زكرياء بوغرارة

اضراب وصرخة من المعتقل الإسلامي المغربي زكرياء بوغرارة

زكرياء بوغرارة
زكرياء بوغرارة

اضراب وصرخة من المعتقل الإسلامي المغربي زكرياء بوغرارة

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

قام المعتقل الإسلامي زكرياء بوغرارة المضرب عن الطعام منذ 80 يوما بالإضراب عن الماء إنذاريا وأصدر بيان حول تفاصيل التحقيق معه بالمعاريف بالبيضاء بالمغرب

وصلنا في شبكة المرصد الإخبارية بيان من المعتقل الإسلامي زكرياء بوغرارة المضرب عن الطعام منذ 14 أكتوبر 2014 احتجاجا على اعتقاله التعسفي وللمطالبة بإطلاق سراحه. كما علمنا أنه سيدخل في إضراب إنذاري عن الماء كذلك لمدة 24 ساعة يوم الجمعة 02 يناير 2015 احتجاجا على سياسة الإهمال و اللامبالاة التي تطاله رغم تدهور حالته الصحية بشكل خطير .

ويتحدث في هذا البيان عن تفاصيل التحقيق معه من طرف الضابطة القضائية بالمعاريف بالدار البيضاء وهذا نصه :

عن تفاصيل تلك الأيام من ضيافة الفرقة الوطنية الوطنية للضابطة القضائية بالمعاريف بالدار البيضاء

ها قد آن الأوان لإماطة اللثام عن تفاصيل تلك الأيام التي قضيتها في ضيافة الفرقة الوطنية حتى تستبين السبيل ، و تتضح تفاصيل اعتقالي و الزج بي في السجون في ما أسميته شططا بالغا قي السلطة ، التي أعادت إيقافي بتهم واهية أوهى من بيت العنكبوت بعد أن صار قانون الإرهاب خاصّا بفئة من أبناء الشعب المغربي لا يحاكمون إلا به و لا يساقون إلى السجون إلا بمقتضياته .

و ها أنا قد وهن العظم مني و فقدت أزيد من 30 كيلوغراما من وزني وتجاوز الإضراب الذي أخوضه 80 يوما تقريبا ، شهد تخبّطا واضحا في اتّخاذ القرار الناجع لتصحيح ما حدث من شطط في السلطة حيث سارع قاضي التحقيق إلى إنهاء البحث التفصيلي في سطرين و بادر بعدها في يومين بإحالتي إلى القضاء لأجد أول جلسة تعقد بعد أيام ، في دلالة واضحة على أن محاكمتي متسرّعة لا يعوزها التخبط ، تعود بي لمهزلة محاكمة اليوم الواحد التي انتهت بإدانتي بالسجن 10 سنوات في اعتقالات 16 ماي 2003 .

لقد كنت غاية في الوضوح منذ بداية صرختي التي وجهتها لملك البلاد للتدخل متمثلا أهم مطالبي العادلة ( إيقاف الشطط والإجحاف الذي لازمني خلال هذا الاعتقال ) ثم أعقبتها برسالتين مفتوحتين لوزير العدل و الحريات و المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، و لكن لم يهمهم الأمر لأنهم ارتأوا في إضرابي و صرخاتي المحترقة وجعا و ألما ، الطافحة بمرارة الظلم وجور سنوات السجون الخداعات ليًّا ليد الدولة ، و خدشا لهيبتها ، متناسين أن الدول ” العظمى ” و التي يتّخذونها في ” ديمقراطيتها ” مثلا يحتدى به لا ترى في إيقاف الشطط السلطوي ليًّا ليد الدولة و لا مساسا بهيبتها ذلك أن للدولة العادلة يدا طويلة لإيقاف الظلم و تصحيح الخلل فكيف بي و أنا الطرف الضعيف في المعادلة المنكّل به قديما و حديثا السائر إلى الموت البطيء لإسماع صوته لمن يهمه الأمر لكنها صرخات في واد تتحول معها محاضر الفرقة الوطنية وحيا منزّلا و عصمة لا تكون إلا للرسل .

من أجل ذلك أميط اللثام عن تفاصيل التحقيقات و الوعود التي بذلت و ما قيل لي في الغرف المغلقة حتى ندرك جميعا أن اعتبار إضراب الجوع ليٌّ ليد الدولة نوع من إجهاض حق مشروع في الحرية و العدل و الكرامة ، و أنها لا تعدوا أن تكون حجة لتكريس القهر السجوني .

