الشيعة وما يحدث في سوريا . . المقاتلون الأجانب في صف النظام السوري.. من هم؟

syria shiaat الشيعة وما يحدث في سوريا . . المقاتلون الأجانب في صف النظام السوري.. من هم؟

ياسر السري

بات من الواضح الجلي أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا حرب بالوكالة يديرها الشيعة مع الامبراطوريات الكبرى المسيطرة على العالم سيما امبراطوريات أمريكا والصين وروسيا، فالجميع يعي أن الصحوة العربية الإسلامية، نذير شؤم عليهم، فصحوة العالم الإسلامي من شأنها إعادة كثير من الحقوق المسلوبة، واستنهاض المسلم واسترجاع مكانته من بعد قرون من الكبوات والاستغلال من قبل الغرب ووكلائه في بلدان العالم الإسلامي من الحكام الطغاة.

فما يحدث في سوريا أوضح شاهد على ما يمكن أن نسميه بالحرب الكونية على الإسلام، فتكالب القوى، رغم تفرق مشاربهم المتكالبين ومناهجهم وأهدافهم، يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى توحد الغاية، وهي هنا منع وصول الإسلام (عقيدة وشريعة) إلى منصة الحكم، سيما في بلد مثل سوريا.

لهذا الأمر اصطف الغرب مع الشيعة، وتوحدوا في هذه المرحلة، ويشير خبراء أمنيون إلى أن عدد المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب نظام بشار بسوريا يبلغ نحو 40 ألف مقاتل.

فالشيعة يجيشون وينفقون بسعة من أجل إبقاء نظام بشار لأنهم يعلمون أنه بذهاب بشار سينتهي حلم إقامة كيانهم المزعوم واسترجاع أمجاد دولة آل ساسان، لذا بشار حليف مثالي يجمع بين رضا الغرب وإسرائيل عليه، وولائه للشيعة الإيرانيين فضلاً عن كرهه الشديد لأهل السنة، والعمل الدؤوب على وقف المد السني في سوريا.

فهذه الأمور وغيرها جعلت من بقاء الأسد أمراً حتمياً، وإلا ضاع حلم الشيعة من جانب، واضطربت حسابات الغرب من جانب آخر، سيما فيما يخص أمن إسرائيل ومصالح الغرب.

 

في حقيقة الأمر حتى الآن سقطت العراق وسوريا ولبنان في يد إيران، واليمن – لا قدر الله –  إذا لم يتدارك اليمنيون أمرهم في طريقها للحاق بهم.

 

وما يحدث هو بعينه ما أراده المشروع الإيراني الذي خطط له الخميني منذ سنة 1979 في إيران، إلا أن تحولاً كبيراً حدث مع بداية التسعينيات ونهاية الحرب العراقية الإيرانية، ليمر المشروع بنقلة أكبر بعد السيطرة الأمريكية على العراق وسقوط نظام صدام حسين.

 

ما يحدث في سوريا يمكن أن نسميه بالحرب الكونية على الإسلام، فتكالب القوى، رغم تفرق مشارب المتكالبين ومناهجهم وأهدافهم، يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى توحد الغاية، وهي هنا منع وصول الإسلام عقيدة وشريعة إلى منصة الحكم ..

 

إيران تستخدم ذراعها حزب اللهلتحقيق أجندتها في المنطقة العربية ، بما للحزب من ارتباط أيديولوجي بالدولة الأم لجميع الشيعة إيران.

 

من المعلوم أن المقاتلين الشيعة الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب جيش بشار النظامي. أغلبهم من العراقيين حيث يشكلون عماد القوات المقاتلة الشيعية في سوريا، وتبقى مشاركة حزب الله اللبناني نوعية حتى الساعة

 

منذ بدايات الحراك الشعبي الثوري السوري ومع تعسكره وأخذت الأحداث منحاً طائفياً بامتياز

ودخل حزب الله اللبناني على خط مساندة النظام السوري، وما لبثنا أن رأينا أعلام الحزب الصفراء وصور أمينه العام السيد حسن نصر الله تحرق وتداس في المدن والبلدات السورية.

 

لم يكن لحزب الله قواعد فقط بل مخازن أسلحة على الأراضي السورية وعدد من الخبراء الذين كانوا يشرفون على تدريب القوات السورية النظامية على حرب الشوارع  والعصابات بناء على طلب القوات المسلحة السورية التي أرادت الاستفادة من خبرة الحزب بعد حرب ٢٠٠٦ مع الجيش الإسرائيلي.

 

لم يكن تواجد عناصر ومدربين من حزب الله ومن الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية سر على أحد، لكن هذا التواجد وبعلم الجميع .

 

اليوم أصبحت الأمور وبات المقاتلون الشيعة وخصوصا العراقيون منهم في طليعة القوات المقاتلة إلى جانب النظام السوري على جبهات أساسية من دمشق إلى حلب مرورا بالقلمون.

