رسالة مهربة من معتقل يحكي فيها معاناته بسجن مباحث الدمام

رسالة مهربة من معتقل يحكي فيها معاناته بسجن مباحث الدمام

شبكة المرصد الإخبارية

بسم الله .. لا حول ولاقوة إلّا بالله .. نستعين بالله في نقل رسالة أحد المعتقلين يحكي فيها معاناته.. تم تهريبها من السجن  ..
استمراراً للإرهاب المنظم،والتعذيب الممنهج في سجون المباحث تأتينا قصة من صميم المعاناة، قصة يحيى محمد مبارك الودعاني الدوسري من وراء أسوار سجن مباحث الدمام وما هذا إلّا غيض من فيض.. تحكي الواقع المرير معيدةً شريط ذكريات تعذيب الملز والأحساء.
فندع القصة لصاحبها :
يقول : في ليلة الاثنين الموافق 11 رمضان 1433 هـ عند الساعة الثانية عشر وخمس دقائق تقريباً جاء عسكري العيادة لإخراج أحد الإخوة للعيادة وكان الأخ مضرب عن الطعام ورافض الخروج للعيادة أو التجاوب من قبل إدارة السجن مع مطالبه وهي ظروف عائلية عصيبة تستحق ما يقوم به الأخ،فأتى رقيب السجن وطلب من الأخ الخروج للعيادة فرفض الأخ وبين الأسباب وحصل بينه وبين الرقيب خلاف بسيط .
بعدها خرج الرقيب وجاء معه وكيل رقيب آخر ، وكان وجهه مليء بالشر ، وقال لأخونا : قم .. قال له: ماذا تريد فأنا لا أريد العيادة .
قال الوكيل رقيب: ومن قال أنك ستذهب للعيادة بل سنذهب بك للإنفرادي !
فقال الأخ ولماذا؟ قال الوكيل رقيب : ستخرج أم لا ؟
فرفض الأخ الخروج
فخرج الوكيل رقيب وأغلق الباب بقوة تعبيراً عن غضبه من رفض الأخ ، وبعد دقائق عاد ومعه الطوارئ . . فطلب من الأخ المضرب الخروج للإنفرادي .
فقام الأخ الشقيق للمضرب وهو سجين أيضاً وقال لوكيل رقيب : أخي مصاب بالقلب وضغط الدم فدعنا نتفاهم ولن أرضى بأخذ أخي وأنا أرى ..
فقام جميع من في الغرفة للتفاهم فقط معهم .. فتراجع الرقيب ومن معه وقاموا بإغلاق الباب بقوة أيضاً ..
وبدأت المفاوضات من خلف الباب ، وطلب الأخوة من الطواري أن يكفوا شرهم وأن الموضوع بسيط  .. ومع النقاش أحس أخونا المضرب بألم حاد في صدره وضيق تنفس ، فقام الأخوة بتنبيه العسكري لهذا الأمر ، ولم يتم التجاوب ..
فقرع الأخوة الباب ، وتم الرد عليهم عن طريق جهاز الأنتركوم بطريقة استفزازية .. وتم تهديد الأخوة إن لم يهدأو .. وفي هذه الأثناء اقتحمت فرقة الطواري وهم قرابة ثلاثين شخص الغرفة فبدأ الضرب العنيف للأخوة ..
وهنا نسيت كل شي .. ولا أعلم ماذا حدث للأخوة ، وانشغلت بنفسي فلا أسمع إلا أصوات الضرب والركل والسب والشتم ..
وسأتحدث الآن عمّا حدث لي شخصياً ..
عند دخول الطواري تمت احاطتي من قِبلهم ، فطلبت منهم التفاهم لإني لم أفعل شيئاً ، فتم صفعي على وجهي ..
وبعدها بدأ الضرب العنيف لي من كل جانب بالركل وكل أصناف الضرب ، حتى سقطت على الأرض ، وانا أقول لهم لم أفعل شيئاً .. فيجيبون علي ( كل … ) كلام قذر جداً ..
وتم تقييدي ووضع الغمامة على عيني ، واستمروا بعدها بالضرب المبرح ، وتم إيقافي بالقوة وسحبي وأنا مكبل اليدين والقدمين ، وطلبوا مني الركض وهم يدفعونني بشدة لكي تتجرح القدمين من آثار القيد ، كل هذا مع استمرار السب  والضرب والشتم ، ومع اشتداد الألم قمت بالتكبير ، فثارت ثائرتهم .. فتم طرحي أرضاً وضربي ضرباً عنيفاً من كل جانب ، ثم أوقفوني وبدأوا بالركض بي ودفعي على الجدار وأنا مغمم العينين ..
فأسقط تارة .. وأرتطم بالحائط تارة أخرى .
وكان وكيل رقيب يقول لي ( أنت جرّار .. كلكم جرّارين .. انت ابن كلب .. الله يلعن والديك .. الله يلعن امك ..الله يلعن ابوك .. انتوا تعرفون الله ؟.. ومن هذا الكلام ) هذا على طول الطريق من الجماعي إلى الإنفرادي ، وفي هذه الأثناء مع السحب والضرب سقط سروالي .. فنبهتهم ولم يلتفتوا لي  ..
وسقطت على الأرض من شدة الإعياء .. فقلت لهم لا أستطيع الحركة .. فقام وكيل رقيب برفع ثوبي حتى ظهرت عورتي ( ولا حول ولا قوة إلا بالله) وتم سحبي على هذه الوضعية .. وأخذ العسكري طلب من وكيل رقيب حتى يستر عورتي فلم يستمع له .. وتم أخذي إلى زنزانة بدون كاميرا وتمت إهانتي بالضرب والشتم ..
فسقطت على الأرض من الألم والإرهاق وشعرت برغبة بالتقيؤ .. تقيأت فعلاً ، ودخل العسكري وقام بنزع الغمامة من عيني وألصق وجهي على القيء ، وخرجوا ..
وبعد أن هدأت نفسي قليلاً قاموا بنقلي إلى زنزانة أخرى فيها كاميرا .. وأنا مقيد اليدين والرجلين ، وتم احتجازي فيها مدة عشرة أيام على هذه الحال .. وتم منعي من المصحف في هذه الأيام الفاضلة ..
بل إني احتجت للغسل الشرعي بسبب الإحتلام فتم منعي من ذلك يومين متتاليين ، فكنت أصلي وأنا على جنابة ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
هذا ما جرى لي شخصياً ، والله أعلم بما حدث للأخوة .. هذا ونحن في شهر رمضان المبارك وفي بلاد الحرمين …
اللهم إني مغلوب فانتصر ، اللهم إني مغلوب فانتصر ..
كتبه : يحيى بن محمد بن مبارك الودعاني الدوسري

عن marsad

اترك تعليقاً