د.عناية الله أسد سبحاني

إياكم وشهادة الزور . . يا قادة حزب النور

د.عناية الله أسد سبحاني
د.عناية الله أسد سبحاني

إياكم وشهادة الزور . . يا قادة حزب النور

د.عناية الله أسد سبحاني

يا إخوتنا، سادات حزب النور

أحييكم بتحية الإسلام، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد: فربنا يعلم كم يشقّ علينا ! وكم تتفطر قلوبنا ! حين نراكم في وادٍ، ونرى أحرار مصر وحرائرها في واد ! كم يشق علينا حين نرى الانقلابيين يلغون في دماء الصالحين المسالمين، ويعتدون عليهم نهارا جهارا ! يعتدون عليهم اعتداء تخجل منه الكلاب ! وتستحيي منه الذئاب !  ثم نراكم توادّونهم، توادّون من حادّ الله ورسوله ! وتدافعون عنهم، وتجادلون عنهم !   هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ( سورة النساء:109)

 
 إن السيسي الخائن، العميل لأعداء الله، الذي تدافعون عنه، وتؤيدونه في باطله، وتوازرونه في غدره وخيانته، وتساندونه في ظلمه وطغيانه غاب عن الساحة ! فالآن جدّه آفل ! وخدّه سافل ! ولله الأمر من قبل ومن بعد.   ولا يبعد أن يكون قد لقي مصرعه، ولحق بمن سبقه من الطغاة ذي الأوتاد، فليس له صبوح ولاغبوق غير حميم وغساق ! فهل تحبون أن تُحشروا معهم يا سادات حزب النور ؟  أنتم تدافعون عن السيسي، وتقولون إنه ليس مسؤولا عن تلك الدماء البريئة التي سفكت في ميدان النهضة وميدان رابعة العدوية !   الأمر ليس بهذه البساطة يا قادة حزب النور ! فالسيسي لا يمكن أن يبرأ من تصرفاته الإجرامية، ولا بد أن يذوق وبال ظلمه وطغيانه. ثم نزيد فنقول: إن مسؤولية تلك الكوارث، وتلك الفظائع لا ترجع إلى السيسي فقط، بل ترجع إلى كل من وافقه، وساعده، وشجّعه على تلك الهجمات الوحشيّة الشرسة، وأنتم كان لكم دوركم الفعال في صنع تلك الأحداث الدامية الفاجرة، فلابد أن يوفّيكم ربكم نصيبكم غير منقوص ! لا بد أن تحاسبوا مع قائدكم السيسي على كل قطرة من تلك الدماء الطاهرة البريئة التي سفكت في تلك الميادين! ولا بد أن تحاسبوا على كل دمعة ترقرقت في عيون المفجوعين !  
 
 
 
إن أمر دم المسلم ليس أمرا هينا ياقادة حزب النور ! فقتل المؤمن إذا كان عمدا، يحبط الأعمال كلها!  يحبط الصلاة والزكاة ! ويحبط الحج والعمرة ! ويحبط سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ! ويحبط كل فعل يفعله المرء لينجو من عذاب الله، ويكسب رضاه ! لا يعزبنّ عن بالكم ما قال ربكم العظيم في كتابه العظيم في قتل المؤمن: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)  كيف طابت أنفسكم يا سادات حزب النور ! أن توالوا ناسا يتخبطون في الظلام، ويحملون الحقد على دين الإسلام ؟  وكيف طابت أنفسكم أن تخرجوا على الدكتور محمد مرسي، وتناصبوه العداء ؟ وهو رجل ربّانيّ تقيّ يخاف الله في نفسه، ويخاف الله في أماناته ! وهو قائد حلو كريم يحب الناس ويحبه الناس، ويحبه كل صغير وكبير ! والذين حالفتموهم وآزرتموهم عليه لا يساوون غبار قدمه !  طلوع الثنايا بالمطـــــــــــــايا وسابق … إلى غاية من يبتدرهــــــــــــــــــــــــــــا يقدّم    من النفر المدلين في كل حجة … بمستحصد من جولة الرأي محكم وكيف طابت أنفسكم يا قادة حزب النور ! أن ترغبوا عن الدستور الشرعي الرائع النقيّ، الذي كان ضامنا لكرامة العباد، وكان ضامنا لرفاهية البلاد، وكان ضامنا لطاعة رب العباد والبلاد ؟  وكيف طابت أنفسكم أن تعدلوا عنه إلى دستور علمانيّ ميّت، لا خير فيه للعباد، ولا خير فيه للبلاد ؟  كيف رضيتم أن تلتفّوا حوله، -وترفعوا لواءه ؟ وفيه ما فيه من الرجس والزور ! وفيه ما فيه من الكيد والمؤامرة ضد الإسلام ! وفيه ما فيه من الذل والهوان! والتبعية والعبودية لأعداء الله ! وفيه مافيه من غدر وخيانة مع الدين والوطن وأبناء الوطن ! وفيه ما فيه من هضم وبخس للحقوق وإهدار للقيم !
 
