لدواع أمنية العسكر يبُيد أشجار النخيل والزيتون "الإرهابية" من سيناء

السوريون للمصريين: الحرب أرحم من الابتلاء بالسيسي.. الأربعاء 14 نوفمبر.. لدواع أمنية العسكر يبُيد أشجار النخيل والزيتون “الإرهابية” من سيناء

السيسي مداس

لدواع أمنية العسكر يبُيد أشجار النخيل والزيتون "الإرهابية" من سيناء
لدواع أمنية العسكر يبُيد أشجار النخيل والزيتون “الإرهابية” من سيناء

السوريون للمصريين: الحرب أرحم من الابتلاء بالسيسي.. الأربعاء 14 نوفمبر.. لدواع أمنية العسكر يبُيد أشجار النخيل والزيتون “الإرهابية” من سيناء

 

الحصاد المصري – شبكة المرصد الإخبارية

 

*قرارات محاكم ونيابة

– أجلت جنايات القاهرة إعادة إجراءات 40 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بقضية أحداث مسجد الفتح لجلسة 16 ديسمبر المقبل.

–  أجلت المحكمة العسكرية جلسة النطق بالحكم على 292 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بقضية محاولة اغتيال السيسي لجلسة 9 ديسمبر المقبل.

– نيابة أمن الدولة العليا تقرر تجديد حبس المدون الساخر اسلام الرفاعي الشهير بـ “خرم” لمدة 15 يوم واستمرار العمل بالتدابير الاحترازية للصحفية ميرفت الحسيني لمدة 15 يوم في القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة.

– حجزت جنح أمن دولة طوارئ المقطم محاكمة 99 متهم في القضية المعروفة إعلاميا بقضية الاعتراض على وفاة عفروتو للنطق بالحكم بجلسة 28 نوفمبر الجاري.

 

*تأجيل إعادة إجراءات محاكمة 40 معتقلاً بهزلية “جامع الفتح

أجّلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأربعاء، إعادة إجراءات محاكمة 40 معتقلاً من رافضي الانقلاب العسكري، كان قد حُكم عليهم غيابيًا “كونهم فارّين وقت الحكم” بأحكام تتراوح بين السجن المؤبد 25 سنة والسجن المشدد 5 سنوات في القضية الهزلية المعروفة بأحداث “مسجد الفتح”، إلى جلسة 16 ديسمبر المقبل لاستكمال المرافعات.

وكالعادة عُقدت جلسة اليوم بشكل سري، وتم منْع كل الصحفيين ووسائل الإعلام من الحضور لتغطية الجلسة، واقتصر الحضور فقط على أعضاء هيئة الدفاع عن المعتقلين.

كانت محكمة جنايات القاهرة، أصدرت في وقت سابق، الحكم بالسجن بمجموع أحكام بلغت 3530 سنة على المعتقلين، وذلك بأن قضت بالسجن المؤبد 25 سنة على 43 معتقلا، كما عاقبت المحكمة 17 معتقلاً بالسجن المشدد 15 سنة، وسجن 112 معتقلاً لمدة 10 سنوات وعاقبت حَدَثين بالسجن 10 سنوات.

وأصدرت المحكمة أيضًا حكمًا بمعاقبة 216 معتقلاً بالسجن 5 سنوات، و6 أحداث آخرين بالسجن 5 سنوات، وقضت المحكمة ببراءة 52 معتقلاً آخرين.

 

*تأجيل محاكمة رئيس مباحث القبة في قتل مواطن لغياب الشهود!

قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في عابدين، اليوم الثلاثاء، تأجيل محاكمة رئيس مباحث حدائق القبة ومعاون و4 أمناء شرطة، المتهمين بتعذيب المواطن أحمد السيد عيد “سائق تروسيكل”، 28 سنة، حتى الموت داخل القسم، وذلك إلى جلسة 9 ديسمبر لسماع الشهود، فيما تنازل دفاع المتهمين عن طلب رد هئية المحكمة وطلب سماع شهود الإثبات وتفريغ كاميرات مراقبة قسم شرطة حدائق القبة.

وكانت نيابة غرب القاهره الكلية، قد أحالت رئيس مباحث حدائق القبة، وضابط و4 أمناء شرطة لمحكمة الجنايات في واقعة مقتل محتجز بالقسم، ووجهت لهم تهم استعمال القسوة والعنف والتعذيب حتى الموت والتزوير في محضر رسمي، وكشفت تحقيقات النيابة تعرض المتهم للتعذيب حتى الموت داخل القسم ثم نقله لمستشفى الزيتون، الذي أكد تعرض المحتجز للضرب.

وتعود وقائع الجريمة إلى أول يوليو الماضي، حين قامت قوات من مليشيات داخلية الانقلاب بقسم شرطة حدائق القبة باعتقال المجني عليه، وتم تعريضه لتعذيب شديد حتى فارق الحياة، وأثبت تقرير الطب الشرعي والشهود من المحتجزين الجريمة.

 

*السوريون للمصريين: الحرب أرحم من الابتلاء بالسيسي!

“مصيبتُنا في سوريا بعد كل هذا الدمار والقتل والتهجير ليست أكبر من مصيبة المصريّين بالسّيسي. وأقسم على ذلك”، حقيقة يقسم عليها الشاعر السوري أنس الدغيم، بينما يتذكر المصريون الشعار الذي قام عليه انقلاب 30 يونيو 2013، وهو “مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق”، وباتت تلك عبارة يستخدمها مؤيدي العسكر، يوجهونها إلى رافضي الانقلاب، في محاولة لتذكرتهم بأن الوضع في مصر أفضل من بلاد أخرى تضربها طواحين الحرب، إلا أنهم لم يتخيلوا أن هذه العبارة ستصبح أكثر العبارات الساخرة.

وزعم السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق إن الوضع في مصر أفضل من وضع سوريا والعراق، جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بمقر جامعة الأزهر، وبحضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف في حكومة العسكر محمد مختار جمعة، وعددا من الوزراء وقيادات عصابة الانقلاب.

عسكر كاذبون

واستكمالا لعملية النصب على الشعب قال السفيه السيسي:”بقالنا 50 سنة والعمليات الإرهابية بتضربنا، عاوزين نعمل محاكاة للاقتصاد المصري لو لم يتعرض لهذه الضربات خلال الأعوام الماضية، وشوفوا شكل مصر كان هيبقى عامل إزاي”.

وأضاف: “12 دولة بيعانوا من الإرهاب شوفوا أفغانستان والعراق وسوريا والصومال وليبيا، سوريا محتاجة 250 مليار دولار لإعمارها، طب الدول دي هترجع امتى وإزاي، لازم نفكر”، قائلا: “الأفكار الارهابية مابتقومش شعوب ولا أمم ولا حضارات”.

ويقف “عبد المجيد” في أحد متاجر اللحوم المثلجة محاولاً إقناع صاحب المتجر بضرورة تحمل غلاء الأسعار وفواتير الكهرباء، وما ينتج عنه من خسائر، خوفًا من تكرار ما يحدث في العراق وسوريا بمصر، ورغم الخسائر الكبيرة لصاحب المتجر جراء فواتير الكهرباء، إلا أن عبد المجيد يرى في تحمل الأوضاع الصعبة “ثمنا بخسا”، لتلافي انهيار الدولة ومواجهة داعش، بحسب تعبيره.

عبد المجيد” الذي يعمل موظفا حكوميا، قال إن المشاهد الوحشية التي تنقلها وسائل الإعلام لما يجري في سوريا والعراق “تجعلني أخشى على مستقبل أسرتي إذا ما انهارت السلطة”، وحاول الموظف الحكومي إقناع كل من حوله بالخوف من “السيناريو السوري العراقي”، بعدما اقتنع هو بالأمر إثر سماعه خبيرا أمنيا يحذر المصريين عبر إحدى الفضائيات من تبعات عدم تحمل المعيشة الصعبة.

الخوف الطفولي

ويرى عبد المجيد أن كثيرا من الدول “تعاني من مشكلات، لكن مواطنيها يتفهمون قدرات بلادهم ويعيشون وفق ظروفها”، ولجأت سلطات الانقلاب منذ 30 يونيو 2013 لترويج فكرة ضرورة تحمل الأوضاع المعيشية الصعبة، والصبر على تواصل ارتفاع أسعار الوقود وفواتير المياه والكهرباء وانهيار العملة المحلية الجنيه بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر، حتى لا تلقى مصر المصير السوري والعراقي.

