المصريون بين "كأس العالم" وعذاب الانقلاب

العسكر يدمرون الزراعة ويسحقون الفلاح .. الاثنين 9 أكتوبر.. المصريون بين “كأس العالم” وعذاب الانقلاب

المصريون بين "كأس العالم" وعذاب الانقلاب
المصريون بين “كأس العالم” وعذاب الانقلاب

العسكر يدمرون الزراعة ويسحقون الفلاح .. الاثنين 9 أكتوبر.. المصريون بين “كأس العالم” وعذاب الانقلاب

 

الحصاد المصري – شبكة المرصد الإخبارية

 

*تأجيل محاكمة 23 معتقلا بقضية “كتائب أنصار الشريعة

أجلت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الإثنين، برئاسة المستشار محمد شرين فهمي، الملقب بـ”القاضي القاتل”، محاكمة 23 معتقلاً من معارضي النظام، في القضية المعروفة إعلامياً بـ”كتائب أنصار الشريعة”، إلى جلسة 22 نوفمبر المقبل.

وانسحب أعضاء هيئة الدفاع عن المعتقلين، من جلسة اليوم، بعد إبدائهم الاعتراض على ما أبلغهم به الأمن بأن هناك تعليمات بعدم مغادرتهم المحكمة، أثناء رفع الجلسة، حتى يأذن القاضي.

وقال عضو الدفاع، أثناء حديثه للمحكمة، إنه شعر أن ذلك انتهاك لكرامة الدفاع، وجعلهم يعيشون جواً من الخوف، على حد تعبيره، مضيفاً: “وهذا الأمر لا يستطيع معه الدفاع أن يؤدي دوره”، ليختتم حديثه بالقول: “هيئة الدفاع تنسحب”، وهو ما تم فعلاً، وغادر المحامون.

وأثبتت المحكمة، أنه تبين لها انسحاب المحامين، دون إذن المحكمة، وهو ما يجعل عقد الجلسة متعذرًا، وقررت إعادة تحريز الحرز، الذي تم استعراض محتواه بجلسة اليوم.

وشهدت جلسات القضية الماضية، عملية فض أحراز القضية، والتي كانت عبارة عن مقاطع وفيديوهات لبرامج دينية وقرآن، إلى جانب بعض الأفلام والبرامج الوثائقية، وحلقات للبرنامج الكوميدي الساخر “جوتيوب“.

وكان النائب العام المُغتال المستشار هشام بركات، قد أحال 17 مُتهماً محبوساً، و6 هاربين لمحكمة الجنايات، بزعم قيام المتهم الأول في القضية، السيد عطا محمد مرسي (35 عاماً) بإنشاء وإدارة جماعة “كتائب أنصار الشريعة”، بمشاركة 22 متهماً آخر.

وادّعت النيابة العامة أن “هذه الجماعة تم تأسيسها على أفكار مُتطرفة، قوامها تكفير سلطات الدولة، ومواجهتها لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين ودور عباداتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة وإحداث الفوضى في المجتمع“.

 

*17 معتقل مظلوم.. استنفذوا كل درجات التقاضي وأصبح تنفيذ حكم الإعدام حضورياً مؤكداً عليهم

17 معتقل مظلوم.. استنفذوا كل درجات التقاضي وأصبح تنفيذ حكم الإعدام حضورياً مؤكداً عليهم
17 معتقل مظلوم استنفذوا كل درجات التقاضي وأصبح تنفيذ حكم الإعدام حضورياً عليهم

* انتهاكات بالغة بحق معتقلي ابوالمطامير المحكوم عليهم بالإعدام بسجن “الابعادية

قالت أسر 3 من المعتقلين المحكومين بالاعدام أن ذويهم يتعرضون لانتهاكات بالغة داخل مقر محبسهم بسجن دمنهور العمومي “الابعادية“.
وقالت مصادر حقوقية أن المعتقلين الثلاث “محمد خالد الفيومي .. جميل حنيش .. محمد يوسف السبع”، يسكنون غرفة ضيقة خالية من أية مصدر للتهوية او الضوء، ومحرومين من التريض أو الخروج من الغرفة  لقضاء حاجتهم
وأضافت أسر المعتقلين الثلاث أنهم أصيبوا بأمراضٍ جلدية نتيجة انعدام التهوية وحساسية والتهابات في العين والجيوب الأنفية.
وناشدت الأسر منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني بالتدخل لوقف الانتهاكات الممارسة ضدهم من قبل إدارة السجن وتسكينهم غرفاً أخرى تصلح للآدميين.

 

*إخفاء شاب “دمنهوري” لليوم الثاني منذ اعتقاله خلال زيارة والده المعتقل

تواصل قوات أمن الانقلاب في دمنهور بالبحيرة إخفاء الشاب هيثم سمير فؤاد، لليوم الثاني على التوالي، منذ اعتقاله يوم السبت الماضي 7 أكتوبر، خلال زيارته لوالده المعتقل في سجن دمنهور.

من جانبها، حمَّلت أسرته داخلية الانقلاب ومديرية أمن البحيرة وإدارة السجن المسئولية الكاملة عن سلامته، مطالبة بالكشف عن مكان إخفائه والإفراج الفوري عنه.

 

*مليشيا كفر الشيخ” تعتقل 3 من أحرار مركز دسوق

شنَّت مليشيات الانقلاب حملة مداهمات لمنازل عدد من أحرار مركز دسوق بكفر الشيخ، ما أسفر عن اعتقال 3 منهم، وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول.

والمعتقلون هم: “عبد المجيد الزمراني”، تم اعتقاله من مقر عمله بمأمورية الضرائب، “وشهاوي قطب الصعيدى”، تم اعتقاله من مقر عمله بمدرسة شباس الملح الثانوية، بالإضافة إلى فتحي.

من جانبهم، حمل ذوو المعتقلين داخلية الانقلاب ومديرية أمن كفر الشيخ المسئولية الكاملة عن سلامتهم، مطالبين بالكشف عن مكان إخفائهم والإفراج الفوري عنهم.

