الإمارات تستحوذ على شركتي “ترانسمار” و”ترانسكارغو” المصريتين بـ 140 مليون دولار.. الجمعة 1 يوليو 2022.. السيسي شريك في حماية أمن تل أبيب ضمن ناتو عربي صهيوني

الإمارات تستحوذ على شركتي “ترانسمار” و”ترانسكارغو” المصريتين بـ 140 مليون دولار.. الجمعة 1 يوليو 2022.. السيسي شريك في حماية أمن تل أبيب ضمن ناتو عربي صهيوني

 

الحصاد المصري – شبكة المرصد الإخبارية

 

* سنوات على إخفاء أحمد ومصطفى وعمرو ومطالبات بإجلاء مصيرهم  واعتقال 6 بالشرقية

أكدت منظمة نحن نسجل الحقوقية استمرار إخفاء  الطالب بكلية الحقوق “أحمد حسن مصطفى” على يد قوات الانقلاب منذ أكثر من ألف ومائة وستة وثمانون يومًا بعد اختطافه صباح يوم 1 أبريل 2019 أثناء سيره في منطقة المقطم في محافظة القاهرة، ومنذ ذلك التاريخ لا تعلم أسرته عنه شيئاً.

وأشارت إلى أن أسرته أرسلت تلغرافًا لكل من النائب العام ووزير الداخلية بحكومة الانقلاب والهيئة العامة للاستعلامات والمجلس القومي لحقوق الإنسان ولم تتلقَ رداً حتى الآن.

و بتاريخ 14 مارس 2020 حصلت عائلته على حكم من مجلس الدولة يلزم وزير الداخلية بحكومة الانقلاب الإفصاح عن مكانه، ولكن دون جدوى حتى الان .

استمرار إخفاء “مصطفى يسرى” منذ يوليو 2019

الجريمة ذاتها تتواصل لطالب الشريعة والقانون  بجامعة الأزهر “مصطفي يسري محمد مصطفى ” من أبناء محافظة الاسكندرية ، منذ اعتقاله تعسفياً ، من منزله بكفر طهرمس – محافظة الجيزة- بتاريخ 1 يوليو 2019 ، واقتياده الي جهة غير معلومة .

ووثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان استمرار الجريمة وذكرت أنه سبق اعتقاله وحبس فى مؤسسة كوم الدكة بالإسكندرية، ثم أفرج عنه، ليتم اعتقاله مرة أخرى قبل ان يختفي وتنقطع أخباره نهائيا.  

وأضافت أنه أسرته تقدمت ببلاغات عديدة ولكن دون جدوى، فيما تم الحكم عليه غيابيا بالسجن 15 سنة فى القضية 64 عسكرية، في ظل إنكار أجهزة أمن الانقلاب لوجود مختفين قسريين بالسجون وأماكن الاحتجاز، وتقاعس النيابة العامة عن التحقيق في هذه البلاغات.

 وفى وقت سابق طالبت عدد من المنظمات بإجلاء مصيرمصطفي يسري ، وغيره من المختفين قسرياً وحملت وزارة الداخلية  بحكومة الإنقلاب المسئولية عن حياتهم  وعن سلامة أجسادهم .

مطالب بالكشف عن مصير عمرو متولى بالتزامن مع ذكرى يوم مولده

كما وثقت الشبكة  استمرار الجريمة ذاتها منذ 9 سنوات لطالب الهندسةعمرو ابراهيم عبد المنعم متولي ” الذى اتم  عامه الواحد و الثلاثين ولا زال يواجه مصيرا مجهولا منذ يوم 8 يوليو 2013،  بالتزامن مع أحداث الحرس الجمهوري.

وأشارت الشبكة إلى أن والده  أيضا ” ابراهيم متولي”  المحامي معتقل بسجن العقرب شديد الحراسة 2، بسبب نشاطه الدائم خلال رحلة البحث عن ابنه عمرو.

وأعربت الشبكة عن أملها أن يجتمع عمرو متولي بأبيه، وأن يلتئم شمل الأسرة الكريمة، وطالبت  النائب العام ووزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بسرعة الكشف عن مصيره، وإخلاء سبيله، أو تقديمه لجهات التحقيق إذا كان متهما بجريمة.

وتعتبر جرائم الإخفاء القسري التي تنتهجها سلطات الانقلاب في مصر انتهاكا لنص المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنه “لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا”.

يشار إلى أن هذه الجرائم تعد انتهاكا لنص المادة الـ 54 الواردة بالدستور، والمادة 9 /1 من العهد الدولي للحقوق الخاصة المدنية والسياسية الذي وقعته مصر، والتي تنص على أن “لكل فرد الحق في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه”.

اعتقال 6 من منيا القمح وكفر صقر بالشرقية

وفى الشرقية اعتقلت قوات الإنقلاب  6 مواطنين بينهم 4 من مركز شرطة منيا القمح  و2 من كفر صقر  بشكل تعسفى  استمرار لنهج اعتقال كل من سبق اعتقاله  وعدم احترام حقوق الإنسان والعبث بالقانون والحريات

حيث اعتقلت من كقر صقر كلا من ” السيد رشاد ، مجاهد أحمد ” وذكر أحد أعضاء هيئة الدفاع عن معتقلى الرأى بالشرقية أنع تم عرض معتقلى منيا القمح على النيابة  قررت حبسهم 15يوم علي ذمة التحقيقات وتم إيداعهم بمركز شرطه منيا القمح ، وهم ” محمد السيد سليمان ، زكريا أحمد بيومي ، خالد عبدالله عرفه ، عبدالله متولي محمد ”  .

 

* حتى آخر سجين .. حملة حقوقية جديدة للإفراج عن جميع معتقلي الرأي في مصر

أطلق مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان وأسر المحبوسين حملة حقوقية جديدة  تحت شعار ” حتى أخرسجين ” ترفع مطلب سرعة إطلاق سراح الكم الهائل من السجناء السياسيين المحتجزين في السجون المصرية منذ سنوات، وتشمل المحبوسين احتياطيا منذ سنوات، والمحكوم عليهم والمختفين قسرا.

وجددت الحملة المطالب الحقوقية المتواترة بشأن التعامل بجدية مع ملفات جميع السجناء السياسيين، دون استثناء، وحتى أخر سجين سياسي في مصر وفق مجموعة من الضوابط الحاكمة وهي:

بينها العدالة  بأن يحظى كل مسجون سياسي بفرص متساوية ومنصفة للنظر في حالته على أسس موضوعية ، الشفافية بحيث تأتي قرارات الإفراج وفق معايير وضوابط معلنة ومعروفة مسبقا للمحتجزين وذويهم والمجتمع ، الشمول بأن تتضمن قرارات الإفراج كل مستوفي المعايير المعلنة دون استثناء  ، فضلا عن السرعة بألا تستغرق هذه العملية كسابقاتها سنوات تضاف إلى ما ضاع بالفعل من أعمار آلاف من السجناء السياسيين، ومعاناتهم الصحية والإنسانية.

وفي وقت سابق أعدت منظمات حقوقية قائمة أولى بأسماء مجموعة من السجناء وقدمتها للجنة العفو في مايو الماضي بناء على استمارة غير رسمية أتاحتها المنظمات للتواصل مع أهالي المحتجزين ، ومن بين 2418 حالة وردت في القائمة، لم تستجب اللجنة إلا لـ 29 حالة فقط، وستعلن المنظمات عن قائمة جديدة ستقدمها المنظمات خلال الأيام القادمة.

وأكد بيان الحملة على أن التعامل مع ملف السجناء السياسيين لم يصل بعد حد المستوى المأمول، فبينما خرج عدد ضئيل من المحبوسين احتياطيا لسنوات؛ تم تجديد حبس أكثر من 4000 محبوس احتياطي أمام دوائر الإرهاب فقط، فضلا عن استمرار احتجاز آخرين بسبب آرائهم أو عملهم، من بينهم البرلماني السابق زياد العليمي والصحفي هشام فؤاد المحتجزين لأكثر من 3 سنوات، والحقوقي محمد الباقر وهدى عبد المنعم وعزت غنيم وعلاء عبدالفتاح الذي تجاوز احتجازهم 1000 يوم واقتراب إضرابه الأخير ل100 يوم، على خلفية أحكام قاسية عن محكمة أمن الدولة طوارئ، والتي طالت أحكامها آخرين منهم السياسيين عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد القصاص ومعاذ الشرقاوي، في نهاية مايو الماضي.

 هذا بالإضافة لمن تم القبض عليهم مؤخرا بسبب آرائهم أيضا مثل الصحفي محمد فوزي والمذيعة هالة فهمي وصحفيين آخرين، تم اتهامهم بحزمة الاتهامات المكررة المختلفة نفسها؛ الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد إبداعهم النقد على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر بيان الحملة أن أولى خطوات الإصلاح والضمانة الأساسية لجدية  ما يسمى ب” الحوارالوطني ” تكمن في اعتراف الدولة بالممارسات الأمنية القمعية المرتكبة يوميا، وإطلاق سراح المحتجزين لمجرد التعبير عن آرائهم، وإلا سيغدو الحوار الوطني مجرد محاولة جديدة لتبيض الوجه تضاف إلى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي.

ودعت الحملة فى ختام بيانها كافة المهتمين بحقوق الإنسان من الأفراد والمنظمات والأحزاب السياسية والمؤسسات الإعلامية وروابط عائلات الضحايا وغيرهم للانضمام للحملة، والتحرك العاجل من أجل مطلب موحد هو إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين في مصر دون أي استثناء.

 

*حواء تدين الحكم بسجن الصحفية ” علياء عواد ” واعتقال شرقاوي وظهور 17 من المختفين لمدد متفاوتة

أدانت منظمة حواء  النسائية الحقوقية المجتمعية الحكم  الصادر من محكمة جنايات القاهرة بسجن الصحفية  “علياء عواد” 15عاما دون ذنب غير ممارسة عملها الصحفي ، بالقضية المعروفة إعلاميا بما يسمى ” كتائب حلوان ” مشيرة إلى أن ذلك مخالف للقوانين والدساتير الخاصة بحقوق الإنسان .

