بكري وأديب ولميس وحمودة وعكاشة .. إعلاميو شفيق ينتظرون مصيرهم

بكري وأديب ولميس وحمودة وعكاشة .. إعلاميو شفيق ينتظرون مصيرهم

هناك من تحول من الإعلاميين بعد الثورة للتظاهر بأنهم معها، ولكن سرعان ما بدأ وجههم الحقيقي ينكشف مرة أخرى، ولعلها كانت اللحظة الفارقة في حياة المصريين جميعًا، فما إن أعلن فوز الدكتور مرسي بمقعد الرئيس، حتى هلَّل الملايين فرحًا وابتهاجًا، فيما هلل ملايين آخرون سخطًا واعتراضًا، غير أن عددًا ممن ارتبطوا ارتباطًا وثيقًا بالفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر، يمثل الأمر بالنسبة إليهم مسألة حياة أو موت.

فهناك الصحفيون مصطفى بكري، وعبدالله كمال، وعادل حمودة ، وهناك الإعلاميون عمرو أديب، ولميس الحديدي، وتوفيق عكاشة، ومن خلفه بالطبع مذيعته حياة الدرديري، هؤلاء قد يتعرضون للإقصاء إذا ما اتبع الرئيس الجديد تلك السياسة والتي اعتادتها مصر كلما حلّ نظام مكان آخر.
في اللحظة التي أعلن فيها المستشار فاروق سلطان فوز د. محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية بالتأكيد كانت لحظة قاسية للعديد من الشخصيات التي لم تكن فقط معارضة للدكتور مرسي.. ولكنها هاجمته وهاجمت جماعة الإخوان هجوم شديد وصل إلي حد العداء.. ولذلك لو كان كلام الرئيس الجديد أمس بشأن التصالح مع الجميع بمثابة كلام نظري فقط فسيكون الانتقام شديد من هؤلاء…

“الإخوان جزء من نظام مبارك.. ومحمد مرسي كان عنده سرطان في المخ بالمستندات ومفيش حد في الاخوان يقدر يواجهني”.. هذا ما قاله الصحفي عادل حمودة، والذي شن حملة كبيرة على الإخوان المسلمين ومحمد مرسي، وآخر ما كتبه في العدد الأخير قبل إعلان النتيجة كان مقال بعنوان ” عصابة المرشد فى مواجهة دولـــة المشيــر”، وقال فيه” الحقيقة أننا نواجه عصابة تريد اختطاف السلطة.. وتفتيت الدولة.. وتقسيم الأمة.. وتحويل مصر إلى إمارات متصارعة.. متنازعة.. متحاربة.. لتضمن إسرائيل أمنها.. ولتضمن الولايات المتحدة سلامتها.”
أما الكاتب مصطفى بكرى والذي أعلن فوز شفيق قبل لحظات من إعلان النتيجة فأكد أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول تغطية أخطاءها الجنائيه والتزوير الذى كانت تمارسه , وأكد أن الإخوان جماعة صفقات ويحاولون استخدام الثوار والقوه المدنية كدروع بشريه الآن وحتموا خلفها وفى نصف الصراع سيعقدون صفقه ويتركوهم، كما أعلن أن اختلافه مع الإخوان المسلمين في العديد من المواقف هى مواقف مبدئية وثابتة.

” يسقط حكم المرشد وعياطه الإستبن.. تسقط جماعة الأفاقين”.. كان هذا كافيا لإعلان محمد أبو حامد عداءه الشديد لجماعة الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسي، حيث هاجم الجماعة بشدة وطالب بحلها، كما وصف حشود الجماعة بأنها ضد الدولة والشرعية، مؤكدا أن الإخوان يريدون فرض شرعية الإخوان بدلا من شرعية الشعب والقانون والدولة، وقال إن الشعب المصرى قام بالثورة كي يتخلص من سطوة الحزب الوطنى ولن يقبل صناعة حزب وطنى جديد هو حزب الحرية والعدالة الإخواني، الذي يمارس كل ما كان يمارسه الحزب الوطني المنحل من تدليس ورفض للشرعية ورغبة في التكويش والسيطرة على السلطة.

” هاتسلمونا تسليم أهالي للإخوان المسلمين؟!” هذا ما قالته الإعلامية لميس جابر على الهواء في برنامجها مخاطبة المجلس العسكري، وهاجمته بسبب عدم وجود دستور، مؤكدة أنهم تسلمونا دولة مدنية وسلمونا لدولة دينية، كما كان معروف عنها تأييدها لأحمد شفيق.

أما عن توفيق عكاشة فيعتبر على رأس هذه القائمة، حيث جعل قناته الفراعين منبرا للهجوم على الإخوان بشكل يومي، وأعلن أنه لو فاز محمد مرسي سوف يهاجر إلي ألمانيا، وهو الذي كان يدعو إلي نزول المواطنين إلي مدينة نصر ليهتفوا ضد الإخوان، كما كان من ضمن من اتهموا الإخوان بالتسبب في قتل المتظاهرين في موقعة الجمل.

