ندوة بعنوان إضراب المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية

ندوة صحفية تحت عنوان :” إضراب المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية

المغرب – شبكة المرصد الإخبارية

نظمت اللجنة المشتركة  للدفاع عن المعقتلين الإسلاميين  صبيحة يوم الثلاثاء 24 أبريل 2012 ندوة صحفية تحت عنوان :” إضراب المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية : الأسباب و المطالب” تم من خلالها تسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها المعتقلون الإسلاميون داخل السجون المغربية وكذا الأوضاع المزرية  التي دفعتهم لخوض معركة الأمعاء الفارغة من جديد  وقد شارك في الندوة كل من الأستاذ المحامي و الحقوقي خليل الإدريسي و الشيخ الحسن الكتاني الذي تلا بيانا أصالة عن نفسه و نيابة عن الشيخين عمر الحدوشي و أبو حفص كما شارك في الندوة مجموعة من المعتقلين الإسلاميين الذين أفرج عنهم مؤخرا من سجني تولال2 و سلا2 أدلوا بشهادات صادمة عن الأوضاع المزرية و المعاملة : و الحاطة من الكرامة الإنسانية  والتي عايشوها قبل الإفراج عنهم
وهذا نص البيان الذي تلاه أصالة عن نفسه و نيابة عن الشيخين عمر الحدوشي و أبو حفص
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله.
أما بعد، فإننا منذ أن من الله علينا بالفرج والخروج من السجن  تعهدنا بالسعي في فكاك أسر بقية إخواننا المسجونين من أبناء الحركة الإسلامية، و أملنا أن يكون للربيع العربي تداعياته على بلادنا، و ذلك بطي ملف الاعتقال السياسي، خاصة والدستور الجديد قد نص على حرية التعبير وتجريم التعذيب.
وكان من ضمن سعينا في هذا الأمر أن راسلنا الأستاذ رئيس الحكومة وسعينا في مقابلة ومقابلة بعض وزرائه المحترمين.
إلا أن هذا الملف بقي يراوح مكانه، بل إن حال إخواننا في سجن سلا 2 و تولال 2 لا زال يرثى له، من سوء المعاملة و الرجوع لسلوكيات عفا عليها الزمن.
و قد أنكرت مندوبية إدارة السجون حصول التعذيب في سجونها و كذبت الرسائل المتواترة التي صدرت عن سجن سلا 2 و تولال 2، و احتجت على ذلك بحسن معاملتها لنا. و هي حجة واهية، فنحن مرت بنا أهوال منذ اعتقلنا، و إذا كنا قد احترمنا نوعا ما في بعض الأوقات فذلك لا يعني أن غيرنا لم يعذب ويهن، و الخبر المتواتر لا يمكن رده.
و إننا لنشعر بالقلق الشديد لحالة المضربين على الطعام في سجن تولال 2 و سلا 2، و نناشد جمعيات حقوق الإنسان و أصحاب الضمائر الحرة و قبل ذلك الحكومة التي تعهدت بمحاربة الظلم و الفساد، و التدخل لرقع الحيف و إرجاع الأمور لنصابها و طي هذا الملف الذي دام قرابة عشر سنوات.
والله الموفق.
في الرباط 1جمادى الأولى  1433ﻫ الموافق 23 أبريل 2012 م