وجملة “كي لا نصبح مثل سوريا أو العراق”، ليست جديدة على المصريين، فقد استخدمت خلال مسرحية انتخاب السفيه السيسي، إذ روج مؤيدوه من الإعلاميين والسياسيين لفكرة أن عدم انتخابه يعني مواجهة عنف “داعش”، وانتشر الترهيب من وصول الإرهاب إلى مصر مؤخرا على لسان مقربين لسلطة الانقلاب، سواء كانوا خبراء أمنيين أو سياسيين أو إعلاميين، في محاولة لإسكات المصريين على الانهيار الاقتصادي والإفلاس القادم والقمع والانتهاكات.

من جهته يرى مدرس الطب النفسي في جامعة الزقازيق الدكتور أحمد عبد الله، أن الخوف الذي يعيشه البعض جراء هذه الأحاديث إلى “عدم النضوج الفكري والعاطفي للمصريين، سواء من ناحية تقبل ورفض ترهيب السلطة، أو من ناحية تعاملهم مع العسكر حتى قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011”.

وأوضح عبد الله أن المشكلة الأساسية فيما يروجه بعض المصريين بشأن تكرار سيناريو دول أخرى “تتمثل في جهلهم بتلك السيناريوهات وأسباب حدوثها في تلك البلدان”، ووصف خوف المصريين من مصير سوريا والعراق بـ”الخوف الطفولي، كونه نابعا من جهل تام لما يخافون منه، ولم يستبعد أن تؤدي الأوضاع القائمة إلى “تكرار النموذجين السوري والعراقي في مصر”.

 

*لدواع أمنية.. العسكر يبُيد أشجار النخيل والزيتون “الإرهابية” من سيناء

على امتداد سواحل شمال سيناء وحيثما تقترب المياه من سطح الأرض تنتشر بساتين النخيل، وتتركز فى المناطق القريبة من شاطئ البحر فى نطاق شرق العريش وتزيد مساحتها فى مناطق غرب العريش وبئر العبد ورمانة.

نشطاء موقع التواصل الإجتماعى “فيسبوك” تداولوا صوراً لتدمير جيش الانقلاب العسكرى أشجار النخيل فى قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد في محافظة شمال سيناء، والتى كانت قد شهدت مذبحة فى 24 نوفمبر 2017 إثر مهاجمة مسلحين مسجد القرية المعروف بجامع آل جرير، ما أسفر عن مقتل 305 أشخاص، بينهم 27 طفلا وجرح 128 شخصًا آخرين.

أشجار إرهابية

من جانبه قال النائب السابق ببرلمان الثورة ” يحيى عقيل العقيل”:معلقاً على الحادث ،القوات المصرية تنجح في إبادة النخيل الإرهابي بقرية الروضة ، بعد ان حُصِدت ارواح ٣٦٥ من أهلها العام الماضي،ولم يفتح في مقتلهم تحقيق ولم يتم تشريح جثة ،ودفنوا جميعا ليلا بدون إجراءات نيابة وخلافه ،اليوم يلحق بهم نخلهم.

150 ألف نخلة

ويقدر خبراء الزراعة عدد أشجار النخيل المثمرة بمختلف مدن المحافظة بأكثر من‏150‏ ألف نخلة تنتج أكثر من‏7500‏ طن بلح.

وأضاف” العقيل” :للعلم ..هناك شائعة تتسرب رويدا رويدا ( بدون مصدر معلوم ) الشيطانية يعني ،تقول ان هناك قرار باخلاء المنطقة بير العبدبالوظة من الغابات الشجرية زيتون ونخل وخلافه ،ولا احد ينفي أو يثبت إلى اليوم ،ولكن يبدو انها خطة تنمية سيناء اللي بيحكي عنها النظام.

يأتي ذلك في الوقت الذى كشفت فيه مصادر قبلية عن إصابة جندي مصري في انفجار عبوة ناسفة في محافظة شمال سيناء،فى حين لم تنشر مصادر انقلابية عسكرية أى تفاصيل عن وقوع الحادث.

يقول “غانم عياد” صاحب مزرعة نخيل جنوب مركز بئر العبد، إن زراعة النخيل تعد الحرفة الرئيسية للسكان على امتداد المناطق من شرق العريش حتى رمانة فى نطاق يصل لنحو 70 كيلو مترا، وتتوارث الأجيال بساتين النخيل التى زرعها أجدادهم ويجددون زرع الجديد منها، وشجرة النخيل كانت تعتبر ثروة فى الماضى عندما كانت تؤمن الغذاء فى فصل الشتاء إذ يتم تصنيع العجوة وحفظها وتناولها، والاستفادة من مخلفات تصنيعها كأعلاف للحيوانات وجريدها لبناء المساكن وإجزاء منها كحطب لإشعال النيران فيه.

دواع أمنية

وسبقت مذبحة النخيل تدمير أشجار الزيتون حيث قامت قوات جيش العسكر بشمال سيناء قبل نحو عام من تدمير كامل لأشجار الزيتون بحجج واهية منها “الأوضاع الأمنية” وإختباء الإرهابيين بها ،وأيضا لملكيتها لمجموعة من الإرهابيين يتم بيع المحصول للإنفاق على شراء الأسلحة والمتفجرات!

وتوقع عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء، خسارة العشرات من أصحاب مزارع الزيتون الواقعة في مناطق جنوب مدينة العريش والشيخ زويد ورفح، محصولهم، وهي “أبو طبل، العقدة جنوب الطريق الدائري لمدينة العريش، منطقة التومة وبها تجمعات الحمرواي، اللفتات، الزوارعة، الرطيل، والجميعي جنوب الشيخ زويد، والجورة جنوب رفح”؛ بسبب الأوضاع الأمنية، مؤكدا أن مديرية الزراعة لا يوجد بها حصر دقيق بالمساحات المنزرعة زيتون نظرا لصعوبة دخول بعض الأماكن.

هلاوس العسكر

وحسب شهود عيان يقول صاحب مزرعة: (ولتعلموا أن مزرعتنا التي تم جرفها بأحدث وسائل التكنولوجيا بياكل عيش منها أكثر من ٢٠٠ أسرة، وحيث يمثل الزيتون بمشتقاته سلعا إستراتيجة هامة ويصدر آلاف الأطنان منها إلى جميع المحافظات بمصر.. ولتعلموا أن قيمة الشجرة الواحده تكلفتها ٥٠٠٠ جنيه بالضبط.. وحالي تماما كمن أكرمه الله بمولود بعد تعبك وجهدك ورعايتك يتم إعدامه.. لو سمعت (لا قدر الله) بخبر إعدام ابنك ما شعورك؟؟!!!! .. فهو نفس شعوري عندما تم تجريف مزرعتي.. وحسبنا الله ونعم الوكيل).

وعلى الجانب الآخر، أدعى محافظ شمال سيناء، أن ما يحدث في سيناء من عمليات عسكرية تدخل ضمنها تجريف وحرق بعض المزارع لا يأتى من فراغ أو بغرض معاقبة الأهالي، بل على العكس، يأتى وفق ضرورة أمنية ملحة، وسيتم تعويض المتضررين، وجاري حصر المساحات المجرفة.

 

*غزة تنتصر.. والسيسي يحول الموز إلى شرائح “شيبسي

في خضم احتفال الإنسانية في كل مكان بالعالم بانتصار غزة المحاصرة على الآلة الحربية الصهيونية، تنشر “المصري اليوم” أن محافظ الأقصر في حكومة الانقلاب، يفتتح مشروع إنتاج شرائح الموز على هيئة “شيبسي”، والذي ينفذه مركز وكذلك مشروع إنتاج “الكاتشب”، وإذا ما تم مقارنة إنتاج ورش غزة المحاصرة للصواريخ، مع إنتاج حكومة السفيه عبد الفتاح السيسي، لشرائح الموز والكاتشب ستكون النتيجة بكل تأكيد خروج مصر من الواقع إلى الخيال والكوميديا السوداء.

