نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ يرد على تصريحات وزير الداخلية الجزائري

الجزائر – خاص شبكة المرصد الإخبارية

في تصريح صحفي وصلنا في شبكة المرصد الإخبارية من الشيخ علي بن حاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ يرد فيه على زيف تصريحات وزير الداخلية الجزائري ويفند مقولات دعاة المشاركة
جاء فيه : في خضم الحملة الانتخابية المزمع اجرائها في 10 مايو المقبل تتكاثر الأسئلة والشبهات والدعايات الزائفة ضد دعاة المقاطعة وعلى رأسهم قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ وفي ظل المنع الذي يطال دعاة المقاطعة من ممارسة حقهم السياسي و الإعلامي في بيان و توضيح الدواعي السياسية الدافعة للمناداة بضرورة المقاطعة تتوجه الهيئة الإعلامية بمجموعة من الأسئلة التي تطرح هنا وهناك الى نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ من أجل تجلية بعض الحقائق للرأي العام في الداخل و الخارج في ظل المنع الرسمي من السلطة و التعتيم الإعلامي لكل ما يصدر عن دعاة المقاطعة ونستفتح بهذه المجموعة من الأسئلة خاصة والحملة الانتخابية تدخل أسبوعها الثاني :
السؤال الأول : صرح وزير الداخلية بأن الانتخابات التشريعية ستكون تحت المراقبة الداخلية و الدولية مما يضمن نزاهة العملية الانتخابية فما رأيكم فيما يقول ؟
ج 1 :  الحمد لله وكفى والصلاة و السلام على المصطفى وعلى آله و صحبه أجمعين .
      كنا نتمنى من وزير الداخلية أن يلتزم الحياد التام أثناء تصريحاته و أن لا يقحم نفسه في موضوعات ليست من اختصاصه سياسيا و دستوريا و قانونيا و على سبيل المثال حديثه عن  صياغة دستور جديد للبلاد متجاهلا  أن الانتخابات التشريعية المقبلة هدفها الأساسي كما هو معلن هو إجراء انتخاب مجلس وطني شعبي خلفا لسابقه بحكم انتهاء عهدته و ليس انتخاب مجلس تأسيسي لوضع دستور للبلاد و شتان بين الأمرين و يجب على الطبقة السياسية التحذير من هذه المغالطة الكبرى حتى لا نقع في كارثة سياسية و للعلم أيضا أن وزير الداخلية أخذ ينتقد المعارضة الداعية للمقاطعة و المعارضة الداعية للمشاركة و انحيازه التام للسلطة الفعلية و الرسمية بشكل يدعو الى الريبة  .

السؤال الثاني : ولكن كيف نفسر تحذيره لولاة الجمهورية من التزوير ؟
ج 2 : تحذير وزير الداخلية للولاة إنما هو جزء من المسرحية و ذر للرماد في العيون و مغالطة أخرى للرأي العام في الداخل و الخارج فالولاة بعضهم أشرف  على المواعيد الانتخابية المختلفة منذ الانقلاب على الارادة الشعبية سنة 92 و ضلوا في مناصبهم مع تغيير الولاية و بعضهم أنهيت مهامه دون أن يقدموا للمحاكمات و بعضهم الأخر عين في منصب والي منذ 99 غير أن عقلية التسيير و الفساد المالي و الاداري ظل سائدا الى يومنا هذا هذه واحدة أما الثانية ففساد معظم الولاة عبر القطر و اهمالهم لشؤون المواطنين معروف عند أنفسهم و عند الشعب و عند الأجهزة الأمنية المختلفة بل عند رئيس الجمهورية نفسه ، أما الثالثة فخضوع هؤلاء الولاة لقادة النواحي العسكرية و قادة القطاع العسكري و تحكم قادة المخابرات العسكرية في مصائرهم وعليه كان الواجب على وزير الداخلية أن يوجه كلامه لا الى هؤلاء الولاة العبيد و إنما إلى السادة الذين يتحكمون في هؤلاء العبيد من وراء الستار فالتزوير الحقيقي الذي يخشى وزير الداخلية ذكره إنما يصدر عن السلطة الفعلية المخابراتية التي تتحكم في جميع مفاصل الدولة بداية من رئاسة الجمهورية الى رئيس البلدية تلك هي الحقيقية التي يعرفها وزير الداخلية و لا يملك الشجاعة على التصريح بها فالتزوير لا يمكن حصره في الولاة و إنما هو تزوير صادر عن النظام السياسي المتعفن الذي يشرف على تزوير الساحة السياسية
و الحاصل أن اجتماع وزير الداخلية بالولاة ما هي إلا بشطحة سياسية لا تنطلي على الشعب الجزائري