 

* 27 معتقلاً يتعرضون لانتهاكات جسيمة بمقر محبسهم بسجن برج العرب

ذكرت مصادر حقوقية أن 27 معتقلاً، بينهم مريضٌ بالسرطان، من أهالي محافظة البحيرة يتعرضون لانتهاكاتٍ جسيمة بمقر محبسهم بسجن برج العرب.
وأكدت المصادر أن المعتقلين المذكورين، يُعاملون معاملة سيئة منذ تاريخ 18 سبتمبر الماضي عقب عودتهم لسجن برج العرب مستقدَمين سجون “الابعادية ووادي النطرون وطره2، ومستشفى سجن طره“.
وقالت أسر الـ27 أن ذويهم يتعرضون لانتهاكاتٍ أبرزها المنع من الزيارة منذ التاريخ المذكور بقرارٍ من جهاز أمن الدولة دون سببٍ واحدٍ يُذكر، إضافة إلى منعهم من حقهم في التريض وغلق زنزانتهم الضيقة طيلة اليوم.
كما ذكرت مصادر أن المعتقلين قد تعرضوا لتجريد متعلقاتهم الشخصية فور وصولهم سجن برج العرب إضافة إلى عزلهم داخل غرفتهم عن بقية المعتقلين بصحبة 5 مساجين جنائيين ليبيتوا أكثر من 30 فردٍ بالغرفة.
وأشارت أسر “المعتقلين الـ27” أن إدارة السجن منعت عن المريض منهم والمُسن دواءه تزامناً مع إصابة العديد منهم بأمراض جلدية نتيجة الاختناق وانتشار الحشرات، وسط تخوفات من انتشار أمراضٍ معدية تؤدي إلى انتشار وباءٍ في غرفتهم المغلقة.
وفي تصريحاتٍ لها، أكدت زوجة أحد المعتقلين، أنها حاولت مراتٍ عدة مقابلة مأمور سجن برج العرب والذي رفض التقاء الأسر مشيراً إلى أن منع الزيارة عنهم جاء بقرارٍ من سلطات عليا – قصد بها جهاز الأمن الوطني -.
وذكر محامو المعتقلين أن مجموعة الـ27، بدى عليها خلال إحدى جلسات المحاكمة الهزل والأمراض التي تناولتها مصادر حقوقية على مدار الأيام الماضية، مطالبين منظمات المجتمع المدني بالتدخل لإنهاء مايتعرضون له في محبسهم من انتهاكات
كما أكدت زوجة ” محمود عباده ” – أحد المعتقلين والمصاب بسرطان الدم – أن زوجها، قامت إدارة الترحيلات بنقله إلى سجن برج العرب بتاريخ 3 أكتوبر لحضور إحدى جلسات المحاكمة رغم ارتباطه بجلسات لتناول جرعات العلاج مطالبة بسرعة إعادته إلى مستشفى سجن طره لاستكمال علاجه وإعفائه من حضور الجلسات القادمة.
يُذكر أن الـ27 معتقلاً بينهم 18 تم ترحيلهم من سجني “جمصة والمنيا”، و8 معتقلين رُحلوا من سجون “دمنهور ووادي النطرون وطره”، ومعتقلٌ وحيد تم ترحيله من “مستشفى سجن طره“.

 

*المعتقلون سعداء بالمنتخب.. عمرك شفت إرهابيين بالشكل دا؟

والله وعملوها الرجالة ورفعوا رأس مصر بلدنا” هكذا علت أصوات الأغنية الشهيرة عقب فوز مصر على الكونغو باستاد برج العرب غرب الإسكندرية، فوز جعل مصر تتأهل للمونديال بعد 28 عاما من الغياب، عمت الفرحة أرجاء الملعب، وهرعت القنوات والفضائيات لتنقل لنا البشرى؛ مذيعة عددا أكبر من الأغاني الوطنية التي باتت حاضرة في مناسبات الكرة.

ربما يكون المونديال حلما للاعبي كرة القدم الذين سينالون مزيدا من الشهرة والمال، ومبرراتهم في ذلك أنهم تجار البهجة لهذا الشعب البائس الغارق في الفساد والغلاء، وأنهم يرفعون علم وطنهم عاليا، ولكن كيف مرت المباراة واحداثها على المعتقلين في سجون الانقلاب؟

مفارقة برج العرب
وعلى غير المعتاد تابع عدد كبير من المعتقلين السياسيين الرافضين للانقلاب مباراة المنتخب المصري أمس أمام نظيره الكونغولي على استاد برج العرب، وللمصادفة يقع هذا الاستاد على بعد 3 كيلومترات عن معتقل برج العرب بالاسكندرية.

وكانت المباراة تتسرب للسجناء لحظة بلحظة وتنتقل من زنزانة إلى أخرى، وقالت مصادر من داخل المعتقلات إن المشاعر تضاربت بين المعتقلين الرافضين للانقلاب، فهم يريدون الفوز لمنتخب بلادهم ويشجعون المنتخب، وفي الوقت نفسه يخشون أن يسرق السفيه عبدالفتاح السيسي فرحة النصر، وينسبها للعسكر الذين خربوا كل شيء جميل في مصر.

محدش يمنع الناس
وما بين الدعاء والبكاء نقلت صفحة الصحفي المعتقل “مالك الشاعر، لحظات الفوز الصعبة التي تكللت بهدف اللاعب الدولي ونجم فريق نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، وقال :”للاسف كنت نايم٬ بس صحيت على اصوات تكبير وزملائي هنا في السجن فرحانيين بصعود مصر لكأس العالم٬ يمكن انا مخنوق شوية الأيام دي بعد مرور سنة على حبسي وتعلقى الشديد باطفالي جعلنى مش مهتم بأي حاجه وبهرب للنوم“.

وتابعت الصفحة “الشاهد إني أكيد في مثلي كتير هنا في السجن٬ لكن الغريب بقا انك تلاقي شباب محبوس ظلم أو محكوم أيضا عليه ظلم ومبسوط وفرحان لفوز منتخب بلده“.

