أسرار استقالة أو إقالة عبد الرحمن الراشد من العربية وهل تم التعامل معه باعتباره من رجال بندر بن سلطان؟

العربيةأسرار استقالة أو إقالة عبد الرحمن الراشد من العربية وهل تم التعامل معه باعتباره من رجال بندر بن سلطان؟

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

أٌقيل عبدالرحمن الراشد من منصبه كمدير عام لقناة “العربية”، وقد وافق عليها رئيس مجلس إدارة “مجموعة MBC”، الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، ملبياً رغبة الراشد بعد محاولات عدة لثنيه عنها، وقرر تعيين الدكتور عادل الطريفي، في منصب مدير عام القناة، والذي كان يشغل منصب نائب المدير العام.

وقد تم قبول استقالة المدير العام لقناة العربية عبد الرحمن الراشد من منصبه يوم السبت 22-11-2014، بعد أكثر من عشر سنوات أمضاها في هذا المنصب، ليحل نائبه الدكتور عادل الطريفي بديلاً عنه.

 بعض المعلومات التي تفسر أسباب الاستقالة الغامضة للراشد، خاصة وأن الاعلان عنها تم وهو خارج دولة الامارات، وليس وهو على رأس عمله في مكتبه بدبي.

وفوجئ العاملون في قناة العربية، والمتابعون لشاشتها، بخبر على موقع العربية نت” مساء السبت 22 نوفمبر يشير الى أن رئيس مجلس إدارة مجموعة “أم بي سيوليد آل ابراهيم وافق على استقالة الراشد من منصبه، وقرر تعيين نائبه الدكتور عادل الطريفي خلفاً له، إلا أن معلومات من كواليس العربية تقول بأن الاعلان عن استقالة الراشد تم وهو مسافرً في الخارج، وهو ما يفتح الباب لكثير من التساؤلات.

لم تكن استقالة عبد الرحمن الراشد من منصبه كمدير عام لقناة “العربية” مفاجأة في كواليس الفضائية السعودية. من يتابع أجواء المحطة، يعلم أن الصحافي السعودي كان يخطّط لتلك الخطوة منذ سنوات، لكنّ القائمين على الشبكة كانوا يؤجّلون استقالته مراراً إلى أن وافقوا عليها أخيراً. قد يعتبر بعضهم أنّ استقالة الراشد مؤشر ربما إلى تغيير ما يحدث في المملكة، لكنّ مصدراً في «العربية» ينفي ذلك، لافتاً إلى أن المحطة لن تبدّل نهجها ولا مقاربتها أو سياستها الإعلامية إزاء الملفات السياسية في المنطقة، أولها طبعاً الملف السوري.

وقال مصدر واسع الاطلاع ورفيع المستوى في مجموعة “أم بي سي” أن قرار الاطاحة بعبد الرحمن الراشد اتخذ في صيف العام الحالي 2014، أي قبل شهور قليلة فقط، عندما تم استدعاء الدكتور عادل الطريفي على عجل من لندن حيث كان يعمل في جريدة الشرق الأوسط، ليتم تعيينه اعتباراً من أول تموز/ يوليو 2014 نائباً لمدير عام قناة العربية، وهو منصب كان يشغله سابقاً الصحفي السعودي المعروف داوود الشريان.

وبحسب المعلومات فان الاطاحة بالراشد وتعيين الطريفي خلفاً له يرتبط بشكل مباشر بالإطاحة برئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان بناء على القرار الملكي الصادر في الرياض يوم 16 نيسان/ أبريل 2014، حيث أن الراشد هو أحد الليبراليين المحسوبين على الأمير بندر وعلى حليفه رئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري.

ويقول مصدر مطلع إن الاطاحة بالراشد تقررت في أعقاب انهيار امبراطورية بندر بن سلطان في السعودية، أي اعتباراً من أواخر نيسان/ أبريل الماضي، حيث غادر الطريفي بعدها بنحو شهرين فقط منصبه في جريدة “الشرق الأوسط” وهبط مستعجلاً على قناة العربية تمهيداً للاطاحة بالراشد، أما الذي أخر رحيل الراشد من تموز/ يوليو حتى تشرين ثاني/ نوفمبر فهو أن الطريفي لا يمتلك أية خبرات في العمل التلفزيوني ولم يسبق له العمل في مجال الصحافة التلفزيونية مطلقاً قبل قناة العربية.

ويعتبر الطريفي الحاصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية والمتخصص بالشأن الايراني، من الصحفيين المقربين من وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف، وتيار المحافظين المتحالف معه، كما هو الحال أيضاً بالنسبة لداود الشريان الذي يعتبر أحد المقربين من وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية، لكنه ليس محسوباً على بندر كما هو حال الراشد.

ويشير المصدر إلى أن المدير العام الجديد عادل الطريفي سيُكمل الخط الذي وضعه الصحافي السعودي المحسوب على الخط الليبرالي في المملكة. قبل عشر سنوات، دخل الراشد المحسوب على الملك عبد الله بن عبدالعزيز كواليس القناة، مجرياً بعض التغييرات التي عارضها الخط المتشدد في السعودية، مثل مناقشة بعض التابوهات ومنح هامش أكبر من الحرية في مناقشة بعض القضايا ومهاجمة المتشددين.