السؤال الثالث : صرح بعض دعاة المشاركة بأن دعاة المقاطعة وقعوا في فخ السلطة فما رأيكم في ذلك ؟
ج 3 :ليس من شأننا معارضة المعارضة سوءا  أكانت معارضة جادة أو معارضة مصنوعة في المخابر السوداء و نقول لهؤلاء و هؤلاء متى يتعلموا هؤلاء أن المقاطعة موقف سياسي شأنه شأن المشاركة ؟! و كان الواجب على هؤلاء الدعوة الى افساح المجال لدعاة المقاطعة لممارسة حقوقهم السياسية و الإدلاء بحججهم أمام الرأي العام إعلاميا و في التجمعات العامة المسموحة لدعاة المشاركة أما القول أن دعاة المقاطعة وقعوا في فخ السلطة التي تخدمها المقاطعة فهو كلام متهافت و يدل دلالة قاطعة على أن بعض دعاة المشاركة يعرفون دواعي السلطة الماكرة و يشاركونها في مكرها فعوض أن ينسحبوا ليكشف أمرها أمام العام و الخاص يتوجهون بالطعن في دعاة المقاطعة فغالب الظن أن دعاة المشاركة يرون أن مصالحهم لا يمكن أن تضمن إلا من خلال هذا النظام المتعفن فهم يرون مصلحتهم في بقائه .

السؤال الرابع : يتهم دعاة المشاركة دعاة المقاطعة بأنهم يريدون جرّ البلاد إلى العشرية السوداء و الفتنة و الفوضى و الدماء و تعريض البلاد للتدخل الخارجي فما قولكم ؟
ج 4 : لقد ملَّ و سئم الناس من مثل هذه التهم المعلبة و من الأبواق الناعقة التي ترددها صباح مساء فأما العشرية السوداء فسببها الأساسي و الرئيسي يرجع الى من انقلب على الارادة الشعبية سنة 92 بعد أن كانت البلاد تنعم بالأمن و الطمأنينة وحكم البلاد بسياسة الحديد و النار و ممارسة إرهاب الدولة مما ولد رد فعل طبيعي دفاعا عن النفس ، و أما التدخل الخارجي فسببه الأساسي النظام الانقلابي المتعفن الذي رفض كل المبادرات السياسية التي تقدم بها القادة التاريخيون و الوطنيون و السياسيون المحنكون و بعض زعماء الأحزاب الفاعلة لحل الأزمة السياسية حلا عادلا  وليكن في علم الجميع أن  أول من قام  بتدويل الأزمة الجزائرية خارجيا وتدويل المواجهة المسلحة هم الإنقلابيون تحت مسمى مكافحة الإرهاب المزعوم بل إن النظام السياسي هو من يستقوي بالدول الخارجية على أبناء الوطن فرارا من الحلول السياسية الجادة و قديما قالوا رمتني بدائها و انسلت مع العلم أنه لا يمكن رمي الأزمات السياسية و الأمنية و الاقتصادية على الجهات الخارجية لأن جذور هذه الأزمات نابعة من طبيعة الأنظمة المستبدة و الطاغية الفاقدة للشرعية و المشروعية حيث أصبحت فزاعة التدخل الخارجي أداة في يد الطغاة و المستبدين لإخضاع الشعوب و ابتزازها من أجل الاستسلام و الخضوع للأمر الواقع و قد أثبتت تجارب التاريخ القديم و الحديث أن الطغاة هم عملاء الخارج بامتياز

