بيان من سجناء سجن سلا 2 عن وفاة أحمد بن ميلود

بيان من سجناء سجن سلا 2 عن وفاة أحمد بن ميلود

في بيان حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسخة منه من معتقلي سجن سلا 2 يتعلق بوفاة المعتقل الإسلامي الجزائري / أحمد بن ميلود ويتحدث عن الاستهتار الذي يعامل به  المضربين عن الطعام في السجن وفيما يلي نص البيان :
استشهاد السجين أحمد بن ميلود داخل أسوار غوانتنامو المغرب سلا 2 إثر إضراب مفتوح عن الطعام تجاوز 60 يوما
في دولة تستهين بأرواح البشر ، وتعامل رعاياها دون مرتبة الحيوان ، وتسحق فئة أخرى داخل السجون كالحشرات ، تلك هي الحقيقة البشعة التي يحاول القائمون على الحكم إخفاءها وراء مساحيق الكذب والإدعاء والدعاوى العريضة كرفع شعارات فضفاضة كالإصلاح ودمقرطة المجتمع ومحاربة الفساد ، تزييف على شعب مقهور ، مغلوب على أمره ، متسلط عليه بجميع أنواع الظلم والطغيان والغطرسة والتحكم في الرقاب والعباد والبلاد ومن بين هؤلاء المقهورين تلك الشريحة العريضة التي توجد خلف القضبان ، فيما بات يعرف بجماعات السلفية الجهادية القابعين ظلما وعدوانا في سجون الخزي والعار  خاصة سجن سلا 2 وتولال 2 ، والتي باتت تعرف وطنيا ودوليا بغوانتنامو المغرب ، كوكر من أوكار التعذيب والتنكيل والحرمان والتعرض للأعراض والكرامة ، حيث لم تسلم من هذه المأساة حتى العائلات والأقرباء ، وذلك على مدى أكثر من سنة ، مما اضطر خمس سجون مختلفة لخوض إضراب مفتوح عن الطعام منذ أكثر من شهر حيث آلت الحالة الصحية لمعظم السجناء إلى الأسوء دون أن يعير المسؤولون في السجون أو المندوبية ، أو حتى الوزارة الوصية أي اهتمام لهذه المعاناة .
فكانت الطامة الكبرى يوم الخميس 17 ماي 2012 بسلا 2 حيث توفي السجين السلفي أحمد بن ميلود ، إثر معركة الأمعاء الخاوية والذي خاضها لأكثر من 60 يوما ، بعد فشل محاولات زملائه في الزنزانة لإنقاذه ، ولم يشفع له سنه المتقدم 54 سنة لدى الإدارة بالرغم من تكرار مناشدة المسؤولين لإسعافه ، وخاصة مدير المؤسسة مصطفى الحجلي ونائبه العظيمي ، اللذان ما فتئا يرددان ” إذا كان يريد أن يموت فليمت ، هنا لا حقوق ولا قانون ولا سلطة إلا سلطتنا .”
هذه الغطرسة و هذا التجبر  هو سلوك ممنهج متبع ، وليس خطأ عارضا حيث أنه قبل يومين فقط من هذه الحادثة الأليمة ، توفي دركي آخر منتحرا ، جراء الإهانات والتعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له .
ومن سلسلة محاولات الانتحار التي يقوم بها السجناء ، كان آخرها محاولة السجين مصطفى السفياني الذي يتوقع أن يحقنوه بالحقنة الخبيثة في أي لحظة بدعوى أنه مريض .
كما أن السجين عبد الصمد بطار الذي ساءت حالته الصحية إلى درجة أن الأطباء يتوقعون أن يلقى حتفه خلال أيام حيث لم يوافق على وضع “السيروم”  المصل في المستعجلات إذا لم يستجب لمطالبه المشروعة وآخرون مثلهم كثير .
فيا أصحاب الضمائر الحية ، ويا أصحاب الحرية والعدالة والمساواة في هذا العالم ، من أفراد وجماعات وهيئات ومنظمات ، لا تصموا آذانكم عن المجازر التي تقع داخل سجون المغرب وخاصة سجني سلا 2 وتولال 2 ، تدخلوا بسرعة و قبل فوات الأوان ، وقبل أن نفنى واحدا تلو الآخر ، ثم تندموا من حيث لا ينفع الندم . انتهى البيان

