كركعة…!!

محمود عباسكركعة…!!

 

بقلم: عماد توفيق

 

عشر سنوات وما زلت تتربع سيدي الرئيس على كرسي رئاسة سلطة لا تستطيع التحرك عبر مناطقها الا بتصريح من سلطات الاحتلال الصهيوني.

عشر سنوات أي أكثر من فترتين رئاسيتين، ولم تحقق سياستك سيدي الرئيس لشعبنا سوى المزيد من المعانا والألم.

سيدي الرئيس نرجوك كمواطن فلسطيني حريص على صورة وسمعة بلده ورئيسه نرجوك ان تتنحى مختارا لا مجبرا قبل ان يباغتك الموت لأنك في كلتا الحالتين ستحمل صفة الرئيس الراحل .

فلسطين سيدي الرئيس بحاجة الى رحيلك لأننا:

بحاجة الى رجل شجاع يطبق بجسارة قرارات المجلس المركزي الأخيرة، وانت رئيس خائف، ونحن بحاجة لرجل شجاع.

لأننا بحاجة الى زعيم يقدم بطون ابناء شعبه الجوعى على بطنه ولا يسمن نفسه وعائلته وحاشيته ويترك ابناء شعبه يقتلهم الفقر والعوز.

لأننا بحاجة الى زعيم يجمع شتات غزة والضفة في وحدة قلوب قبل وحدة الكراسي والمناصب وليس رئيس يمزقنا كل يوم ويترك ظهرنا مكشوفا للأعداء.

لأننا بحاجة الى زعيم يعيش بين ابناء شعبه ويشعر بمعاناتهم وليس رئيس يعيش متنقلا في الطائرات والفنادق أكثر مما يعيش بين ابناء شعبه.

لأننا بحاجة الى رئيس يبسط عباءته على جميع ابناء شعبه ولا يفرق بينهم في الانتماء فيعطي هذا ويمنع ذلك، ويمنح المستنكفين ويمنع العاملين ويجوع عوائلهم.

لأننا بحاجة الى رئيس يصدق شعبه ولا يمارس عليهم الكذب الرئاسي، ويقدم حاجة ابناء شعبه للرواتب ولا يقدم ضعفي موازنة التطوير في سلطته لأجهزة القمع الامني ليضمن بقاءه على كرسيه الهرم.

لأننا بحاجة الى رئيس يضمن استقبال ابناء شعبه في مختلف بلدان العالم التي يجوبها ليل نهار ويستقبل فيها بوجه بشوش بينما ابناء شعبه يستقبلون بسببه بوجه عابس.

لأننا بحاجة الى رئيس يطبق ما قاله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، وليس رئيس يجعل حياة معظمنا لا تطاق وحياة القلة المقربة منه مريحة جدا.

لأننا بحاجة الى رئيس يذوق التشرد الذي يذوقه ابناء شعبه بعد حرب الـ51 يوما ولا ينظر لشعبه من شرفة قصوره الفارهة.

لأننا بحاجة الى رئيس يؤمن الحماية لأبناء شعبه تماما كالحماية التي يؤمنها لنفسه ولا يتركنا وحدنا نواجه الأعداء.

لأننا بحاجة الى رئيس يحرص على رفاه ابناء شعبه يؤمن لهم العمل تماما كما يحرص على رفاه ابنائه ويعقد لهم الصفقات الكبرى في مختلف الدول.

لأننا بحاجة الى زعيم يحرض العالم لنا ولإغاثتنا ولنصرتنا وليس زعيم يحرض في كل المحافل علينا ويقذفنا بأشنع التهم التي يتورع عنها حتى الشيطان.

لأننا بحاجة الى رئيس لا يصلي خلف الهباش في مسجد الرئاسة، ولا يمارس ابشع الاخلاق التي تنهى عنها الصلاة.

لأننا بحاجة الى رئيس يحرص على اعمال ابناء شعبه ويجعل منهم مليونيرات اغنياء تماما كما يحرص على ابنائه ويجعل منهم باستغلال السلطة مليونيرات .

لأننا بحاجة الى زعيم يقرأ الحراك اليومي الذي يعسف بالمحيط حولنا والذي يطيح بزعماء ويطيح بدول وبكيانات ثم هو يتشبث بكرسيه الأعرج.

لأننا بحاجة الى رئيس يجمع ولا يفرق، يؤلف ولا يحرض، يقدم ولا يأخذ، يحتضن الجميع ولا يميز، ويمارس مهامه كراحل وليس كمخلد.

لأننا بحاجة الى رئيس يعمل على تأمين منزل متواضع لكل من هدم العدو بيته تماما كما يحرص على اقتناء المنازل الفاخرة له ولأبنائه في عواصم العرب.

سيدي الرئيس نحن بحاجة الى رحيلك لأنك واثق من أن كل المحيط ضدنا، ولكن المحيط ضدنا، بسببك.

لأنك واثق ان الجميع يطالب ولو في نفسه برحيلك بينما تقوم صحف وفضائية رام الله بتصويرك كمحبوب للعرب.

لأنك تحب ان تقضي وقتك مع اغنياء العالم ومترفيهم، وبينما تتركنا نغرق في الأزمات.

لأنك تستمد شرعية بقائك من الرئيس الامريكي، بينما تفقد احترام ابناء شعبك.

لأنه تم انتخابك قبل عشر سنوات عجاف من قبل اقلية قليلة وتظن أن معظمنا يؤيدك، اتحداك ان تعمل استفتاء على رحيلك.

لأنك تستأثر بمئات الملايين التي تدخل خزائنك باسمنا في الوقت الذي لا يرى منها ابناء شعبك في غزة على الاقل منها دولار واحد.

لأنك تعتقد أن العالم يتأثر بك وبخطاباتك، بينما العالم يسخر منا لأنك تعلم ان العالم لا يحترم الا الاقوياء.

لأنك تحاول التشبه بالزعيم ابو عمار، ولا يجمعك بالرئيس ابو عمار سوى فشل مشروعه السياسي سوى انه اشجع منك واختار المواجهة بينما انت تقدس التنسيق الامني.

لأنك تعتقد انك فعلا رجل سلام وان التاريخ سيخلد اسمك بينما انت تعرف ان التاريخ يحضر لك مكانا بارزا في قوائمه السوداء للمتعاونين مع اعدائهم.

لأنك تعتقد ان لون شعرك الابيض سيحجب عن اعيننا افعالك التي لا تعود علينا سوى بالنكبات السوداء.

لأنك تتحدث صباح مساء عن النزاهة والشفافية لسلطتك الفاسدة بينما نحن نكابد فساد سلطتك كل صباح من جديد.

لأنك وبعد كل خطاب تلقيه على الوجوه الاثرية في مقاطعتك لا نخرج الا خائبي الامل.

لأنك تؤمن بان لا بديل لتجربتك السياسية الفاشلة، ونحن نريد تجربة اخرى اثبتت نجاعتها في اذلال العدو في غزة.

لأنك تدعي ان نهجك هو الافضل، ونحن نرى نهجا أفضل منه.

لأن اجهزتك الامنية صاحبة التنسيق الامني المقدس تحاول عبثا ان تحدث كركعة فارغة في غزة تقلقل امنها وتقلق راحتها وتزيد معاناتها، وانك تعلم يقينا ان غزة التي اذلت اقوى جيش في المنطقة على بواباتها الصامدة لا ينال منها لا فرقعة ولا كركعة.

عن Admin

اترك تعليقاً