  السؤال الخامس : صرح وزير الداخلية أن تمت مخطط أمني هام يشرف على حماية العملية الانتخابية فهل من معلومات أكثر بهذا الصدد ؟
ج 5 : لا يخفى عليكم أن النظام الجزائري نظام بوليسي بالدرجة الأولى حيث أصبحت الأجهزة الأمنية تقوموا بمهام ليست من اختصاصها حيث أصبحت تقوم بردع و قمع المظاهرات و المسيرات و الاحتجاجات التي تمس جميع شرائح الشعب الجزائري فكل ما أخفقت في معالجته السلطات السياسية و مؤسسات الدولة تتكفل بقمعه و منعه الأجهزة الأمنية مما جعل هذه الأجهزة تتحمل فوق طاقتها مما ينعكس سلبا على أفراد هذه الأجهزة و يتسبب في إلحاق الضرر بأبناء الشعب الجزائري و هو يمارس حقوقه المشروعة فهل يعقل أن يحشد أكثر من 60 ألف شرطي للموعد الانتخابي المقبل ؟

السؤال السادس : هل يمكنكم أن  تذكروا لنا  الأجواء التي تمر فيها الحملة الانتخابية وأنتم تراقبونها عن كثب ؟
ج 6 : المطلع على الأجواء التي تصاحب  الحملة الانتخابية يصابُ بالذهول فمؤسسات البلاد عاطلة و كبار المسئولين في الدولة في ترقب و توجس و خير دليل على ذلك إدخال تغيير في مواعيد الامتحانات و تقريب العطل عن موعدها و تقليص البرامج الدراسية و الدخول في الفروض و الامتحانات و العطل قبل موعدها مما ينعكس سلبا على سير الدراسة بشكل عادي وسلس و الأدهى من هذا و ذاك أن مواعيد المقابلات الرياضية ستجري في غير مواعيدها الرسمية و الحاصل أن الانتخابات و الحملة الانتخابية تجري في جو عدم لا مبالاة و شلل تام للمؤسسات و اضطراب عام في المؤسسات التعليمية و التوجس و القلق الذي يعاني منه الشعب الجزائري مما يدل على التخبط السياسي و الأمني في البلاد فضلا على غلاء المعيشة الذي أصاب الشعب الجزائري في الصميم و مما زاد الطينة بله أن التمردات و الاحتجاجات في تصاعد و تزايد حيث مست جميع مرافق الدولة مما يدل على عمق الأزمة السياسية و خطورتها ولم يسلم أي قطاع من الاحتجاج بما في ذلك عمال جنان الميثاق و عمال رئاسة الحكومة و البلديات و هلمَّ جرَّ  .