الحسن بن علي الكتاني
(أبو حفص) محمد عبد الوهاب رفيقي
عمر بن مسعود الحدوشي

هذا وقد سلطت الندوة الضوء على السياق العام الذي جاء فيه إضراب المعتقلين عن الطعام حتى تنجلي الرؤية و تتوضح الأسباب التي دفعتهم لخوض غمار هذه المعركة النضالية و كذا الغاية و الأهداف المتوخاة  منها، كما نود دحض بعض المزاعم و الافتراءات التي تطل علينا بين الفينة و الأخرى من طرف بعض المسؤولين عن الشأن السجني المغربي و التي لا تتورع عن الكذب ولا تتقن إلا النفي .
وأشارت اللجنة المشتركة أنه منذ 17 ماي 2011 وهي تتوصل برسائل المعتقلين الإسلاميين من كل من سجني تولال2 و سلا2 يعبرون من خلالها عن الوضعية المزرية التي يعيشونها داخل أقبية السجنين المذكورين و قد كتب بعضها بالمرق على أوراق المرحاض و بعضها بشحم الأبواب الحديدية على قطع القماش و البعض الآخر كتب بدماء المعتقلين على أقمصتهم البيضاء، و ذلك لأنهم كانوا محرومين حينها من الأقلام و الورق. و لا يفوتنا هنا أن نذكر بأن أوضاع المعتقلين عقب أحداث 16 و 17 ماي 2011 بسجن الزاكي بسلا كانت مآسي حقيقية يشيب لهولها الولدان ، فهذه الأحداث التي اتخذت ذريعة للتنصل من اتفاق 25 مارس الذي اعترفت الدولة من خلاله بمظلومية المعتقلين الإسلاميين و وعدت بالإفراج عنهم عبر دفعات  اتخذتها مندوبية إدارة السجون و إعادة الإدماج أيضا كذريعة لإطلاق العنان لكل جلاد سادي لكي يمارس ساديته المقيتة على المعتقلين و خاصة بعد نفيهم إلى سجني تولال2 و سلا2 ، حيث انطلقت آلة القمع داخل السجون لتتفنن في التعذيب و الإذلال للمعتقلين و عائلاتهم على حد سواء فحجبت العائلات عن رؤية المعتقلين لأزيد من 45 يوما و منعتهم بعدها من إدخال الطعام لهم كما منعتهم من الزيارة المباشرة لذويهم و بالمقابل حرمت المعتقلين من الفسحة و التطبيب و من حقهم في متابعة دراستهم وما إلى ذلك من أبسط مقومات العيش الإنساني .
واستمر الترهيب و التعذيب النفسي منه و الجسدي لأزيد من 10 أشهر منذ 17 ماي 2011 بلغ في بعض الأحيان إلى حد هتك عرض المعتقلين كما هو الحال بالنسبة للمعتقل عادل الفرداوي الذي أرسل شهادة صادمة عما تعرض له من هتك للعرض بواسطة العصا  ومما جاء في الحوار الذي أجري مع عادل الفرداوي داخل سجن تولال2 :” جراء هذا الفعل الجبان خُدّت أخاديد عميقة في دواخلنا وحطمت نفسياتنا وملأت قلوبنا ألما وغيظا على الوحوش الآدمية التي دنست أعراضنا، لقد نالوا من رجولتنا وقلبوا ذكورتنا بعد أن حولوا أسمائنا نساء وهم يتلذذون بشذوذهم.”
و أمام تلك المعاناة اليومية خاض المعتقلون الإسلاميون في سلا2 و تولال2 إضرابا مفتوحا عن الطعام في فبراير المنصرم إلا أنهم علقوه بناء على زيارة الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان و الذي وعدهم من خلالها بتمتيعهم بكافة حقوقهم السجنية و إنهاء كل المعاملات اللاإنسانية التي يتعرضون لها على أيادي جلاديهم و بإرجاع الأمتعة التي نهبت منهم بعد ترحيلهم من سجن سلا، لكن عدم الوفاء بالوعود و التنصل من المسؤولية مجددا عمق الجراح و أدى إلى تفاقم الوضع و تمادي الجلادين في غيهم . و مما زاد الطين بلة تعريض المعتقلين لمحاكمات صورية افتقرت لأبسط شروط المحاكمة العادلة وتم إصدار أحكام جائرة على خلفية أحداث سجن سلا المفتعلة و وزعت عشرات السنين من السجن على 34 معتقلا وتم تقديم مجموعة أخرى عددها 20 معتقلا إلى المحاكمة من جديد بتاريخ 19 أبريل 2012 .
إن ما تعرض له و يتعرض له المعتقلون الإسلاميون منذ 11 شهرا يعتبر انتهاكا سافرا لكل المعاهدات و البروتوكولات الدولية التي صادق عليها المغرب في مجال الحريات و حقوق الإنسان وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية و اتفاقية مناهضة التعذيب بل و يعد منافيا لمقتضيات الدستور الجديد الذي ينص على: “عدم المس بالسلامة الجسدية لأي شخص تحت أية ذريعة،و عدم تعريضه لأي ممارسات حاطة من الكرامة الإنسانية” كما ينص على أن التعذيب سواء الجسدي أو النفسي، جريمة يعاقب عليها القانون .
إن إضراب الجوع الذي يخوضه المعتقلون الإسلاميون بسجن تولال2 منذ 09 أبريل 2012 و الذي ينفي وجوده مندوب إدارة السجون في تصريحاته لوسائل الإعلام دخل يومه 16 السادس عشر وهناك من المعتقلين من بلغ يومه 23 الثالث و العشرين كالمعتقل محمد الشطبي و الشيخ أبي معاذ نور الدين نفيعة الذي تم استقدامه من السجن المركزي للقنيطرة لإدارة الحوار في مارس 2011 ليجد نفسه منفيا في تولال2 و تنضاف إلى مدة محكوميته سنتين من السجن المجاني.