وفي الوقت الذي تلاشت فيه أخبار المفاعل النووي الذي أعلن عنه السفيه السيسي، وتموله وتنشئه شركات روسية بقروض يقطعها السيسي من لحم المصريين، قام محافظ الأقصر في حكومة الانقلاب المستشار مصطفى ألهم، برفقة المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر ريتشارد ديكتوس، ومنجستاب هايلي الممثل المقيم والمدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في مصر، بافتتاح فخر المشاريع العسكرية بعد البيض والسبيط والحليب والجمبري وهو مشروع إنتاج شرائح الموز على هيئة شيبسي، وكذلك مشروع إنتاج الكاتشب.

يقول الناشط أحمد الحسيني: “ياريت ينجزوا مشروع إنتاج شرائح الموز على هيئة شيبسي عشان يبدءون فى مشروع إنتاج عصير القصب على هيئة بيبسي ونبدأ الرخاء بقى”، ويرد الناشط عمر فوزي ساخرًا: “مستقبلك في شيبسي الموز يا مصر!!”، بينما يتهكم الناشط محمود علي بالقول:”محافظ أكبر واهم منطقة أثرية في العالم ومدفن ملوك وملكات العصور القديمة ساب كل حاجة وقاعد يقشر موز ويقليه. يا ريت تعملوا مصنع جزم للفراخ علشان بتمشي حافيه”.

الانتصار والموز

وبينما تعيش غزة عزة المقاومة وطعم النصر، يرفع السفيه السيسي منذ انقلابه في 30 يونيو 2013 شعارات براقة مثل “مصر تستيقظ” و”حكاية وطن”، لكن العديد من المؤشرات تشير إلى مستويات غير مسبوقة من الديون تغرق أجيالاً قادمةً، وقفز الدين العام إلى 4 تريليونات جنيه، مقابل 1.7 تريليون جنيه، متجاوزًا ضعف ما استدانته مصر طيلة أكثر من 50 عامًا، كما لاحقت موجات الغلاء المصريين بلا هدنة، ليشهدوا نحو 14 زيادة بالأسعار، بواقع زيادة كل شهرين، بجانب 8 قرارات مؤججة للغلاء وتفاقم الفقر والبطالة.

ولم يتوقف السفيه السيسي عن إطلاق وعود بخفض الأسعار وتقليص الديون وتنفيذ مشروعات قومية كبرى وبناء مدن صناعية واستصلاح ملايين الأفدنة للزراعة وتقليص معدلات البطالة، لكن تصريحات الانقلاب عن تنفيذ هذه الوعود، تشير إلى تدني ما يتم تحقيقه على أرض الواقع، ولا سيما في المشروعات التي يعول عليها المصريون في التشغيل وخفض الأسعار وتحسين مستوى المعيشة.

وبعد أسابيع قليلة من المشروع العملاق مصنع مشابك الغسيل بالإسماعيلية، الآن مشروع عملاق آخر وهو شيبسي الموز والذي ربما سيغير به السفيه السيسي خارطة الصناعة بالعالم أجمع، وعقب أشهر قليلة على مسرحية انتخاب السفيه الثانية، تحولت وعوده “بكرا تشوفوا مصر” إلى “نحن في شبه دولة” و”احنا فقراء أوي”، بينما أسكرت أزمات معيشية متلاحقة عشرات الملايين من الفقراء ومحدودي الدخل، فلا يكادون يخرجون من موجة غلاء حتى تداهمهم الأخرى، لتتأجل أحلامهم إلى أجل غير مسمى.

جنة الانقلاب

وبينما رفعت حكومة الانقلاب شعار الإصلاح الاقتصادي، تؤكد المؤشرات الرسمية استمرار عجز الموازنة في التراجع وانهيار العملة المحلية وديون متضخمة لمستويات غير مسبوقة تلتهم أي مردود للإنتاج، ومع اقتراب انتهاء العام السادس لانقلاب السفيه السيسي، على الرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي، في 3 يوليو 2013؛ أكد محللون وخبراء اقتصاديون أن القزم الانقلابي لم ينجح في تحويل مصر إلى “جنة” كما وعد المصريين.

وأضافوا أنه على مدار السنوات الستة الماضية؛ تحولت وعود السفيه السيسي للشعب المصري بالانتعاش الاقتصادي؛ إلى حصاد مر على المستوى الداخلي؛ حيث الفشل الاقتصادي، وزيادة معدلات الفقر والبطالة والغلاء، واعتمد على الدعاية لمشروعات كبرى، مثل تفريعة قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، والمليون وحدة سكنية، إلا أنها جميعًا إما باءت بالفشل، أو استنزفت ميزانية البلاد دون أن تحقق العائد منها.

وبحسب الخبراء والمحللين؛ فإن السفيه السيسي اتخذ قرارات اقتصادية أضرت بالمصريين، وضاعفت الأعباء المعيشية على ملايين الفقراء، وزادت من أعداد محدودي الدخل؛ حيث أصبح يقبع 27 % من المصريين تحت خط الفقر، والباقي في الطريق عندما تمر أقدامهم فوق قشر الموز، الذي حوله السفيه السيسي وحكومته إلى شرائح شيبسي.

 

*محور الشر العربي”.. من تدمير غزة إلى نشر الفوضى في مصر وتونس واليمن

أهل الشر.. مصطلح حاول إعلام الانقلاب وداعموه من أصحاب “الرز الخليجيتصديره للساحة الإعلامية وإلصاقه بجماعة الإخوان ثم كافة ثوار يناير وأنصار الربيع العربي الذين هددوا جميعًا استقرار عروش الاستبداد المتحكم في المنطقة العربية لعقود من الزمن بلا نتيجة سوى تراكم المظالم.

ولكن الواقع أكد أن أفعال الشر الحقيقية جاءت من أذناب الانقلابات العسكرية وأصحاب “الرز”، وهي الأفعال التي أصبحت فاضحة لأنظمة القمع والاستبداد، سواء في السعودية أو مصر أو الإمارات.

خيانة وتحريض

ما كشفه الصحفي البريطاني ديفيد هيرست امس، يعتبر فضيحة كبرى؛ حيث قال إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاول إقناع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتوجه نحو حرب في غزة، كجزء من خطة لصرف الأنظار عن قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي، التي أثارت ضغطًا إعلاميًا وسياسيًا عالميًا ضد ابن سلمان.

ونقل هيرست، في تقرير حصري نشر أمس الثلاثاء في موقع “ميدل إيست آي” عن مصادر داخل السعودية، أن مساعي ابن سلمان مع نتنياهو جاءت بناءً على توصيات من لجنة طوارئ شكلها ولي العهد السعودي لوضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمة التي سببها الاغتيال الدموي لخاشقجي.

ولكن يقظة المقاومة الفلسطينية وقدراتها الإستراتيجية المتقدمة على الأرض، ولجوءها لاستراتيجية القصف بالقصف، وتطوير صواريخها لتصل للعمق الصهيوني، أفشلت المخطط الجهنمي النابع من اشخاص لا ضمير لهم ولا عهد ولا عقل، يتقاولون على دماء الفلسطينيين والشعب الأعزل في غزة من أجل وقف الضغط الإعلامي أو صرفه عن جريمة قتل خاشقجي بدم بارد في داخل سفارة بلاده.

وهو ما سبق أن وقع فيه ضلع محور الشر الثلاثي في مصر عبد الفتاح السيسي، بتحريضه إسرائيل على مزيد من الحصار لغزة لإخضاع الفصائل المقاومة نحو الاستجابة لشروط مصر والتي ترتبط بلا شك بإسرائيل للتهدئة او الحوار الوطني الفلسطيني الفلسطيني لاحقًا.

ولم يتوقف عبث محور الشر الثلاثي في المنطقة العربية “السيسي- بن سلمانبن زايد”عن إيذاء العرب، سواء في ليبيا أو اليمن أو تونس أو غيرها من بلدان العرب والمسلمين.