في أول لحظات بداية التحقيق إن صح تسميته تحقيقا ، كانت دردشات لا تتجاوز ثلاث ساعات ثم انتهى الأمر و جهّز المحضر و سيق المتهم إلى العتمة ترافقه ابتسامات ذات معنى ، و كلمات الضابط الشاب ترن في أذني أن الشعب غير مؤهل لحقوق الإنسان إن أعطيت له تصرّف بسفه ، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على معان راسخة في وجدان من يهمهم الأمر . أننا لا نرقى لنحوز حقوق الإنسان ، وبالتالي فليظل محجوزا علينا من سجن إلى سجن

كالسفهاء .

و في التحقيق أعلمني ضابط رفيع في الجهاز الأمني بأسباب القبض علي انحصرت في النقاط التالية ذات الدلالات القوية :

أنني لست سجينا و لا مشروع سجين .

أن التحقيق معي دردشة للإجابة عن بعض الأسئلة . و سيتم اطلاق سراحي حتما .

المحقق الذي وصف نفسه بأنه يضطلع بموقع متميز قريب من دائرة القرار و أنه مُنح البطاقة البيضاء فيما يتصل بمصيري و إلقاء القبض علي أكد لي أنه سينتهي بتمتيعي بإطلاق سراحي .

كما أكد أن وجودي في ضيافة الفرقة الوطنية هو كما عبر عنه هذا المسؤول الذي قدم نفسه باسم ” عبد الرزاق ” بوصف دقيق بأنه ” قرصة أذن ” قالها بالعامّية المغربية قبل أن يشاطرني نصف ما في جيبه من المكسرات التي قال بأن لها قيمة بليغة عنده لأنها من بيته .

بعد ثلاثة أيام من تواجدي في الفرقة الوطنية أقسم هذا المسؤول بأغلظ الأيمان أن قرار إطلاق سراحي حتمي .

يعود فيؤكد أن القرار يحتاج إلى اتفاق بين شخصيتين أمنيتين رفيعتين ، وزير الأمن الوطني و مدير مراقبة التراب الوطني .

و السؤال الكبير هنا ، ترى لما كل هذه الوعود ؟ و هل كنت في وضعية تمنحني القوة لأتلقاها ؟ أم أني كنت الطرف الضعيف المعتقل المحقق معه من طرف عناصر أمنية ؟ هذا جواب من يلوّح بمحاكمتي مسمّيا إضرابي عن الطعام لياّ ليد الدولة التي لا تلوى .

إن حاجتنا للعدل و للأمن لإيقاف شطط السلطة و لإنهاء كوننا أرقاما تعدّ ضمن اعتقالات الإرهاب ، هذا كله كان وراء اختياري الإضراب حتميا .

إن الوعود التي بذلت لإطلاق سراحي كانت حقيقية لأنها جاءت من الذي يمتلك القوة ، لهذا أطالب بتمكيني من حقي في الحرية لبراءتي منذ نقطة البدء ، قال المحقق اعتقلناك بقوة القانون و سنطلق سراحك بقوة القانون ، كلمات تحتاج لتأهيل و تحليل دقيق .

إن مجمل ما دار في الدردشات في غرف الفرقة الوطنية كان حبيا ، عن مقالتي و عن تعثر اندماجي بعد خروجي من السجن .

و السؤال الكبير المطروح الآن ، لماذا تم اعتقالي ؟ و لماذا أنا بالذات في ظل هشاشة الاتهامات ووعود بإطلاق سراحي التي انتهت بي في سجن سلا2 ، يكفي لتجلية الحقيقة أنني قلت ذات لحظة للمحقق المسؤول أنني على استعداد لاعتزال الكتابة جملة و تفصيلا خاصة عن المعتقلات و أدب السجون ، فبشّ و قام من مكتبه و عانقني متحدّثا عن ضرورة الوعي بالمصلحة الوطنية و سمعة البلاد ، ترى أي مصلحة وطنية في محاكمتي لمقالتي ؟ و أي سمعة ستبقى له عند إيقاف كاتب مستقل ما كتبه لا يجرمه أمام القانون الجنائي فضلا عن غيره .

الآن هذه صرخة هابيل من جديد أريد أن تصل لمن يهمهم الأمر من إيقاف الشطط وتصحيح المسار لأنه هو الخيار الأقوى عندما يكون الأكثر حرصا على العدالة و الكرامة والحرية لمواطنيه .

ذي كلمتي بين يدي محاكمتي المرتقبة ليوم واحد و هذا أوان الاختيار .

معتقل الرأي زكرياء بوغرارة بسجن سلا 2

 

عن Admin

اترك تعليقاً