السؤال السابع : في وسط هذا الجو الذي وصفتموه اليس هناك فسحة للآمل ؟
ج 7 : قديما قالوا ما أضيق العيش لولا فسحة الآمل ولكن يجب أن نفرق بين الآمل و السراب فالنظام المتعفن لا يحسن إلا تسويق السراب و إدخال الشعب بسياسته العرجاء الى منطقة القنوط و اليأس فهاهي الدول تجري انتخاباتها بكل حرية و شفافية دون أن تتعطل مؤسسات الدولة عن القيام بمهامها و دون أن تتأثر المواعيد الدراسية  و الامتحانات الدورية و العطل الرسمية قيد أنمُلَة  بما في ذلك المقابلات الرياضية أما في الجزائر فكل شيءٍ يتوقف و يُشل و يتعطل و ينقلب رأسا على عقب وأغرب أن بعض المسؤولين  يتحجج بصعوبة تنظيم السكان فعدد السكان مثلا  في اليابان 127 مليون و مساحتها تقريبا نصف مساحة تمرست فلماذا كل شيءُ يسير فيها بنظام و انتظام رغم عدد السكان في الجزائر لا يتجاوز 36 مليون و عدد السكان في ألمانيا 81 مليون ومساحتها أقل من مساحة أدرار  و الأمور فيها شغالة بدقة الساعة و فرنسا تجري فيها الانتخابات الرئاسية اليوم وعدد سكانها 65 مليون و مساحتها تفوق ولاية تمرست بينما تعد الجزائر عاشر دولة في العالم من حيث المساحة من أصل 214 دولة و تتمتع بالخيارات المتنوعة و المناخات المختلفة و رغم ذلك تجري الانتخابات الرئاسية  في فرنسا التي يشارك فيها 44 مليون دون أن تتعطل مؤسسات الدولة و الادارة و مصالح الشعب و الدراسة تمشي على وتيرة عادية و المواعيد الرياضية في موعدها المحددة و المصانع تعمل و تنتج و تصدر و كأن شيء لم يكن بينما النظام الجزائري عاجز على التكفل بسكان أكبر ولايات الجنوب تمرست و أدرار و إيليزي و الذي لا يتجاوز عدد السكان 700 ألف على مساحة تفوق مليون و مائتي الف كيلومتر مربع أي ما يساوي مساحة اليابان و ألمانيا و فرنسا و يكفي أن المغرب مساحته أقل من مساحة ولاية تمرست بكثير و عدد سكانه 32 مليون فالأزمة في الجزائر عميقة جدا فلا يجوز التعلل بعلة كثرة السكان و إن نظاما يعجز عن تسيير و تنظيم عاصمة البلاد لوحدها و يعجز عشرة مرات على التكفل بمعيشة و مرضى سكان الجنوب و الولايات الحدودية خليق بأن يرحل طوعا قبل أن يرحل كرها  و الحاصل لا يصلح أمر العباد و البلاد إلا بذهاب هذا النظام الذي عاث فسادا و إفسادا و رد الاعتبار للإنسان الجزائري في كرماته و إنسانيته وحريته وعندها يصنع العجب العجاب و يُحيل صحراء الجزائر الى مروج خضراء وجنان فيحاء

السؤال الأخير : صرح الوزير الأول أنه لا يوجد برنامج ديني فكلنا مسلمون سنيون مالكيون لن نسمح بإثارة الفتنة باسم الدين فما تعليكم ؟
ج : لست أدري ماذا يقصد بكلمة مسلمون الإسلام كما يقول الشيخ عبد الحميد ابن باديس اسلام وراثي و اسلام شرعي قائم على العلم و البرهان و انتقد الشيخ الإسلام الوراثي الذي ورثناه عن آبائنا و أجدادنا هذه واحدة فأي الإسلاميين يقصد الوزير الأول؟! أما قوله سنيون فلسنا ندري ماذا يقصد بالسنة مفهومها اللغوي أو الاصطلاحي ؟! و هل يمكن لسني التخلي عن أحكام الشريعة الإسلامية التي عمل بها الخلفاء الراشدين ؟! و أما قوله مالكيون فالإمام مالك ولد بالمدينة المنورة ولم يولد بالجزائر  و الإمام مالك الذي عارض بعض خلفاء زمانه و هم أهل علم و تنفيذا لأحكام الشريعة و مواجهة أعداء الإسلام و المسلمين ولم يسكت عن انحرافاتهم فغالب الظن لو بعث من قبره لكان من أشد المعارضين للوزير الأول و لمن نصبه و لملوك و امراء و رؤساء الدول العربية و الإسلامية على ضوء الكتاب و السنة و هو القائل” لا يصلح أخر هذه الأمة بما صلح بها أولها ” ولسنا ندري ماذا يقصد بإثارة الفتنة باسم الدين ؟!
فهل من يطالب بالعودة الى أحكام الكتاب و السنة يعتبر من أهل إثارة الفتنة‍‍ ! ألا يعلم الوزير الأول وهو يزعم محبة الشيخ عبد الحميد ابن باديس أن الشيخ قد نص أن أعظم الفتنة إنما هي الحاكم الجائر و الحاصل أن الإسلام نظام للحياة يشمل  العقيدة الصحيحة و العبادة الحقة و الأخلاق الفاضلة  و سياسة بقواطع الشريعة الإسلامية و الله الهادي الى سواء السبيل

عن marsad

اترك تعليقاً