عمالة ومطامع

ولعبت الإمارات دورا قذرا ضد كل دول الربيع العربي، حيث استثمرت موارد هائلة ضد الربيع العربي وأثارت الفوضى في ليبيا واليمن. وقدم النظام الإماراتي دعما كبيرا لانقلاب حفتر؛ لإجهاض تطلعات الشعب الليبي، بل اصبحت أبوظبي ملاذًا لقيادات نظام القذافي وداعمي الثورة المضادة، هو ما فاقم أعداد ضحايا النزاع، وفق شهادات الأمم المتحدة.

وسعت الإمارات، منذ عام 2011، لإعادة الوضع القائم في الشرق الأوسط، إلى ما قبل ثورات الربيع العربي، من خلال وقوفها في مركز القوة المعادية للحكومات التي أنجبتها انتفاضات الربيع العربي، وذلك عن طريق دعمها واستضافتها لفلول الأنظمة العربية المخلوعة بوصفها ملجأ للفارين، ودعمها للتيارات المناوئة في كل من تونس ومصر وليبيا.

التدخّل الإماراتي في ليبيا أسهم في وصول للميليشيات الخارجة على القانون؛ فالإمارات بعد أن أصبحت ملاذًا لقيادات نظام القذافي وداعمي الثورة المضادة في هذا البلد العربي الذي يعيش على وقع الحرب وانتشار السلاح، تسعى من خلال دعم حفتر إلى تدمير ليبيا وتحويلها إلى منطقة صراع دائم وتفكيك نسيجها الاجتماعي.

وكانت الإمارات، بالتحالف مع السعودية، الداعم الأول لعبد الفتاح السيسي للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي خلال عام 2013، وأغراها ذلك بالانتقال نحو ليبيا، في محاولة لتكرار نموذج الانقلاب العسكري المصري.

وبعد مقتل القذافي، لجأت الإمارات للتدخل ودعم انقلاب اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وذلك لإجهاض ثورة الشعب الليبي وتطلعاته.

أصبح دعم حفتر بالنسبة للإماراتيين مصلحة حيوية؛ إذ لم توفر أي شكل من أشكال الدعم، سياسيًا وعسكريًا وماديًا، إلا وقدمته له. وتعد ليبيا واحدة من أبرز الدول التي تتدخل فيها الإمارات عسكريًا، حيث قامت في أواخر العام 2014، بتوجيه ضربات جوية، انطلاقًا من مصر، ضد الثوار في طرابلس.

طائرات حربية

وفي مايو 2017، أوردت مجلة “Time” الأمريكية تقريرًا عن قيام الإمارات بنشر طائرات حربية أمريكية الصنع في قاعدة تسيطر عليها قوات خليفة حفتر في شرق ليبيا.

وذكرت المجلة الأمريكية أن صورًا لأقمار اصطناعية، أظهرت ست طائرات ثابتة الأجنحة على الأقل من صنع أمريكي، وطائرتين صينيتين من دون طيار على أرضية قاعدة “الكاظم” في شرق ليبيا.

وأشار التقرير إلى أن طائرات “Archange” المعنية، طراز مطور لنوع كان استخدمه الجيش الأمريكي في حرب فيتنام، تصنعه شركة “Iomax USA”، ومقرها ولاية كارولينا الشمالية، وأن هذا الطراز مصمم للاستخدام المزدوج الحربي والمدني، ويمكن تزويدها بأسلحة وبمعدات متقدمة للمراقبة والاستطلاع. وقالت المجلة إن الإمارات اشترت 48 طائرة من هذا النوع.

ولفتت إلى أن صور الأقمار الصناعية، رصدت نشاطا ملحوظا لتطوير قاعدة “الكاظم” وتوسيعها بما في ذلك إضافة سبعة مبان وحظائر طائرات.

يمكن الإشارة إلى أن ما نشرته المجلة الأمريكية عن وجود طائرات حربية إماراتية خفيفة في قاعدة بشرق ليبيا ليس بالجديد، وقد تداولته وسائل الإعلام، ولم يضف التقرير الأخير إلا تحديد منشأ الطائرات الحربية.

وقدمت الإمارات طوال السنوات المنصرمة، وما تزال، مختلف التعزيزات العسكرية للجماعات المسلحة المرتبطة بخليفة حفتر من بينها المروحيات الحربية والأسلحة الثقيلة، بهدف إضعاف الجماعات الإسلامية وهو انتهاك صارخ للحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على توريد السلاح إلى ليبيا، وهو أيضا مؤشر خطير على مسعى الإمارات الحثيث في توظيف أطراف الصراع بالمنطقة للحصول على مكانة بين الدول العربية.

قاعدة الخروبة

كانت وسائل إعلام ليبية أكدت وجود ضباط وخبراء عسكريين إماراتيين يديرون غرفة عمليات عسكرية في قاعدة الخروبة الجوية التي تقع جنوب بلدة المرج شرق بنغازي”، ويُشرفون منها على القصف الجوي الذي يستهدف مواقع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

ولا تخفي الإمارات تدخلها السافر والعلني القذر والمثير للفوضى في ليبيا؛ حيث تتواصل الزيارات واللقاءات المتبادلة بين القادة العسكريين الإماراتيين وحفتر وقادة قواته، سواء الإمارات أو في شرق ليبيا. وكان أبرز زيارات المسؤولين العسكريين الإماراتيين إلى شرق ليبيا، اللقاء الذي تم بين عيسى المرزوعي نائب رئيس الأركان الإماراتي وخليفة حفتر في بنغازي.

وتبدو الإمارات من خلال تدخلها في ليبيا غير آبهة لانتقادات المجتمع الدولي؛ حيث ظلت تقارير الأمم المتحدة تؤكّد إغراق الإمارات لليبيا بالأسلحة، فيما تؤكد التقارير الحقوقية ارتكابها جرائم حرب هناك. واعتبر تقرير أممي أن دعم الإمارات قد أدى ومن دون شك إلى تزايد أعداد الضحايا في النزاع الدائر في ليبيا، وإبقاء ليبيا فريسة لحالة الفوضى والانقسام.

واستعانت الإمارات بالخائن عبد الفتاح السيسي لتمزيق ليبيا وتوجيه ضربات عسكرية من الأراضي المصرية نحو ليبيا عادت بمئات الضحايا من المدنيين في درنة وغيرها من المدن الليبية.

محاربة الثورة التونسية

ولم تتوقف الإمارات ونحور الشر المصري السعودي عن دعم الثورة المضادة بتونس، وكان من ضمنها دعم انقلاب الرئيس الباجي قائد السبسي على حزب النهضة إثر الانتخابات البرلمانية والرئاسية نهاية العام 2014، وهو ما تكرر قبيل الانتخابات البلدية الاخيرة في تونس؛ حيث تصاعدت مساعي أبو ظبي للتدخل في مسار الانتخابات وتوجيهها لصالح أحزاب تدين لها بالولاء.

ففي أواخر شهر فبراير الماضي، أكد موقع “موند أفريك” الفرنسي أن حكام الإمارات مستعدون لفعل كل شيء للإطاحة بحركة النهضة بوصفها ممثلا للتيار الإسلامي في تونس، مشيرًا إلی أن الأمين العام لحركة “مشروع تونس” محسن مرزوق المنشق عن حزب نداء تونس، هو الرجل الأكثر وفاءً للإمارات في تونس، وله علاقات واسعة في أوروبا والدول الخليجية.

ونقل الموقع عن مصادر أمنية جزائرية قولها إن الإمارات تدفع بحلفائها في تونس إلی تشكيل تحالفات سياسية للإطاحة بالأغلبية الحاكمة، حيث فتحت أبوظبي محادثات مع رئيس الحكومة الأسبق المهدي جمعة لتوسيع دائرة نفوذها في تونس ضد التحالف القائم بين نداء تونس وحركة النهضة، مضيفة أن الإمارات حاولت من خلال مركز استشارات بلجيكي دعم حلفائها في تونس وتمويلهم بطرق مشبوهة للإطاحة بالغنوشي وجماعته.

وأوضح الموقع الفرنسي أن الإمارات مستعدة وبأي ثمن أن تحول دون تثبيت حركة النهضة لأقدامها في الانتخابات البلدية، “والتي فازت باغلبيتها النهضة” واقتسام الحكم المحلي مع شريكها في الحكم (نداء تونس) وفق سياسة التوافق مع رئيس الجمهورية وهو ما سيمثل ترسيخا لحكم الإسلاميين وتركيزا له بعد أن تمكن من الصمود لأكثر من 7 سنوات.