وهذا نص بيان إضراب معتقلي تولال2:” هذا بيان للرأي العام من نزلاء السجن المحلي تولال2 بمكناس المعتقلين في إطار ما اصطلح عليه ” السلفية الجهادية ” يعلنون عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداءا من يوم الإثنين 09 أبريل 2012 و ذلك دفعا عن أنفسهم و أعراضهم و تحقيقا لكرامتهم و حقوقهم ووضعا للأمور في نصابها و كشفا عن حقائق مروعة في محميات أعداء الفضيلة و الإنسانية داخل أسوار سجون الخزي و العار مما يبشر رواد أحلام اليقظة و التغيير الموهوم بما يسوؤهم ، إننا نشكو إلى الله وحده ضعف قوتنا و قلة حيلتنا وهواننا على الناس فقد صرنا حمى مستباحة و كائنات حية خارج اهتمام الأحياء فضلا عن الجهات الوصية و المجالس الوسيطة ، إننا نعيش هذه الأزمة بكل فضائحها و تلك الإنتهاكات بكل فظاعاتها منذ 11 شهرا و لا حياة لمن تنادي و لم يبقى لنا إلا الجوع مركبا فما حيلة المضطر إلى ركوبها؟ و من خلال ذلك نتوخى إنصافا و ضربا على أيدي العابثين بكرامة و أعراض المعتقلين و إعطاء الحقوق لأصحابها و حسبنا الله و نعم الوكيل و عليه نتوكل و به نستعين” 
كما دخل المعتقلون في سجن سلا2 في الإضراب منذ 17 أبريل 2012 و ذلك دون أن تحرك الجهات الرسمية ساكنا و كأن أرواح العشرات من الآدميين لا تعني الدولة في شيء و بالمقابل ينفي رئيس السجون المغربية أن تكون سجونه تشهد إضرابا أو معاملة لا إنسانية، إلا أن معتقلي سلا2 لهم رأي آخر فيما قال بنهاشم من خلال البيان الأخير الذي توصلنا به مذيلا ب 120 توقيعا من معتقلي سلا2 بأسمائهم و أرقام اعتقالهم وهو يفند ما صرح به لوسائل الإعلام من نهج مندوبيته لسياسة الحكامة الجيدة و ربط المسؤولية بالمحاسبة .
و مما جاء في البيان: ” في ظل سياسة التعذيب الممنهجة التي يعرفها سجن سلا 2 تم  الاعتداء يوم الاثنين التاسع أبريل على المعتقل بــــوليفة سعيد والذي  أصيب بجرح غائر على مستوى الرأس تم نقله بعدها إلى المصحة لتلقي العلاج وخياطة الجرح ،والمعتقل ديهاج عبد الفتاح المصاب بإعاقة جسدية لم تشفع له عند هؤلاء الجلادين ،وكذلك المعتقل عبد الصـــمد البـــطار .وقد تم التنكيل بهم وتــعريضــــهم للـــضرب على يد الجلادين” إدريس المــولات” المعروف بممارساته السادية في حق المعتقلين وبمعية فرقة التدخل الخاصة  بالسجن. ويأتي هذا الفصل الجديد من الاعتداءات  كحلقة  من سلسلة طويلة  من التــجاوزات طـــالت العديد من السجناء وتأتي هذه الأحداث لتبرهن زيف الادعــاءات التي أدلى بها المندوب العام لإدارة السجون” حفيظ بنهاشم” لبعض الصحف المغربية  وأنكر فيها وجود حالات  التعذيب ونحن نتحدى هذا الأخير أن يفتح أبواب سجونه أمام فعاليات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية ونعدهم بالعديد من الشهادات الصادمة والمروعة التي تفضح هذه الممارسات البائدة والتي لا تتماشى مع مغرب اليوم الذي يتشدق به كثير من الناس.”