 
 
ولقد تناول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي هذا الدستور ، وهو في الواقع ليس دستوراً، وإنما هو زور يقود إلى ثبور !- فقد تناوله فضيلته بدراسة واعية ضافية، وتحليل دقيق بصير، وأظهر ما فيه من ظلم وخيانة وكيد ضد الإسلام وأهله !  وأفتى أنه لا يجوز لمسلم يحب الله ورسوله ويحبّ دينه وكتابه، أن يرضى به ويوافق عليه. فالله ! الله ! ياسادات حزب النور! في هذا الدستور المخسول المرذول، فلا تنخدعوا به، ولاتخدعوا الناس به ! وكونوا يدا واحدة في نبذ هذا الدستور ! ولا تبلغنّ بكم عداوة الإخوان إلى أن تجعلوا المعروف منكرا، والمنكر معروفا !  ولا يجرمنكم شنآنهم أن تجعلوا الحق باطلا، والباطل حقا ! واذكروا ما رواه الإمام البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثا. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله و عقوق الوالدين. وجلس ، وكان متكئا، فقال:  ألا وقول الزور، وشهادة الزور! ألا وقول الزور، وشهادة الزور!  قال: فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت !” لا يجرمنكم شنآن الإخوان يا قادة حزب النور ! أن تكونوا من جنود الباطل ضد الحق، فتخسروا دنياكم وآخرتكم ! إذا كانت المعركة بين الحق والباطل، فأنتم أولى أن تكونوا مع الحق، وأهل الحق. وإن خذلتموهم وظاهرتم عليهم أعداءهم، فذلك عار عليكم لا يفارقكم في الدنيا ولا في الآخرة ! إن خذلان الحق وأهل الحق في مثل تلك الأوضاع الحرجة القاسية ذنب لا يغتفر ! لايغتفره التاريخ، ولايغتفره ربكم !
 
 
 
 الأمر ليس أمر السيسي ومرسي، يا قادة حزب النور !وليس أمر الإخوان وحكومة الانقلاب، وإنما هو صراع بين الحق والباطل ! وصراع بين الإيمان والكفر ! وصراع بين الخير والشر! وصراع بين النور والظلام ! كيف رضيتم يا سادات حزب النور! أن تبذلوا ودّكم وولاءكم للظالمين المفسدين، الذين قتلوا الأبرياء، وقتلوا خيار الناس ! وما قتلوهم إلا لأنهم كانوا يحبون الله ورسوله !  وما قتلوهم إلا لأنهم كانوا حريصين على إظهار دين الله، وكانوا يريدون أن يعيشوا عيشة ترضي ربهم، وتنجيهم من خزي يوم القيامة ! أنتم تقولون هذا اختلاف في الاجتهاد ! وتقولون اختلافنا كالاختلاف بين علي ومعاوية ! إن كنتم تظنون هذا فأنتم في وهم شديد ! فإن معاوية إن اختلف مع سيدنا عليّ، فالاختلاف كان بين طائفتين من المؤمنين، وما كان وراء معاوية أعداؤ الإسلام ! وما كان في باله أن يرضي أعداء الإسلام ! فكان هناك مجال للاجتهاد، وكان هناك مجال للاختلاف.  أما الوضع هنا فيختلف تماما، فالحرب هنا بين الحق والباطل، وبين أبناء الإسلام وأعداء الإسلام ! فأيّ اجتهاد في هذا الموطن ؟ وأيّ اختلاف في هذا الأمر ؟
 
 
 
فالموطن ليس موطن اجتهاد واختلاف، وإنما هو موطن ائتلاف واتفاق، وموطن التعاون والتعاضد في وجه الباطل. ثم الأمة كلها مجمعة على أن الأمير معاوية لم يكن موفّقا فيما فعل ! والحق والرشد كان في كفّ سيدنا عليّ ! فكونوا في خيمة سيدنا عليّ ! ولا تكونوا في خيمة الأمير معاوية ! أنتم تقولون: اختياركم لهذا الدستور كاختيار المضطرّ إلى أكل الميتة ! نقول: كل كلمة من كلماتكم مكتوبة ومحسوبة، وستُسألون عنها يوم القيامة ! وسيسألكم من يعلم ما في قلوبكم ! ولا معنى للاضطرار إلى الميتة، والذبيحة الحلال الطيب متوفر ومتاح لكم ! فالله ! الله ! ياقادة حزب النور ! إياكم وشهادة الزور ! إياكم وشهادة الزور ! ولا تكونوا أداة في أيدي الأعداء ! ولا تكونوا مطايا للشياطين !  وإن كنتم في فتنة المال، وقد عُرضت عليكم عروض سخية مغرية من الشرق والغرب، فردوها إلى أصحابها بكل استغناء، فما عند الله خير وأبقى !
 
 
 
واذكروا قول الله سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ( سورة البقرة: 175) نسأل الله العافية من فتنة المال، فالمال الذي يأتي من غير طريقه المشروع، إنما هو قطعة من النار ! أناشدكم الله يا قادة حزب النور ! إلا رجعتم إلى الحق والرشد، فالرجوع إلى الحق والرشد خير من التمادي في الغيّ !  إن مواقفكم السابقة من هذه الثورة المباركة كانت مخجلة، وكانت مخزية ! فتداركوا مافاتكم، وأرضوا ربكم بالانضمام إلى إخوانكم، وكونوا صفا واحدا في إسقاط هذا الانقلاب المشؤوم ! ولاتقولوا خزي الدنيا، فلاخزي في الرجوع إلى الحق، وإنما الخزي لمن يصرّون على الباطل ! وفقنا الله جميعا لما فيه رضاه. 

عن Admin

اترك تعليقاً