مش عارفة ابني فين وليه السنوات دي كلها ؟ وكل يوم اصبّر نفسي وأقول هلاقيه داخل عليّ بدون فائدة ابني مسالم جدا وهو بار بي وبوالده وبنحبه كثيرا من قلبه الجميل وطيبته معانا ومع كل العائلة ومع كل الناس ويجبر بخاطر كل واحد  وكل الناس تحبه”.

واستطردت  “هو عيني اللي بشوف بيها هو نبض قلبي، ليه اتحرم منه ثلاث سنوات؟ هو سندي في الدنيا بعد ربنا سبحانه وتعالى عمره ما فرقتنا ولا غاب عني، كده نفسي أشوفه وأحضنه خايفة أموت من غير ما أشوفه ، وبدعي ربنا إن كان أجلي قرّب ، يارب تمد في عمري علشان أشوفه ومش مهم بعد كده أي حاجة”.

وتعتبر جرائم الإخفاء القسري التي تنتهجها سلطات الانقلاب في مصر انتهاكا لنص المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنه “لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا”.

يشار إلى أن هذه الجرائم تعد انتهاكا لنص المادة الـ 54 الواردة بالدستور، والمادة 9 /1 من العهد الدولي للحقوق الخاصة المدنية والسياسية الذي وقعته مصر، والتي تنص على أن “لكل فرد الحق في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه”.

إخفاء طالب بكلية الطب للعام الثالث على التوالي

إلى ذلك جددت حملة أوقفوا الاختفاء القسري المطالبة بالكشف عن مصير طالب السنة النهائية بكلية الطب   “أحمد السيد أحمد عامر” البالغ من العمر 24 عاما من أبناء مركز الإبراهيمية محافظة الشرقية .

وأوضحت أنه منذ أن تم اعتقاله عقب اقتحام سكنه يوم الأربعاء الموافق 29 يوليو 2020 الساعة الثانية والنصف فجرا من قبل قوة من الأمن الوطني بملابس مدنية لم تفلح جهود أسرته في التوصل لمكان احتجازه حتى الآن رغم تحركهم على جميع الأصعدة والقيام باتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة .

https://www.facebook.com/photo/?fbid=241210025115277&set=a.179901484579465

وفي وقت سابق قال والده : “أنا محام بالنقض وأريد أن أسأل سؤالا بسيطا هل نحن في دولة قانون فعلا؟ ابني تم خطفه من قبل الأمن الوطني ولا أعرف مكانه وتم إخفاؤه قسريا ولا أعرف عنه شيئا ولا التهمة المنسوبة إليه ولم يُعرض على النيابة حتى الآن وهو بنهائي طب، فهل هذا يسمى قانونا وأي قانون؟ ما هذه القسوة هل انتزع الله من قلوبكم الرحمة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” .

*جلال البحيري يكمل 8 أسابيع في إضرابه عن الطعام والدواء

دخل اليوم الأحد، الشاعر المصري، جلال البحيري، أسبوعه التاسع في إضرابه عن الطعام وتناول أدوية القلب والاكتئاب، منذ أن بدأه في 5 مارس الماضي، للمطالبة بحريته.

وبدأ البحيري إضرابه عن الطعام تزامناً مع بدء عامه السادس في السجن من دون ارتكاب جريمة، على خلفية تعبيره عن آرائه، حسب الرسالة التي أطلقها لإعلان إضرابه عن الطعام.

وكتب في الرسالة: “اليوم أبدأ عامي السادس من عمر مهدور في السجون.. خلفي تهم كتير مخجلة.. أدناها الكذب وأقصاها الإرهاب.. تهم كثيرة لم أرتكب منها إلا جريمة واحدة هي الشعر.. شعر ناضج.. شعر ساذج.. شعر مثالي أو مراهق.. اسمه شعر. واليوم اخترت أن أمارس حقي الدستوري والآدمي في الاعتراض على هذا الوضع غير الآدمي بالإضراب مبدئياً عن الطعام دون الشراب وعن علاج القلب وأقراص الاكتئاب وتدريجياً بالامتناع حتى عن الشراب. ويستمر الإضراب حتى أسترد حريتي بالخروج حياً أو غير حي”.

