الدماء وقود الحرية

blood egالدماء وقود الحرية

 هاني حسبو

أكتب هذه الكلمات عشية الذكرى الثالثة لثورة الحرية، ثورة الإرادة ،ثورة الطوفان على الظلم والبغى،عشية الخامس والعشرين من يناير.

أكتب هذه الكلمات والدماء تنزف ، والدماء تغطى أرجاء مصرنا العزيزة:فى القاهرة وبنى سويف والجيزة ولا أدرى هل ستتوقف أم ستظل تنزف.

لا تنخدع أيها الباحث عن الحرية والكرامة وتظن أنك ستنالها بين عشية وضحاها أو فى غمضة عين. . هيهات هيهات فإن الحرية لها ثمن غالى ونفيس قد تضطر إلى ازهاق نفسك أو إبنك أو بنتك أو زوجتك فى سبيل تحقيقها.

الله سبحانه وتعالى يخبرنا بطريقة غير مباشرة عن هذه الحقيقة فى كتابه الكريم حيث يقول”أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين”.إذاً الطريق ليس مفروشاً بالورود ولا معبداً لسيرك المأمون ولكن لابد من الفتنة ولابد من الإبتلاء حتى تصل إلى مرادك ومبتغاك.

المشهد الآن فى مصر غاية فى التعقيد وغاية فى الإرتباك . ميليشيا الإنقلاب تقتل وتفجر فى كل مكان تقريبا وتوهم المغيبين من أتباعها أن هذا هو فعل الإخوان وأنصارهم. الشباب والثوار والشيوخ والأحرار لا يبالون ويمضون فى طريقهم واثقين من نصر الله مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات. فى المقابل يحاول إعلام العار تصوير المشهد بأن مصر فى حاجه إلى قبضة حديدية لكى يعود الإستقرار الذى وعدوا به أصدقائهم المغيبين.

هذه القبضة الحديدية هى قبضة فريقهم الوسيم الذى وصفه رئيس الوزراء بالأمس بالوسامة الذى مازال يجاهد دعوات النساء لترشحه للرئاسة. هم يعلمون تمام العلم أنه سيفشل فى الإنتخابات المزعومة لذلك يمهدون الطريق لتنصيبه عريسا بدون حفل زفاف ليدخل بعروسه فى مشهد ساخن من مشاهد مخرجهم المفضوح صاحب المشاهد الجنسية الساخنة.ماذا تنتظر من مشهد جنسي وحالة زنا واضحة للقاصى والدانى ؟أتنتظر وليدا شرعيا أم إبن زنا؟

بقى لنا أن نؤكد على أن العريس فى طريق زفافه المزيف لا يذر يابساً ولا زرعاً الا اقتلعه وخربه ودمره بل يريد فى قرارة نفسه أن يصفى الماء من البحار والمحيطات حتى لا يستطيع البشر أن يقتاتوا أو أن يقيموا صلبهم. يقتل الشباب والأطفال بل والشيوخ فى طريقه المزيف للرئاسة حتى يخلوا له الجو لينفرد بعشيقته. ونسي الفرعون أن موسي الذى ظل طوال السنين يقتل الأطفال حتى لا ينتزع ملكه هو نفسه الذى رباه فى بيته وأشرف على رعايته بل واتخذه قرة عين له ولزوجه. أيها المخذول هذا الجيل من الشباب لا يعرف الركوع الا لله ،هذا الجيل سيسلك الطريق الذى رسمه لنفسه لينعم بالحرية والكرامة ويعلم تمام العلم أن “الدماء وقود الحرية”

عن Admin

اترك تعليقاً