وتشهد العلاقات الدبلوماسية التونسية الإماراتية توتّرًا كبيرًا في السنوات التي تلت 14 من يناير، بعد وصول حزب حركة النهضة إلى الحكم إثر انتخابات أكتوبر 2011، وقد حاولت الدولة الخليجية في تلك الفترة إغراق البلاد في مستنقع من الفوضى بالاعتماد على عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية الوازنة.

المنصف المرزوقي

وفي 27 سبتمبر 2013، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفيرها لدى تونس، سالم القطام الزعابي، إلى العاصمة أبوظبي، في أعقاب هجوم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، على مصر ومطالبته بإطلاق سراح الرئيس محمد مرسي.

وإثر صعود الإسلاميين إلى الحكم، جمّدت السلطات الإماراتية مشاريع ضخمة كانت قد وعدت بإنجازها في تونس؛ على غرار مشروع بوابة المتوسط “سما دبي، و”مدينة تونس الرياضية”، وبحسب المراسلات بين الحكومة التونسية وشركة “سما دبي”، فإن الخلاف يتعلّق ببدء العمل في هذا المشروع، حيث إن المستثمر الإماراتي يتذرّع باضطراب الوضع بتونس والمنطقة لرفضه تحديد بداية الأشغال بالمشروع، أما الحكومة التونسية فقد كانت تسعى من جانبها لبدء الأشغال سنة 2016.

وأكدت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن المسؤولين الدبلوماسيين الإماراتيين قد قرروا عدم استئناف أشغال مشروع “سما دبيالمتعطّل منذ سنة 2011؛ نكاية بالرئيس الباجي قائد السبسي؛ بسبب تحالفه مع حركة النهضة وإشراكها بالحكم، وليس لأسباب لوجستية أو أمنية مثلما ادّعوا.

وكشف الإعلامي التونسي سفيان بن فرحات أثناء مداخلته على قناة نسمة التونسية الخاصة في 18 مايو 2015، أن الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي أعلمه في لقاء خاص أن دولة الإمارات طلبت منه إعادة سيناريو مصر وإزاحة حركة النهضة التونسية للإيفاء بتعهداتها المالية لتونس إلا أن الأخير رفض ذلك وفضل سياسة الحوار والتوافق لتفادي الحرب الأهلية بالبلاد وإراقة الدماء.

ورغم الفشل المتكرّر في تسميم الساحة التونسية، إلا أن الجانب الإماراتي لم يرفع الراية البيضاء بل واصل دعمه للثورة المضادّة ورموزها واستفزاز الشعب التونسي بأسره كان آخرها ما حدث يوم 23 ديسمبر الماضي، عندما منعت شركة طيران الإمارات نساء تونسيات من السفر على متن طائرتها المتجهة إلى دبي دون تقديم أسباب وهو ما دفع وزارة النقل التونسية لاتخاذ إجراء بتعليق رحلات الناقلة الإماراتية من وإلى تونس.

دماء المصريين

وبعد نحو أسبوعين من هذا المنع، قررت وزارة النقل التونسية استئناف شركة طيران الإمارات” لرحلاتها الجوية من وإلى تونس، إثر رفع إجراءات المنع في حق المواطنات التونسيات والتوصل إلى اتفاق تلتزم بمقتضاه الشركة الإماراتية باحترام القوانين والمعاهدات الدولية وأحكام الاتفاقية الثنائية في مجال النقل الجوي المبرمة بين البلدين، والحرص على تفادي ما حدث مستقبلا وكل ما من شأنه أن يمس أو يسيء للعلاقات الثنائية.

الانقلاب على الديمقراطية في مصر

ولا يخفي على أحد ما جرى في مصر من إراقة دماء المصريين وتدمير التجربة الديمقراطية الأولى في مصر للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وهو ما يجني المصريون حصاده اليوم من دماء مراقة واعتقال خيرة شباب ومفكر مصر وتجريف الاحزاب وتراجع الاقتصاد وغلاء الاسعار، بفضل الرز الخليجي والتخطيط الصهيوني لخلق واقع عربي قابل للصهاينة في العمق العربي والإسلامي ولقتل ارادة الشعوب في التغيير مخافة ان يصل لكراسي المستبدين في السعودية والامارات.

تجويع وقتل اليمنييين

وأيضا تصاعد العدوان الثلاثي من قبل حكام السعودية والإمارات ومصر ضد اليمن، باسم اعادة الشرعية، التي أهانوها، وهددوا باعتقال رئيسها هادي وتجميد دوره، مقابل توسع الإمارات في السيطرة على المواني اليمنية والاقاليم اليمنية واخضاعها للمشرو ع الاماراتي سواء كان في الحديدة او عدن، ما أسفر عن تجويع 22 مليونا من إجمالي 26 مليون يمني، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، وتهديد المجاعة والامراض لليمنيين، وقصف الأطفال الأبرياء.

 

*الظلم ملة واحدة.. منتدى للسلام بمصر قمة للتسامح في الإمارات.. والسجون تعج بالمظالم!

من المفارقات الساخرة في الدول البوليسية.. تزايد القمم والمؤتمرات والمنتديات والحملات الإعلامية والترويجية بأسماء براقة كالتسامح والسلام والعدل والشفافية.. وغيرها من القيم التي يلتحف بها المجرمون والقتلة في ممارساتهم لأعمالهم السادية بالقمع والقتل والظلم والتصفية الجسديو لمعارضيهم.

تسامح الإمارات!

اليوم، كشف تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني أن الإمارات تستضيف قمة التسامح الأولى في دبي في الفترة من 15 إلى 16 نوفمبر، وإنها فرصة للتذكير بمفاهيم ومعاني التسامح وبالعودة إلى القاموس “فإن التسامح” “هو القدرة أو الرغبة في تحمل وجود الآراء المختلفة”.

وأضاف التقرير المنشور أمس للصحفي البريطاني بيل لو ان الحديث عن التسامح في الإمارات يطرح ما يطلق عليه علماء النفس “التنافر المعرفي؛ “لأن الإمارات لا تُظهر استعدادًا لتقبل الآراء أو السلوك الذي يتحدى أو يشكك في سلطة نظام الحكم.

ويأتي كلام الإمارات عن التسامح بعيدًا عن الواقع ويكفي أن نسأل ناصر بن غيث أو أحمد منصور أو تيسير النجار وغيرهم من الناشطين والناشطات الذين زج بهم في السجن بسبب انتقاد السلطات، إلى جانب عشرات الآخرين الذين يعتبرون تهديدًا لأمن الدولة.

بن غيث

وواصل التقرير: بن غيث خبير اقتصادي وخبير دولي محترم اختفى منذ ما يقرب من عام، واحتُجز في زنزانة انفرادية في مكان مجهول، ولم يُسمح له بمقابلة محامٍ أو عائلته قبل تقديمه للمحاكمة وحُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.

وقد أدين بجريمة “نشر معلومات كاذبة” عن قادة الإمارات وسياساتهم وعن “نشر معلومات كاذبة من أجل الإضرار بسمعة الدولة ومكانتها”.

وهذا ما يؤكد أن الأمر الأخير الذي يمكن أن تفعله حكومة الإمارات هو الاستعداد لتقبل الآراء أو السلوك الذي يتحدى أو يشكك في سلطة النظام الحاكم.

كذلك أحمد منصور ناشط شجاع ومتميز في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. حائز جائزة “مارتن إينالز” لعام 2015، والمخصصة للناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، لكن السلطات الإماراتية منعته من السفر إلى جنيف لتسلم الجائزة.

وفي مارس من العام الماضي، تم احتجازه في مكان غير معروف قبل تقديمه للمحاكمة، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.كانت الجريمة مرة أخرى نشر معلومات كاذبة”.