وألقي القبض على البحيري في 3 مارس 2018، وأدرج على ذمة القضية رقم 480 لسنة 2018.

وتم التحقيق معه بسبب كلمات أغنية “بلحة” بالإضافة إلى آخر ديوان شعري له نشر في بداية 2018.

ووجهت له اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وازدراء الدين وإهانة المؤسسة العسكرية.

* تضارب المصالح بين حفتر والسيسي في السودان والسيسي يرقص ألماً ويغني “ناس مني ومن دمي محدش فيهم شال همي”

من سنن الله الجارية أن أصدقاء ورفقاء وأعوان الظلمة الذين لا تقوى ولا أمانة لهم، والذين تجمعهم المصالح والنفاق يسلط الله بعضهم على بعض، حتى قيل: “من أعان ظالما سلطه الله عليه” وهذه حكمة صحيحة، ومصداقها ما يجري الآن على أرض السودان من تضارب المصالح بين حفتر والسيسي حلفاء اللقمة الحرام.

وربما من الفنتازيا السياسية تصور حال السيسي الآن، وهو يشاهد خيانة حفتر له في السودان، ووقوف الأخير ضد مصالح الأول في معركة الخرطوم، وربما يطلب السيسي من اللواء عباس كامل تشغيل أغنية المطرب رضا البحراوي التي تقول بعض كلماتها “ناس مني ومن دمي محدش فيهم شال همي” وليس أمام السيسي إلا أن يرقص ألما ودموعه تنهمر

تحويل الجيش إلى عصابة

منذ وصول السيسي إلى سدة الحكم في مصر بعد الانقلاب العسكري الذي قام به على أول رئيس مدني منتخب، الشهيد محمد مرسي، في 3 يوليو 2013م، وهو يعمل على تغيير عقيدة الجيش المصري.

وبعد أن كان العدو الأول للجيش المصري هو الكيان الصهيوني، أصبحت جماعات وحركات، وتحديدا حركات الإسلام السياسي، هي العدو الأساسي والمباشر للجيش المصري.

هذا بالإضافة إلى أن السيسي منذ اللحظات الأولى للسيطرة على الحكم في مصر وهو يعمل على إجهاض ثورات الربيع العربي بشكل عام في المنطقة، واصطف في المحور السعودي الإماراتي الذي يشاركه نفس الهدف، وكان هذا من أهم الأسباب التي دفعت نظام السيسي لتبني الدعم الكامل لمشروع خليفة حفتر في ليبيا.

جدير بالذكر أن قاعدة محمد نجيب العسكرية المتواجدة في مدينة الحمام بالنطاق الاستراتيجي الشمالي للدولة المصرية، تعتبر أهم قاعدة تدريبية تتلقى فيها قوات خليفة حفتر التدريبات العسكرية المتقدمة.

المفارقة أنه مع اندلاع المعارك في السودان أرسل خليفة حفتر دعما عسكريا إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، فيما أرسل السيسي دعما إلى الجيش السوداني الذي يقاتل حميدتي.

وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن دعم عسكري قدمه الجنرال خليفة حفتر، المتهم بالانقلاب على السلطات في طرابلس عام 2019، إلى قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي مقابل دعم مماثل قدمه صديقه السيسي، لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن خليفة حفتر، والجيش المصري دعما عسكريا رأسي المكوّن العسكري المتصارع في السودان، قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش بقيادة البرهان.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر وصفتها بـالمطلعة قولها: إن “خليفة حفتر، قائد الفصيل العسكري الذي يسيطر على شرق ليبيا، أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية”.

وفي المقابل، أرسل السيسي طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني، ونوهت الصحيفة إلى أن التدخل الخارجي في الصراع المسلح في السوادن، يزيد من خطر حدوث تصعيد خطير في القتال يمكن أن يوسع الصراع، ويقوض جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة وغيرهما للتوسط في وقف إطلاق النار.