وذكرت أن “علياء ”  فتاة نشيطة وتحب عملها الصحفي ، وبسبب نشرها فيديو اعتقلت للمرة الثانية في  أكتوبر 2017 وتم الزج بها في القضية باتهامات ذات طابع سياسي ، والتي صدر فيها أحكام بالإعدام على آخرين .

وأضافت أن “علياء ” تعاني الموت البطىء داخل محبسها لمرضها بالسرطان ، ورغم ذلك ترفض سلطات الانقلاب الإفراج الصحي عنها ليستمر مسلسل الانتهاكات الذي تتعرض له  خلف القضبان ، والتهمة الحقيقية هي ممارسة عملها كصحفية .

كما أكدت منظمة نحن نسجل الحقوقية أن ممارسة علياء لمهنة الصحافة كان ثمنه أن يحكم عليها بالسجن 15 عاما في قضية ما يسمى إعلاميا  بـ “كتائب حلوان“.

 وأشارت إلى أن “علياء ” هي الفتاة الوحيدة من أصل 215 متهما في القضية  رقم 4459 لسنة 2015 جنايات حلوان، وهي صحفية تبلغ من العمر 36 عاما، قضت منهم أكثر من 5 سنوات داخل السجون، اعتقلت أكثر من مرة ، حيث ألقي القبض عليها أول مرة في سبتمبر 2014 واختفت قسريا لمدة شهر، ثم ظهرت بالنيابة على ذمة القضية رقم 4459 لسنة 2015 جنايات حلوان، ونظرا لكونها الفتاة الوحيدة في هذه القضية أخلت المحكمة سبيلها في مارس 2016 على ذمة القضية.

وتابعت أنه تم اعتقالها مرة أخرى على ذمة نفس القضية يوم 23 أكتوبر 2017 من قاعة المحكمة أثناء حضورها إحدى جلسات المحاكمة، ومنذ ذلك اليوم وهي محتجزة داخل سجن القناطر نساء.

وأختتمت بأن “علياء” عانت من تدهور في حالتها الصحية، و أُجريت لها 3 عمليات جراحية أثناء فترة اعتقالها ووجودها في سجن القناطر، ومن المنتظر أن تجري الجراحة الرابعة.

ظهور 17 من المختفين قسريا 

إلى ذلك ظهر 17 من المختفين قسريا لمدد متفاوتة أثناء عرضهم على نيابة أمن الانقلاب العليا بالقاهرة ، وقررت حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيق على خلفية اتهامات ومزاعم ذات طابع سياسي وهم :-

  1. أبو بكر أحمد محمد علي
  2. أحمد عبد المنعم سيد
  3. أسامة محمد قاسم بطة
  4. أسامة محمد موافي الطويلة
  5. إسلام أبو الفتوح محمود
  6. أيمن أحمد الإمام شعلان
  7. خالد فرج فايد فايد
  8. خفاجي عبد الله عبد العال
  9. رمضان إبراهيم محمود خلف
  10. سامي فتحي محمد الشافعي
  11. عادل عبد الرحيم يوسف
  12. عبد الله أحمد محمد علي
  13. فريد محمد رفعت عبد المؤمن
  14. محمد عبد الحفيظ عبد الحق
  15. محمد عبد الله محمد
  16. محمد متولي علي صديق
  17. وائل عبد الله عباس أحمد

اعتقال شرقاوي من أبوحماد 

وفي الشرقية اعتقلت قوات الانقلاب  بمركز أبوحماد للمرة الثالثة المواطن محمد إبراهيم علي صبرة  ” موظف بمجلس المدينة استمرارا في نهج اعتقال كل من سبق اعتقاله وتكبيل الحريات وعدم احترام أدنى معايير حقوق الإنسان والعبث بالقانون .

وذكر أحد أعضاء هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي بالشرقية أنه تم عرضه على  نيابة أبوحماد ، وقررت حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات وتم إيداعه مركز شرطة أبوحماد.

 

* الإمارات تستحوذ على شركتي “ترانسمار” و”ترانسكارغو” المصريتين بـ 140 مليون دولار

أعلنت مجموعة “موانئ أبوظبي”، لاستحواذ على 70% من شركة IACC؛ المالكة لشركتي Transmar الدولية للنقل البحري وTranscargo الدولية، اللتين تتخذان من مصر مقرًّا لهما.

وبلغت القيمة الإجمالية للصفقة 514 مليون درهم إماراتي؛ أي ما يعادل 140 مليون دولار، حيث سيتم تمويلها بالكامل من الاحتياطات النقدية للمجموعة؛ والبالغة ثلاثة مليارات درهم إماراتي، في 31 مارس 2022. وتعدّ هذه الصفقة أول استحواذ دولي لمجموعة موانئ أبوظبي.

الإمارات تستحوذ على شركة IACC

وتعتبر ترانسمار” خط حاويات يعمل في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر والخليج العربي والساحل الشرقي للقارة الإفريقية، وقامت خلال عام 2021 بمناولة 109.000 حاوية نمطية.

أما تي سي آي” فهي شركة شحن وتفريغ تعمل في ميناء الأدبية، حيث تعدّ مشغل الحاويات الحصري فيه، وتدير خطّين رئيسيين للعمليات هما البضائع الصلبة والحاويات، وقامت في عام 2021 بمناولة 92.000 حاوية نمطية، و1.2 مليون طن من البضائع الصلبة.

كانت الشركتان قد حققتا، خلال الأشهر الـ12 الماضية، عائدات وصلت إلى 325 مليون درهم، وأرباحًا قبل استقطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بلغت 108 ملايين درهم.

وتُواصل الإدارة سعيها لتحقيق معدل نمو على أساس سنوي من ثلاث خانات خلال عام 2022 مدفوعةً بنمو حجم التداول ورسوم الشحن المرتفعة السائدة.

وتوفر هذه الصفقة المتناغمة ذات القيمة التراكمية لمجموعة موانئ أبوظبي، موقعًا في السوق لتحقيق مزيد من فرص النمو في مصر ومنطقتي البحر الأحمر والخليج العربي.

وتعد هذه الصفقة أول استحواذ دولي لـ”مجموعة موانئ أبوظبي” التي ذكرت في بيانها أنها ستمول الصفقة بالكامل من الاحتياطات النقدية لديها، والتي بلغت 3 مليارات درهم إماراتي بنهاية الربع الأول من هذا العام

 

* السيسي شريك في حماية أمن تل أبيب ضمن ناتو عربي صهيوني

من جديد تستقبل شرم الشيخ اجتماعات الخسة والخيانة، ويثبت السيسي أنه يمكن أن يبيع التاريخ ويروج لعهد مزعوم يصطف فيه الجندي المصري والعربي مع العدو الغادر والغاصب للقدس باسم التحالف المشترك لمواجهة التهديدات ، فيقدم الكيان الصهيوني ضمن التحالف المرتقب ترسانة نووية ب 200 رأس نووي وأمريكا بقواعد عسكرية فيها نحو 50 ألف جندي و40 مليار أسلحة بمشاركة من مصر والمغرب والإمارات والبحرين .

اللقاء الذي استضافته شرم الشيخ خلال الأسبوعين الأخيرين كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية وقالت  “عُقد لقاء بين مسؤولين عسكريين أمريكيين مع نظرائهم في كل من إسرائيل والأردن ومصر وعدة دول خليجية في مدينة شرم الشيخ المصرية؛ للتنسيق ضد إيران “.
وقالت القناة الألمانية نقلا عن خبراء “فكرة ناتو شرق أوسطي هو أن يكون ذراعا لحلف الناتو الأطلسي في المنطقة لمواجهة التمدد الروسي وليس الإيراني فقط “.
أما إعلام العدو فتحدث عن تطورات الناتو العربي قالت “القناة-12الصهيونية “مفاوضات سرية حول اتفاق ثلاثي إيراني أمريكي إسرائيلي لنقل النفط من إيران إلى سوريا  بمشاركة إسرائيل“.

وقال ملك الأردن في مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الأمريكية “نؤيد إنشاء حلف ناتو شرق أوسطي، بمهام واضحة ومحددة“.

وأضاف عبد الله الثاني الأسبوع الماضي   “يجب أن تكون المهمة واضحة جدا جدا وإلا فإنها ستشوش الجميع“.
ورأى مراقبون أن المنطقة إقليميا باتت أدوات رخيصة لتنفيذ مشروع الصهاينة لإخضاع الجميع للمشروع الصهيوصليبي الذي يرتدي اليوم ثوب الحليف والوسيط والشريك.
وأضافوا أن الكيان راغب بالفكرة ويمكن أن تدعمها إدارة بايدن، على الأقل لحماية الرئيس من النقد في الكونغرس حيث يتهم بالتساهل مع طهران.

فكرة فاشلة
ومن جانبها، قالت وكالة بلومبيرج إن “فكرة تشكيل تحالف أمني في منطقة الشرق الأوسط تصطدم بالحديث المتكرر عن العدو المشترك، بعد أن عاد طرح الأمر مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة“.

وأضافت أن الجدال حول ناتو شرق أوسطي وإن بدا معقولا، إلا أنه يبدو مثيرا للسخرية بسبب الواقع السياسي والعسكري في المنطقة، ذلك أن الدول التي ستنضم إلى التحالف تجد صعوبة في تعريف الأهداف الأمنية المشتركة، علاوة على العدو المشترك.

وأشارت الوكالة، إلى أن المشاركين لديهم جيوش لحماية النظام من التهديدات الداخلية وليس الخارجية، وربما كانوا ماهرين في ملاحقة وضرب الناشطين الداعين للديمقراطية، لكنها ضعيفة في مجال الصراعات الحركية.

