نهاية جاسوس.. اسرائيل تحتجز  مصعب يوسف “أميرها الاخضر

نهاية جاسوس.. اسرائيل تحتجز “أميرها الاخضر

احتجزت السلطات الاسرائيلية في مطار اللد، مساء اليوم الاربعاء، مصعب يوسف نجل القيادي في حركة “حماس” حسن يوسف فور وصوله قادما من الولايات المتحدة، طبقا لما ادلت به مصادر إعلامية إسرائيلية.

واخضعت المخابرات الاسرائيلية مصعب يوسف لاستجواب واحتجزته عدة ساعات قبل ان تسمح له بالدخول الى اسرائيل التي وصلها بدعوة من اعضاء كنيست معظمهم من حزب الليكود.

اسرائيل تدعي ان مصعب الذي تسميه “الامير الاخضر” كان من افضل العملاء الذين زرعتهم اسرائيل في الجناح العسكري لحركة “حماس” وانه تمكن خلال فترة خدمته تلك، من احباط عشرات العمليات، بينها عمليات اغتيال قادة عسكريين وسياسيين اسرائيليين.

مصعب الذي كشف النقاب عن عمالته للمرة الاولى عام 2010 حظي بلجوء سياسي في الولايات المتحدة، وقام باصدار كتاب بعنوان “ابن حماس”، روى فيه مزاعمه عن كيفية احباط عمليات عسكرية ضد اهداف اسرائيلية من قبل الجناح العسكري للحركة الذي زعم انه كان عضوا فيه.

مؤخرا اجرى العميل المذكور اتصالات مع ايوب قرا، عضو الكنيست عن حزب “الليكود”، ونائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون، وعضو الكنيست عينات ويلف، التي كانت على صلة بزيارته لاسرائيل، حيث حط مساء اليوم الاربعاء في مطار اللد.

من جهته، نفى القيادي في حركة حماس حسن يوسف القابع حاليا في سجن “النقب” ان يكون ابنه المذكور كان في يوم من الايام ضمن الجناح العسكري لحركة “حماس”.

تجدر الاشارة ان مصعب يوسف غير اسمه العربي واصبح اسمه حاليا جوزيف، واعتبر أكبر متعاون مع المخابرات الاسرائيلية (جهاز الشاباك) الذي قام بتشغيله على مدى 10 سنوات.

وكان مصعب ملقباً بالامير الاخضر وتمكن من إحباط العشرات من العمليات التفجيرية، وكشف مجموعات فلسطينية للشاباك، وحال دون اغتيال شخصيات كبيرة في إسرائيل، وقد اعتنق مصعب الديانة المسيحية، قبل نحو 10 سنوات، وانتقل للاقامة في الولايات المتحدة، إلا أن مصعب كان يعتبر مصدراً موثوقا به، وتمكن جهاز الامن العام ‘الشاباك’ من دسه في صفوف حماس، ومن بين القياديين الفسطينيين الذين تم اعتقالهم نتيجة تعاونه مع المخابرات الاسرائيلية، عبد الله البرغوثي، وإبراهيم حامد، ومروان البرغوثي المعتقلين حاليا في إسرائيل.

ويتذكر مصعب فيما نقلته عنه وسائل الاعلام حين تم الكشف عن ارتباطه وعمله مع المخابرات الاسرائيلية، يتذكر جيدا كما قال اليوم الذي دخل فيه رجل شاباك زنزانته في سجن المسكوبية، واقترح عليه أن يعمل من اجل إسرائيل، أو بعبارة أخرى أن يصبح متعاونا.

وكان مصعب قبل ذلك الاعتقال عضوا في خلية طلاب حماس في جامعة بيرزيت، وكان مشاركا في رمي حجارة. وزج به في السجن بعد أن اشترى سلاحا فقط في 1996م. وفي حاجز قرب رام الله وقف جنود سيارة السوبارو التي قادها وأمروه بإطفاء المحرك حيث يقول حول ذلك: “أخرجوني من السيارة وقبل أن أستطيع الدفاع عن نفسي رموني أرضا وضربوني بشدة”.

وتحدث لصحيفة “هآرتس” عن ذلك موضحا انه لم يخطط لان يصبح متعاونا ولكنه قرر ذلك فجأة. وقال”نقلت إلى المعتقل، المسكوبية، وتم تعذيبي بطريقة غير سهلة وضربوني مرة بعد أخرى في التحقيق، وقيدوا يدي بقوة. آنذاك أتى رجل الشاباك وعرض علي أن أعمل معه. لم أطلب مالا لأن وضعي المالي كان جيدا. فكرت في أن أقول له إنني موافق كي أصبح عميلا مزدوج،ا ولأنتقم من الشاباك ومن إسرائيل لاعتقالي وللأمور التي فعلوها بأبي. كانت خطتي أن أجمع معلومات عن الشاباك من الداخل، وأن أستعمل ذلك في مواجهة إسرائيل. علمت أن الحديث عن جهة ظلامية سيئة، وعن أشخاص سيئين، يقومون بأشياء فظيعة، كإرغامهم شخصا على أن يصبح متعاونا. لم أعلم آنذاك ما الذي يتحدث عنه وما هو الشاباك حقا. بعد أن وافقت، تركوني في السجن مدة 16 شهرا كي لا أسرح مبكرا جدا. كان ذلك قد يثير ارتيابا بأنني عميل للشاباك”.

ويقول، إنه شهد في فترة سجنه أشياء فظيعة. “مكثت في السجن مع أناس من حماس، ومع مسؤولين كبار في المنظمة استعملوا جهازا يسمى مجد – وهو شبه جسم أمني داخلي في حماس يرمي إلى الكشف عن عملاء لإسرائيل. كانوا يعذبون السجناء، وأكثرهم من حماس، لأنهم شكوا في تعاونهم. كان عملي أن أسجل الاعترافات وشهادات المحقق معهم واعتمدوا علي لأنني كنت ابن الشيخ. هناك فقدت ثقتي بحماس. لقد قتلوا أشخاصا بلا سبب. في حين كان الجميع يحذرونني من الشاباك، رأيت لأول مرة في حياتي أناس حماس يعذبون رفاقهم وأبناء شعبهم بقسوة لا مثيل لها. لم تهمهم الحقيقة قط. كان يكفي أن يرتابوا بشخص ما حتى تنتهي قصته. لقد عذبوا بقسوة، وأحرقوا أجساد المحقق معهم، ووخزوهم بالإبر واطفأوا فيهم السجائر. “أقسمت لنفسي أنني عندما أتحرر لن أظل في حماس ولن أعمل مع إسرائيل أيضا. أطلقت من السجن في 1997 وأنشأ الشاباك صلة بي. استقر رأيي على قطع الصلة بيني وبينهم، وأردت أن أجابههم كي افعل ذلك كما يجب. فاجأني أن اللقاء الأول كان وديا جدا ولذيذا. كنت في فضول لأعلم أكثر، لم تكن عندي خطط لقتل أحد أو للتجسس، كنت فضوليا ببساطة. وهكذا وافقت على لقاء مستعملي، الكابتن لؤي، مرة ثانية وبعدها مرة بعد أخرى”. كما قال مصعب في حديثه مع هارتس حول بداية ارتباطه مع المخابرات الاسرائيلية وكيف كانت اولى خطواته على هذا الطريق الذي انتهى اليوم بسجنه من قبل مشغليه حين وصل مطار اللد…!!!!!.

عن Admin

اترك تعليقاً