وتطرقت الصحيفة إلى المكانة المهمة التي يلعبها السودان في المنطقة، وأكدت أنه لطالما كان موقع السودان الاستراتيجي على البحر الأحمر، وإمكانية وصوله إلى نهر النيل واحتياطياته الهائلة من الذهب، مطمعا لقوى خارجية منذ فترة طويلة.

ويجري حفتر استعداداته لإرسال مزيد من الدعم العسكري لحليفه في السودان، محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، وذلك في أعقاب الكشف عن شحنة من الذخيرة وصلت إلى السودان الإثنين الماضي.

وكشف مصدر عسكري عن تحركات تجريها كتيبة مقاتلة تابعة لحفتر وتتمركز قرب الحدود الليبية السودانية، بهدف تقديم دعم لوجستي لقوات حميدتي، على صعيد الأسلحة والذخائر والعناصر المقاتلة.

ولفت المصدر الذي فضل عدم كشف هويته إلى أن الكتيبة 128 التي يقودها العقيد في قوات حفتر، حسن معتوق الزادمة وتتمركز في الجنوب قرب الحدود مع السودان، أعلنت حالة الطوارئ في صفوف قواتها وألغت الإجازات حتى إشعار آخر، على ضوء تطورات الحرب في السودان بين قوات حميدتي والجيش السوداني.

ويعتقد المصدر أن الكتيبة 128 أُسند إليها عمليات تأمين نقل الأسلحة والذخائر والعناصر كونها على معرفة تامة بالمنطقة الحدودية بين ليبيا والسودان، بل وتسيطر عليها بالكامل، فضلا عن خضوع مطار الكفرة لسيطرتها.

وذكر أن الزادمة تربطه علاقة قوية بالمليشيات في السودان وتشاد وهو متورط في جلب المرتزقة من هاتين الدولتين للقتال إلى جانب قوات حفتر، إبان الهجوم الفاشل الذي شنه الأخير على طرابلس، في أبريل 2019 وفق تقرير سابق صادر عن خبراء في الأمم المتحدة.

سبق أن ساعد حميدتي وحفتر المدعوم من الإمارات وروسيا أحدهما الآخر، إذ أرسل قائد قوات الدعم السريع مقاتلين لمساعدة حفتر بعد محاولة فاشلة منه للاستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس من الحكومة المعترف بها دوليا عام 2019.

تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن كلا من حفتر وحميدتي تحالفا مع الإمارات، التي ساعدت حفتر عسكريا لمحاربة الحكومة الشرعية في طرابلس، كما استأجرت رجال حميدتي للقتال في اليمن، مضيفة أن الاثنين عملا أيضا مع شركة مرتزقة فاغنر المدعومة من الكرملين.

* انتصار وهمي للسيسي في سيناء وهزيمة مدوية في معركة الدولار

خلال شهري فبراير ومارس من العام الجاري (2023م)، وقعت تحولات لافتة في شبه جزيرة سيناء؛ ومن أهم هذه التحولات الاهتمام الرسمي بمخططات تنمية سيناء وتنظيم فعالية استعراضية بهذا الشأن، والزعم بأن فاتورة ما تم إنفاقه في سيناء تصل إلى (40 إلى 50 مليار دولار) حسب تصريحات الديكتاتور عبدالفتاح السيسي، بينما يؤكد مصطفى مدبولي رئيس الحكومة أن فاتورة التنمية في سيناء منذ 2014 حتى 2023 تصل إلى (610 مليار جنيه) فقط بفارق يقل عن النصف عن الرقم الذي ذكره السيسي.  

فأين ذهبت هذه الأموال الطائلة؟ وأين الجهات الرقابية في ظل تفاوت يصل إلى نحو 600 مليار جنيه على الاقل في تصريحيين رسميين في نفس اليوم ونفس المكان؟!