انتقاد إسرائيل جريمة

وبيّن التقرير أنه حتى لو لم تكن إماراتيًا يمكن أن توجه لك تهمة نشر المعلومات الكاذبة على غرار تيسير النجار الصحفي الأردني الذي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة كبيرة “لإهانة مؤسسات الدولة”، وإذا كنت تظن أنه يهين مؤسسات الدولة في الإمارات، فستكون على خطأ… لقد سجن النجار بتهمة الإساءة إلى مصر وإسرائيل ودول الخليج. وقامت السلطات بتجريم الصحفي، الذي عمل لمدة 15 سنة في الإمارات، بسبب نقده للحرب الإسرائيلية على غزة والتعامل – أو بالأحرى سوء التعامل – مع الاحتجاجات في مصر من قبل السيسي، وذلك على حساباته في وسائل الإعلام الاجتماعية.

وتساءل التقرير: هل ذكرت الأطفال الذين سجنوا أو تم تجريدهم من الجنسية لأنهم انتقدوا على تويتر المعاملة غير العادلة لآبائهم؟ أو ما يسمى بالمركز الاستشاري الذي تم إرسال بعضه له واحتجازهم هناك بعد الانتهاء من الأحكام الصادرة بحقهم؟ أم الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، الذي احتجز في الحبس الانفرادي لمدة خمسة أشهر قبل اتهامه بالتجسس؟

متسامحو مصر والسعودية!!

الأمر المضحط المبكي، أن قمة التسامح ستضم مجموعة من المتحدثين من السعودية؛ حيث لا ينبغي أن تفكر حتى في انتقاد ولي العهد والحاكم الفعلي محمد بن سلمان الذي قام بالتعاون مع الإمارات بإغراق اليمن في حرب كارثية، واعتقل المئات من النشطاء المدنيين، بما في ذلك النساء البارزات اللاتي قمن بحملات من أجل الحق في القيادة، هل يمكن الحديث عن التسامح في ظل تورط ولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي.

والمثير للسخرية أن المتحدثين سيشاركون بحماسة كبيرة؛ لأنهم يأتون من بلدان تعتبر “معقل التسامح” ففي مصر السيسي يحتجز الآلاف لأن مفهومه عن التسامح ضعيف جدًا ولا يقبل أي شكل من أشكال النقد. كما لدى البحرين مجموعة من المتكلمين أيضًا، وهو البلد الذي كان لمدة السنوات السبع الماضية مسرحًا للإساءات واحتجاز الأغلبية الشيعية إنهم لا يتفقون مع العائلة الحاكمة الظالمة.

وتستهدف قمة التسامح توجيه الشباب نحو قبول الاختلافات ومنع العنف وتعزز دور المناهج التعليمية في زراعة ثقافة التسامح والسلام بين الطلاب”، دون التطرق بالطبع من قريب او بعيد للواقع الذي يتزايد فيه الإخفاء القسري، والحبس الانفرادي، والضرب، والمحاكمات الاستعراضية والتصفية الجسدية والقتل خارج اطار القانون…وغيرها من ممارسات التسامح في مصر والسعودية والإمارات!!

منتدى السلام بمصر

وقبل أيام شهدت مصر منتدى شباب العالم ، النسخة الثانية..وانطلقت النسخة الأولى من منتدى شباب العالم، فى الفترة من 4-10 نوفمبر 2017، فى مدينة شرم الشيخ، فيما شهدت النسخة الثانية ، التركيز على محاور السلام والتطوير والإبداع، حيث يحاول النظام بهذه المؤتمرات الادعاء بأنه يرعى الشباب ويهتم بهم ويتحاور معهم؛ لكن هذا الكم من المؤتمرات المخصصة للشباب لا يعكس اهتمام النظام بالشباب بقدر ما يعكس أزمته معهم باعتبارهم هاجسه الأكبر، فما حدث في ثورة 25 يناير 2011 بيد الشباب، ما زال حاضرًا بقوة في الأذهان، وخاصة أذهان المسؤولين وعلى رأسهم السيسي، الذي كان يشغل وقت اندلاع الثورة منصب مدير المخابرات الحربية؛ فالنظام يحاول من خلال هذه المؤتمرات التغطية على أزمته مع الشباب، الذين يعتقل عشرات الآلاف منهم في سجونه ويخفي المئات منهم قسريًا، ويمارس بحقهم أبشع صور التعذيب والاغتيال خارج إطار القانون حيث شهد شهر أكتوبر الماضي فقط تصفية 20 شابا بذريعة محاربة الإرهاب.

وباستعراض كثير من الفعاليات التي تشهدها مصر والامارات والسعودية ، تتضح الصورة اكثر بمحاولة تجميل وجه الانظمة القبيح، في ظل واقع مرير اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا.

 

*ليس العريفي وحده.. كثير من الدعاة تناسوا عقوبة من أعان ظالمًا

لطالما اتهم الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، ومؤيديه باستخدام الدين لتحقيق أغراض سياسية، واتهموا كذلك بتوظيف الفتاوى الدينية لصالح الكسب السياسي، إلا أنه من الملاحظ أن حكومة الانقلاب العسكري تمتلك ذراعًا دينية لا تقل أهمية عن باقي أذرعها الإعلامية والقضائية والأمنية، فمنذ 3 يوليو وسيل الفتاوى الدينية لم يتوقف من فتاوى قتل المتظاهرين لوصفهم بـ “الخوارج” إلى فتوى تطليق الزوجة الإخوانية إلى استخدام المساجد والمنابر من أجل الدعوة للمشاركة السياسية كما ظهر بوضوح في مسرحيات انتخاب قائد الانقلاب، إلى منح السفيه السيسي شرعية؛ لأنه صار “ولي الأمر المتغلب”.

ومن مصر إلى السعودية انقلب الطغاة على الدعاة لظلمهم؛ حيث كشف حساب معتقلي الرأي” بأنَّ السّلطات السّعودية تمنع الداعية محمد العريفي من الخروج من الرياض، كما سبق ومنعته من أداء فريضة الحج، وذلك بعد أن منعته من الخطابة والمشاركة في أي منشط دعوي داخلي أو خارجي، رغم استمراره في التَّطبيل.

حملات اعتقال

وأضاف الحساب المختص في متابعة ونقل أخبار المعتقلين في السعودية عبر تويتر” ورصدته “الحرية والعدالة”، أن “السلطات قامت بمنعه من أداء فريضة الحج نهاية العام الهجري الماضي، وذلك بعد منعه من ممارسة جميع النشاطات الدعوية”، ومنذ صعود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى سدّة الحكم، تشنّ السلطات حملات اعتقال طالت دعاة بارزين في المملكة، منهم سلمان العودة، وسفر الحوالي، وعوض القرني، وعلي العمري.

والعريفي داعية أكاديمي شهير على مستوى المملكة والعالم الإسلامي، ولديه حساب موثق على موقع “تويتر” يتابعه أكثر من 21 مليون شخص من مختلف دول العالم، وكانت السلطات السعودية احتجزت العريفي خلال عامي 2013 – 2014، في أوقات محدودة، دون أن تعلن ذلك رسمياً، بدعوى مساندته جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي تصنفها الرياض جماعة إرهابية على حد زعمها.

وسبق منعَ العريفي تصريحُ لوزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، قال فيه: إنه “ستتم محاسبة الخطباء والوعاظ مثيري الفتن على المنابر؛ لأنه لم يعد هناك مجال للتسامح”، وشدد آل الشيخ، خلال مقابلة له مع قناة ” إم بي سي”، على أنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة في حق الخطباء الذين يستغلون الإعلام حبّاً للدعاية الشخصية.

ليسوا شيوخًا ولا دعاة

ومن السعودية إلى مصر؛ حيث نشرت في وقت سابق “جبهة علماء ضد الانقلابالتي تضم عددًا من الجبهات والهيئات والاتحادات في مصر، قائمة بـ15 شخصًا أسمتهم “شيوخ العسكر” في إشارة إلى الشيوخ الذين يؤيدون الانقلاب العسكري.

وقالت الجبهة في بيان وزعته على وكالات الأنباء: “إنها تبرأ إلى الله تعالى، من العلماء والدعاة والوعاظ الذين باعوا دينهم.. فمنهم من أفتى بإهدار دماء الأبرياء، ومنهم من قام بتأليه بعض الحكام، وإنزاله بعض الوزراء منزلة الأنبياء والمرسلين”.

