انفجار كبير في مدينة غاو ومذكرات توقيف بحق قياديين وإدانة من علماء المسلمين

مدينة غاو شمال مالي

انفجار كبير في مدينة غاو المالية ومذكرات توقيف بحق قياديين

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين الجرائم بحق العرب والطوارق بمالي

 شبكة المرصد الإخبارية

 سمع دوي انفجار قوي مساء السبت في مدينة غاو، كبرى مدن الشمال المالي، والتي سيطرت عليها القوات المالية مدعومة من طرف فرنسيين وأفارقة منذ أيام بعد أن أخلتها جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي سيطرت عليها لأكثر من ثمانية أشهر.

وحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية فإن الانفجار كان بعيد ولكن قوي، وفق ما أكده مصدر عسكري فرنسي، موضحاً أن الانفجار حصل على بعد 10 كلم في الريف، أي “10 كيلومتر من معسكر الجيش الفرنسي بمطار غاو“.

ووقع الانفجار قرابة الساعة23,00  بالتوقيتين المحلي والعالمي، ويشير الدوي القوي والبعيد إلى أن الانفجار ناجم عن شحنة ناسفة تم تفجيرها على بعد عدة كيلومترات.

وكانت المدينة قد شهدت الأسبوع الماضي أول عملية انتحارية منذ بداية العسكرية مطلع يناير الماضي، وقد تبنت حركة التوحيد والجهاد العملية الانتحارية التي نفذها طفل في الخامسة عشر كان يركب دراجة نارية فجرها بالقرب من نقطة أمنية تابعة للجيش المالي متسببا في إصابة أحد الجنود بجراح طفيفة.

من جهة أخرى دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكومة المالية إلى حماية حقوق المدنيين وعدم انتهاكها، منددة بالجرائم الانسانية التي ارتكبت في حق العرب والطوارق، مطالبةً بإجراء حوار هادف مع العرب والطوارق للوصول إلى حل سلمي عادل.

وطالب الاتحاد في بيان له اليوم حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسخة منه الحكومة المالية والجيش الفرنسي والقوات الإفريقية إلى حماية حقوق المدنيين جميعًا، وعدم انتهاكها، وتحملهم المسئولية أمام الله تعالى، ثم أمام التاريخ والأجيال عن كل ما يحدث من جرائم، فإن على الجميع الالتزام بالمواثيق الشرعية الدولية الخاصة بالحرب والأسر وحماية المدنيين.

وندد الاتحاد بالجرائم التي ارتكبت في حق المدنيين، ولا سميا بحق العرب والطوارق من القتل والتشريد والإعدامات العشوائية وانتهاك الأعراض، محملاً الحكومة المالية والحكومات الفرنسية والإفريقية الغازية كامل المسؤولية، ومحذرًا من العواقب الوخيمة الناتجة عن الظلم والقتل والتشريد في الدنيا بصناعة الأحقاد والاضغان بين الشعوب التي لا تمحى آثارها بسرعة، بل تؤجج نار العصبية والثأر، وأما جزاء الظلمة والقتلة في الآخرة فهي أشد وأخزى: فقال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء: 93).

ودعا الاتحاد بإلحاح إلى دعوة صادقة من حكومة مالي مدعومة من الحكومة الفرنسية إلى حوار جاد هادف بينها وبين ممثلي العرب والطوارق جميعًا دون استثناء وإقصاء لأحد للوصول إلى حل سلمى عادل، وتحت إشراف أممي، يحقق مطالب الشمال العادلة، وبهذه المناسبة يعلن الاتحاد عن استعداده لمواصلة هذا الحوار والمساهمة فيه للوصول إلى ما يحقق الخير للجميع.

وطالب الاتحاد حكومة مالي بانتهاز هذه الفرصة لدعوة شعبها جميعًا إلى المصالحة الشاملة، والحوار الشامل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والحرية والكرامة للجميع، محذرًا إياها من أن تأخذها نشوة النصر الظاهر للاستكبار والتجبر والاستبداد والظلم وهضم الحقوق، فعلى الحكومة أن تعلن عن استعدادها لقبول الجميع، وعن انتخابات مبكرة يشترك فيها الجميع لتكون صناديق الانتخابات هي الحكم الفيصل.