بالتزامن مع هبوط الجنيه أمام الدولار وتزايد معدلات الفقر والجوع كان النظام يصمم حملة دعاية ضخمة حول انتصاراته الوهمية في سيناء والقضاء على التنظيمات المسلحة؛ وتأكيد الجنرال أن النظام قد نجح في القضاء على الإرهاب، وأنه لم يعد هناك عذر لاستئناف مخططات التنمية بعد سحق عناصر تنظيم “ولاية سيناء” في مناطق تمركزهم؛ وذلك بعدما تمكن النظام من تجنيد قيادات بالتنظيم على صلة قرابة ببعض شيوخ القبائل المساندة للجيش بعدما تم إغراؤهم بالحماية والعفو عنهم ومنحهم حياة جديدة خارج سيناء مقابل دعم النظام وأجهزته الأمنية؛ الأمر الذي مكن النظام من الحصول على معلومات ذهبية شديدة الأهمية والخطورة بشأن تمركز عناصر التنظيم وفلسفة تحركاتهم.

التجربة خلال العقد الماضي (الساعة الأوميجا الخضراء الكبيرة حسب رؤيا السيسي التي رواها للراحل ياسر رزق) تؤكد أن تسويق النظام إعلاميا بأنه نجح في القضاء على عناصر تنظيم ولاية سيناء لا يمكن التسليم بصحته؛ فقد أعلن النظام مرات عديدة قبل ذلك القضاء على التنظيم واتضح أن ذلك لم يكن صحيحا. من جهة ثانية فإن الحديث عن التنمية هو حديث شائك من جانبين: الأول أن الأرقام المذكورة بخلاف أنها ضخمة وهائلة فإنها أيضا متفاوتة حسب تصريحات كبار المسولين بالنظام؛ فالسيسي يصل بفاتورة التنمية خلال السنوات الماضية إلى ما بين (40 إلى50 مليار دولار)، بينما يصل بها رئيس الحكومة مصطفى مدبولي إلى نحو (20 مليار دولار فقط) أي نحو “610 مليارات جنيه حسب نص تصريحاته”؛ الأمر الذي يفتح أبواب التساؤل حول أسباب هذا التفاوت ومدة وحجم الفساد في هذه المشروعات.

الجانب الثاني، هو ما يتعلق بتوظيف لافتة التنمية كغطاء لتحركات يستهدف بها النظام في المقام الأول تصميم سيناء على مقاس مخططات صفقة القرن التي تبتها حكومة الاحتلال بعدما أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهي محور كل التحركات الجارية في سيناء بهدف استغلال سيناء لحل أزمة قطاع غزة عبر مشروعات ضخمة تستهدف تحويل شمال سيناء إلى بوابة  تواصل القطاع مع العالم الخارجي وربطه بسيناء عبر مشروعات مستدامة؛  بما يمكن النظام العسكري في القاهرة  في نهاية المطاف من تعزيز نفوذه وسلطانه على القطاع وحركات المقاومة من خلال تكوين ظهير شعبي  مؤثر داخل القطاع بتوظيف أعداد كبيرة من فلسطيني القطاع في هذه المشروعات بما يجعل القاهرة المتحكم في اقتصاد القطاع خلال المرحلة المقبلة، وبما يسمح خلال  عدة سنوات بالتحكم في حركات المقاومة وإخضاعها للحلول الإقليمية المفروضة من إسرائيل والنظام الإقليمي والدولي وفق المخططات الأمريكية 

الهزيمة في معركة الدولار

بعيدا هن انتصارات السيسي المزيفة في معاركه الوهمية، فقد سلط تحليل نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية في مطلع إبريل (2023) الضوء على هذه المقارنة الكاشفة بين انتصارات السيسي في سيناء كما تروج الآلة الإعلامية للنظام وهزيمته المدوية في معركة الدولار، تناول التحليل مدى وحجم التدهور في الاقتصاد المصري في الوقت الذي ارتفعت فيه وتيرة البروباجندا الإعلامية لنظام السيسي، حول القضاء على الإرهاب في سيناء ومواصلة مشروعات التنمية؛ لكن الصحيفة البريطانية رأت أن الهدف من الحملة الدعائية في سيناء والحديث عن الإرهاب ما هو إلا غطاء لصرف النظر عن الهزيمة المدوية للسيسي في المعركة الحقيقية وهي معركة الاقتصاد والحد من سطوة الدولار وتآكل قيمة العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة.