ولفتت إلى أن هذه العوامل كانت كافية لإفشال المحاولات السابقة لبناء تحالفات عسكرية في المنطقة، وكانت هناك محاولتان قبل سبعة أعوام لم تخرجا عن طور التفكير، ففي عام 2015 أعلنت الجامعة العربية عن خطة لإنشاء قوة مشتركة لمواجهة الإرهاب.

وفي عام 2017 تقدمت السعودية بمقترح إنشاء الحلف الأمني للشرق الأوسط وحظيت بدعم كبير من إدارة دونالد ترامب ، وأطلق عليها لاحقا ناتو عربي.
يذكر في هذا الإطار أنه تم الكشف عن وثيقة رسالة سرية من المخابرات السعودية إلى المخابرات المصرية عام 2018 تبدي موافقتها على إجراءات الطبيع مع إسرائيل بشرط الموافقة علي نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.

القوة بمواجهة إيران
ويدعي المتحالفون أن الناتو الجديد بوجه إيران، حيث إيران على حافة امتلاك قدرات نووية بعدما راكمت كميات من اليورانيوم المخصب الذي يمكنها لعبور مرحلة الاستخدام المدني، وترى إدارة بايدن أن التهديد النووي الإيراني يمكن احتواؤه من خلال إحياء الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، والمشكلة أن إحياء الاتفاقية يعني رفع العقوبات عنها ، مما سيمكنها من بناء قواتها التقليدية وضخ أموال لشبكاتها من المتطرفين والإرهابيين في المنطقة.
وقالت الوكالة “ربما فكرت أن هذا سبب كاف لدفع دول المنطقة والتفكير جديا بتحالف يوقف التهديد الإيراني، ورغم التعاون الوثيق المتزايد بين إسرائيل ودول عربية في المجال الأمني إلا أن هناك تباينا حول إيران والاستراتيجيات المختلفة للتعامل مع طهران، كل هذا يعكر فكرة تحديد مهمة “واضحة جدا جداالتي تحدث عنها الملك عبد الله، فمن جهة تقيم قطر وعمان علاقات جيدة مع إيران، فيما تحتفظ الكويت بعلاقات حذرة معها، وبالنسبة للرياض وأبو ظبي اللتين خاضتا حربا غير ناجحة مع وكلاء إيران في اليمن، فهما تبحثان اليوم عن تعايش وليس مواجهة مع طهران”.

درع الجزيرة
ولدى دول الخليج جسد مشابه للمقترح هو “درع الجزيرة” ولديه قوة من 40.000 جندي ومسلح جيدا، وهذا بفضل أموال النفط من الدول المشاركة فيه.

وما يفتقر إليه درع الجزيرة بحسب “بلومبرج” هو التجربة القتالية، وبهذه المثابة فلن يقوي الدرع أعصاب أي تحالف معاد لطهران ولن ينشر الخوف في إيران، وبالنسبة لبقية الدول العربية في الشام والعراق، فقد أصبحت سوريا بمثابة مرزبان لإيران ويسير العراق ولبنان على هذه الخطى.
وعن توهم تحديد إيران كعدو للناتو الأوسطي، قالت الوكالة “لدى مصر أكبر جيش في العالم العربي وكانت أول دولة تنسحب من مشروع التحالف الأمني للشرق الأوسط الفاشل، كل هذا يعني أن مهمة ردع إيران ستقع على عاتق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي فأي فكرة لناتو شرق أوسطي لا قيمة لها“.

تيران وصنافير
الهدف الأقرب القابل للتحقق هو نقل ملكية تيران وصنافير للسعودية بحسب موقع والا الصهيوني الذي نقل عن مسؤولين صهاينة، أن “الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق نهائي لنقل السيادة على جزيرتي “تيران وصنافير” من مصر إلى السعودية“.
وأضاف “الموقع”  أن الاتفاق الوشيك سيتم قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى الشرق الأوسط.

ويتضمن الاتفاق بحسب “والا” التزامات غير مرتبطة بالجزيرتين، على رأسها موافقة الرياض على السماح لشركات الطيران المدني الإسرائيلية المتوجهة إلى جنوب شرقي آسيا بالتحليق في الأجواء السعودية.
وعن جدوى نقل ملكية تيران وصنافير إلى السعودية، للصهاينة، اشار المسؤولون الصهاينة بحسب والا إلى أن “السعودية ستوقع على اتفاق مع مصر تلتزم فيه بتنفيذ ترتيبات أمنية داخل الجزيرتين وتتعهد بالحفاظ على حرية الملاحة في مضيق تيران، لافتين إلى أن الولايات المتحدة تضمن وفاء الرياض بتعهداتها وستقدم ضمانات مكتوبة لإسرائيل بشأن ذلك“.
وأضاف “والا” أن المفاوضات حول الجزيرتين تأتي “بسبب طلب إسرائيل بقاءها منزوعة السلاح، حسبما تنص على ذلك اتفاقية السلام مع مصر ، التي تنص على تواجد قوة مراقبين دولية بقيادة أميركية في الجزيرتين
وصادقت مصر، عام 2018، على نقل السيادة على الجزيرتين إلى السعودية وأعلن الكيان الصهيوني عن موافقة مبدئية، لكنها اشترطت ذلك باستمرار تواجد القوة الدولية فيهما، بموجب اتفاقية السلام.
مسؤولان إسرائيليان قالوا إن “السعودية وافقت على الالتزام بجميع التعهدات المصرية، وبضمنها التعهد بالحفاظ على حرية الملاحة“.

 

*تنقلات بالجيش وتسريبات عن محاولات انقلاب مع الأزمة الاقتصادية

يبدو أن هناك رؤى مغايرة تفسر حركة التنقلات بالجيش التي أسفرت عن إبعاد اللواء إيهاب الفار عن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، وفي الوقت نفسه التسريب عن اعتقال العقيد محمد شعراوي الظهير الأمني والحارس الشخصي المباشر للسيسي لسنوات و40 ضابطا بتهمة الانقلاب على السيسي، أحدهما الحديث عن الإلهاء الذي تعتمده الأجهزة الأمنية المساندة للانقلاب والذي يمثل حالة من محاولة عصابة الانقلاب احتواء الأزمة وإدارة سيناريوهات.

والرأي الثاني؛ هو حالة الاحتقان والغضب الداخلي ضد سفيه الانقلاب والذي يتوازى مع غضب على المستوى الشعبي العام من ناحية أخرى.

اعتقال شعراوي

وسرت خلال اليومين الماضيين أنباء عن اعتقال الحارس القديم  للسيسي العقيد محمد شعراوي ووضعه في قضية محاولة انقلاب على السيسى فيها 42 ضابط جيش برتب مختلفة بينهم 3 لواءات

ومن ثم إيداعه بالسجن الحربي منذ منتصف شهر مايو 2022

الأنباء أوردتها أيضا نرمين عادل التي تعمل مع الأجهزة الأمنية ، وتنطلق بفيديوهات عن العقيد شعراوي ، ولكن أحدا لم يذكر أسماء اللواءات الثلاثة ولكن انتشرت صور لشعراوي وهو في صالات كمال أجسام بعضها تابع للجيش.

وفي ‏٩ يونيو‏، نشر بعضهم صورا ل”محمد بيه شعراوي ” في فيت كلوب داخل نادي الزهور، وقال ناشر المنشور إنه “ترك طاقم وقيادة حرس شخصي رئاسة الجمهورية، وأنه كان قائد الفرقة  ، وفيه فرق بين حرس شخصي وبين حراسة القصر الجمهوري الحرس الجمهوري التي كان يتولى قيادتها محمد أحمد زكي وزير الدفاع  الحالي وقائد الحرس الجمهوري في وقت الرئيس د.محمد مرسي، وذلك في ذكرى منشور بمحتوى قريب نشره في ٩ يونيو ٢٠٢١ .
ودعا صاحب المنشور (Yasser Hamdan) إلى أن الناس “يسبيوه في حاله هو مش مسافر بره مصر ولا أصلا الرئيس طرده ، هو ترك الحراسة من حوالي 3 سنوات خلي بالك دا مش في صالحك، والله بجد مش تهديد ولا ما شابه بس خفوا شوية، وبرضه الناس اللي بتنتحل شخصيته والله عيب ، أو بينسبوا مجموعات تابعة له شخصيا والله ناس ……”.
وأضاف أن “شعراوي” لا صحة لسفره خارج مصر أو استقراره خارج مصر ، وأنه يقود فعاليات بطولة مصر الدولية لمحترفي الجيوجيتسو 2021 في نسختها الــــ 16 وأن بطولة منها شارك فيها حوالي 200 لاعب ولاعبة  من مختلف الجنسيات.

عزل إيهاب الفار

وضمن تفاصيل حركة تنقلات بالجيش المصري والإطاحة بـ7 قيادات عسكرية أهمها الإطاحة باللواء إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتعيين 3 لواءات كمساعدين لوزير الدفاع ومنهم الفار ضمن تقرير نشره عربي 21.

وأشار مراقبون أن عزل اللواء الفار من منصبه يأتي بعد الشكوى التي تحدث عنها إعلاميو الأذرع ومنهم لميس الحديدي تخص كثافة كباري الساحل الشمالي الذي يحصد بسبب دوراناته وسوء تصميمه أرواح الشباب وعِلية القوم ، فضلا عن تسريب عمولات الرئيس من مشروعات الهيئة الهندسية والتي تتعامل فيها من الباطن مع المقاولين وشركات المقاولات الخاصة وأغلبها يمتلكه ضباط على المعاش أو ضباط مخابرات، في حين أن السيسي أوكل تدشين محاور وكباري الساحل الشمالي لوزير النقل كامل الوزير.