فدخول المعتقلين الإسلاميين في هذا الإضراب المفتوح عن الطعام كان إذا، ردا طبيعيا على السياسة المتخذة من طرف مندوبية السجون لإخراس أصواتهم و كسر إرادتهم و إجبارهم على الرضوخ للأمر الواقع الذي لم يعد هناك مجال للسكوت عنه مطالبين من خلاله الدولة بالوفاء بوعودها و الالتزام بمواصلة تفعيل بنود اتفاق 25 مارس 2011 معتبرين الأحكام الجائرة التي صدرت في حقهم على خلفية أحداث سجن سلا محاولة يائسة لإخفاء الشمس بالغربال، كما أن حثهم على ذكر أسماء جلاديهم كأحمد بوجدية و الشرودي و التهامي بوحابوط و تكرارها في بياناتهم يستوجب الضرب على أيادي أولئك الجلادين و الحرص على عدم إفلاتهم من العقاب  فليس من الإنصاف مطلقا أن يتابع معتقلونا وتتم محاكمتهم بتهم ملفقة بينما الذين ضربوا القانون عرض الحائط من هؤلاء الجلادين يسرحون ويمرحون بل تتم ترقيتهم بعد ارتكابهم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حق معتقلينا، فمثلا أحمد بوجدية المعروف باسم الناكة والذي بتعليماته وتحت أنظاره تم انتهاك عرض 4 معتقلين وبعدها بأشهر  تمت ترقيته من رئيس للمعقل إلى نائب للمدير بسجن تولال2 .
      وختاماً أكدت اللجنة المشتركة على تمسكها بالمطالبة بتفعيل اتفاق 25 مارس 2011 الذي ارتضاه المعتقلون حلا لملفهم ووافقت الدولة على بنوده قبل نكوصها وطالبت بدورها مندوبية السجون بفتح أبواب السجون أمام لجان تقصي مستقلة تضم أطباء وهيئات حقوقية للوقوف على مدى صحة الأخبار التي تردنا خاصة من داخل أقبية سلا2 و تولال2 لنضع مصداقيتنا ومصداقية المندوبية أمام المحك و ليشهد عليها العالم أجمع ، فقد عاهدنا الله ثم عاهدنا أنفسنا و كافة النزهاء في هذا البلد وخارجه من متتبعي هذه القضية أن نقول الحق لا نخشى فيه لومة لائم فلا خير فيمن يروج للأكاذيب و يتخذ منها وسيلة للدفاع عن نفسه …،
إنا لا نلوث حقنا بباطل و نقولها مرفوعي الرأس : نتحداكم يا من ألفتم الكذب و الترويج له عبر أبواقكم أن تفتحوا السجون أمام الشرفاء ليفضحوا أكاذيبكم و انتهاكاتكم في حق المعتقلين الإسلاميين و غير الإسلاميين.
    وندعو بهذه المناسبة كافة الهيئات الحقوقية إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية أمام ما يحدث داخل السجون المغربية من فظاعات لا يستطيع المرء تصورها من شدة هولها، كما ندعو كل النزهاء كل من موقعه إعلاميين و محاميين وحقوقيين وسياسييين إلى الوقوف بجانبنا و مساندتنا لتحقيق مطالبنا العادلة الرامية إلى الإفراج عن المظلوميين و رد اعتبارهم و محاسبة جلاديهم .

عن marsad

اترك تعليقاً