وضمت القائمة التي قالت “جبهة علماء ضد الانقلاب” إنها أولية كل من أحمد الطيب شيخ الأزهر، و علي جمعة مفتي مصر السابق، ومختار مهدي جمعة وزير الأوقاف في الحكومة المؤقتة، وأحمد كريمة، و سعد الدين الهلالي، وعبد الله النجار، وعبد الفتاح إدريس، وجميعهم أساتذة فقه وقانون في الأزهر، إضافة إلى شوقي علام مفتي مصر الحالي، وياسر برهامي ودعاة حزب “النور” السلفي، والدعاة عمرو خالد، وخالد الجندي”.

فجر الخصومة

وأكدت “جبهة علماء ضد الانقلاب” على “عدم جواز الأخذ عنهم، ولا استفتائهم في أي أمر يتعلق بالشريعة؛ لأنهم أسقطوا عن أنفسهم وصف العلماء والدعاة”، وكشفت تقييمات رسمية نشرتها مواقع أجنبية، عن أن الدعاة الإسلاميين بالتلفزيون المصري “فقدوا مصداقيتهم” منذ انقلاب 3 يوليه 2013، الذي دعمه بعضهم وشاركوا في محاضرات لضباط الشرطة والجيش لتأييد ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي وقتلهم.

واعتبرت الجبهة أنَّ ما ورد في هذه القائمة من أسماء “أسهمت بشكلٍ كبير في صناعة الانقلاب ومؤازرته إنما هي مجرد أمثلة، وتضم المصريين فقط .. وهناك مَنْ آثرنا عدم ذكره الآن اتباعًا لمنطق الهدى بأنهم ليسوا سواء في مجاهرتهم بِفُجْرِ الخصومة مع إرادة الشعب والدعاية للانقلاب الظالم يقينًا مِنّا بأنهم في طور مراجعة مواقفهم”، في إشارة مبطنة إلى مواقف الشيخ محمد حسان، وغيره من الدعاة.

ودخل شيوخ ودعاة الانقلاب في وصلات من الهجوم المتبادل، على خلفية قرار وزارة الأوقاف في حكومة الانقلاب بوقف تصريح الخطابة الخاص بالأمنجي محمد سعيد رسلان؛ حيث اشتبك كوادر سلفية من أنصار ياسر برهامي أو ما يعرف بـ”الدعوة السلفية بالإسكندرية” وذراعها السياسي الأمنجي حزب النور، مع أنصار رسلان الملقب بـ”زعيم السلفية المدخلية في مصر”، وتقوم حكومة الانقلاب من حين لآخر بمنع الجميع من الخطابة والدروس، والتضييق عليهم وربما تطور الأمر إلى زيارة فروع سلخانات الأمن الوطني لأيام.

 

*ماذا يقول المصريون للأجانب عن جنسية بلادهم؟

يتهافت الناس على جنسيات الدول الأوروبية وأمريكا، وتمنع دول مثل اليابان والكويت والسعودية، باقي البشر من التجنس، وهنالك دول تمنح جنسيتها بمجرد المرور الجوي أو الأرضي للأطفال المواليد، وغيرها تمنح الجنسية في 6 أشهر، أما في مصر وعلى يد السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، فقد عرض برلمان الدم الجنسية للأجانب بمبلغ سبعة ملايين جنيه مصري، أي 400 ألف دولار تقريبًا، ومع ذلك تشهد الجنسية المصرية ركودًا طبيعيًا، فمن يرغب بجنسية بلد يحكمها ديكتاتور يقتل الأجانب وكأنهم مصريون.

ونشرت شابة تدعى “نور الهدى” مولودة من أم مصرية وأب سوري، ورقة حصولها على الجنسية المصرية معبرة عن سعادتها، ورد عليها أحد النشطاء بالقول: “ألف مبروك.. اطلعي على التموين بقى علشان تستفيدى من الـ٤ جنيه دعم.. وبكرة تروحي لإدارة الصب في المصلحة تسجلي اسمك”.

وتقول الناشطة إيمان أنور: “الجنسية المصرية حلوه لو معاها جنسيه تانيه أوروبيه أو أمريكيه ترجع مصر تبص على أحوال الناس فتحمد ربنا على الجنسية التانية.. على فكرة للي بيتريقوا ويستهتروا بجنسية بلدهم.. إن شاء الله الجنسيه اللي مش عاجباكم دي هتبقى شفيعه لينا يوم القيامة”.
الجنسية التي حصلت عليها الشابة “نور الهدي” كانت الرسالة الأساسية لفيلم عسل أسود”، للمخرج خالد مرعي والمؤلف خالد دياب وبطولة الفنان أحمد حلمي، أنه لا كرامة ولا حقوق للمصري في وطنه، وأن المصري قد يحب وطنه ولكن لا يتمنى العيش فيه، والمفارقة أن الفنان “حلمي” وبعيدًا عن التمثيل والسينما اختار أن يأتي أولاده من الفنانة منى زكي في واشنطن للحصول على الجنسية.

عسل السيسي!

ونعود إلى الجنسية وفيلم “عسل أسود” الذي تم إنتاجه في أواخر عهد المخلوع مبارك، ومع ذلك فهو صالح 100% لتنطبق عليه الحالة التي تعيشها مصر تحت حكم السفيه السيسي، فهذا الشاب العائد إلى مصر بعد عشرين عامًا من الاغتراب في أمريكا، والذي خرج به والده ووالدته ولا يزال في مصر بقايا حياة كريمة للحياة الاجتماعية فيها، يصر على أن يحمل في زيارته لها جواز سفره المصري وليس الأمريكي باعتباره يحمل الجنسية الأمريكية، الأمر الذي يعرضه لتعامل دوني.

يأتي المواطن المصري “مصري سيد العربي” إلى مصر حاملا لذكريات جميلة، لكن ما إن يهبط إلى المطار يصطدم بضابط الجوازات الذي ما إن يقدم له جواز سفره المصري حتى يتعامل معه بغلظة وفظاظة وفي نظراته استحقار ثم يقرر تنحيته جانبًا إلى أن يتم التأكد الأمني منه.

يخرج “مصري” من المطار ليقع في يد سائق ميكروباص “راضي” نصاب، يستغل جهله بكل شيء سعر الدولار والأكل والشرب، ويبدأ في سرقته، وعندما يصل للفندق ترفض إدارته تسكينه على الرغم من حجزه المسبق، لكن جواز سفره مصري، والحجز تم لأمريكي وليس لمصري حتى لو كان الاسم واحدًا، فيضطر للحجز في فندق آخر.

يؤجر “مصري” سيارة جيب مجهزة بجهاز تحديد المواقع الأثرية، ويصدم حين يكتب “أهرامات” فيجد نفسه في طريق أبعد ما يكون عن طريق الأهرامات، وخلال جولته يتكشف الجهل الذي وصل إليه المصريون، وحين يصل للأهرامات يتم النصب عليه، وفي المسجد الأثري يتم سرقة حذائه، ويلقى القبض عليه أثناء تصويره لمواقع على النيل كونه مصريًا.

الأجنبي فقط!

حيث لا يتم توقيف الأجانب عند تصويرهم في أي مكان في مصر، ويعامل من قبل الضابط والمخبرين معاملة مهينة، وفي القسم يلقى به في الزنزانة ليتلقفه مجرمون ولا يخرج إلا حين يأتي السائق ليضمنه، بالطبع بعد أن يساومه على الثمن، ويتم تسليمه الكاميرا بعد مسح كل الصور التي التقطها.

يصل لـ”مصري” جواز سفره الأمريكي، لتتحول المهانة إلى احترام وتبجيل، ويمسك بجواز سفره المصري ويشده على ما يشبه “النبلة” ويلقيه من نافذة الفندق المطل على النيل، مقبلاً الجواز الأمريكي وراقصًا رقصة الانتصار، لكن الوطن الذي فقد كل معايير حقوق الإنسان، ووصل ترديه ثقافيا وفكريا إلى أحط مستوياته، يواصل الكشف عن خرابه، فجواز السفر الأمريكي لا ينقذه.