وكان السيسي دائم التعليق على مداخلات إيهاب الفار وأبرزها حضورا تعليق السيسي في 22 أبريل 2020، الذي قاطع فيه السيسي إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية بسبب ميدان رابعة العدوية ويشدد أنه “قلت الشهيد هشام بركات” وذلك لدى استعراض اللواء إيهاب الفار، المرحلة الثالثة من مشروع تطوير منطقة شرق القاهرة تشمل طريق النصر بأربعة كباري موجودة هناك“.
وفي تعليق آخر قريب أخبر الفار السيسي أن المشروعات ، نطمع أن تدخلنا الجنة، فسخر السيسي من كلمة إيهاب الفار ضاحكا ،هو أنتوا عاوزين تدخلوا الجنة ؟ وسأله أنتوا متأخرين ليه في تنفيذ كباري شرق القاهرة مدينة نصر؟.

يذكر أن مشروعات الكباري تعطى بالأمر المباشر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المحصنة ضد المحاسبة والملاحقة والمتابعة، ما يفتح طرقا للفساد.
والهيئة الهندسية منوط بها تنفيذ العديد من المهام التخصصية وعمليات التأمين الهندسي للأفرع الرئيسية للقوات المسلحة في وقت الحرب عن طريق إداراتها التابعة لها  (الأشغال العسكرية، المساحة العسكرية، المياه، المشروعات الكبرى والمهندسين العسكريين).
وتقوم بالمساهمة في عملية التنمية الشاملة للدولة في وقت السِلم، و تُكمل دورها التنموي مع باقي المؤسسات المدنية لإقامة المشروعات التنموية والعمرانية.
وأشارت المصادر العسكرية إلى أن رئيس الهيئة الهندسية الجديد، هشام السويفي، الذي تم تعيينه خلفا لـ”الفار” كان يشغل سابقا منصب رئيس أركان الهيئة.

تنقلات الجيش

كشف مصادر عسكرية مصرية تفاصيل حركة التغييرات والتنقلات داخل صفوف القوات المسلحة على مستوى القيادات، والتي اعتمدها رئيس  الانقلاب عبد الفتاح السيسي، خلال شهريونيو الجاري.

فيما شملت حركة التنقلات الجديدة الإطاحة بـ7 قيادات عسكرية، وتعيين 7 آخرين بدلا منهم، بالإضافة إلى تعيين 3 لواءات كمساعدين لوزير الدفاع، بحسب المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها.

وجاءت تلك الحركة كما يلي:

1- تعيين لواء أركان حرب هشام السويفي رئيسا للهيئة الهندسية، ليصبح عضوا بالمجلس العسكري، بدلا من لواء أركان حرب إيهاب الفار، وتعيين “الفارمساعدا لوزير الدفاع.

2- تعيين لواء أركان حرب فهمي هيكل أمينا عاما لوزارة الدفاع، بدلا من لواء أركان حرب أشرف فارس، مع تعيين “فارس” مديرا لأكاديمية ناصر، بدلا من لواء أركان حرب أيمن نعيم.

3- تعيين لواء أركان حرب طارق الشاذلي قائدا للمنطقة العسكرية المركزية، بدلا من لواء أركان حرب فهمي هيكل الذي تم تعيينه أمينا عاما لوزارة الدفاع.

4- تعيين لواء أركان حرب أحمد العشري قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية، بدلا من لواء أركان حرب أسامة نجا الذي تم تعيينه مديرا للشرطة العسكرية.

5- تعيين لواء أركان حرب محمود كامل قائدا للمنطقة الجنوبية العسكرية، بدلا من لواء أركان حرب محب حبشي.

6- تعيين لواء أركان حرب نبيل حسب الله قائدا لقوات شرق القناة، بدلا من لواء أركان حرب خالد بيومي الذي تعيينه مساعدا لوزير الدفاع.

7- تعيين لواء أركان حرب عصام الشيخ مديرا لإدارة المركبات، وتعيين لواء أركان حرب محمد عبد الفتاح رئيسا لأركان إدارة المركبات.

بخلاف ذلك، تم تعيين كل من لواء أركان حرب محمد ربيع، ولواء أركان حرب خالد جلال، ولواء أركان حرب أيمن نعيم، كمساعدين لوزير الدفاع.

أطراف مناوئة
وخلصت دراسة بحثية أجراها المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن إمكانيات وقدرات ما وصفه بالطرف المناوئ لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي داخل الجيش لا تؤهله للقيام بانقلاب عسكري على السيسي في الوقت الحالي، فضلا عن أن هذا الطرف لا يريد أن يكون تغيير السيسي عن طريق انقلاب خشن“.
وقالت الدراسة، التي أعدها الباحث بالشأن العسكري محمود جمال إن “إمكانيات الطرف المواجه للسيسي تسمح له فقط بالاشتباك مع حالة تغيير قادمة، وليس صناعتها، وقدرته على التأثير ستكون قائمة في ظل اشتعال حالة حراك يتوفر فيها التوجيه والحشد وإخراج وثائق تُحرج النظام، وعبر ممارسة الضغط على المؤسسة من الداخل ، متوقعة حدوث ما وصفته بـ “انقلاب ناعم” على السيسي من قبل مناوئيه“.

وأضافت “المواجهة المُقبلة ستكون مختلفة تماما عن المواجهات التي تمت من قبل بين الجانبين (السيسي ومناوئيه) حيث إنها ستكون صفرية، وأي حراك قادم مهما كان شكله ستشتبك معه بالأساس تلك الأطراف الراغبة في التغيير داخل الجيش وداخل المؤسسات السيادية، ولن تتوقف في منتصف الطريق كما فعلت في كانون الثاني/ يناير 2020، لأنها لن تدخل في حالة تفاوض مرة أخرى مع السيسي“.

وذكرت أن “الطرف المناوئ للسيسي لا يمكنه القيام بانقلاب ضد السيسي، نظرا لأن علاقاته الخارجية ليست كعلاقات السيسي؛ فالأطراف الخارجية -وعلى رأسها الولايات المتحدة- ما زالت متمسكة بالسيسي، لأنه يسير معها في اتجاه واحد في ملفات هامة على رأسها صفقة القرن، والتعاون الاستراتيجي مع إسرائيل، ومواجهة الإسلام السياسي، والدور الوظيفي في ليبيا، وملف الهجرة غير الشرعية مع أوروبا“.

ولفتت إلى أن “الطرف المناوئ للسيسي يسعى للحصول على أدوات وإمكانيات بشكل أكبر حتى يصبح رقما صعبا في المواجهة القادمة، في إطار تحقيق تغيير ناعم هادئ من داخل الجيش، مدعوما بظهير شعبي غاضب، مع قناعات راسخة لديهم أن مصر لا يصلح لها غير الحاكم العسكري، والذي يمكن في أفضل أحواله أن يستعيد دولة مبارك“.

وأشارت الدراسة إلى أن المرحلة التي وصفها الباحث سابقا بمرحلة “جس النبض والتفاوض بين طرفين مهمين داخل القوات المسلحة قد انتهت بالفعل، وقد دخلت حاليا مرحلة الحسم وفرض السيطرة، التي سيتضح بموجبها أي المعسكرين أقوى، وأيهما يملك نفوذا وأوراق ضغط أكبر وأكثر“.

وحركة التنقلات الجديدة تعكس استراتيجية السيسي المستمرة التي ينتهجها منذ عام 2013، والتي تتمثل في سرعة التدوير وعدم إبقاء القيادات العسكرية لفترة طويلة في مناصبهم، لكي يصبح السيسي المهيمن والمسيطر بالكلية على مقاليد الأمور داخل الجيش، بحسب مراقبين.

 

*اللحوم في مصر ملوثة بالهرمونات

في مزرعة دامو بمحافظة الفيوم جنوب القاهرة، تزن العجول 550 كيلوغراما لكل منها، ومع ذلك دخلت المزرعة قبل ستة أشهر فقط وكان وزنها يتراوح بين 150 و200 كيلوغرام، ويرجع هذا النمو الهائل إلى حقيقة أنه تم حقنها بمادة محفزة للنمو“.

يشترك هذا الدواء في مادة فعالة مع عدد من المستحضرات البيطرية  ، وبغض النظر عن العلامة التجارية تعرف جميعها باسم “الهرمونات المحفزة للنمو” في سوق الطب البيطري وبين مربي الماشية.

ما يحدث في مزرعة دامو يتكرر في مزارع الثروة الحيوانية والمزارع الصغيرة وحظائر المزارعين في جميع أنحاء مصر وعلى مدار عام، رصدت منظمة المراسلون العرب للصحافة الاستقصائية حقن العجول بهذه المنتجات في ثلاث محافظات الفيوم والمنوفية والقليوبية ،  ووثقت المزارعين والمربين الذين يستخدمون المستحضرات البيطرية بشكل عشوائي ومنتظم، وبعضها يحتوي على هرمون بولدينون المحظور دوليا وفقا للبيانات المنشورة على عينات مجهولة المصدر يتم تداولها بين المزارعين والمربين  التي تخالف المواصفات القياسية والقرارات الوزارية التي تغطي مثل هذه الأمور.

ونظرا لأنه من الصعب اكتشاف هذه المواد في المسالخ ذات معدات الاختبار الضعيفة ، فإن اللحوم من العجول التي يتم حقنها بهرمونات النمو هذه تشكل تهديدا لصحة المستهلكين.

يبلغ صاحب مزرعة دامو، إبراهيم حسن، أكثر من 65 عاما، وبرر استخدامه للهرمونات بالإشارة إلى توافرها غير المقيد وقال “إذا كانت محظورة، فسيكون من الصعب بيعها أو الإتجار بها أو استيرادها من الخارج أو تصنيعها محليا” وقد كان سعيدا بالسماح لنا بمشاهدة عملية الحقن“.

قام اثنان من عمال المزرعة بحقن العجول بمنتج يحمل العلامة التجارية “Boldegan” على العبوة ، والتي تتضمن أيضا تعليمات استخدامه.

ويباع هذا التحضير بمبلغ يتراوح بين 400 و500 جنيه مصري (22-27 دولارا) من قبل الشركات المحلية ومراكز الأدوية البيطرية والصالات الرياضية المحلية، وعادة ما تكون زجاجة سعة 50 ملليلتر كافية لخمسة عجول بمعدل 10 ملليلتر لكل عجل.

