سمير مقبل

معتقل يمني بغوانتانامو يروي كيف ضربه وعاقبه الجنود الامريكيون بسبب إضرابه عن الطعام

سمير مقبل
سمير مقبل

معتقل يمني بغوانتانامو يروي كيف ضربه وعاقبه الجنود الامريكيون بسبب إضرابه عن الطعام

شبكة المرصد الإخبارية

كشف معتقل يمني في غوانتانامو – قبيل زيارة رئيس بلاده إلى أمريكا لإجراء محادثات مع الرئيس أوباما – كيف أن إدارة السجن قد أخبرته أنه «معاقب» فقط لأنه مضرب عن الطعام.

 

سمير مقبل، المعتقل اليمني الذي كتب مقال رأي في جريدة نيويورك تايمز في بداية هذا العام، أخبر محاميه في مؤسسة ريبريف الخيرية لحقوق الإنسان أن سلطات غوانتانامو طلبت منه تسليم بطانيته وحذاءيه وفرشاة أسنانه كعقوبة بسبب إضرابه السلمي عن الطعام للتعبير عن احتجاجه على احتجازه المستمر بدون أية تهمة أو محاكمة. ويقول إنه «عندما رفضتُ طلبهم جاؤوا بقوات الشغب الذين اقتحموا علي زنزانتي وضربوني ضربا مبرحا، حتى نزف الدم من فمي».

 

وبحسب بيان صادر عن مؤسسة ريبريف، وحصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه، وصف مقبل، الذي وضعت السلطات الأمريكية اسمه على قائمة من سيفرج عنهم، كيف جرى نقل المضربين عن الطعام إلى المعسكر السادس «لكسر تصميمهم على إضرابهم عن الطعام». ويقول إن العقيد المسؤول قد أخبره «أي شخص يصر على الاستمرار في الاضراب عن الطعام سوف يجري نقله إلى زنازين الحجز الانفرادي وسوف يجري فصله كليا عن الزنازين الجماعية».

 

لقد أعطى مقبل بهذه الإفادة إلى محاميه في ريبريف، المدير الاستراتيجي كوري كريدر، عن طريق المكالمات التليفونية غير سرية. وروى سمير إفادته قبيل زيارة الرئيس هادي إلى البيت الأبيض في الأول من أغسطس/آب، والتي أجرى خلالها مناقشة قضية المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو.

 

قالت كورير كريدر في تعليقها على كلام مقبل إن على الرئيسين هادي وأوباما حل قضية معتقلي غوانتانامو، مضيفة انها «شوكة كبيرة جارحة في خاصرة العلاقات اليمنية-الأمريكية ومن المعروف أن اليمنيين يشكلون الغالبية العظمى من المحتجزين المتبقيين في غوانتانامو منذ سنين دون تقرير مصيرهم».

 

وأضافت: «في هذه الأثناء، تزداد الأمور سوءا بالنسبة لليمنيين مثل السيد مقبل، الذي أسيل دمه فقط لأنه رفض بشكل سلمي أن يتخلى عن فرشاة أسنانه. وكان سمير متعاوناً خلال سنين احتجازه الطويلة، وطالما قال وكرر إنه سيتنازل عن أي شيء مهما يكن مقابل إعادته إلى وطنه، وأسرته في تعز، فما الذي يعطل عملية إطلاق سراحه إذن؟».

 

وتضمن بيان مؤسسة ريبريف اقتباسات من مكالمة المعتقل اليمني مقبل مع محاميته كوري كريدر، وفيما يلي نصها:

نحن نحتج. هناك رجال مضى على وجودهم هنا أكثر من 11 عاما، وأسماؤهم مدرجة على قائمة من سيفرج عنهم. في الواقع، إذا نظرت إلى أولئك الناس، المدرجة أسماؤهم على قائمة من سيفرج عنهم، هذا يعني أنهم ليسوا مجرمين. ويعني أنه جرى احتجازهم بدون سبب…

 

لا أزال مضربا عن الطعام. منذ حوالي عشر أيام، نقلونا من المعسكر الخامس إلى المعسكر السادس. كما تعلمين، المعسكر السادس سيء الصيت والمعاملة فيه سيئة جدا. وعندما دخلت الزنزانة طلبوا مني خلع بعض أغراضي، وعندا سألتهم عن السبب، قالوا: «أنت الآن معاقب، وأنت تخضع لقانون الانضباط».  فقلت لهم: أنا لم أفعل أي شيء يستحق هذا العقاب. لماذا تعاقبوني؟ قالوا: «هذه هي القوانين في المعسكر السادس: لا أحذية، لا فراشي أسنان، لا بطانيات. هذه هي القوانين. لا أملك أيا من هذه الأشياء. تركوا لي بطانية صغيرة وISOMAT ولم يتركوا لي سوى حذاء الاستحمام.

 

سألتهم لماذا أنا معاقب؟ قالوا: «أنت الآن في المعسكر السادس، وستعامل مثل الجميع هنا». رفضت أن أعطيهم أغراضي – قلت لهم لا يمكن أن تعاقبوني بلا سبب، ولهذا أرفض تنفيذ أمركم. عندئذ أحضر وقوات الشغب. دخلوا إلى زنزانتي وضروبوني حتى سال الدم من فمي. وكان هناك شخص يصور ما يجري. وضربني الجنود، الذين كانوا يمسكونني، على معدتي، على وجهي، على ساقي. حتى الشخص الذي كان يمسكني من رقبتي ووجهي بعنف، ضربني بيده الأخرى بقوة على وجهي.

 

هناك تسجيل فيديو. لا بد أنه متوفر. نظرت إلى المصور وأدرت له وجهي من الجهة التي كان يسيل منها الدم من فمي، وأشرت له ليصور ما فعلوه بي وفقا لقوانين غوانتانامو. {ملاحظة: حسب لوائح سلطات غوانتنانو فالجنود مطلوبون ليصوروا ما يسمى «إخراج المعتقل من الزنزانة بالقوة» حيث يقوم قوات الشغب بإخضاع السجين. لكن مثل هذه الأشرطة لا يجري تسليمها لمحامي السجناء أو وسائل الإعلام.} وإن شاهدت الفيديو فسوف ترون بوضوح أنني لم أقاوم أبدا. فأنا مضرب عن الطعام وتجري تغذيتي قسرا، وأنا أضعف من أن أقاوم.

 

وضعونا في زنزانة داخل عنبر جماعي في بداية رمضان. لكن بعد بضعة أيام أعادوا السجناء إلى زنازينهم الانفرادية. وقال العقيد إن وقت التريض سيزداد تدريجيا. المعسكر السادس هو من أجل كسر الإضراب عن الطعام. وبخصوص التغذية القسرية بواسطة الأنبوب للمضربين عن الطعام، قال ما يلي: «أي شخص يستمر في الإضراب عن الطعام سيجري نقله من الزنازين الجماعية إلى الحجز الانفرادي». هذه هي أوامر العقيد والمسؤول عن التغذية القسرية. بناء عليه، اضطر عدد من المحتجزين إلى تناول الطعام الطبيعي كي لا يعادونهم إلى زنزانة الحجز الانفرادية، وكي لا يحرموهم من فرشاة الأسنان، البطانية وكي لا يحرمونهم من أشعة الشمس.

عن Admin

اترك تعليقاً