ودخل حزب الله بقوة على خط المواجهة في القصير وريفها وفي حمص.

وتحولت الفرق العسكرية الشيعية من قوة دفاعية إلى قوة هجومية ضاربة تقاتل في طليعة القوات السورية النظامية. ويجب التنويه إلى أنه ليس لهذه المجموعات المقاتلة مشروعا سياسيا، بل هي ملتزمة التزاما كاملا بتوجه النظام السوري ولا نزاعات فيما بينها.

لواء أبو الفضل العباس

مع حلول شتاء ٢٠١٢ ظهر على الساحة السورية لواء أبو الفضل العباس وفي منطقة السيدة زينب المتاخمة للعاصمة دمشق وعلى عكس الفصائل الجهادية السنية على اختلافها وتنوع ولائها، فمنذ نشأته ظهر اللواء بشكل فرقة عسكرية عالية التنظيم والتدريب متمتعة بتسليح حديث ونوعي على مستوى الأفراد ما يجعلها شديدة الفعالية في حرب المدن والشوارع. فضلاً عن ذلك يتمتع اللواء بهيكلية وقيادة عسكرية واضحة وعلى تنسيق تام مع ماكينة الجيش السوري النظامي.

لواء أبو الفضل العباس في معركة الحجيرة

من الممكن أن نلاحظ في الإصدارات الدعائية للواء جودة التسليح ونوعيته المشابهة لحد بعيد تسليح حزب الله، إن كان على مستوى السلاح الفردي أو المتوسط أو حتى جعب الذخيرة والبزات العسكرية، وكل هذه المعدات غير موجودة لدى الجيش السوري النظامي.

يضم لواء أبو الفضل العباس سوريون وعراقيون ولبنانيون وفدوا إلى سوريا بزعم الدفاع عن مقام السيدة زينب كما عن مقام السيدة رقية في ضواحي دمشق، ومقاتلين من سكان المنطقة، وهي حال عدد من المقاتلين الباكستانيين والأفغان من سكان السيدة زينب القدماء وتأتي تسمية اللواء نسبة لأبي الفضل العباس نجل الإمام علي بن أبي طالب، حارب مع الإمام الحسين في معركة كربلاء الشهيرة، وهو مثال من أمثلة التضحية وبذل النفس في الثقافة الشيعية.

 

جل المقاتلين في صفوف اللواء هم من العراقيين وينتمون لفصائل مقاتلة شيعية في بلادهم كعصائب أهل الحق وجيش المهدي .

أما اللبنانيون فينتمون لحزب الله.

في بداية الأمر لم يتبن أي من هذه الفصائل رسمياً تواجد مقاتليه في سوريا، إلا أن تشييع الشباب اللبناني والعراقي ممن سقطوا في سوريا كان يتم بطريقة علنية وبوجود رموز حزبية بارزة.

ومن الثابت أن القيادي في عصائب أهل الحق السيد محمد الطباطبائي التقى مع مقاتلي لواء أبو الفضل العباس

 

ويوجد لدى اللواء أمين عام، وهو سوري معروف بإسم أبو عجيب، ما يذكر بهيكلية حزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية، أبو هاجر  أحد الأسماء البارزة الأخرى في قيادة اللواء. وهذا الأخير عراقي سيبرز في قيادة فرقة أخرى تحت مسمى لواء ذو الفقار إلى جانب أبو شهد الجبوري وهو إسم دخل التداول بعد معركة النبك الأخيرة

وانطلاقاً من لواء أبو الفضل العباس، حيث يحط المقاتلون الشيعة الوافدون وحيث يتم تمرسهم على الحرب، تم إنشاء عدة فرق مقاتلة.

 

لواء ذو الفقار

السبب وراء إنشاء لواء ذو الفقار في شهر يونيو الماضي يعود وبحسب مصادر مطلعة وقريبة من لواء أبو الفضل العباس، إلى إشكال تطور لإطلاق نار أدى لوقوع عدد من القتلى بين مقاتلين سوريين وعراقيين. ولرقع الصدع ولتجنب تطوره تم إنشاء لواء ذو الفقار بقيادة عراقية حتى وإن كانت هذه القيادة صورية.

 

وأصبح اليوم ينفرد بهذا اللواء المدعو أبو شهد الجبوري بعد سقوط أبو هاجر في معارك مع المعارضة السورية.

أبو شهد الجبوري هو القائد الثاني للواء ذو الفقار، بعد مقتل قائده الأول عمران أبو علي، الملقب بعمران الشمر، وهو يعتبر من مؤسسي لواء أبو الفضل العباس، و كان قد قاد عمليات لواء ذو الفقار خلال المعارك عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي .

ومن الجدير بالذكر أن أبو علي كان مقربا من قيادات النظام الإيراني.

ذو الفقار هو سيف النبي محمد الذي كان بحوزة الإمام علي بن أبي طالب وفي المعتقد الشيعي سيعود الإمام المهدي وبيده ذو الفقار الذي يمثل حق آل البيت في الخلافة الإسلامية.

 

بدأ إسم اللواء يخرج إلى العلن وإلى التداول أثناء معارك السيدة زينب والغوطة، وشارك اللواء بقيادة الجبوري في معارك النبك حيث كان مقاتلو اللواء العراقيين في طليعة القوات التي استعادت المدينة من مقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام بعد انسحاب فصائل المعارضة المسلحة الأخرى من المدينة.

هذا اللواء قام بارتكاب مجزرة” في النبك .

 

لواء عمار بن ياسر

منطقة عمل لواء عمار بن ياسر المكون أيضاً من مقاتلين شيعة عراقيين تتركز في جوار مدينة حلب شمال سوريا. . وهذا يعتبر خروجا عن المزاعم والخطاب المعتمد فيما يتعلق بحماية المقامات الشيعية في دمشق وجوارها.

تم الإعلان عن اللواء في مايو الماضي في بدايات معركة القصير التي انخرط فيها حزب الله اللبناني والتي شكلت أول دخول علني للحزب في المعارك بعد دخوله في معركة الدفاع عن القرى الشيعية التي يقطنها لبنانيون في ريف القصير المتاخم للحدود اللبنانية

وينتمي اللواء لحركة حزب الله النجباء العراقية، ويعتبرون الشيخ أكرم الكعبي قائدهم وهو من قيادات عصائب أهل الحق

في نفس السياق وفي تأكيد لمنحى الحرب الشيعية الشاملة ضد أهل السنة تم الإعلان عن إنشاء كتائب سيد الشهداء، التي سبقت لواء عمار بن ياسر بأشهر قليلة في ربيع العام الحالي وهي كتائب عاملة في منطقة دمشق ولا يوجد أية معلومات وفيرة عنها سوى بضعة إصدارات دعائية.

 

لواء الإمام الحسن المجتبى

لواء الإمام الحسن المجتبى كالفرق العسكرية السابقة خرج من رحم لواء أبو الفضل العباس قيادة وجنودا وتم الإعلان عنه في يوليو الماضي ومن مهامه الأساسية حماية المنطقة المحاذية لمطار دمشق الدولي وتجلى دوره في معارك استعادة مدينة شبعا من المعارضة المسلحة.

 

لواء الإمام الحسين على تخوم حلب

لواء أسد الله هو آخر تشكيل من المقاتلين الشيعة العراقيين .

 

الجدير بالذكر، فضلاً عن تسليح المقاتلين المتميز كما باقي الفرق العسكرية الشيعية من حيث الجودة والحداثة والمصدر العراقي الواضح للبزات والجعب وكل مستلزمات القتال وحتى حشوات قواذف الـ “آر بي جيه 7” من لون ترابي صحراوي وهي غير معتمدة من قبل القوات المسلحة السورية النظامية، يلاحظ ارتداء مقاتلي اللواء شارات “سوات” أي قوات التدخل السريع العراقية الرسمية.

 

فضلاً عن المقاتلين اللبنانيين والعراقيين وصل إلى سوريا هناك مقاتلون من الجنسيات الأفغانية والباكستانية.

 

يصل عديد الفرق الشيعية المقاتلة على الأراضي السورية إلى ما يقارب الـ 15000 مقاتل منخرط في الأعمال القتالية، فضلا عن مقاتلي حزب الله اللبناني. 

بيد أن العدد الإجمالي  قد يصل إلى أكثرمن 40000 في حالة الاستنفار العام.

 

يجب التنويه إلى تواجد فعال لمدربين ومشرفين وخبراء اتصالات من الحرس الثوري الإيراني ينخرطون بشكل مباشر في المعارك إن اقتضى الأمر .

ويمكنني التأكيد أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبات على أيدي ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

هذا الواقع لم يعد خافيا على أحد.

وفي آخر تلك التطورات للمشروع الإيراني في المنطقة تدخل طهران في الشأن السوري ودعم نظام بشار، بالإضافة إلى دعم الحوثيين في اليمن، وإثارة القلاقل في البحرين بدعم المعارضة الشيعية.

استطيع القول أن الحرب في سوريا صارت حرب مصيرية، فإما أن ينتهي وجود بشار ، وتعود سوريا إلى السوريين، وإما أن يُقضى على الثوار لتعود سوريا من جديد إلى طور آخر من أطوار الاستبداد، لكنه سيكون هذه المرة استبداداً دموياً، لن يرحم سنياً، أو حراً طالب يوما ما برحيل بشار.

عن Admin

اترك تعليقاً