بولدن + هو اسم تجاري آخر لنفس المادة الفعالة ، بولدينون ، ويستخدمه محمد خالد ، وهو مزارع يمتلك ثلاثة عجول في قرية في مركز أشمون في المنوفية قال لنا “طلب مني ابن عمي عجلين لحفل زفافه، الذي من المقرر أن يتم بعد شهرين، وأريد أن أعطيه عجلين مليئين باللحم” حقن عجوله بالمادة قبل العلاج ، يكون لدى العجل شهية ضعيفة ، ولكن بعد ذلك يبدأ استهلاكه للطعام في الزيادة، يجوز للمزارع حقن العجل ثلاث مرات قبل بيعه.

ويعد استخدام الهرمونات لتسمين العجول جريمة في مصر، وفقا لرئيس إدارة الطب البيطري في القاهرة، الدكتور صبري زينهم “المزارع الذي يفعل ذلك يرتكب الاحتيال وهو جريمة وذبح العجول غير مسموح به ما لم يثبت أنها لم تعالج بالهرمونات أو حتى يتخلص جسم الحيوان من بقاياها“.

الحظر الدولي

حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بولدينون في اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية منذ يناير 2015 قبل ذلك بأربعة وثلاثين عاما، حظرت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) استخدام الهرمونات المحفزة للنمو لتسمين المزرعة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفصل قرار الاتحاد الأوروبي، رقم 602/81، المخاطر التي تشكلها المخلفات الهرمونية في لحوم البقر ومنتجات اللحوم على صحة الإنسان، على النحو المبين في نتائج الدراسات التي أجرتها اللجنة العلمية المعنية بالتدابير البيطرية المتصلة بالصحة العامة في أواخر يوليه 1981.

خلصت هذه الهيئة الاستشارية العلمية المستقلة في عام 19991 – بناء على نتائج 17 دراسة تجريبية – إلى أن هرمونات النمو تسببت في زيادة معدل الأمراض المزمنة لدى البشر ، وخاصة الأمراض الجنسية والمناعية. ووجدت أن أحد هذه الهرمونات هو مادة مسرطنة تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي نتيجة لاستهلاك اللحوم الغنية بالهرمونات.

ومع ذلك، تبقى الهرمونات في اللحوم حتى لو التزم المربي بفترة الانسحاب، كما قال نبيل ياسين، الرئيس السابق لإدارة الرقابة الصحية الغذائية بجامعة القاهرة.

وأضاف أن هذه المخلفات خطيرة لأنها تسبب العديد من الأمراض وخاصة الاضطرابات الهرمونية والسرطانات، مستشهدا بالدراسات والأبحاث العلمية الدولية.

المادة الفعالة في بولدينون لها تأثير سلبي على الكلى والكبد والدم في العجول ، وفقا لدراسة أعدها أحمد نعمة الله ، الباحث في كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق.

وفقا للدراسة ، فإن الزيادة الكبيرة في الهيموجلوبين وحجم الخلايا المعبأة في اختبارات الدم تؤدي إلى زيادة في نشاط الدم ، مما يسبب خللا في خصائصه الطبيعية، وهذا يجعل الجسم أكثر عرضة لأمراض الدم والقلب.

ووفقا لياسين ، فإن انخفاض الكريات البيض ، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء ، يزيد من خطر الإصابة ، خاصة عند تناول كميات كبيرة من اللحوم الغنية بالهرمونات لفترة طويلة.

محليا، إذا كان هناك تغيير في لون أو طعم أو رائحة اللحوم بسبب مرض أو حالة غذائية، فيجب تدمير الذبيحة، وفقا للقرار الوزاري المصري رقم 517 لعام 1986 وقد أظهرت الدراسات تغييرا في الصفات الأساسية للحوم بسبب حقن الهرمونات، وشدد نبيل ياسين على “أن استخدام الهرمونات في تربية الماشية يجعل اللحوم المحلية أقل أمانا من اللحوم المستوردة“.

سوق الهرمونات في مصر

الهرمونات المحفزة للنمو ممنوعة تماما من التداول أو الاستخدام في مصر ، كما أوضح الدكتور هشام عبد الحسيب ، مدير الإرشاد في هيئة الخدمات البيطرية، وهذا الحظر ساري المفعول منذ عام 2015 بما يتماشى مع الحظر الدولي، في حين أن بعض البلدان لا تزال تسمح باستخدام مثل هذه الهرمونات، فإن مصر ليست واحدة منها.

ومع ذلك ، فإن الصورة مختلفة تماما في بعض مراكز بيع الأدوية البيطرية واللقاحات، وكذلك في منتجات الشركات التي تصنع الأدوية البيطرية والمواد المضافة إلى الأعلاف.

يتم بيع هذه المنتجات من خلال ممثلين أو إعلانات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة وأظهر لتحقيق أن المواد تستخدم في المزارع المصرية، أبرز هذه المنتجات هو Boldegan ، الذي تستخدمه معظم المزارع التي تستخدم هرمونات النمو في ماشيتها بولدن + في المرتبة الثانية، ويتم الإعلان عن العديد من العلامات التجارية الأخرى للبيع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال عبد الحسيب “الهرمونات المحظورة مكلفة للغاية، وتكلف من 900 إلى 1000 جنيه (60 إلى 70 دولارا) للحقنة الواحدة”، وذلك من خلال شرح فشل سلطته في تسجيل أي مخالفات أثناء عمليات التفتيش.

وقال إن “هذه الهرمونات غير مسجلة على أنها متوفرة في السوق المصرية ، لذلك إذا تم العثور عليها ، فيجب أن تكون قد تم تهريبها أو غشها، إذا قام شخص ما بحقن بجرعة تكلف 1000 جنيه مصري ، فما مقدار الربح الذي يتوقع تحقيقه“.

من أجل تتبع مصدر Boldegan المستخدم بشكل شائع ، قمنا بفحص البيانات المتاحة على عبوة المنتج وهذا يدل على أنها نشأت محليا ولم يتم ترخيصها من قبل أي كيان داخل مصر، أشارت العبوة إلى شركتين مختلفتين دون توضيح أي منهما ينتج هرمونات النمو أو أي منهما يقوم بتوزيعها.

قررنا الحفر بشكل أعمق ، على الرغم من إنكار مدير Plexopharm أن شركته تنتج الهرمون وأصر على أنه غير متوفر في الشركة، ولا أعرف من الذي يقوم بتوزيعه.

وجاء رد مماثل من مسؤول في الشركة الثانية، مجموعة ريكسال فارما، وادعى أن الشركة رصدت “هذا المنتج في السوق، واتخذنا إجراءات قانونية ضده” ومع ذلك، أكد المسؤول نفسه أن الشركتين مملوكتان لنفس الشخص.

هذا دفعنا للبحث عن أحد الممثلين الذين يوزعون هذا الهرمون من خلال طبيب بيطري يمتلك مركزا للأدوية البيطرية.

لقد قدمنا طلبا للحصول على كمية كبيرة من الهرمون بشرط أن يظهر لنا دليل على مصدره وجودته كما هو مدرج على العبوة. لدهشتنا ، قدم الممثل فاتورة (رقم 9136) تأذن بإرسال البضائع من مجموعة Rexall Pharma Group ، بما في ذلك الكمية والسعر المطلوبين، وهو دليل على أن المادة نشأت من نفس الشركة التي نفى مالكها ومديرها أي صلة لها بالهرمونات المتداولة.

ثم حاولنا تحليل ثلاث حزم من Boldegan و Bolden+ و Probold في أربعة مختبرات حكومية متخصصة في وزارتي الزراعة والصحة، ادعى اثنان من المختبرات أنهما لم يتمكنا من تحليل هذه الأدوية بسبب نقص مواد المقارنة المرجعية ولم يرد أي رد من الكيانين الآخرين حتى وقت نشر هذا التحقيق.

ووفقا للدكتور محمد عبد الله، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في شركة تورنيل، وهي شركة مكسيكية منتجة للهرمونات، فإن الأكواجين المتوفر في مصر مغشوش في مصانع تحت الأرض في “بئر السلم”. وأضاف “منذ عام 2016 ، لم نقم بتخزين هذا المنتج، آخر شحنة دخلت مصر كانت في عام 2011، وبعد ذلك توقفنا عن استيرادها عندما رفضت وزارة الصحة تجديد رخصة استيراد المنتج لأنها شملت بولدينون“.

وقال عبد الحسيب إن “حملات التفتيش مستمرة في منافذ بيع هذه المنتجات المحظورة، وادعى أن الهيئة عثرت في الأشهر الستة الماضية على 587 كيانا مخالفا، وشملت تلك الانتهاكات أدوية مجهولة المصدر، أو منتجات منتهية الصلاحية، أو شركات تعمل دون ترخيص، مما أدى إلى إغلاقها فورا“.

المسالخ سيئة التجهيز

وينص القانون في مصر على ضرورة فحص العجول والأبقار وجميع الماشية قبل ذبحها في 464 مسلخا في جميع أنحاء البلاد والغرض من ذلك هو التحقق من أن الحيوانات تلبي المعايير الصحية الحكومية.

وفقا للقرار الوزاري رقم 517 لعام 1986 ، لا ينبغي ذبح الحيوان إذا كان يحتوي على آثار أدوية أو هرمونات لمعرفة كيفية تطبيق القانون وكيفية إجراء عملية الفحص ، قمنا بزيارة أكبر وأحدث مسلخ في البلاد درسنا الإجراءات المطبقة خلال موسم عيد الأضحى (عندما يبلغ ذبح الماشية ذروته في مصر وأماكن أخرى في العالم العربي والإسلامي). قدر مدير المسلخ أنه في يوليو 2019 ، تم ذبح حوالي 55000.

