التعذيب في المغرب - محمد حاجب نموذجاً

سجون المائة قتيل !!

التعذيب في المغرب - محمد حاجب نموذجاً
التعذيب في المغرب – محمد حاجب نموذجاً

سجون المائة قتيل !!

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

 في خبر مثير صادم نشر على جريدة الصباح مفاده أن عدد الذي قضوا في السجون المغربية هذه السنة قد فاق المائة، وهو رقم مخيف مهول يستدعي قرع أجراس الخجل والوقوف ملياً أمام هذه الكارثة الصاعقة التي تسائل الضمير الجمعوي الحر والجسم الحقوقي النزيه في زمن دس فيه الجميع رؤوسهم بل وشارك بعضهم في الجريمة إما شرعنة وإما تواطؤ صامتا.

هذا الكم الضخم من الوفيات هو فقط بمثابة الشجرة التي تغطي غابة العهد الجديد الذي سيج بالأسوار العالية وحصن بالقضبان الغليظة وغلف بالتعتيم الكثيف، ووضعت له واجهة الحقبة الزاهية، حقبة الجامعات الموسمية والأوراش الثقافية والمشاريع الإدماجية ووصلات إشهارية دعائية خادعة لستر الجريمة المقترفة في الدهاليز المظلمة، إنها الردة الحقوقية الخطيرة في المعتقلات المغربية التي لم تشهدها حتى سنوات الرصاص في أدمى أيامها وقد ألبسها التامك -السجان الأول لمغرب ما بعد دستور الحقوق-رداء المقاربة الأمريكية لتدبير المؤسسات السجنية، والتي ماطبق منها إلا المبالغة في التصفيد ورفع منسوب جرع التكبيل وتطوير وسائل خنق الأنفاس، مقاربة أمنية صرفة صارمة لا رائحة إدماج فيها ولا دفقة إصلاح، بين ثناياها سياسة إنتقامية بحتة تكرس المفهوم الإنتقامي للعقوبة الحبسية، عكس ما يشاع عنه أنه مؤنسن مخضع للمعايير التربوية المراعية للكرامة وحقوق الإنسان.

العهد الجديد عهد المائة قتيل ، وكأنك في بلاد تسحق أهلها حرب أهلية أو تناحرات طائفية يدفع المتتبع إلى التساؤل عن الأسباب التي أسهمت في تشكيل هذه الحصة المروعة ، وما هي العوامل التي جعلت الناس يموتون في سجون التامك بالعشرات حتى فاق كل سابقيه وترحم النزلاء في حقبته على سنوات الرصاص في أعتى أيام سطوتها، والجواب واضح لايكلف عناءا لمن بحث عنه ولا يتطلب صعوبة لمن تجرد وتعقبه.

إنه القمع المؤطر بقانون التسلط على العباد بلا حسيب ولارقيب.

إنه الإيحاد على خلق الله منعهم من أشعة الشمس وسط أجواء الترهيب والتهديد والوعيد.

إنها عقوبات الكاشو المزاجية الأهوائية لأتفه الأسباب وأسخف الدعاوى.

إنه التجويع الممنهج تحت غطاء شركات الصفقات والمضاربات، المتغاضى عن فقر منتوجها وعفونة غذائها لأن تسيبها مدفوع الثمن ، السكوت عنه مغطى النفقات مؤدى الأجر.

المقاربة الأمريكية المزعومة سياطها تلعلع على ظهور المقيدين وسط بهرجات التسويق الخادع والترويج البروباغاندي الزائف.

مائة قتيل وأضعاف أضعافها من المرضى الممزقي الأبدان والحمقى الفاشلين في الإنتحار، الأمراض المعدية المهلكة تكتسح العنابر و الأحياء، و موجات الحمق والجنون والأمراض النفسية تزحف بنسب مخيفة والموت يتخطف لا يفرق في غاراته بين صغير وكبير أو رجل أو إمرأة .

واقع حقوقي مخزي يدين المتاجرين ويدمغ زيف نضالات المشبوهين الذين خرست لهم الألسن وكسرت لمحابرهم الأقلام ، وتوارى ضجيج زعيقهم وسط سحب الإغواء والإرشاء.

التامك له ترسانة إعلامية ولجنة ناطقة رسمية مختصة في التكذيب قبل التحقيق والإنكار قبل إكمال قراءة الخبر ، وعود المتابعين بعد كل شنيعة من شنائع غابته المخيفة على الخروج شاحباً ساخطاً رامياً للناس بالكذب والبهتان وخدمة الأجندات، فهو من صنع قطب الإستخبارات السابق علابوش، ولو كان صادقاً لفتح للمتجردين المحايدين أبواب مخافر تعذيبه ليزكي تكذيباته بالوقائع لا بالدعاوى، ليفتح لهم أبواب مول البركي الرهيب وتولال2 سيء الذكر وتيفلت2 اللي دخلو ما يفلت، وليجعلهم رأساً لرأس أمام المخنوقين المجوعين المحاصرين، وليفسح لهم مجالات الحرية ليبثوا مظالمهم وينقلوا معاناتهم دون تخويف بعقاب أو نفي مغرب عن الأحباب..

 إنه التدبير الجديد للسجون والذي قيد الراصدين لخطى حقوق الإنسان بالمغرب وجعلهم يتسائلون لماذا قوربت مؤسسات التهذيب بهذه القسوة؟! ولماذا في هذا الظرف بالذات؟ هل هو توجه للدولة منتهج يتعدى المندوب وصلاحياته ؟! أم اجتهادات مزاجية للتامك أركبته عربداته بعد أن منح توقيعاً على بياض ليتحكم في الرقاب وفق نزواته وسياساته التي لم تفرق بين سجناء حق عام ومعتقلي حراك وصحفيين ومحبوسي الطيف الإسلامي، فالتنور يصهر الجميع والموت يزور كل الوحدات والعصا الغليظة تهوي على جميع الرؤوس.

رقم دموي لواقع صادم يعري المجالس المنسحبة ويقرع آذان الهيئات المتخاذلة ويحتم على المنابر الحرة التحرك قبل الإجهاز على البقية الباقية.

وبه وجب الإعلام والسلام

دبلن – المعتقل السياسي السابق محمد حاجب

عن Admin

اترك تعليقاً