وأردف ساخرًا: “عمرك بقا شفت ارهابيين بالشكل دا؟”، مضيفاً: “على أي حال مبروك للشعب فوز المنتخب الوطني٬ بس الشعب اولي بال 40 مليون هدية السيسي!!”.

ووجه “الشاعر” نصيحة للمصريين الذين أنهكهم الفقر والقمع وانتهاكات العسكر، بالقول “محدش يمنع الناس انها تفرح٬ افرحوا واتبسطوا بس بلاش تنسونا٬ اعملوا اي حاجه تساعد في خروج وفرحه الآلاف المعتقلين لبيوتهم وعيالهم“.

ابني جنب الاستاد!
ونشر أحد الصحفيين النشطاء تدوينة قال فيها “سألها المذيع بعد فرحة التأهل: يا تري يا حاجة ابنك راح برج العرب، قالت: ابني ف برج العرب من 3 سنين ومش عارفة عايش ولا ميت“.

وهكذا انقسمت مصر حتى فرحتها بين منتشٍ بالفوز ومن يشعر بالمرارة مع الفرحة، باعتبار أن كرة القدم اللعبة الشعبية الأكبر في العالم، وأنها كقوى ناعمة ربما تسهم في جلب مزيد من السياحة بالتعريف بالبلد، أو يمكن توصيف اللاعبين كسفراء أو قدوة لبلادهم ومحفزا على كل ما هو إيجابي إذا كان اللاعب يتحلى بالأخلاق الرياضية السامية وله رسالة تتجاوز حدود الملعب كما كان محمد أبو تريكة.

واقع الحال بعد الانقلاب العسكري في مصر، جعلت حلم المونديال على رأس أولوليات السفيه السيسي وسدنته من ضباط الشرطة وقواته الأمنية، ليس حبا في الوطن، ورفع “رأس مصر بلدنا”، لكنه حلم سيجعلهم يرفعون رأسهم عاليا باعتبارهم هم الوطن، بينما ستجبر المواطن أن يخفض رأسه لأسفل أو تتسمر عينه على “مخدر” المباريات ولن يشغله أكثر من متابعة ما صور له بأنه “حلم مصر ودليل رفعتها“.

لماذا كان الفوز مهماً للعسكر؟
نظام السفيه السيسي مثله مثل الأنظمة الديكتاتورية التي تقتات على المعاني الزائفة لمفهوم الوطنية، وينسبون لأنفسهم المجد فيها بوصفهم رعاة الرياضة والرياضيين، وهو محض كذب، فشعوب أوروبا وآسيا التي تسهر حتى الصباح فرحا بالفوز، لا يهان مواطنها في شوارعها ولا يقف بالطوابير ليجد قوت يومه الأساسي، ولا يستجدي أحد للحصول على دواء غير موجود، هذا فضلا عن وجود رعاية حقيقية للرياضة في المناهج التعليمية وتتيح الدولة أراضيها بمساحات واسعة للملاعب العامة والمكتبات العامة والمتنزهات العامة.

ومن ثم فالرياضة حقا من صلب اهتمامتهم وكرة القدم تستخدم كأداة للترفيه والمتعة وبناء الصحة بشكل حقيقي، وليس شيئا موسميا للتغطية على نكبات داخلية وتمرير سياسات إفقار وتجهيل وتعذيب.

سجن برج العرب الشهير في الإسكندرية القريب من الأستاد، كان على موعد قبل مباراة مصر وغانا العام الماضي مع وفاة سجين جنائي يدعى عباس طه، وتتجه أصابع الاتهام لضباط يدعى عمر عمرو، اتهمه أيضا أهالي السجناء السياسيين الرافضين للانقلاب بالتنكيل بذويهم قبل المباراة.

فالأنباء والشهادات الواردة من هناك على لسان أهالي المعتقلين تكشف عن نوع من الانتقام والتنكيل من قبل إدارة السجن بالمعتقلين وذويهم، بداية من سوء معاملة المعتقلين بحق المحتجزين في عنبر الإعدام وتهديدهم بالقتل، مرورا بالتعدي عليهم بالضرب وإصابتهم بإصابات بالغة.

فضلا عن قيام الضباط الجلادين باقتحام العنابر وإلقاء قنابل الغاز فيها، وإحضار قوات خاصة من الشرطة لاقتحام الزنازين، وزادوا في التنكيل حدا بلغ كسر ومصادرة الأدوية الخاصة بالمعتقلين حتى الأنسولين وغيره من الأدوية التي قد تزهق روح الإنسان بغيابها.

هذا فضلا عن ترحيلها لما يزيد عن 200 معتقل إلى سجون بعيدة كجمصة والمنيا في محاولة واضحة لإذلال الأهالي الذين لم يقبلوا ما جرى، وقرروا الهتاف ضد إدارة السجن والضباط المعتدين من أجل التنديد بما يجري لذويهم.

تغييب الوعي
جرى كل هذا ومر؛ بينما إعلام الانقلاب يذيع تلك الأغاني التي تطالب المواطن برفع رأسه عاليا، رغما عن كل ما يثقلها، لم يفرق مع الشرطة وإعلامها إذا كان من مات أو نكل به، سواء كان مسجونا جنائيا أو سياسيا أو حتى مواطنا مسيحيا بسيطا يناله من الأذى العام ما ينال غيره ممن دفعتهم ظروفهم أو انتمائتهم الأخرى إلى السجن.

كما تجيد الأنظمة الديكتاتورية بناء السجون العامة والتوسع في ميزانيات أدوات التعذيب والبطش بأكثر من بناء الملاعب والمكتبات والمنتزهات العامة، فإنها تجيد توظيف ما يجري في عالم الرياضة لصالحها وتتمنى صعود منتخباتها للمونديال لتكون الكرة أداة إلهاء وتغييب وعي؛ تمرر خلال الاحتفال بها ما تريد من سياسات وتغطي على ما تفعله من كوارث.