وعلى بعد أمتار قليلة من البوابة الرئيسية للمسلخ في حي البساتين، كانت مديرة إدارة المختبرات في ما يسمى بالمسلخ الآلي، إيمان صبري، تفحص عينات أرسلها “أطباء بيطريون في قاعة ذبح مكلفون بفحص العجول والأبقار أثناء اقتيادها إلى الذبح.

وقال صبري “يفتقر هذا المختبر إلى الأدوات العلمية للكشف عن الهرمونات الموجودة في لحوم الحيوانات ، لكن مراكز الأبحاث في حي الدقي والمركز في وزارة الصحة هما الأكثر تأهيلا للكشف عن الهرمونات بشكل عام“.

ومع ذلك ، يمكن اكتشاف العجول المعالجة بالهرمونات بالعين المجردة بناء على شكلها العام ، إذا كانت عضلات العجل مفصلة مثل عضلات كمال الأجسام ، فإننا نشك في أنه تم حقنها بالهرمونات”  قال مصطفى عبد السميع  مدير المسلخ الآلي.

من الواضح من تحقيقنا أن اللحوم من الحيوانات التي تم حقنها بالهرمونات المحظورة لا تزال تصل إلى طاولات الطعام المصرية، ومن الواضح أن المواصفات القياسية والمراسيم الوزارية يتم تجاهلها وانتهاكها.

 

 

* ارتباك واضح بأوساط الانقلاب وتوقعات باشتداد الأزمة الاقتصادية

أثبت مؤتمر عقده منتدى الحوار الاستراتيجي ب(المعهد المصري للدراسات) بعنوان “بعد 9 سنوات من الانقلاب ، مصر واقع مأزوم ومستقبل غامض” أن ما أطلقه السيسي تحت عنوان الحوار الوطني ، هو بمثابة إعادة تدوير النخبة السياسية وفتح مساحات أوسع لها وضم لاعبين جدد لها في النظام.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن ما يراه متابعون للمشهد المصري تجاه الحوار المزعوم نوعا من المناورة للخروج من الأزمات المتزايدة مؤخرا، حيث إن هذا الحوار أتى بعد ما يقارب التسع سنوات تقريبا، مما ينفي إمكانية وجود قناعة حقيقية لديه في أهمية مسألة الممارسة السياسية أو الحريات والديمقراطية، بوقت تتزايد فيه المشكلات والأزمات التي تواجهها المنظومة الحاكمة لمصر.

تدوير 30 يونيو
وقال المعهد المصري في تقرير استعرضه عن مؤتمر الواقع المأزوم والمستقبل الغامض إن “الحوار استدعى له النظام عددا من القوى والأحزاب التي يمكنه السيطرة عليها من باب خلفي وحصرها وإعادة لتدوير نخبة 30 يونيو، وإغلاق المجال أمام كل من هو غير ذلك، لضمان السيطرة على هذا الحوار؛ مما اعتبره العديد من المتابعين للمشهد المصري حوارا شكليا لن تنتج عنه المخرجات المنتظرة أو المتوقعة من حوار وطني حقيقي وشامل.
وأضاف أن “السبب في ذلك أن بنية النظام الأساسية هي بنية سلطوية وشعبوية مرتكزة على فكرة شيطنة الخصوم السياسيين بكافة أشكالهم وتوجهاتهم من قبل الأجهزة الداخلية المكونة لهذا النظام، والتي وإن تنافست فيما بينها لفرض رؤيتها على المشهد، فإن البنية الأساسية لها قائمة على فكرة رفض الآخر وإقصائه بل والقضاء عليه“.
وأكدت أن ذلك كان سببا في خروج حوار صوري لا ينتج عنه أي انفراجة سياسية حقيقية ، أو خلق مناخ تتحرك من خلاله أي قوى تتعارض مع توجهات هذه الأجهزة.
ونسبت إلى المراقبين أن الحوار الذي أطلقه النظام لم يكن موجها للخارج، وإن كان فيه البعض من تبييض الوجه، وإنما للداخل كمناورة لتخفيف الضغط عليه، في ظل الأزمة الاقتصادية القائمة، من خلال استدعاء الآخرين لحمل جزء من المسئولية نتيجة الفشل الواقع أو لإشغال الناس في أمر قد يظنون أن فيه بعض الأمل، وبالتالي فالحوار في الداخل هو حوار يعاني من صعوبات شديدة.
وأكد التقرير أن الحوار الوطني الذي أثاره السيسي جاء نتيجة الضغوط المحيطة بالنظام على مختلف المحاور، حيث اضطر اضطرارا إلى الإعلان عن مثل هذا الحوار ، وأن موضوع العفو الرئاسي وما يحيط به من ملابسات، حيث لا يزال حتى الآن يتم الإفراج عن أعداد قليلة جدا من المعتقلين، مع إمكانية القبض على آخرين، وقد يكونون بأعداد أكبر، ليحلوا محلهم.

السنة الأصعب
واستعرض التقرير رؤية المحللين أن النظام  أصبحت لديه خيارات قليلة للتعامل مع الوضع الراهن ، متمثلة في البحث عن المزيد من الدعم بكافة صوره، على النحو الذي طرحه الإعلامي عماد الدين أديب، من مانحيه وداعميه الدوليين والإقليميين ، بما مقداره 25 مليار دولار تكون كفيلة بتسكين هذه الأزمة لعام قادم.
وأن الخيار الآخر هو التوجه إلى تسييل وبيع الأصول بعد ضمها تحت الصندوق السيادي، لكن هذه الخطوة لن تنجح في تأمين احتياجاته لحل أزمته الاقتصادية، حتى إذا حققت مستهدفاتها المعلنة بخصصة أصول مصرية تصل قيمتها لنحو 40 مليار دولار خلال 4 سنوات.

وأشارت إلى توقع محللين أن تكون السنة القادمة هي الأصعب على النظام في ظل هذه الأزمة الاقتصادية، وما قد ينتج عنها من مردود شعبي خاصة في إطار وجود أزمة إضافية تتفاقم سريعا، وهي أزمة سد النهضة الإثيوبي وما قد ينتج عنه من آثار خلال الفترة القليلة المقبلة ، ما قد يعجل بإحداث تغيير في النظام سواء عن طريق بديل من داخله، أو من خلال القوى المعارضة، إذا ما كانت مهيأة للظهور كبديل في حال انهيار كامل للمنظومة الحالية.

أروقة الانقلاب

وقال التقرير إن “المثير للاهتمام أنه يجري في مصر لا تخطئه العين ويرصده الجميع منذ عدة أشهر وزادت كثافته بشكل كبير مؤخرا، هو تجرؤ الكثيرين على نشر فيديوهات تتكشف فيها بعض جوانب الفساد المستشري في مصر بشكل غير مسبوق في حقيقة الأمر، سواء من حيث المحتوى من ناحية حجم الفساد واتساعه، أو من حجم التشويه الذي يتعرض له رموز النظام وعلى رأسهم السيسي نفسه، بشكل لم يحدث من قبل، وهو ما يمكن اعتباره مسعى لاغتيال معنوي لشخصية السيسي ومن يحيطون به، وعلى رأسهم بالطبع محمود السيسي  وغيرهم“.
وقالت إن “التسريبات لمعلومات حساسة هو من أطراف معينة داخل جهات سيادية هامة، وأن هذه الجهات بحسب التقرير والمؤتمر؛ يبدو أنها قد حزمت أمرها بتكثيف الهجوم على النظام استغلالا للوضع الحرج الذي يمر به حاليا، أملا في أن يؤدي هذا بشكل أو بآخر إلى إسقاطه أو دفع قوى من داخل النظام لتقوم بذلك، أو على الأقل المساومة ببعض الملفات للحصول على بعض المزايا والمكتسبات، ولكن لا أحد يعلم شيئا عن مدى قدرة هذه الجهات أو إمكانية نجاحها في هذا المسعى، ولكن الواقع أن الكثيرين بدأوا يتجرؤون على نشر فيديوهات من هذا القبيل، مما يستلزم ضرورة العمل على متابعة ومحاولة فهم مثل هذه الظاهرة ومن يقف وراءها“.
وبحسب التقرير ، يمكن القول إن هناك متغيرات كثيرة في المشهد المصري، سواء على المستوى الاقتصادي، أو المستوى السياسي، أو على المستوى الأمني، أو على المستوى المجتمعي، أو على المستوى الإعلامي، جميعها تحتاج إلى الفهم والتحليل، في إطار الصورة الكلية، دون الاستغراق في كثير من التفاصيل لكل عنصر، لتوضيح انعكاسات ذلك على أرض الواقع للمشهد المصري.

اضطراب وانفجار

وقال التقرير إن “يمكن أن يؤدي الوضع الاقتصادي الحالي بالفعل إلى اضطرابات اجتماعية أو سياسية يمكن أن يحدث نتيجة لها نوع ما من أنواع التغيير، ويمكن للنظام استيعاب هذا الأمر، هل يمكن أن تؤدي المساعدات التي تأتي من الدول الداعمة للنظام والمستمرة كما يبدو حتى الآن إلى إحداث توازن بين المتطلبات الاقتصادية الضخمة جدا التي ينبغي توفيرها وبين المتاح بالفعل على أرض الواقع، بحيث يمكن إنقاذ النظام من مصيره؟
وأبانت أنه “بدأت بعض التشققات تحدث داخل النظام نفسه حول اختيار طريقة التعاطي الأمثل مع هذه الأزمة؛ فإما أن يتم ذلك بالشكل التقليدي باستخدام المسكنات كما ذكر سابقا، سواء مسكنات مالية أو اقتصادية، أو غيرها ؛ مثل إشراك القوى الأخرى بشكل حقيقي“.
وأن الخلاف داخل الأجهزة حول مستوى الحوار وأجندته ونطاقه “هذا التشقق البسيط في حد ذاته يعكس أن النظام نفسه بحالة ارتباك سياسي تعكس تخوفه من فتح المساحة السياسية خلال سعيه للتعاطي مع الأزمة الاقتصادية“.