وكان المرصد الإعلامي الإسلامي قد أصدر بياناً أمس هذا نصه :
نداء لمنظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية
المغرب : وفاة المعتقل الإسلامي الجزائري أحمد بن ميلود بسجن سلا2 إثر إضراب عن الطعام
المرصد الإعلامي الإسلامي يحمل السلطات المغربية من العاهل المغربي إلى إدارة السجن المسئولية
تلقينا ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة المعتقل الإسلامي الجزائري / أحمد بن ميلود الذي وافته المنية عشية الخميس 17 مايو 2012 بسجن سلا2 بالمغرب ، بعد أن تجاوز 70 يوماً في إضرابه عن الطعام والذي دخله احتجاجا على الأوضاع المزرية التي كان يعيشها رفقة باقي المعتقلين في ذلك السجن السيء الذكر ، وكذلك احتجاجاً على التعذيب الذي تعرض له على أيدي الجلادين في السجن.
وقد تم ايداعه رحمه الله زنزانة انفرادية منذ اعتقاله السنة الماضية بتهمة استهداف القنصلية الجزائرية وظل يضرب عن الطعام بين الفينة والأخرى منذ ذلك الحين ، بل دخل أحيانا في إضراب عن شرب الماء .
وفي هذا المقام المحزن والمؤسف يتقدم المرصد الإعلامي الإسلامي بخالص التعازي لعائلة الفقيد الذي ضحى بحياته رفضاً منه لحياة الذل والهوان الذي يعيشه المعتقلون الإسلاميون بالسجون المغربية منذ أزيد من عقد من الزمن لينضم إلى قائمة شهداء سجون العهد الجديد وقائمة ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في هذا البلد وفي ظل احتفاط الجلاد حفيظ بن هاشم بمنصبه في مندوبية إدارة السجون .
ويستنكر المرصد الإعلامي الإسلامي ويدين السلطات المغربية في عدم الحفاظ على السلامة البدنية للفقيد أحمد بن ميلود وحقه في الحياة، ويحمل المرصد كامل المسئولية للعاهل المغربي محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الاله بن كيران ومندوب إدارة السجون حفيظ بن هاشم ومدير سجن سلا2 وكل الجلادين الذين تورطوا في جرائم تعذيب المعتقلين ، كما يتحمل المسئولية كذلك وزير العدل والحريات المصطفى الرميد الذي توانى في الضرب على أيادي الجلادين وتحريك المتابعة في حقهم مما أدى إلى استقوائهم واضطر بذلك المعتقلين الإسلاميين للدخول في إضرابهم المفتوح عن الطعام . . كما يتحملون كامل المسئولية في حال حدوث أي مكروه لباقي المضربين عن الطعام .
كما يحذر المرصد الإعلامي الإسلامي من مغبة استمرار تجاهل المطالب العادلة للمضربين عن الطعام خاصة بعد تفاقم الوضع الصحي لهم داخل كل من سجني تولال2 وسلا2 ، إذ قامت الإدارتين السجنيتين للسجنين المذكورين بنقل عشرات المعتقلين صبيحة اليوم الجمعة 18 مايو 2012 إلى المستشفيات وهم في حالة إغماء بعد أن تجاوزت مدة إضرابهم عن الطعام 40 يوما .
من الجدير بالذكر أن السلطات المغربية كانت قد اعتقلت أحمد بن ميلود بزعم استهداف القنصلية الجزائرية بوجدة، السنة الماضية وحوكم على إثرها بثلاثين سنة نافذة، بعدما عثر بحوزته على مسدس وهو يهم بالدخول للقنصلية حسب زعم السلطات المغربية.

وحسب مصادر مطلعة فإن أحمد بن ميلود كان قابعاً بزنزانة إلى جانب معتقلين إسلاميين آخرين، قبل أن يتم نقله إلى سجن انفرادي حيث باشر إضرابه على الطعام.

وأصدر أحمد بن ميلود في وقت سابق بياناً اتهم فيه المملكة المغربية بتوصية من الجزائر من أجل القضاء عليه، وحسب مصادرنا فإن السجين الجزائري قد تعرض للتعذيب داخل الزنزانة من ضرب مبرح وهتك للعرض بالعصي.

حسبنا الله ونعم الوكيل
إنا لله وإنا إليه راجعون
المرصد الإعلامي الإسلامي
الجمعة 27 جمادى الثانية 1433هـ الموافق 18 مايو 2012 م

عن marsad

اترك تعليقاً