يقول أحد المعتقلين: “بقدر ما أتمنى أن يفرح الناس وتدخل قلبوهم البهجة، بقدر ما أتمنى أن تكون هذه الفرحة ناتجة عن إيجاد توفير الدواء للمرضى والغذاء للجائعين والحرية للمعتقلين، والاكتفاء لأهل العلم والباحثين، أتمنى أن يكون حلم المونديال في توقيت لا يوظف فيه من أجل الإلهاء كما جرى في مونديال 2006 حينما كان يصفق المخلوع مبارك في الملعب بينما ألف مواطن يقبعون في قاع البحر“.

 

*خارجية الانقلاب”: تلقّينا صفعة من الدول الإفريقية في “انتخابات اليونسكو

أكدت وزارة الخارجية في حكومة الانقلاب، أنها تلقّت صفعة قوية، خاصة من جانب الدول الإفريقية في الجولة الأولى من انتخابات منظمة اليونسكو؛ وذلك بعد حصول مشيرة خطاب على 11 صوتًا فقط، فيما حصل المرشح القطري على المركز الأول بـ19 صوتًا.

وقال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، فى تصريحات صحفية، “إن هناك علامة استفهام كبيرة فيما يتعلق بالموقف الإفريقى؛ لأن إفريقيا لديها ١٧ صوتا داخل المجلس التنفيذى، وبالتالى من الطبيعى أن نتوقع حصول المرشح المصرى على كل تلك الأصوات كحد أدنى”، مضيفا: “نأمل أن تعيد الدول الإفريقية التى لم تصوت لمصر النظر فى موقفها، وأن تعيد على مندوبيها الدائمين بضرورة الالتزام بدعم المرشح الإفريقى؛ حفاظًا على وحدة القارة وتضامنها“.

وكانت الجولة الأولى لانتخاب المدير الجديد لليونسكو، قد أسفرت عن حصول المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكوارى على 19 صوتا، فيما حصلت المرشحة الفرنسية أودريه أزولاى على 13 صوتًا، وحصلت مشيرة خطاب على 11 صوتًا.

 

* خدمة لـ”بيزنس الحيتان”..العسكر يدمرون الزراعة ويسحقون الفلاح

يشهد قطاع الزراعة مؤخرًا كثيرًا من القرارات والسياسات العشوائية التي تزيد معاناة الفلاحين، وتأتي حماية لـ”بيزنس الحيتان” من المؤسسات السيادية وكبار رجال النظام العسكري. ومنها رفع أسعار الأسمدة، وغلاء الوقود والمبيدات، وتسعير محاصيل الفلاح بأسعار زهيدة، وتجاهل الدورة الزراعية، وحماية الاحتكار على حساب البسطاء.

وبحسب الدكتور عبد العظيم طنطاوى، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، ونائب رئيس اللجنة الدولية للأرز، فإنه خلال عامي 2006 و2007 كانت الفجوة الغذائية لا تزيد عن 40%، إلا أن الوضع الزراعى والسياسة الزراعية التى تطبق الآن، رفعت الفجوة لتصبح 67%، ومرشحة للارتفاع بشكل أكبر فى ظل الزيادة السكانية وتآكل الرقعة الزراعية.

ظلم وقهر بحق الفلاحين

ويتهم رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، نظام العسكر بظلم وقهر الفلاحين وإذلالهم، مشيرا إلى أن المزارعين يواجهون الظلم والقهر جرّاء السياسات التسويقية والقرارات التى تتسبب فى ضياع جهدهم وعرقهم طوال الموسم الزراعى، لمصلحة فئة معينة تعتمد أساسا فى تكوين ثرواتها الطائلة على عرق المزارع ونهب إنتاجه، مستخدمين سلطتهم واتصالاتهم بمتخذى القرار، وأكد أن المحتكرين يبتزون مزارعى الأرز بشرائه بسعر 3700 جنيه للإردب وتخزينه لبيعه بـ5 آلاف جنيه.

تجاهل الاكتفاء الذاتي من القمح

ويتهم رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق- في حوار له اليوم الاثنين بصحيفة الوطن- النظام بعدم الاكتراث بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، محذرا من أن فاتورة استيراد الغذاء سترتفع بفعل الزيادة السكانية وانخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية بعد إلغاء الدورة الزراعية، لافتا إلى ضرورة إعادة الدورة الزراعية ووضع خطة تسويقية تضمن سد الفجوة من الغذاء، خاصة بعد ارتفاع استيراد الزيوت إلى 98% و60% من القمح.

وأشار «طنطاوى» إلى أن الاكتفاء الذاتى من القمح يمكن تحقيقه إذا تم الحد من «الهدر» فى المحصول الذى يبلغ 15%، ورفع الإنتاجية التى تراجعت إلى 17 إردبا فى الفدان، بعدما بلغت 27 إردبا، لافتا إلى أن تراجع ميزانية مركز البحوث الزراعية لتصبح 3 ملايين جنيه، بعدما كانت 150 مليونا منذ أكثر من 10 أعوام، تسبب فى تراجع البحث العلمى الزراعى، مطالبا برفعها للنهوض بإنتاجية المحاصيل، وتعديل تشريع التعاونيات الزراعية لضبط منظومة تسويق المحاصيل الزراعية.

أسباب تدمير الزراعة

وحول أسباب تدمير الزراعة المصرية وتراجع إنتاجية الفدان من المحاصيل، يؤكد الخبير الزراعي أن إلغاء العمل بالدورة الزراعية- رغم أن ذلك يعارض اتفاقية التجارة الحرة التى تُعد مصر عضوا بها، وبناء عليه تم إلغاء الدورة الزراعية- تسبب فى تعريض الزراعة المصرية لمخاطر عديدة؛ لأنك حينما تزرع محصولا أكثر من مرة فى نفس الأرض تنتشر الآفات وتنخفض الإنتاجية بفعل تدهور التربة الزراعية.