وحسب إيكونوميست فإن “العدو” حقق تقدما على ثلاثة اتجاهات وفي أقل من عام؛ الأول، أن السكان متعبون ومعنوياتهم متدنية، وعندما أراد السيسي إظهار القيادة، انطلق موكبه في منطقة جرداء في سيناء حتى وصل إلى نقطة تفتيش للجيش، حيث حاول رفع الروح المعنوية للجنود قائلا: “لا تعتقدوا أن هذه الأزمة ستبقى”، حيث تحدث إلى مجموعة من المجندين الذين كانوا بزي مموه، مضيفا أنه “سيأتي اليوم الذي ستصبح فيه هذه الأزمة تاريخا”.

ومع أن النغمة والأجواء كانت عسكرية إلا أن “العدو”، لم يكن متمردين أو غزاة، بل كان الدولار ضد الجنيه المصري الذي فقد في الفترة الماضية نصف قيمته. ولم يكن السيسي يطلب من الجنود القتال بشجاعة في ساحة المعركة، بل كان يدعوهم و 105 ملايين مصري إلى تحمل أزمة اقتصادية طاحنة. وتعلق المجلة: “كان مشهدا غريبا يحكي الكثير عن حكمه الذي مر عليه عقد”. وتعلق المجلة بأن الضباط المصريين والمراقبين الأجانب رأوا أن حملة سيناء كشفت عن ضعف في داخل الجيش، فقد تم شحن موجات من المجندين غير المدربين بشكل جيد إلى جبهات القتال وبدون معدات أساسية، وعاد مئات منهم بالأكفان. وبعد أكثر من عقد تحت حكم السيسي فلا يزال الجيش يكافح لتأمين البلاد، في وقت يوسع فيه حملته للسيطرة على الاقتصاد.

واستشهدت المجلة البريطانية بلغة الأرقام الرسمية للتدليل على مدى تدهور الأوضاع ومدى وحجم الهزيمة المدوية التي تعرض لها النظام والسيسي والدولة المصرية في معركتهم ضد الدولار ؛ فالسيسي ـ حسب إيكونوميست ــ مولع باستعادة فترة الفوضى التي تبعت الثورة لكي يبرر حكمه المستبد. لكن الكثير من رعاياه بدأوا بالحنق عليه بسبب تردي الاقتصاد، فقد خفضت مصر قيمة العملة بنسبة 50% منذ مارس 2022، وزاد البنك المركزي من سعر الفائدة للضعفين وبنفس الفترة، بما في ذلك زيادة بنسبة 2% في 30 مارس، ليصبح سعر الفائدة 18.25%. ولا يزال المستثمرون حذرين، كما أنه انخفض سعر الجنيه في السوق السوداء حيث يتم تبادله بنسبة 16% أقل من السعر الرسمي، وتظل أسعار الفائدة قليلة مقارنة مع معدل التضخم الذي وصل إلى 32.7% في الشهر الماضي وزادت أسعار الطعام والشراب بنسبة 62.9% منذ بداية العام الحالي. ونظرا لهذه المعدلات السلبية فلم يعد لدى المستثمرين شهية للديون المصرية. وفي العرض الثالث للسندات الحكومية بشهر نيسان/ إبريل باعت فقط 1.1 مليون جنيه مصري في صكوك بمزاد علني، أي نسبة 0.04% من 3 مليارات سند معروضة.

*الانقلاب يجهز 10 شركات تابعة للجيش للطرح أمام المستثمرين لسداد الديون وانسحاب مستثمري الخليج

قال رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي، أمس السبت، إن بعض التقارير الخارجية تتحدث عن عدم قدرة مصر على سداد الديون، ولكن هناك خطة واضحة لتوفير الموارد المالية الخاصة بها ومصر تسير بقوة في برنامج الطروحات الذي أعلنته، ولن تتراجع عن طرح شركاتها العامة في البورصة المصرية، وأمام المستثمرين الاستراتيجيين (الخليجيين) لسداد تلك الديون.

