زياد أبو غنيمة

وفاة الكاتب والمؤرخ والقيادي الإسلامي زياد أبو غنيمة

زياد أبو غنيمة
زياد أبو غنيمة

وفاة الكاتب والمؤرخ والقيادي الإسلامي زياد أبو غنيمة

 

شبكة المرصد الإخبارية

 


انتقل إلى رحمة الله تعالى عصر أمس المؤرخ والقيادي الاسلامي زياد أبو غنيمة.

رجل من رجالات العالم الاسلامي والعربي، وعلم من اعلام الاردن، وراحلة من رواحل العمل الاسلامي، المؤرخ والداعية الاستاذ زياد ابو غنيمة مفكّر إسلامي واسع الاطلاع، كاتب صحفي جريء، رئيس تحرير صحيفة الرباط، مؤرّخ الحركة الإسلاميّة في فلسطين والأردن، عضو المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميّة، أحد مؤسّسي وقادة (جبهة العمل الاسلامي) في الأردن.


ولد في مدينة الكرك بالأردن، نشأ في مدينة إربد، وبها أنهى دراسته الثانويّة عام 1953، وترعرع في أسرة فاضلة، وكان أبوه مربياً قديراً وصاحب مدرسة خاصّة تخرّج فيها عدد من مثقفي شمال المملكة، أمّا والدته فكانت تنتمي لأسرة التل إحدى كرام الأسر الأردنيّة.

توجّه إلى تركيّا لإتمام تعليمه العالي، ونال درجة بكالوريوس في الكيمياء من جامعة إستانبول سنة 1965.

ويتحدث عن هذه الفترة فيقول: أمضيت في شبابي بضع سنوات في إستانبول دارسا ً في كلية الكيمياء في (1958 – 1965 )، وأذكر جيدا أن أول ظهور للحجاب في إستانبول في بدايات الستينيات كان عن طريق زوجات بعض طلاب الإخوان المسلمين الدارسين في تركيا وخاصة الإخوان الحلبيين، ولن أنسى كيف كانت نظرات الدهشة تنهال على زوجتي المحجبة حيثما سرنا في إستانبول.

شغل بعد تخرّجه عدداً من المناصب العلميّة والإداريّة ومنها: منصب مدير الأبحاث ودراسات التصنيع في شركة الفوسفات الأردنيّة، وشغف بالعمل الخيري، وعمل مساعداً لمدير المستشفى الإسلامي بعمّان.

انضم إلى (جماعة الإخوان المسلمين) في سن مبكّرة، وتبنّى أفكارها الإصلاحيّة، وانخرط في العمل الاجتماعي والسياسي، وتولّى في الجماعة مناصب قياديّة، ومنها الناطق الرسمي للجماعة خلال فترة دقيقة من تاريخ الإخوان في الأردن، وعضويّة المكتب السياسي للجماعة.

كتب مقالات إسلاميّة ناضجة في الصحف المحليّة والمجلّات العربيّة، عبّر فيها بصدق وأصالة عن فكر الحركة الإسلاميّة، واشتغل بالصحافة، وترأس تحرير (مجلة أرض الإسراء) التي صدرت عن مكتب المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس في عمّان، وأشرف على إصدار (صحيفة الرباط) الأسبوعيّة السياسيّة سنة 1991، لسان حال جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

واشتهرت صفحته (في ذاكرة الوطن) على مدى سنوات، وكانت له مواقف جريئة في معارضة التدخل الأجنبي في الخليج، والاستعانة بالقوّات الأجنبية لاستعادة الكويت، وأنكر على قوات التحالف احتلال العراق تحت دعوى امتلاكه العراق أسلحة الدمار الشامل.

اطلع على تاريخ الدولة العثمانيّة من المصادر التركيّة بحكم تمكنه من لغتها، ودعا إلى قراءة منصفة لتاريخ الخلفاء العثمانيّين، واستغرب انزلاق كثير من المؤرّخين المسلمين في حمأة عمليّة التزوير والتشويه التي ألصقت بتاريخ العثمانيين المسلمين، وقال: إنّ الحاقدين إنّما يهدفون من وراء التركيز على تحريف تاريخهم الإساءة إلى الإسلام ذاته.

توقع فوز (حزب العدالة والتنمية) بأغلبية ساحقة توصل عبد الله قـُول وزوجته المحجبة إلى قصر الرئاسة التركية، وقال: أذكروا جيدا ما أقوله اليوم: سيندم العلمانيون، وسيندم جنرالات العلمانية إذا جرت إنتخابات مبكرة في تركيا، وسيكتشفون أن الإنتخابات المبكرة التي يلحُّون عليها ستكون المسمار الأخير في نعش علمانية أتاتورك.

وتابع تطوّرات القضيّة الفلسطينيّة، وعني بالجانب التوثيقي والتاريخي للحركة الإسلاميّة في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني وألّف: (الحركة الإسلاميّة وقضيّة فلسطين) 1405/1985.

ورأى أنّ من البلاهة والغباء أن يراهن العرب والمسلمون على أيّ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، ونقل عن رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديموقراطية (بيلوسي) أثناء زيارتها للكنيست الإسرائيلي أنّ الأمر الوحيد الذي لا يمكن أن يختلف عليه الديموقراطيون والجمهوريون هو حب الصهاينة والهيام بكيانهم المغتصب، والتسابق في تنفيذ أوامرهم وطلباتهم.

وفي مقابلة له مع قناة الجزيرة اتهم اليهود بتدمير زراعة القطن، وضرب مدرسة بحر البقر، والتجسّس على مصر، وانتزاع أسنان الجنود القتلى في سيناء، وعلّل أسباب هزيمتنا بأنّنا خضناها حروب أنظمة، وأنّ قوى الشعب الحيّة كانت مغيّبة، وأنّ الذين خاضوها وضعوا في السجون (ويقصد الإخوان المسلمين).

لفت الأنظار إلى أهميّة وسائل الإعلام العالمي، وإلى محاولات اليهود المستمرة إحكام السيطرة الصهيونية على هذه الوسائل في جميع أنحاء العالم، ودعا أثرياء العرب وشيوخ النفط لأستثمار أموالهم في ميدان الاعلام العالمي، لكي لا يبقى الميدان خاليا لليهود.

أما مؤلّفاته المتعددة الجوانب فتدل على سعة اطلاعه، وعمق ثقافته، وإخلاصه لقضيته ومنها: و(عداء اليهود للحركة الإسلاميّة) و(السيطرة الصهيونيّة على وسائل الإعلام العالميّة) و(دراسة وثائقية في صحيفة الكفاح الإسلامي) و(الإخوان المسلمين في كتابات الغربيين) و(مواقف بطوله من صنع الإسلام) و(بشّر الصابرين… نظرات في سنن البلاء والابتلاء) و(سقوط نظريّة دارون) و(السلطان المجاهد محمد الفاتح) و(جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك).

وبعد حياة حافلة بالعطاء والدفاع عن قضايا الأمّة، غادر عالمنا الحزين الكاتب الإسلامي الفذ، والوطني الغيور، الأخ زياد أبو غنيمة، مساء السبت 29/8/2015 الموافق 14/11/1436، ودفن في مقبرة العائلة بمدينة إربد.

 

 

 

عن Admin

اترك تعليقاً