حين يصدم أحدهم سيارة الميكروباص الخاصة بـ”راضي” والتي أجرها مصري لتقوم بتوصيله، تسحب رخصة قيادة راضي فيما تمر السيارة الصادمة دون مساءلة بل ومصحوبة بالتعظيم من قبل ضابط الشرطة، فيعترض “مصري” مدافعا عن حق السائق، فيحوله الضابط إلى رئيسه اللواء الذي تحاصر قواته مظاهرة ضد أمريكا.

يواجهه مصري بأنه يحمل جواز سفر أمريكي، ويريد أن يحصل على حق السائق، ويصرخ فيه “أنا مواطن أمريكي وجواز سفر يحميني ومحدش منكم يقدر يلمسنيفيقول له اللواء الكبير هل يمكن أن تقول هذا الكلام في الميكروفون ويحدث ذلك ويتحول المظاهرون من مناهضة قوات الشرطة إلى الالتفاف حول “مصريويدهسونه.

يخرج “مصري” من هذا الموقف بلا فلوسه ولا جواز سفره الأمريكي، ليصبح متشردًا في شوارع القاهرة، ينقذه سائقه راضي في حركة “جدعنة” ويتجول به إلى أن يصل إلى شقة والديه التي هجرها منذ عشرين عامًا، ومن هنا ندخل إلى قلب مصر المأزومة بانقلاب السفيه السيسي.

فقر العسكر

الأسرة التي تجاور شقة “مصري”، تعاني من البطالة وشظف العيش والأمراض النفسية التي خلفها حكم العسكر أكثر من 60 عامًا، فـ”سعيد” شاب يبلغ من العمر ثلاثين عامًا عاطل بلا عمل، يعيش عالة على والدته، وأخته الكبري ابتسام” وزوجها “منصف” يعيشان في نفس الشقة ويعانيان من عدم وجود فرصة لممارسة الحب، لذا فهما دائما الشجار على الأمور التافهة.

الفقر الذي يقتل المصريين في عهد السفيه السيسي يتجلى في مشهد غاية في البساطة لكنه عميق الدلالة، يقف “مصري” مع “سعيد” وبينهما طبق من العنب، فيتذكر مصري حين كان هو وسعيد طفلين يقفان في هذه النافذة ويلقيان على المارة بحبات العنب، ويكرران المشهد فيختار سعيد حبة عنب معطوبة ويلقي به على أحد المارة، فينحني هذا الشخص ويلتقط حبة العنب ويمسحها ويأكلها!!

ولا يغفل الفيلم تردى أوضاع التعليم في مصر، تعليمًا وأبنية، فمدرّسة اللغة الإنجليزية تشوه اللغة الإنجليزية، وحمامات المدرسة مغلقة للإصلاح، والأمر نفسه بالنسبة لتفشي الفساد والمحسوبية والرشوة ـ “رشا بتسلم عليك” ـ داخل الهيئات والمصالح الحكومية.

وعلى الرغم من محاولات تجميل الصورة بالكشف عما يتمتع به المصريون من دفء وجدعنة وأنهم ليسو سواء وما تحظى به مصر من مقومات، إلا أن الصورة تظل قاتمة، لم تؤثر فيها موائد الرحمن وتوزيع اللحمة على الفقراء في الشارع والدفء الأسري في العيد ومواقف الجدعنة.

لهذا قامت الثورة

ليس “عسل أسود” بل “سم في العسل” فالكوميديا التي قدمها حلمي بشكل محترم دون افتعال، وأضحكت المتفرج من القلب، حملتها مواقف سوداء، فصدق “مصريوصراحته تصدم الآخر مواطنا عاديا أو مسئولا، ونظرة ضباط الشرطة المهينة سواء في المطار أو في القسم أو في الشارع لـ”مصري” كونه مصريا تبعث على الضحك؛ لأنها نظرة فجة وغير مبررة إنسانيا وأخلاقيا، وعلى مثل هؤلاء وقمعهم وإجرامهم قامت ثورة 25 يناير 2011.

كذلك رجل الشارع الجاهل حين يحاول الحديث باللغة الإنكليزية، وإصرار سائق الميكروباص على أن يلقي بالزبالة في الشارع، فيما ينهره “مصري” ويحتفظ بالزبالة في كيس بيده وينام قابضًا عليه، ينتهي الفيلم بصعود “مصري” إلى متن الطائرة المتجهة لأمريكا حاملا جواز سفر الأمريكي، مؤكدا أن إبراز هذا الجواز يعني حقوق الإنسان والاحترام والمعاملة الراقية والعلم و..إلخ، وأن مصر ما هي إلا بلد “عفار”، “همج”.. إلخ.

من الممكن لهذا الفيلم أن يتجاوز مجرد فيلم تم إنتاجه في عهد المخلوع مبارك، وأن يتجاوز مجرد كونه فيلما تجاريا، كل هم شركة إنتاجه أن تحقق أكبر قدر من الربح المادي، ولم يكن تحقيق ذلك ليكلف كثيرا، فقط سيناريو وحوار جديد يتسق مع ست سنوات من الانقلاب قضتهم مصر، فيلم جديد أو جزء ثان لعسل أسود يفضح عصابة السيسي والنهب والقمع والقتل، يفضح بيع مصر بالقطعة لإسرائيل عن طريق وكيلها السعودي محمد بن سلمان.

ربما لو تم تصوير جزء ثان للفيلم يفضح المعتقلات وما يجري فيها، ومنصات القضاء الذي استولى عليه العسكر وجعلوه مثل مراجيح الموالد الشعبية، وما يجري في سيناء من تهجير وقتل وقصف، رسالة سينمائية قوية للداخل قبل الخارج بنفس قوة الأداء الذي قدمه أحمد حلمي ولطفي لبيب وإدوارد وإنعام سالوسه وغيرهم من أبطال الفيلم، ربما يجعل فتاة مثل “نور الهدى” تراجع نفسها وتعيد للسفيه السيسي الجنسية، حتى يرد للمصريين اعتبارهم بثورة أخرى.

 

*ممنوع لأصحاب القلوب الضعيفة.. علبة حلوى المولد بـ1900 جنيه!

تغنّى بها المصريون قديمًا حين قالوا “حلاوة زمان عروسة حصان”، ويعتبر شراؤها عادة توارثها المصريون منذ مئات السنين، لكن يبدو أن “حلاوة المولدلن تدخل أفواه الأطفال ولا منازل المصريين بعهد الانقلاب.

وعقب ارتفاع أسعار السكر والحمص والسوداني والعسل والمسكرات، أصبحت الحلوى للمشاهدة فقط عقب وصول سعر الكيلو من 350 جنيهًا إلى 1900 جنيه.

واستاء رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الارتفاع الفلكي لأسعار الحلوى، مرددين “الحلاوة بدعة”، فيما كشف تجار أن أغلب الزيادات تركزت في المكسرات من البندقية واللوزية والفستقية وعين الجمل التي زادت بنحو 50% عن معدلاتها الطبيعية، كما زادت أيضًا أسعار السمسمية والحمصية والفول السوداني بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي.

كما زادت أسعار بعض الأصناف بنسبة 50%؛ حيث تراوحت أسعار العروسة البلاستيك من 20 إلى 350 جنيهًا، بينما ترتفع أسعار أنواع المكسرات الأخرى من اللوزية والبندقية والفستقية إلى 80 و100 جنيه للكيلو الواحد.

وكشف المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة” أن ثلثي المصريين لم يشتروا حلاوة المولد في 2017.

وأوضح أن سكان الريف أكثر حرصًا على شراء حلاوة المولد من سكان المناطق الحضرية؛ حيث ترتفع النسبة من 23% في الحضر إلى 38% في الريف، كما يظهر الوجه البحري كأكثر المناطق إقبالاً على شراء حلاوة المولد بنسبة 39% يليه الوجه القبلي بنسبة 29% ثم المحافظات الحضرية بنسبة 17%.

وتابع بيان المركز: “ترتفع نسبة من اشتروا حلاوة المولد من 26% بين المصريين في أدنى مستوى اقتصادي إلى حوالي 40% في كل من المستوى الاقتصادي المتوسط والمرتفع، كما يظهر أن الشباب أكثر إقبالاً على شراء حلاوة المولد بنسبة 39% مقابل 30% بين الأكبر سنًّا”.

عن Admin

اترك تعليقاً