وكشف مدبولي عن “تجهيز 10 شركات تابعة للقوات المسلحة (الجيش) للطرح أمام المستثمرين، إثر طرح شركتي وطنية لمحطات وقود السيارات وصافي لتعبئة المياه”، مضيفاً “الحكومة تستهدف تحصيل ملياري دولار من خطة الطروحات قبل نهاية يونيو المقبل.

وتابع سنعلن عن إجراءات جديدة لتيسير الطروحات، من خلال وحدة متفرغة لعملية طرح الشركات العامة، وتعيين استشاري دولي لمساعدة الحكومة في تذليل كل العقبات المرتبطة بها”.

وعن تباطؤ الطروحات وعدم إقبال المستثمرين على شراء الأصول الحكومية، قال مدبولي إن “الدولة لا تريد التخارج من شركاتها العامة بسرعة كبيرة، وحين أعلنت عن برنامج الطروحات أكدت أنه سيستغرق عاماً، أي حتى نهاية الربع الأول من عام 2024، كما أن الحكومة تستهدف تحقيق نسبة 25% من الطروحات، البالغة 32 شركة (منها 3 بنوك)، في إطار منظومة متكاملة”، على حد قوله.

وأكمل: “صندوق مصر السيادي يدير منظومة الطروحات، ويتفاوض مع جميع الجهات الاستثمارية. كما أن البنك المركزي يحضر مجموعة البنوك المشاركة في الطروحات، علماً بأنه يوجد تحوط وسرية في بعض الإجراءات، لأن تسريب أخبار البيع يهبط بأسهم الشركة المستهدف طرحها. ودور الحكومة ومسؤوليتها يرتكزان على الاستفادة القصوى من الأصول، وبذل كل الجهود تحقيق أعلى سعر لها”.

انسحاب دول الخليج

وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن مصر تواجه مشكلة وصعوبات حالية في خططها لبيع أصول الدولة لمانحين خليجيين، حيث شدد حلفاء القاهرة التقليديون في الخليج نهجهم لطريقة دعم البلاد.

تقول الصحيفة، في تقريرها، إن الدول الخليجية الغنية بالنفط اعتادت على إنقاذ جارتها خلال العقد الذي أعقب استيلاء السيسي على السلطة، وكان من المتوقع أن يصبحوا أهم المشترين للأصول المصرية.

وحددت مصر 32 شركة من شركات القطاع العام التي تخطط لفتحها أمام مساهمة القطاع الخاص، لكنها لم تُعلن عن تحقيق أي مبيعات كبيرة منذ توقيع صفقة صندوق النقد الدولي.

ويؤكد عدم إحراز تقدم على الموقف الأكثر صرامة الذي يتخذه المانحون الإقليميون، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر، حيث أصبحت العواصم الخليجية أقل رغبة في تقديم الدعم المالي التقليدي، وبدلاً من ذلك تسعى إلى الاستثمار التجاري وتتوقع من الحكومات تنفيذ الإصلاحات، وفقا للتقرير.

وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد التزم مؤخراً باستثمار 10 مليارات دولار في مصر، لكنه انسحب من محادثات شراء “المصرف المتحد” المملوك للدولة، بعد أن أدى الانخفاض في قيمة الجنيه المصري إلى محو مئات الملايين من القيمة الدولارية للمصرف، وذلك وفقاً لمصرفي دولي وشخص آخر مطلع على المفاوضات.

لن ننخدع مرة ثانية

وحذر المراقبون من غياب التوافق بين توقعات القاهرة وتوقعات الصناديق السيادية الخليجية، حيث قال أحد المصرفيين الدوليين المطلعين على النقاشات: “يتمثل موقف مصر في بيع الأصول بفرق سعر أضخم من أسعار السوق، لأن المصريين يجادلون بأن الأسواق في حالة انخفاض وأن أسعارها الحالية لا تمثل القيمة طويلة الأجل”.