وأكملت أنه “إذا أحسنت المعارضة استغلال هذه التشققات بشكل جيد من أجل توسيع الهامش والضغط على النظام، خاصة مع ما يبدو من خلاف بين عدة أطراف أو تيارات داخل النظام، والتي كانت جلية خلال الفترة الماضية  من خلال تجرؤ الكثيرين على النظام سواء من خلال الفيديوهات التي تقدم محتوى عن حجم الفساد واتساعه، أو من كمية التشويه التي يتعرض لها رموز النظام وعلى رأسهم السيسي نفسه“.

ولفتت إلى أن محللين يرون “أن مثل هذا الوضع قد يؤدي في النهاية إلى حدوث انقسام حقيقي داخلي في جسم النظام، عندما تصل بعض مكوناته إلى استنتاج أنه أصبح عبئا على المنظومة في إطارها الأوسع، لتتجه على إثر ذلك إلى محاولة تغيير النظام بوجه أو بآخر من داخل نفس المنظومة“.

لا انفراجة
وأشار التقرير إلى أن “الأزمة الاقتصادية الحادة التي يتعرض لها النظام  من غير المنتظر أن تشهد أي انفراجة في المستقبل المنظور، بل من المتوقع أن تزداد تفاقما، في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية المتصاعدة وتداعيات الحرب في أوكرانيا ، وكذلك عدم قدرة النظام المصري على التعامل مع هذه المتغيرات بعد استفحال الأزمة بشكل كبير“.
ولفت إلى اعتبار بعض المحللين أن هذه الفرصة أيضا سلاح ذو حدين، قد يؤثر سلبا في حال فشل هذا الحوار الموازي، ليضع قوى المعارضة أيضا في نفس الخانة التي وضع فيها النظام نفسه خارجيا وداخليا “.
وأضافت أن “المنظومة المصرية من الداخل، أو القوى المعارضة في الخارج، وكذلك النظام الإقليمي والنظام الدولي؛ كل هذه الأطراف تعيش حالة كاملة من الارتباك وعدم اليقين، مما قد تسفر عنه التطورات والأحداث التي بدأت تتسارع وتيرتها مؤخرا، خاصة وأنها تحدث في  إطار جديد غير ما اعتاده العالم منذ الحرب الباردة، وأيضا إعادة تموضع في النظام الدولي“.
وأوضحت أن “النظم السلطوية؛ فحتى هذه النظم المستبدة هي في حالة من عدم الاستقرار، فهي في حالة ارتباك، حيث إنها قد تأتيها ظروف مؤقتة مواتية، وقد تأتيها ظروف معاكسة أخرى تؤدي إلى مشاكل خطيرة بالنسبة لهذه النظم، هذه الحالة من الارتباك والاهتزاز“.

وكان المعهد المصري للدراسات نظم في 14 يونيو 2022 ورشة عمل في إطار منتدى الحوار الاستراتيجي”، حضرتها مجموعة متميزة من المحللين والخبراء في الشأن المصري، في مسعى لمحاولة فهم ما يحدث في مصر حاليا، من حيث التحولات والمسارات، حيث شهدت مصر خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من الأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية الداخلية.

 

*الحمى القلاعية تفسد فرحة المصريين بعيد الأضحى بسبب إهمال حكومة الانقلاب

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وحرص بعض القادرين على شراء الأضاحي فوجئ المصريون بانتشار مرض الحمى القلاعية بين الحيوانات والمواشي ، ما تسبب في عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي وأدى إلى حالة من الركود في أسواق الماشية.

من جانبهم حذر الخبراء من خطورة انتشار الحمى القلاعية قبل أيام من عيد الأضحى، مؤكدين أن المواشي المصابة بالمرض تباع مذبوحة أو مريضة للجزارين، الذين يطرحونها في الأسواق، ويستغلون جهل المستهلك بمعرفة المواصفات الصحية للحوم، والعلامات المميزة لكونها صالحة ومناسبة للاستهلاك من عدمه .

واتهموا مديريات الزراعة والطب البيطري بالتقصير والإهمال في الكشف الدوري على الحيوانات وعدم تحصينها بالتطعيمات واللقاحات مطالبين بتكثيف برامج التوعية من أجل تعريف المواطنين بالمواصفات السليمة والصحية لأنواع اللحوم المختلفة، وكيفية شراء أضحية خالية من الأمراض.

وطالب الخبراء بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء لحين تراجع معدل الإصابات بمرض الحمى القلاعية، بالإضافة إلى تفعيل حملات الكشف والرقابة على اللحوم للتأكد من أنها خالية من الأمراض.

كان أهالي مركز ببا، بمحافظة بني سويف، قد تقدموا بشكاوى للجهات المعنية بحكومة الانقلاب ، يؤكدون فيها انتشار مرض الحمى القلاعية ، ما يهدد بفناء الثروة الحيوانية.

وأرجعوا انتشار المرض إلى تجاهل حكومة الانقلاب تحصينات المواشي بصورة دورية مرتين في العام، لحمايتها من المرض أو تقليل فرص الإصابة .

يشار إلى أن الحمى القلاعية مرض فيروسي يصيب الأبقار والجاموس والأغنام و الماعز، وقد ينتقل إلى الإنسان وتتمثل أعراضه في حدوث تقرحات في فم الحيوان المصاب ويجعله غير قادر علي الأكل ، كما يؤدي إلى التهاب في حوافر الحيوان ويفقده القدرة على التحرك بشكل عادي، و سيلان لعاب الحيوان بغزارة وارتفاع درجة حرارته لتتعدى40 درجة مئوية، وانخفاض وزنه وتراجع إنتاجه من الألبان.

الطب البيطري

من جانبه حذر حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، من أن انتشار أمراض الحمى القلاعية والجلد العقدي يهدد الثروة الحيوانية ،لافتا إلى تقصير بعض المربين في تحصين مواشيهم مع تقاعس بعض مديريات الزراعة والطب البيطري أثناء فترات التحصين وبعد الإصابة.

وقال أبوصدام في تصريحات صحفية إن “أسعار الأضاحي الحية بدأت في التراجع نتيجة عزوف المواطنين عن الشراء وتخوفهم من المصير الأسود في حالة تناولهم لحوم مصابة بالحمى القلاعية ، وهو ما جعل حركة البيع والشراء شبه متوقفة“.

وتوقع أن تشهد سوق اللحوم الحية انتعاشا وارتفاعا في أسعار المواشي التي تصلح للأضحية هذه الأيام بسبب قرب حلول عيد الأضحى المبارك، موضحا أن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد ارتفاع أسعار مواشي التربية عقب انحسار موجة انتشار الحمى القلاعية ، فيما يشهد سوق مواشي التربية ركودا حادا.

وأشار أبوصدام إلى أن أسعار مواشي التربية شهدت انخفاضا نسبيا الأيام الماضية بسبب ضعف الإقبال علي شرائها واتجاه أغلب التجار والمربين للتخلص من مواشيهم بالبيع بسبب الخوف من الإصابة بالحمى القلاعية وارتفاع أسعار الأعلاف ، موضحا أن فيروس الحمى القلاعية تسبب في خسائر فادحة للمربين. 

مدافن آمنة 

وكشف أن عدم وجود مدافن آمنة للحيوانات النافقة واتجاه بعض المربين لرمي الحيوانات النافقة على جانبي الترع والمصارف ساهم في انتشار المرض، بالإضافة إلى فساد بعض اللقاحات بسبب سوء التخزين أو النقل مع ظهور عترات جديدة للمرض، لافتا إلى أن  تنقل البيطريين بطريقه غير آمنة  بين حظائر المواشي بارتداء نفس الملابس والأحذية واستخدام نفس إبر الحقن أحيانا لأكثر من حيوان، واستمرار حركة الأسواق والبيع والشراء أثناء ظهور المرض ساعد في انتشار المرض.

وأوضح أبوصدام أن الحمى القلاعية مرض فيروسي يؤدي إلي  تقرحات في فم الحيوان المصاب ويجعله غير قادر على الأكل ، كما يؤدي إلي التهاب في حوافر الحيوان مما يفقده القدرة على التحرك بشكل عادي، كما يؤدي إلي سيلان لعاب الحيوان بغزاره وارتفاع درجة حرارته لتتعدي40 درجة مئوية، وانخفاض وزنه وتراجع إنتاجه من الألبان.

ومن أجل الوقاية من الحمى القلاعية والحد من انتشارها طالب بعزل الحيوانات المصابة وعزل المواليد عن الأمهات المصابة واستشارة الطبيب البيطري، ونصح أبوصدام المربي قبل الذهاب إلي السوق أو دخول حظيرة غير حظيرته بتغيير ملابسه وغسل يديه، ونعله وعدم سقي المواشي من الترع والمصارف العامة وقت انتشار المرض مع عزل أي مواشي جديدة في الحظيرة فترة كافية ، للتأكد من خلوها من المرض بعيده عن المواشي الموجودة من البداية مع  ضرورة التحصين بطريقة آمنة.

إنتاج الألبان

وحذر الدكتور يوسف العبد، عضو نقابة الأطباء البيطريين السابق، من ارتفاع أسعار المواشي الحية مع انتشار الحمى القلاعية وحالة الركود التي تسيطر على الأسواق ، على الرغم من اقتراب موسم عيد الأضحى المبارك .

وتوقع العبد في تصريحات صحفية أن تتفاقم أزمة الحمى القلاعية بعد عيد الأضحى، وبالتالي سترتفع أسعار اللحوم نتيجة قلة المعروض.

وكشف عن انخفاض معدلات الألبان المنتجة في الإناث بجانب إسراع المربين إلى ذبح أي رأس ماشية تعاني من أعراض خفيفة إلى متوسطة للحمى القلاعية، مشددا على ضرورة تنشيط دور مديريات الطب البيطري في المحافظات لمواجهة هذا المرض الخطير بجانب اللجوء إلى الاستيراد من الخارج.