ويؤكد أن إعادة العمل بالدورة الزراعية سوف يؤدى إلى ترشيد استخدام المياه ورفع خصوبة التربة والمحافظة عليها وعدم تدهورها، والقضاء على الآفات الزراعية عند زراعة الأرض، والدورة الزراعية مهمة جدا، وعدم تطبيقها يؤدى إلى انهيار الزراعة المصرية وتفشي الأمراض والحشرات والآفات مستقبلا.

وبالإضافة إلى إلغاء الدورة الزراعية، فإن الدولة بحسب الخبير الزراعي، لا تقوم بدورها فى توفير مستلزمات الإنتاج قبل موسم الزراعة، الممثلة فى الأسمدة والتقاوى والمبيدات، بالأسعار والجودة المناسبة، كما لم تهتم بمخرجات الإنتاج، وتركت المزارع فى تسويق محاصيله لمافيا التجار، وهو ما أدى إلى سيطرة القطاع الخاص على تسويق المحاصيل الحقلية وخسارة المزارع، ولا بد من تصحيح الأوضاع الخاصة بمدخلات الإنتاج وإعدادها، بحيث تكون جاهزة وبجودة عالية فى الوقت المناسب.

خدمة بيزنس الحيتان

ويواجه المزارعون الظلم والقهر جرّاء السياسات التسويقية والقرارات التى تُستصدر بغرض ابتزاز المزارعين وضياع جهدهم وعرقهم طوال الموسم الزراعى، لمصلحة فئة معينة تعتمد أساسا فى تكوين ثروات طائلة على عرق المزارع ونهب إنتاجة، مستخدمين فى ذلك سلطتهم واتصالاتهم بمتخذى القرار، ولا يجد المزارع من يدافع عن حقه فى جنى ثمار عرقه وجهده وأولاده.

وأكد الخبير الزراعي أن الحكومة سحقت الفلاحين في محصول الذرة الصفراء، بعد أن غدرت بهم ولم تشتر منهم المحصول، بعد أن فتحت باب الاستيراد، وأغرقت السوق بالذرة الصفراء المستوردة، ما ألحق بالفلاحين خسائر فادحة.

كما اتهم الحكومة بنهب عرق الفلاحين من تسعير طن الأرز بـ4 آلاف جنيه، رغم أن سعره العالمى نحو 300 يورو، بما يوازى ستة آلاف وخمسمائة جنيه للطن. مؤكدًا أن المحتكرين لتجارة الأرز وعددهم 5 مارسوا الضغوط، واستجابت لهم الحكومة على حساب الفلاحين، حيث تم وقف شراء الأرز من قبَل قطاع الأعمال العام وانخفض سعره نحو 200-300 جنيه للطن، وبدأ المحتكرون وكبار التجار بتخزين الأرز لصالحهم بأسعار 3700-3800 جنيه للطن على أن يتم بيعه بعد ذلك بعد اختفاء الأرز من السوق بسعر خمسة آلاف جنيه للطن، كما حدث فى العام السابق والأعوام السابقة، ويتم ابتزاز ونهب المزارعين علنًا، أمام المسئولين بالدولة الذين لا يكترثون مطلقا بمعاناة الفلاحين.

 

 *المنقلب” يبيع حصة مصر من “غاز المتوسط” لروسيا

واصل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي جرائمه بحق الشعب المصري سواء الجيل الحالي منه أو الأجيال المقبله، ولم يكتف ببيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بل قام أيضًا ببيع 30% من مشروع حصة مصر من غاز البحر المتوسط إلى شركة “روس نفط”.

وقالت الشركة، في بيانها، إنها أتمت صفقة شراء 30% من مشروع  “ظهر” المصري للغاز، من شركة “إيني” الإيطالية، مشيرة إلى أن قيمة الصفقة بلغت مليار و125 مليون دولار، وإنها ستقوم بدفع حصتها من التكاليف السابقة لتطوير المشروع لشركة إيني الإيطالية.

وأشارت الشركة الي أنها تصبح بتلك الصفقة شريكا في تطوير أكبر حقل للغاز في البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب شريكتين عالميتين أخريتين، وهما «إيني» التي تمتلك حصة نسبتها 60% من المشروع، و«بي بي» (بريتيش بتروليوم) التي تملتك حصة نسبتها 10% من المشروع. 

وأضافت أن الصفقة ستمنح الشركة الروسية فرصة لتبادل الخبرات المهمة بشأن تطوير الحقول البحرية، وأن مشاركتها في أحد أهم أصول إنتاج الغاز سيعزز وضعها في السوق الإستراتيجية لدى أوروبا والشرق الأوسط.

 

*وزير إعلام مبارك المتهم بالفساد يعرض التصالح بالتنازل عن أراض مصرية

عرض صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى  ووزير الإعلام السابق في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، التصالح في قضايا فساد مقابل التنازل عن 4 قطع من الأراضي.

وأجلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الإثنين، ثاني جلسات محاكمة الشريف ونجله إيهاب في قضايا الكسب غير المشروع، إلى جلسة 13 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لاستكمال النظر بالتصالح.

وقد تغيّب الشريف عن حضور جلسة اليوم، بعدما سبق أن تغيب عن حضور الجلسة الماضية وحضر نجله “إيهاب”، علما بأنهما مخلى سبيلهما على ذمة القضية.

وتقدم المحامي ياسر كمال الدين، بصفته الدفاع الحاضر عن صفوت الشريف، وأسرته، بما يفيد التنازل عن 4 قطع أراضٍ بمنطقة فايد، قيمتها 44 مليون جنيه، مقابل ما ورد من عجز في تقرير لجنة الخبراء.

كما قدم ما يفيد صدور قرارات بألا وجه لإقامة الدعوى عن الجرائم المنسوبة لنجله أشرف صفوت الشريف بقيمة إجمالية قدرها 150 مليون جنيه، فضلًا عن أن التقارير الفنية قد خلصت بصحة وسلامة الإجراءات القانونية بشأن العقارات والأراضي المملوكة لصفوت الشريف وأولاده، على حد زعمه.

كما التمس الدفاع أجلا لإنهاء محضر التصالح التام مع جهاز الكسب غير المشروع.