وأضاف: “هناك تباعد كبير في وجهات النظر بين الجانبين”.

وشكك المراقبون أيضًا في استعداد نظام السيسي، الذي يقوده الجيش، لبدء الإصلاحات، بما في ذلك كبح المصالح التجارية للجيش، والتي توسعت بشكل ملحوظ في عهد السيسي، وتمتد من الزراعة ومزارع الأسماك إلى البناء ومصانع الأغذية.

ونقلت “فايننشال تايمز” عن مصرفي ثان قوله: “هناك حالة من الانزعاج والإحباط التام في السعودية، حيث يقولون: هل يظن المصريون أنه من السهل خداعنا لهذه الدرجة؟.. هم يريدون رؤية إصلاحات حقيقية ووضع خطة إصلاح هيكلية”.

الخليج: ليست لدينا شهية ولن نرمي الأموال ببساطة

وقال شخص مطلع على المفاوضات الخليجية المصرية للصحيفة: “القطريون لديهم استعداد لضخ المال، لكنهم يريدون استثماراً ذكياً يُدرّ المال أيضاً، أو يبلغ نقطة التعادل في حالات نادرةٍ على الأقل. ولن يرموا أموالهم ببساطة.. بل يحاولون العثور على الفرصة المناسبة”.

بينما قال يزيد صايغ، الزميل الأول في مركز أبحاث Malcolm H Kerr Carnegie Middle East Center، إن الجيش سيقاوم بيع الأصول التي تدر الأرباح.

وأوضح صايغ: “ومع ذلك، تكمن المشكلة الحقيقية [لدى المشترين] في اعتماد شركات الجيش على التمويل الحكومي بالكامل، وذلك في صورة ضمانها لتدفق عقود المشتريات الحكومية عليها… والدعم والقدرة على تحميل الخسائر لخزانة الدولة. ولن تكون هذه الشركات جذابة للمستثمرين الأجانب إلا في حال ضمان استمرار تلك الامتيازات”.

من جهته، علّق صندوق أبوظبي السيادي “ADQ القابضة”، أداة الاستثمار الإماراتية الرئيسية في مصر، مشروعاته داخل البلاد بحسب تصريح مصرفي مطلع على المفاوضات من دبي.

وقال المصرفي للصحيفة البريطانية: “ليست هناك شهية لأي استثمارات جوهرية في الوقت الراهن”، وأردف أن الأوضاع قد تتغير عقب زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد للقاهرة في الشهر الجاري.

لا توجد حلول أخرى؟

يرى المحللون، وفقا للصحيفة، أن القاهرة ليس أمامها كثير من الحلول الأخرى، بخلاف بيع الأصول، لجمع رأس المال، في ظل قلق المستثمرين الأجانب وعرقلة القطاع الخاص نتيجة المحنة الاقتصادية وهيمنة الجيش.

وأوضح فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي في شؤون الشرق الأوسط بمصرف “جولدمان ساكس”: “إذا لم ترغب في مواصلة خفض قيمة عملتك وإبطاء النمو من أجل تقليل الطلب على الدولار، فليس هناك خيار سوى زيادة المعروض. والمسار الوحيد المتاح أمام مصر على المدى القصير الآن هو جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة عبر بيع الأصول”.

* الانقلاب يقترض 40 مليار جنيه من أموال البنوك لتمويل عجز الموازنة

طرح البنك المركزي المصري، اليوم الأحد، 30 أبريل 2023، أذون خزانة بقيمة إجمالية 40 مليار جنيه؛ لتمويل عجز الموازنة وذلك نيابة عن وزارة المالية.

وكشف البنك عبر موقعه الإلكتروني، أن الشريحة الأولى للطرح بقيمة 22.5 مليار دولار على أجال 91 يوما والشريحة الثانية بقيمة 17.5 مليار جنيه على أجال 273 يوما.

عن Admin