تأملات في سورة يونس

تأملات في سورة يونس 

سورة يونس …. أياتها ما بين تكذيب المشركين للوحي وما بين الذفاع عن الوحي :
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ………تكذيب
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوبْدِّلْهُ…..تكذيب

قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ…..دفاع وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ……تكذيب
وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ………دفاع أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ…..تكذيب
قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ…..دفاع بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن

قَبْلِهِمْ….تكذيب
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ …….تكذيب
وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ…..تكذبب
قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ…..دفاع
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ……دفاع.
قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ……تكذيب
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ …..تكذيب
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ…….دفاع
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ…….دفاع

ولما كان موضوع سورة يونس هو الوحي أتي الله بقوله تعالي ” لهُمُ  الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ.”. لان البشري كما ورد في تفسير الآية هي “الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تري له ” ولان الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة “كما ورد في الحديث الصحيح .. فكانت الرؤيا
الصالحة بشري للمؤمن لإيمانه بالوحي .
العلاقة بين مضمون الوحي في سورة يونس وبين قصة يونس أن قوم يونس أمنوا في غياب نبي الله  ، يونس لما تركهم ورحل فكان الإيمان بالوحي في غياب السبب وهو الموحي إليه مما يدل علي استغناء  الوحي عن الأسباب حتي لو كان الرسول نفسه

وفي ختام السورة قال الله تعالي “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلاهو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشا ء من  عباده وهو الغفور الرحيم ” .
والربط بينها وبين أحداث قصة يونس أن الشق الاول من الآية خاص بسيدنا يونس وما تعرض له من ضيق فى بطن الحوت فكان ذكره الدائم لله سبب لكشف الضر بدليل ما ورد فى سورة الانبياء (فنادى فى الظلمات ان لا إله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم”) عبر بفاء التعقيب للدلالة على ان ما بعدها مترتب على ما قبلها اى ان النجاة جاءت مترتبة على الذكر .

أما الشق الثانى من الاية فمتعلق بقوم يونس انفسهم (وإن يردك بخير فلا راد لفضله )فقد فعلوا فعلا هو من اعظم الذنوب وهو إغضاب نبى الله حتى انه من غضبه تركهم ورحل إلا أن هذا الذنب على عظمه لم يكن رادا لفضل الله عنهم فهداهم بالرغم من عظم الذنب …رسالة من الله فيها حماية من براثن الشيطان إن اراد ان يصل بالعبد إلى مرحلة القنوط واليأس من رحمة الله فليس هناك ذنب مهما عظم حائلا بين العبد وبين مغفرة الله ورحمته .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

د . ولاء رفاعي سرور

عن marsad

اترك تعليقاً