وتلت النيابة العامة في الجلسة الماضية، أمر الإحالة، فأنكر إيهاب صفوت الشريف، التهم المسندة إليه ووالده، وذلك بعد سؤال المحكمة له عن رأيه في الاتهامات المسندة قائلا “لم يحدث أي شيء”، فيما طلب المحامي ياسر كمال الدين، دفاع المتهمين، ندب لجنة من خبراء الكسب غير المشروع، وذلك لتكون مهمهتها التأكد من صحة الأوامر الصادرة بألا وجه لإقامة الدعوى بشأن التهم المنسوبة إلى نجل المتهم الأول، صفوت، في وقت سابق، مُشيرًا إلى أنه وبخصوص ما ذكرته النيابة العامة بأمر الإحالة بخصوص استغلال المتهم الأول لوظيفته لتحقيق ربح لشركات الدعاية والإعلان الخاصة بنجليه، قد أصدرت نيابة الأموال العامة أوامر بألا وجه بخصوصها.

كما ذكر الدفاع بأن اللجنة ستكون مسؤولة كذلك عن التأكد من صحة ما انتهت إليه لجنة الخبراء من صحة وسلامة الإجراءات التي تمت بشأن تملك العقارات والأراضي، لافتًا إلى “التصالح” الذي أتمه موكلوه والذي تمثل في سداد العجز الذي ورد بتقرير لجنة الخبراء والمقدر بـ”22 مليون جنيه”، وذلك بتنازلهم عن قطع أرض تقدر بـ44 مليونا، معقبًا بأن ذلك التصالح هو لتوخي المساءلة وليس اعترافًا بالتهمة، وطلب النظر في هذا التصالح وإرفاقه بالقضية.

وكانت محكمة النقض قد قضت في وقت سابق بقبول الطعن المقدم من صفوت الشريف، ونجله إيهاب، على حكم إدانتهما وسجنهما وتغريمهما بقضية الكسب غير المشروع، وقررت إلغاء الأحكام الصادرة، وإعادة محاكمتهما من جديد أمام دائرة مغايرة للدائرة التي أصدرت حكم “أول درجة” المطعون عليه.

وقضت محكمة جنايات القاهرة، أول درجة، بمعاقبة رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف ونجله إيهاب (مخلى سبيله) بالسجن 5 سنوات لكل منهما، ومعاقبة نجله أشرف (هارب) بالسجن 10 سنوات، مع تغريمهم مبلغ 209 ملايين و78 ألفاً و454 جنيهاً ودفع مثل هذا المبلغ، وألزمتهم بالمصاريف الجنائية، وذلك على خلفية إدانتهم في قضية اتهامهم بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ في جني ثروات طائلة بطرق غير مشروعة.

وكان جهاز الكسب غير المشروع قد أحال المتهمين الثلاثة إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بتحقيق كسب غير مشروع قدره 300 مليون جنيه، وطالبهم الجهاز برد 600 مليون جنيه تمثل قيمة الكسب غير المشروع، وغرامة مساوية له، وأمر بسرعة ضبط المتهم الهارب أشرف صفوت الشريف وحبسه احتياطيًا على ذمة القضية، وفقا للأمر الصادر بهذا الشأن للشرطة الجنائية الدولية.

وكشفت التحقيقات عن أن صفوت الشريف حقق كسبا غير مشروع قدره 300 مليون جنيه، وكان سبيله في تحقيق ذلك الكسب هو استغلاله مواقعه الوظيفية التي تولاها منذ أن كان رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات، مرورا برئاسته اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وأخيرا وزيرا للإعلام ورئيس مجلس الشورى.

وأظهرت التحقيقات أن من صور استغلال صفوت الشريف للوظيفة ملكيته للعديد من العقارات، سواء كانت أراضيَ فضاء أو زراعية أو فيلات أو شققاً سكنية في أماكن متعددة بأنحاء الجمهورية، وكانت معظمها مملوكة للدولة ولجهات عامة، وحصل عليها بأثمان بخسة.

كما تبين حصوله على مساحة أرض مميزة بالبحيرات المرة المسماة بـ”لسان الوزراء”، وأقام عليها مباني فاخرة محاطة بالحدائق، وساعده في ذلك محافظ الإسماعيلية الأسبق، عبد المنعم عمارة، وقيامه بإثبات تلك المساحة باسم زوجته، كما حصل على هدايا بلغت قيمتها 3 ملايين ونصف المليون جنيه من رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية لقاء بقائهم في مناصبهم.

وأسفرت التحقيقات عن استغلال صفوت الشريف لموقعه كوزير إعلام بأن منح أبناءه وشركاتهم التي تعمل في مجال الإنتاج الفني والإعلانات مميزات في التعاقد، ومنحهم ساعات مميزة حتى يستأثروا بالإعلانات وحققوا من جراء ذلك ملايين الجنيهات من هذه الصفقة.

وخلصت التحقيقات إلى هذه النتيجة بعد التحري والفحص من جانب الجهات الرقابية وندْب أهل الخبرة من خبراء وزارة العدل والجهاز المركزي للمحاسبات واتحاد الإذاعة والتليفزيون وعميد المعهد العالي للسينما، وذلك حتى يستقيم الدليل في الأوراق.

وطلب جهاز الكسب غير المشروع من محكمة الجنايات المختصة إدخال زوجته، إقبال عطية حلبي، وكريمته إيمان، لردّ ما عاد عليهما من أموال جراء ارتكاب المتهم للجريمة وإلزامهم جميعا برد مبلغ 600 مليون جنيه شاملة مبلغ الكسب وغرامة مساوية لذلك المبلغ.

 

*المصريون بين “كأس العالم” وعذاب الانقلاب

استغلت كتائب الانقلاب ومليشياته على مواقع التواصل الاجتماعي، انتصار منتخب مصر على الكونغو وتحقيق حلم الوصول لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، في تسويق الحدث كمخدر مؤقت لتسكين آلام الغلابه الباحثين عن لقمة العيش، ليقع النصر في نهاية الأمر في حجر قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، حتى إذا ما انتهى أثر ذلك المخدر، عاد الألم مجددًا، فداءًا للشعارات التي وضعتها كتائب السيسي تحت عنوان: “مصر عايزه تفرح”.