تخللت رحلة الراشد في المحطة الكثير من المد والجزر إلى أن قرر أخيراً غلق الباب خلفه والتفرّغ للمشاريع التي يديرها، منها شركته Ortv  للإنتاج الإعلامي التي تُعنى بإنجاز أفلام وثائقية متنوّعة. لكن يتمّ الحديث حالياً عن مشاريع سياسية عدة تنتظر الراشد.

العربية تكذب

تحكي بعض الأوساط السياسية مثلاً أنّ السلطات السعودية تستعدّ لتعيينه وزيراً للثقافة والإعلام، لكنها لم تتخذ القرار النهائي بعد، أو على الأقل لم تخرجه إلى العلن. وفي حال صدقت تلك التوقعات، فإن الراشد سيكون خلفاً لبندر بن محمد بن حمزة أسعد حجار الذي كلّف بمهمات الوزارة بعد تنحية عبد العزيز خوجة من منصبه أوائل الشهر الجاري.

وتشير مصادر أخرى إلى أنّ شخصية الراشد مثيرة للجدال في المملكة، لذا تستبعد استفزاز الخط المتشدد في المملكة بهذا التعيين، لكنّ هذا لا يمنع تعيينه في منصب استشاري.
بشكل عام، يُطلق على عبد الرحمن الراشد تسمية «أبو الإعلام الجديد» في السعودية، في إشارة إلى «تحرّره» النسبي ودعمه للشباب الإعلامي السعودي.

ويُعرف الراشد بهجومه الدائم على رجال الدين المتشدّدين، لكنّه لم يخرج يوماً من عباءة القرار السعودي بل هو منفّذ له. ويواظب في زاويته شبه اليومية في صحيفة «الشرق الأوسط» على مهاجمة «قوات الأسد» وحلفائها. خلال فترة عمله في «العربية»، دأب الراشد على استقدام أكبر عدد من الشباب السعودي إلى داخل المحطة، ووضعهم في المناصب الاستراتيجية ضمن خطة “سعودة” المحطة.

من هذا المنطلق، درّب الراشد مواطنه عادل الطريفي ليكون خلفاً له بعدما شغل منصب نائب المدير العام لأشهر عدّة. ووجد الراشد أن الطريفي يستحقّ كرسي «العربية» مكانه. وكان الطريفي يرافق الراشد في مختلف تحرّكاته، ويلازمه في المناسبات الاجتماعية والرياضية. لذلك يعتبر «الابن» الذي رباه الراشد إعلامياً وفكرياً وسياسياً أيضاً. كما أن السعوديين هما من المدرسة الصحافية ذاتها. في عام 1998 عُيّن الراشد رئيساً لتحرير جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية (واستقال منها لاحقاً) مبقياً على زاويته. وفي الأول من كانون الثاني (يناير) 2013، جلس الطريفي على مقعد رئاسة تحرير «الشرق الأوسط». إذاً، كل المؤشرات تدلّ على أن الطريفي هو استمرار للراشد لا أكثر. واللافت أن الطريفي يبلغ 35 سنة (1979)، لكن تعيين شاب في هذا المنصب ليس جديداً على الشبكة السعودية. في عام 2012، تّم تعيين الاعلامي الثلاثيني فيصل عبّاس رئيساً لتحرير النسخة الإنكليزية من موقع «العربية. نت».

وكانت mbc قد وزّعت قبل ثلاثة أيام بياناً صحافياً على مختلف وسائل الإعلام كشفت فيه أنّ رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc وليد بن إبراهيم آل إبراهيم عيّن الراشد عضواً في مجلس إدارة المجموعة، «ليُصار بذلك إلى الإفادة من خبرته العملية والإدارية لما فيه مصلحة المجموعة» وفق البيان.

لكن يبدو أن المهمات الجديدة لعبد الرحمن هي صورية لا أكثر ولا صحّة لتعيينه في مركز جديد، بل إن mbc حاولت أن تثبت للإعلام أن استقالة الراشد جاءت حبياً، فيما هو يحضّر ربما لانطلاقته السياسية.

باختصار، سلم عبد الرحمن رسالته إلى مواطنه الطريفي الذي سيحاول جاهداً ألا يخيّب آمال معلّمه الأول. ومن المتوقع ألا يحدث الطريفي تغييرات في «العربية» باستثناء استقدام أكبر عدد من السعوديين للعمل في القناة وتطبيق أجندتها السياسية بالحذافير.

وكان الراشد قد استقال من منصبه قبل نحو أربع سنوات، حيث أعلن استقالته حينها في اجتماع هيئة التحرير الصباحي بقناة العربية، ولاحقاً لاعلان استقالته تنم اقناعه بالعدول عنها، وقيل آنذاك بأن وليد آل ابراهيم عاد مسرعاً الى دبي ليقنع الراشد بالعدول عن قرار الاستقالة، وهو ما تم بالفعل خلال ساعات قليلة من نفس اليوم الذي استقال فيه الراشد.

والطريفي معروف بعدائه الشديد للتيار الاسلامي، كما أنه انتقد علناً وفي أكثر من مناسبة حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية، وطالب بمطاردتها وملاحقتها.

 

عن Admin

اترك تعليقاً