وأكد العبد أن مثل هذه الأمراض بمثابة تحدٍ خطير لجهود الدولة المصرية لتوفير اللحوم والألبان 

نفوق الماشية 

وقال الدكتور عادل عبدالباسط ، أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة، إن “مرض الحمى القلاعية الذي يصيب الماشية، أحد الأمراض الفيروسية التي تصيب الجاموس والأبقار والعجول والأغنام ويمكن أن تنتقل إلى الإنسان، مشيرا إلى أن المرض يحتاج إلى علاج عرضي أي التعامل مع كل إصابة على حدة“.

وأضاف عبدالباسط في تصريحات صحفية أن نسبة الوفاة في الماشية الصغيرة المصابة تصل لـ40%، بينما لا تتعدى الـ5% في الماشية الكبيرة، لافتا إلى أن أبرز الأعراض هي فقدان الشهية وارتفاع درجات الحرارة وتورم كاحل الحيوان المصاب.

ولفت إلى إنخفاض إنتاجية الحيوان المصاب وصعوبة المشي وقد يصل الأمر إلى صعوبة وقوف الحيوان، مشددا علي ضرورة التدخل المبكر للإصابة والتعامل مع الأمر من خلال متخصص.

وأشار عبدالباسط إلى أن حالات النفوق للماشية المصابة تنتشر في الأصغر سنا نتيجة ضعف المناعة؛ لأن المرض يسبب أزمة تنفسية ويصيب القلب، ما يزيد من احتمالات الوفاة، محذرا من أن المرض قد يصاب به الإنسان عبر تناول لبن من ماشية مصابة .

 

* زيارة الوفد التجاري المصري للكيان الصهيوني.. دلالة التوقيت وتداعياته

زار وفد من 12 رجل أعمال وعضوا في اتحاد الصناعات المصرية دولة الاحتلال في 19 يونيو للمرة الأولى منذ 10 سنوات، ويعتقد مسؤولون ومراقبون إسرائيليون أن هذه الزيارة تعكس العلاقات الاقتصادية المتنامية بين نظام السيسي والاحتلال، بحسب موقع “المونيتور“.

وقالت السفيرة الإسرائيلية لدى حكومة الانقلاب أميرة أورون، التي رافقت الوفد خلال زيارته للكيان الصهيوني، في تغريدة على تويتر “لأول مرة منذ عقد من الزمان، يزور البلاد اليوم وفد من 12 رجل أعمال مصري بارز في صناعة الأزياء، وأنا أرافق الوفد وأرحب بالزيارة التي ستسهم في تعزيز المصالح المشتركة للبلدين“.

وخلال الرحلة، التقى الوفد المصري بمسؤولين إسرائيليين من مختلف المنظمات، بما في ذلك رابطة المصنعين في دولة الاحتلال، واتحاد غرف التجارة الإسرائيلية، ومعهد التصدير الإسرائيلي.

كما زار الوفد مصانع في الكيان والتقى بممثلي كبرى الشركات الإسرائيلية، وفقا لبيان مشترك صادر عن وزارات الخارجية والاقتصاد والصناعة الصهيونية.

وقالت وزيرة الاقتصاد الصهيونية أورنا باربيفاي في البيان إن “زيارة الوفد هي خطوة أخرى في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين إسرائيل ونظام السيسي، وأشارت إلى أن هذه الشراكة ستعزز التجارة والنمو الاقتصادي بين البلدين، فضلا عن الازدهار في المنطقة“.

وقال عوديد جوزيف، نائب المدير العام لقسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الصهيونية، في البيان “لطالما كان التعاون الاقتصادي عنصرا مهما في تعزيز العلاقات، واتفاقية الكويز لها مكانة خاصة في ذلك، ونتوقع أن تؤدي الزيارة إلى توسيع التعاون داخل المناطق الصناعية في الكويز“.

في عام 2004، وقعت مصر بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ) مع إسرائيل والولايات المتحدة، مما يسمح لها بالتصدير معفاة من الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة طالما أن 11.7٪ من المكونات من إسرائيل.

ووفقا للبيانات الصهيونية ، تشمل الصادرات إلى مصر المنتجات النسيجية (78٪ من إجمالي الصادرات)، بالإضافة إلى المواد الكيميائية الصناعية (11٪) والمطاط والبلاستيك (8٪) في حين تشمل الواردات الصهيونية من مصر المواد الكيميائية الصناعية (32٪ من إجمالي الواردات) والمنتجات الزراعية والغذائية الطازجة (27٪) والآلات (17٪).

كما نقل البيان الإسرائيلي المشترك عن رئيس إدارة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد الصهيونية، أوهاد كوهين، قوله “السوق في مصر في تطور، ونحن نرحب باستعدادهم للزيارة، فضلا عن الاهتمام المصري بالصناعة الإسرائيلية“.

ولم ترد وزارة التجارة بحكومة الانقلاب على طلب المونيتور للتعليق على الزيارة.

وقال رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية “ميتفيم” نمرود غورين للمونيتور إن “الوفد المصري التقى خلال زيارته إلى تل أبيب مسؤولين وممثلين عن القطاع التجاري لتمهيد الطريق لمزيد من التعارف لإقامة مشاريع مشتركة جديدة، وقال إن الزيارة جاءت كجزء من اتفاقية الكويز التي سهلت الرحلة“.

وجاءت زيارة الوفد بعد زيارة مماثلة قام بها ممثلون عن المنظمات الاقتصادية الإسرائيلية إلى مصر في مايو لحضور مؤتمر الكويز الذي عقد في القاهرة.

وفي أواخر مارس، زار باربيفاي القاهرة في أول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول صهيوني بهدف تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.

وفي 30 مايو، كشفت وزارة الاقتصاد الصهيونية عن خطة جديدة بين الجانبين، بهدف مضاعفة التبادل التجاري ، باستثناء السياحة وصادرات الغاز الطبيعي ، بنحو 700 مليون دولار بحلول عام 2025.

وتهدف الخطة الجديدة إلى إدخال المزيد من المنتجات الصهيونية إلى السوق المصرية وإتاحة مشاريع التنمية والبنية التحتية لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية.

وقالت الوزارة إنه “سيتم تطوير معبر نيتسانا الحدودي بين العوجة في شبه جزيرة سيناء ونيتسانا في جنوب الأراضي المحتلة ليكون بمثابة ميناء لوجستي إقليمي بين البلدين“.

ووفقا للبيانات الصهيونية ، بلغت التجارة بين الاحتلال ونظام السيسي 330 مليون دولار في عام 2021.

وقال غورين إن “حكومة الاحتلال حريصة على توسيع العلاقات مع نظام السيسي في قطاعات جديدة، وهي مستعدة لتحقيق ذلك“.

وقعت مصر معاهدة سلام مع الاحتلال في عام 1979 بعد عقود من الصراع، وحافظ البلدان على علاقات دبلوماسية كاملة ، على الرغم من أن مصطلح السلام البارد” لا يزال يميزهما.

وأشار غورين إلى أن العلاقات الإسرائيلية المصرية تتقدم منذ تشكيل حكومة الاحتلال الحالية قبل عام، وأوضح أن العلاقات كانت تقوم في الغالب على التعاون الاستراتيجي، لكن التعاون الاقتصادي آخذ في الازدياد، سواء على الغاز الطبيعي أو السياحة أو التجارة.

وأشار إلى مشاركة نظام السيسي في قمة النقب أواخر مارس الماضي، والتي جمعت قادة إسرائيل والولايات المتحدة وأربع دول عربية، كما أشار إلى الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه بين نظام السيسي والاحتلال والاتحاد الأوروبي لنقل الغاز الإسرائيلي عبر مصر إلى أوروبا.

وقع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وحكومة السيسي في 15 يونيو اتفاقا لتعزيز تصدير الغاز الطبيعي من الأراضي المحتلة إلى أوروبا عبر مصر، وفي أوائل عام 2020، بدأت دولة الاحتلال تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر.

وفي 23 يونيو، قالت وزيرة الطاقة الصهيونية كارين الحرار لبي بي سي إن ملف الغاز لعب دورا كبيرا في توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع عدد من الدول العربية المجاورة والاتحاد الأوروبي أيضا“.

وقالت “ليس لدى إسرائيل خطوط أنابيب مباشرة لنقل الغاز إلى أوروبا، لكن لديها شراكة استراتيجية مع مصر“.

وقال جورين إن “العلاقات تزداد دفئا، ويجري حاليا استكشاف التعاون في المزيد من القطاعات“.

ومع ذلك، أشار غورين إلى أن هناك تحديا آخر على المستوى المدني، ونادرا ما يلتقي الشعبان الإسرائيلي والمصري ولا يتبادلان الزيارات، ولا تزال هناك مشاعر سلبية حول التطبيع مع إسرائيل في مصر“.

وأضاف أن هذا التحدي يجب أن يكون الهدف التالي لتعزيز العلاقات مع إسرائيل وهو يعتقد أن إحراز تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيجعل هذه المهمة أسهل.

وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط محمد سليمان للمونيتور إن “التعاون الاقتصادي المتنامي بين نظام السيسي والاحتلال يعكس ديناميكيات الجغرافيا السياسية العالمية والديناميكيات المتغيرة في المنطقة“.

وأوضح أن نظام السيسي والاحتلال لديهما مصالح مشتركة تنعكس في تعاونهما في ملف غاز شرق المتوسط وتنسيقهما الأمني وتعاونهما بموجب اتفاقيات كامب ديفيد.

وشدد في الوقت نفسه على أن صفقة الغاز الثلاثية الجديدة بين حكومة السيسي والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي هي جانب آخر من جوانب تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب، هناك بالتأكيد الكثير من الإمكانات، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والطب والتصنيع“.

واختتم سليمان حديثه قائلا “لقد حدث التطبيع بين مصر وإسرائيل بشكل طبيعي وتدريجي. العلاقات الاقتصادية هي خطوة بارزة ومهمة في هذا الاتجاه، حسب زعمه.

 

 

عن Admin