1.5 مليون “مكافأت” 

في البداية تجاهل قائد الانقلاب شعاراته التي أعلن من خلالها “احنا فقرا أوي” وقرر بعد انتهاء المباراة التي كان ينتظر نتيجتها في “حجره” صرف مبلغ مليون ونصف مليون جنيه  من “مال المصريين” لكل لاعب من لاعبي المنتخب بعد تأهلهم إلى كأس العالم عقب الفوز على منتخب الكونغو.

“مصر التي في خاطري”

إلا أن الطعم الذي ألقى به السيسي للغلابه لتسكين جوعهم، بإقامة الأفراح والليالي الملاح، هو العمل على تجاهل أغلب المصريين الذي يبيتون ليلتهم دون طعام أو شراب، في الوقت الذي يتم تجاهل مئات الآلاف من المبدعين في مجالات موازية لما حققه منتخب كرة القدم.

فضلاً عن معاناة مصر من أزمة اقتصادية تفاقمت أثارها على المصريين خاصة بعد تحرير سعر العملة المحلية “الجنيه” منذ نوفمبر الماضي ما نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار السلع بدون زيادة مماثلة في الأجور.

كما سجلت الأرقام الرسمية زيادة في البطالة ومعدلات التضخم، فيما توقع اقتصاديون استمرارا للأزمة خاصة في ظل استمرار تراجع القطاع السياحي وانخفاض عائدات قناة السويس وزيادة معدلات الدين المحلي والخارجي .

وطبقًا للأرقام التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فان نسبة الفقر بلغت 8 .27 % من سكان مصر، وهذا التعريف يشمل المواطن الذي ينفق أقل من دولارين يوميًا.

الفقر في عهد السيسي الأعلى منذ ١٥ عاماً!

كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن 27.8% من السكان في مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، وأن 57% من سكان ريف الوجه القبلي فقراء مقابل 19.7% من ريف الوجه البحري.

 وقال اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن نسبة الفقر 27.4% في حضر الوجه القبلي، وتقل النسبة إلى 9.7% في حضر الوجه البحري.

 وأوضح أن نسبة الفقراء عام 2015 هي الأعلى منذ عام 2000 بنسبة 27.8%، وأن نسبة الفقراء زادت من 16.7% في عام 1999/ 2000 إلى 21.8% عام 2008/ 2009 ثم 25.2% عام 2011 ثم 26.3% عام 2012/2013 ثم 27.8% عام 2015.

 وأشار التقرير إلى أن 10.8% “أكثر من 11.8 مليون مواطن” في أدنى فئة إنفاق في مصر، حيث يبلغ معدل إنفاق الفرد سنويا أقل من 4 آلاف جنيه سنويًا “أي أقل من 333 جنيه شهريا”، وأوضح أن 14.7% من إجمالي الأفراد في مصر في أغنى فئة وينفقون أكثر من 12 ألف جنيه سنويًا. 

 “مصر السيسي”.. الفقر للشعب والبذخ للنظام

ووفقًا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التابع للحكومة المصرية، لإحصائياتها الأخيرة، فإن نحو 28% من الشعب المصري لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، ورغم تلك الإحصائيات الرسمية إلا أن المواطن المصري دائمًا ما يجد نفسه أمام مطالبات مستمرة بالتقشف من جانب الرئيس والوزراء والبرلمان وحتى الإعلام.

وفي خطابات كثيرة وبشكل مُعتاد، طالب السيسي، المواطنين بقبول الفقر والصبر عليه وعدم الشكوى تعبيرًا عن حب مصر والتضحية من أجلها، وكانت أبرز تلك التصريحات منذ أيّام عندما قال: إحنا فقراء أوي. محدش قال لكم إننا فقراء أوي؛ أنا بقول لكم إحنا فقراء، ومن قبل ضرب السيسي بنفسه مثلًا على تحمّل الفقر حين قال إن ثلاجته ظلت فارغة إلا من المياه لعشر سنوات “ومحدش سمع صوتي” على حد تعبيره.

لتكن النتيجة في نهاية هذا الانتصار الذي نهبه السيسي كعادته، تقشف المواطن المصري، في مقابل نظام سياسي يرتع في الثراء، ما بين السيارات والطائرات والقصور الفارهة، وليس ببعيد ما حدث أخيرًا من شراء البرلمان المصري لثلاث سيارات بـ18 مليون جنيه مصري!

 

*لماذا غاب قائد الانقلاب عن حضور مباراة التأهل لكأس العالم؟

ما أن أعلنت صحف ومخرج التلفزيون الذي سينقل مباراة تأهل الفريق المصري لبطولة كأس العالم حتى امتلأ الفضاء الإلكتروني بكمّ هائل من السخرية والغضب عليه.

البعض استقبل الخبر بسخرية وأطلق ألفاظا عن التشاؤم من حضوره وأنه سينحس الفريق، والبعض الآخر هاجمه وتمنى أن تهتف الجماهير، خاصة الألتراس ضده وتحرجه وتخرجه من الملعب.

ولذلك ظل خبر حضوره معلن بشكل غير رسمي، وقيل تفسيرا لرفض الإعلان الرسمي عن حضوره أنها “الأسباب الأمنية”، وتوقع الجميع حضوره لكي يأخذ “اللقطة” ويستغل الحدث في الترويج لشعبيه منهارة في ظل حالة الغضب الشعبي من القمع والغلاء.

بيد أن التقارير الاستخبارية التي وصلت لقائد الانقلاب حذرته من حالة السخط الشعبي التي عكستها تعليقات القراء على مواقع التواصل، واحتمالات الهتاف ضده وصعوبة التحكم في الحشود، خصوصا لو وقعت مفاجأة وخسر الفريق المصري أو تعادل ولم يتأهل لكأس العالم، قد تنعكس على الهتاف ضده.