أما د. عبد الرحيم علي- المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية- فقد هاجم الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة هجوما عنيفا، وكتب سلسلة مقالات بعنوان ” الإخوان والانتهازية” ليسرد التاريخ الأسود للإخوان، وكشف علاقتهم بأمن الدولة قبل الثورة، واتهمهم بأنهم كانوا عملاء لأمن الدولة، وأنهم كانوا جزء من النظام السابق، وأن نظام مبارك كان يستخدمهم لتحقيق أهدافه مقابل تمرير المصالح للإخوان.
وأكد عبد الرحيم علي أن قيادات إخوانية على رأسها المرشد العام للجماعة والدكتور محمد مرسي، ذهبوا لحسن عبد الرحمن مدير مباحث أمن الدولة، للتفاوض حول حصول الجماعة على عدد من المقاعد في البرلمان، قبل انتخابات 2010، واتفقوا معه على 45 مقعدا، وأنهم يومها قبلوا يد حسن عبد الرحمن، إلا أن أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل، رفض وقتها هذا الاتفاق، ولم يكتف عبد الرحيم على عند هذا الحد من الهجوم، بل قال إن النظام كان يأمر الإخوان بالخروج في مظاهرات أمام الكنائس لردع المسيحيين، واتهم عبد الرحيم علي الإخوان بتهديده بالقتل.

أما د. سعد الدين إبراهيم فقد شن هجوماً ضارياَ على جماعة الإخوان المسلمين متهماً التنظيم، الذي يراه غير شرعي، بمحاولة اقتناص مصر لبداية مشروع الخلافة، موضحًا أنه في حال فاز مرشح الإخوان بالرئاسة، فإن “المرشد” سيحكم مصر، قائلا: الإخوان تنظيم هرمي والمرشد في قمة الهرم وكل من ينتمي للجماعة يلتزم بأوامر وتعليمات المرشد، ومرسي لن يفعل أي شيء ذي بال إلا بعد الرجوع لـ”المرشد”، ورأى أن دخول جماعة الإخوان المسلمين في صراع مع المجلس العسكري سينتهي في غير صالح الجماعة، وسينتهي بسحقهم في سيناريو مشابه لما حدث في عامي 1954 و1965.

أما في حال ما إذا التزم مرسي الحياد، فمستقبل هؤلاء قد ينحصر بين ثلاثة أمور، أولها التزام جانب المعارضة حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا – وهو الاحتمال الأبعد – أما الأمر الثاني فهو أن ينقلبوا 180 درجة ويختارون الجانب الرابح في ظل مرحلة التحول والتلون السياسي، أما الاحتمال الثالث – وهو الأقرب – فهو انضمامهم للحزب الذي أعلن الفريق أحمد شفيق تأسيسه عمّا قريب، هذا إذا لم يهرب خارج مصر بعد تحويله للتحقيق بتهمة الكسب غير المشروع!

الكاتب مصطفى بكري ظهر موقفه من الإخوان حينما أعلن عن فوز الفريق أحمد شفيق قبل إعلان النتيجة رسميًّا بلحظات قليلة، غير أن موقفه كان معلنًا من قبل حينما أكد أن “الإخوان المسلمين” تحاول تغطية أخطائها الجنائية، والتزوير الذي كانت تمارسه، ولم يكتفي بهذا بل قال إن الإخوان جماعة صفقات، ويحاولون استخدام الثوار والقوه المدنية كدروع بشرية، فيما أعلن توفيق عكاشة والذي كان على رأس مؤيدي شفيق والذي حوَّل قناة الفراعين للهجوم على الإخوان فقط، عن موقفه في حال فوز مرسي، قائلًا: لو فاز محمد مرسي سوف أهاجر إلى ألمانيا، بالإضافة إلى أنه كان يتهم الإخوان بتسببهم في قتل المتظاهرين في موقعة الجمل! الطريف أنه لم يرحل لألمانيا حتى الآن وتحول هجومه للمجلس العسكري.

أما الإعلامية لميس الحديدي، والتي كانت من مؤيدي أحمد شفيق، فقد اجتاحها الرعب، فوجَّهت في برنامجها رسالة للمجلس العسكري قائلة: “هاتسلمونا تسليم أهالي للإخوان المسلمين”، على اعتبار عدم وجود دستور، وتحول البلاد لدولة دينية وليس مدنية.

في حين ظهر الكاتب عادل حمودة في برنامجه ليقول إن الإخوان جزء من نظام مبارك.. ومحمد مرسي كان مريضًا بالسرطان في المخ، وأضاف:لم يجرؤ أحد من الجماعة على مواجهتي، حتى إنه تطرق لكتابة مقال في العدد الأخير قبل إعلان النتيجة بعنوان “عصابة المرشد في مواجهة دولة المشير”.

وتعليقًا على مصير هؤلاء الإعلاميين، يقول الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: “إن هؤلاء سيقومون باللعب ولكن بطريقتهم الخاصة”، موضحًا أنهم “سيحولوِّن العداد” على حدِّ قوله.

ويؤكد العالم، أن النظام إذا احتاج إلى إعلام منافق وكاذب سيجد الكثير ممن يناصرونه، موضحًا أن الإعلامي الذي يتوقف برنامجه سيجد آخر بديلاً يسانده.

ويوضح أستاذ الإعلام، أن سياسات النظام هي التي ستحدد مدى وجود هؤلاء على الشاشة، لافتًا أن قوانين الإعلام التي يضعها النظام ستحدد مصيرهم.

أما الإعلامي معتز مطر، والذي توقف برنامجه في “محطة مصر”؛ نظرًا لتمسكه بتحقيق أهداف الثورة، فيقول: “إن هناك إعلاميين سيستمرون؛ لأنهم يأكلون على كل الموائد ولديهم القدرة على ذلك”.
بالطبع حسبما قال الرئيس الجديد فى خطابه ستكون هناك مصالحة وطنية ، لكن هذا سيتوقف علي تطورات الأحداث وشكل الحكم ودرجة المعارضة له ، كما إن القائمة طويلة .. ويبق السؤال: من سيستمر علي موقفه .. ومن سيتراجع ؟!

عن marsad

اترك تعليقاً