وفي نفس السياق قال الجيش المالي إنه تمكن من اعتقال عشرة إسلاميين محتملين في غاوه، خلال الأيام الماضية، من بينهم شابين كانا يرتديان أحزمة ناسفة تحضيراً لشن عمليات انتحارية.

من ناحية أخرى نددت الحركة الإسلامية الأزوادية المنشقة عن جماعة أنصار الدين، “بشدة” بمذكرات توقيف صدرت عن باماكو بحق اثنين من قيادييها بتهمة الإرهاب” و”التمرد” لكنها جددت استعدادها للتفاوض من أجل “حل سياسي“.

وأعلنت الحركة في بيان أصدرته مساء أمس أن “الحركة الإسلامية الأزوادية علمت دون مفاجأة بصدور مذكرة توقيف بحق الغباس أغ إنتالا وبلال أغ الشريف, وأخذت علما بذلك“.

والغباس أغ إنتالا هو قائد الحركة الإسلامية الأزوادية وبلال أغ الشريف أمين عام الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وأكدت الحركتان أنهما تسيطران على مدينة كيدال 1500 كلم شمال شرق باماكو حيث ينتشر أيضا جنود فرنسيون وتشاديون.

وأضافت الحركة أن “مالي تبدي بذلك عزمها على نسف الحل السياسي الذي يدعو إليه المجتمع الدولي ونقول إن هذا الموقف نكران للجميل إزاء منقذتها فرنسا التي حرصت على تسوية المشكلة المالية في شموليتها بتدخل عسكري وفي كذلك عبر طريق الحوار السياسي“.

وأكدت “ندين بشدة بقرار السلطات المالية وبطبيعة الحال سنواصل إعطاء الأولوية للحوار والتفاوض، لكن مع من نتفاوض“.

وأصدرت نيابة باماكو أول أمس الجمعة 26 مذكرة توقيف بحق قادة الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وحركة أنصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا واتهمتهم “بالإرهاب” و”التمرد“.

وورد اسم الغباس اغ انتالا الذي ينتمي إلى إحدى كبرى عائلات الطوارق في منطقة كيدال، بين المتهمين بالانتساب إلى أنصار الدين.

لكنه منذ 24 يناير يقود حركة أزواد الإسلامية (ازواد، هو الاسم الذي يطلقه الطوارق على منطقتهم الأم في شمال مالي).

وتقول الحركة الإسلامية الأزوادية والحركة الوطنية لتحرير أزواد أنهما تسيطران على كيدال وأقرت فرنسا أن جنودها يقيمون في كيدال “علاقات عملية مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد“.

على صعيد خر أوقف صباح أمس السبت، شابان وهما يرتديان حزامين ناسفين عند مدخل مدينة غاو غداة اول عملية انتحارية تسجل في مالي في هذه المدينة الواقعة شمالا، والتي تمت السيطرة عليها في الاونة الاخيرة بعد اخراج المجموعات الاسلامية المسلحة منها؛ كما أكد شاهد لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال عمر مايجا نجل مسؤول محلي في قرية مجاورة،”لقد اعتقلنا في وقت مبكر اليوم شابين، احدهما عربي والاخر من الطوارق كانا يرتديان حزامين ناسفين“.

واوقف الشابان على الطريق المؤدي الى بوريم وكيدال عند المدخل الشمالي لمدينة غاو (1200 كلم شمال شرق باماكو)، حيث فجر رجل نفسه الجمعة في هجوم انتحاري استهدف عسكريين ماليين ما أدى الى اصابة احدهم بجروح طفيفة.

وتبنت الهجوم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، احدى المجموعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي لنحو عشرة أشهر.

وكانت الحركة اعلنت الخميس انها تعتبر المنطقة “منطقة نزاع جديدة” متوعدة بمهاجمة قوافل وزرع الغام وتدريب انتحاريين.

وكان الجنود الفرنسيون والماليون سيطروا على غاو, اكبر مدن شمال مالي, في 26 يناير الماضي.

عن Admin

اترك تعليقاً