نفي أن شهر رمضان سيكون الأكثر حرارة منذ 33 عاماً

تضارب الآراء حول ان شهر رمضان سيكون الأكثر حرارة منذ 33 عاماً

تضاربت آراء المناخيين السعوديين حول ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف.. ففي وقت نفت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تبلغ درجة الحرارة في السعودية الـ70 درجة مئوية، أكد المختص بالمناخ عبدالعزيز الشمري أن الرئاسة لم تكن واضحة في بيانها، وأن درجات الحرارة المعنية كان المقصود قياسها في الشمس وليس في الظل، وأنها ستتجاوز هذا الرقم كثيرا مشددا على أن هذا الصيف سيكون الأكثر حرارة منذ 33 عاما، خاصة في رمضان المقبل الذي سيكون نهاره طويلا، وستتجاوز فيه درجة الحرارة الـ52 درجة مئوية في الظل.

وأكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنه لا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن ارتفاع درجات الحرارة صيف هذا العام فوق حاجز (70 درجة مئوية) أو أكثر، موضحة أن ما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحات بعيداً عن الواقع ولا يتوافق مع معلومات الأرصاد، كما أن هذه التصريحات الصادرة من غير المختصين في علم الأرصاد لا تتوافق مع الأنظمة التحذيرية والتنبيهات العالمية في هذا الخصوص.

وأفادت أن المبالغة في إصدار مثل هذه التقارير لها مردود سلبي على الأفراد والمجتمعات، خاصة مع توافق صيف هذا العام مع شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن درجات الحرارة لا تزال حول معدلاتها.

وقالت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إن درجات الحرارة التي تسجل في مراصدها الموزعة والمنتشرة في مناطق المملكة التي تعتمدها في سجلاتها تسجّل حسب مواصفات وشروط منظمة الأرصاد العالمية، ومن تلك الشروط أن درجة الحرارة تسجل في الظل وفي حاوية خشبية جيدة التهوية مرتفعة عن سطح الأرض بمقدار ثابت “مترين” بعيدة عن البنيان وعن الأشجار العالية وبعيداً عن أشعة الشمس المباشرة التي تؤدي إلى تسخين الهواء القريب من سطح الأرض، لذلك فإن درجة الحرارة في الظل تختلف عن درجة الحرارة تحت أشعة الشمس المباشرة، حيث تتأثر أجهزة قياس تسجيل الحرارة تحت أشعة الشمس بالبيئة المحيطة مثل المباني والمركبات والإسفلت والكثير مما لا يمكن حصره من العناصر البيئية المؤثرة عن تلك التي تقاس في الظل.

يذكر أن الرئاسة كانت قد أصدرت قبل فترة تقريرها المناخي لأجواء صيف هذا العام تناولت فيه الملامح المناخية لفصل الصيف على المملكة الذي يبدأ مناخياً في نصف الكرة الشمالي من 21 يونيو ويستمر إلى 22 سبتمبر 2012م الموافق 01 شعبان إلى 06 ذي القعدة 1433هـ، حيث يتكون المنخفض الحراري على شبه الجزيرة العربية ويندمج مع امتداد منخفض الهند الموسمي الذي يمتد شمالاً وإلى الغرب من المملكة وشرق حوض البحر الأبيض المتوسط.

وكشفت الرئاسة أن من خصائص هذا المنخفض أن تكون درجة حرارة كتلته الهوائية حارة وجافة، وينعكس ذلك على درجات الحرارة المسجلة في هذا الفصل على مناطق المملكة، حيث تصل درجة الحرارة العظمى ما بين “44 إلى 49 درجة مئوية “، وقد تتجاوزها خاصة على شرق المملكة وغربها.

وتتميز بداية فصل الصيف بالجفاف، حيث تسود هذه الفترة الرياح الشمالية الجافة والحارة التي تنشط على فترات، مما يؤدي إلى عواصف ترابية شديدة تبلغ ذروتها وسط النهار تفاعلاً مع امتداد المرتفع الجوي المتمركز في شمال غرب المملكة مما ينشأ معه فروقات في قيم الحرارة والضغط، وذلك على مناطق شرق ووسط المملكة، كما أن مناطق غرب المملكة تتأثر بالرياح الشرقية “السموم” التي تهب بين فترة وأخرى وتكون شديدة الحرارة وجافة ومحملة بالغبار.

وعند منتصف فصل الصيف نهاية من شهر يوليو وحتى شهر سبتمبر” نهاية فترة الصيف يصنف بالصيف الرطب على السواحل” ويتميز بارتفاع في الحرارة والرطوبة التي تستمر بشكل متكرر, بينما مرتفعات عسير والباحة والطائف يكون معدل درجات الحرارة الصغرى فيها حوالي 16 درجة مئوية وقد تصل إلى 10 درجات، وسجلت ذلك أبها عام 1994م، وإذا أضفنا إلى ذلك تضاريس الجبال ووجود الجبهة شبه المدارية (ITCZ) التي تكون محملة بكميات كبيرة من بخار الماء وتحركها شمالاً لتصل إلى أقصى مدى لها إلى منطقة المدينة المنورة.

من جانبه أكد الخبير المناخي عبدالعزيز الشمري أن تصريحات الدكتور خالد الزعاق فهمت خطأ، كونه كان يتحدث عن درجة الحرارة في الشمس وليس في الظل .. وقال : “كان الدكتور خالد الزعاق يتحدث عن درجة الحرارة في الشمس وليس في الظل.. ففي الظل ستكون درجة الحرارة قرابة الـ50 درجة مئوية، بينما في الشمس ستتجاوز الـ70.. وهناك فرق بين قياس درجة الحرارة في الشمس وفي الظل.. والبيان لم يحدد ذلك الفرق، مع أنهم يعرفون ماذا كان يقصد بالتحديد”.. وتابع: “تحت أشعة الشمس تتجاوز درجة الحرار الـ70 درجة مئوية.. وهو أمر معتاد في مثل هذه الأوقات.. وإذا كانت الرئاسة تعرف ماذا يقصد الدكتور خالد ومع ذلك ينفون هذا الأمر في بيانهم، فهذه مصيبة”.

وشدد الشمري على أننا مازلنا في بداية فصل الصيف، وتوقع اشتداد الحرارة أكثر في الفترة القادمة، وخاصة في منتصف يوليو وأغسطس.. وأضاف: “عندما تصل درجة الحرارة لـ50 درجة مئوية، فحسب النظام يكون ذلك اليوم يوم عطلة ولا يعمل الموظفون.. والرئاسة أعلنت في بيانها أنها وصلت في بعض المناطق لـ52 درجة مئوية”..

وتابع متحدثا عن توقعاته في الفترة القادمة :”المشكلة ليست في ارتفاع درجة الحرارة أكثر مما هي عليه الآن، بل في التقارب ما بين درجة الحرارة العظمى والصغرى.. فهي ستكون قريبة ولن يشعر المواطن بالفرق بينها.. حيث ستكون في منتصف النهار 50 درجة وفي منتصف الليل تكون قريبة من ذلك ومن هنا تأتي المشاكل”.

وشدد الشمري على أن رمضان المقبل سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق، وسيكون النهار فيه طويلا.. ولهذا يجب أن تكون جميع الأعمال في الليل، وليس في النهار، لأنه لا أحد سيحتمل هذه الحرارة الشديدة”.

عن Admin

اترك تعليقاً