أيضا لم يطمئن حراس الديكتاتور وأجهزته الأمنية والاستخبارية بشأن إمكانية الاكتفاء بالحاجز الزجاجي الذي كان يوضع أيام مبارك في المدرجات لحماية قائد الانقلاب الذي قالوا إنه “مستهدف“.

ومع هذا قالت مصادر إن مسئولي الاستاد قاموا بتركيب الحاجز الزجاجي الخاص بالمقصورة الرئيسية، كما سلموا المقصورة الرئيسية والبوابات إلى عناصر من الحرس الجمهوري لإجراء الاحتياطات الأمنية اللازمة.

وكان الانقلاب يسعي للاستفادة من المباراة أقصي استفادة ممكنة لتلميع قائد الانقلاب واستعادة جانبا من شعبيته قبل ما يسمي انتخابات الرئاسة لتبرير التزوير وتصعيده لفترة ثانية من اغتصاب السلطة، وكانت الفرصة في حضوره، ولكن المخاوف الأمنية منعت حضوره واكتفى بخطة بديلة حال فوز المنتخب.

ومن الواضح أن غياب السيسي راجع لتخوفه من أن تشهد المدرجات هتافات ضده خاصة أعضاء روابط ألتراس الذين يطالبون بإطلاق سراح زملائهم المعتقلين، أو أي مظاهر لاستهجان حضوره، لهذا بكر وزير الشباب والرياضة وقال لقناة “أون سبورت” إن السيسي لديه ارتباطات مهمة بسبب احتفالات أكتوبر، سيترتب عليها تعذر حضوره المباراة في برج العرب، على الرغم من أن احتفالات أكتوبر انتهت!

وهو ما يعترف به العقيد خالد عكاشة الخبير الأمني، الذي أكد في تصريحات صحفية أن غياب السيسي عن حضور المباراة لـ”دواعي أمنية وحفاظا على حياته وحياة الآلاف من حدوث أي عمل إرهابي أثناء المباراة، خاصة أن الظروف الأمنية لمصر لا تزال غير مستقرة بسبب التهديدات، وكان من الممكن أن يستغل قلة داخل الجماهير حضوره لإثارة الشغب”، حسب قوله.

الخطة البديلة وفتح التحرير
الخطة البديلة تضمنت ثلاث خطوات: (الأولى) المسارعة باستقبال قائد الانقلاب للفريق حال فوزه لأخذ لقطة وصورة الحدث والادعاء أن الفوز أحد إنجازاته، و(الثانية) صرف 33 مليون جنيه للاعبين بواقع 1.5 مليون لكل لاعب. أما القسم (الثالث) والأهم من الخطة فكان التنسيق لفتح ميدان التحرير بواسطة مؤيدين للسلطة أولا في حراسة الجيش والشرطة، وقيام طائرات الجيش بإلقاء الأعلام فوقهم واستغلال لجان السيسي الحدث لتحدي المعارضين والحديث عن فتح الميدان دون خوف من تظاهر المعارضين وعلى العكس تحوله للفرحة بالتأهل لكاس العالم ودعم الانقلاب.

واستندت الخطط الأمنية هنا على العفوية والفرحة من قبل المصريين المفتقدين لأي بسمة أو فرحة منذ الانقلاب العسكري، وخروجهم العفوي للميادين، وأن منعهم قد يكون له أثار سلبية عكس خطط السلطة لتوظيف الفوز لصالح الانقلاب.

وسارت الخطة وفق المرسوم، حيث سارع قائد الانقلاب بصرف المكافات ثم استقبل لاعبي المنتخب المصري بمقر الرئاسة الاثنين 8 أكتوبر 2017، بعد غيابه عن حضور مباراة التأهل لكأس العالم، وقبل هذا تم فتح الميدان وعدم منع المحتفلين وتحويل احتفالهم الي مظاهرة الكترونية ضد معارضي الانقلاب لنقل رسالة بأن “الثورة فشلت” على الرغم من أن قسم من المعلقين تمني استغلال فتح الميدان في خلع قائد الانقلاب أيضا.

وحتى قرار إعطاء اللاعبين مكافأة أثار جدلا بمواقع التواصل الاجتماعي، ورأى الكاتب علاء الأسواني أن قبول الشعب المصري لقرار السيسي بصرف مكافآت “لا يمنحهم حق الشكوى من الغلاء“.

ولا يعرف مقر إقامة قائد الانقلاب منذ انقلابه على الرئيس الشرعي محمد مرسي وهناك تعتيم على مقر إقامته الفعلي لأنه لا يبيت في القصر الاتحادي، ويتردد أنه يقيم في قصر معزول على ملتقى طرق السويس والقاهرة الجديدة، وأن بناء العاصمة الإدارية جزء من خطة أركان حكمه لعزل أنفسهم داخل أسوار مدينة امنية تمنع وصول الجماهير الغاضبة لهم.

وتثير أنباء البذخ في بناء وزارة دفاع ومقر لأمن الدولة ووزارة الداخلية ومقرات استخبارية ومراكز ترفيه آخرها فندق الجيش (الماسة) داخل العاصمة الجديدة تساؤلات حول سعي الانقلاب للاختباء وراء أسوار هذه المدينة.

ومن الطبيعي والأجواء هكذا أن يخاف قائد الانقلاب وأركان حكمه من أن يظهر في مكان عام مثل استاد الجيش حتى ولو تم توفير كل وسائل الحماية له، حيث يحرص على التحرك وزيارة أماكن أو ممارسة الرياضة فجرا في الوقت الذي يكون فيه غالبية الشعب نائما والشوارع خالية.

غياب قائد الانقلاب عن المباراة حيث تمثل الرياضة عنصرا مؤثرا على السياسة، يمثل خسارة كبيرة له بلا شك في استغلال الحدث لصالحه ولكن سلطة الانقلاب حاولت تدارك الأمر بالتقاطه الصور مع اللاعبين وتقديم مكافآت واستغلال فتح التحرير ومظاهرات المصريين العفوية للاحتفال بالفوز

عن Admin

اترك تعليقاً