كيفية تعليم الأطفال الصيام في شهر رمضان

طرق تعليم الطفل الصيام

كيفية تعليم الأطفال الصيام في شهر رمضان

شبكة المرصد الإخبارية

دلشاد تبلغ من العمر 7 سنوات وهي سعيدة لأنها صامت أول يوم في رمضان في حياتها كاملاً وخاضت تجربة الصيام لتتفوق على نفسها وعلى من في سنها ، ومع أنه ليس مفروضاً عليها الصيام بعد إلا أنها تتدرب وحاولت ونجحت ، لذا تننقل تجربتها لغيرها ليستفيد من تجربتها ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة . . وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
ولقد سن الإسلام للدعاة والمربين طرقاً لتحبيب الناس في الدين وحملهم على أوامره ونواهيه برفق ولين، وتشمل هذه الطرق الكبار والصغار على السواء.
ومن هذه الطرق الثلاثة:
الترغيب والترهيب، أو التوجيه والإرشاد التربوي.
التشجيع والتعاون، أو التدريب بالمشاركة.
المكافأة والثواب، أو التعزيز الإيجابي.
فأما الترغيب والترهيب فالمقصود به إفهام الصبي أن الصوم فريضة كتبها الله علينا كما كتبها على الأمم من قبلنا وأنها ركن من إركان الإسلام الخمسة وأن عليه أن يشرع في التدرب على أدائها متى أطاق ذلك.
ومع بيان الحكم الشرعي للصوم تظهر حكمته التشريعية والمنافع التي تحصل للصائم من صومه وهو مجال واسع للإقناع والتوضيح.
وأما التشجيع والتعاون فالمقصود به إغراء الصبي بالصوم. فاذا اختار يوماً لذلك أيقظته العائلة للسحور وشجعته طيلة اليوم على إتمام الصوم فإذا اشتد عليه شغلته بأعمال تلهيه عن التفكير في الأكل والشرب إلى أن يحين موعد الإفطار.
وقد ثبت في الحديث أن نساء الصحابة كن يصوّمن صغارهن فإذا بكوا من الجوع صنعن لهم اللعب من الصوف يتلهون بها حتى يحين أذان المغرب.
وأما المكافأة والثواب فالمقصود بها ما يكافأ به الطفل بعد صيامه لأول يوم أو لأول شهر، وقد تكون المكافأة هدية معنوية مثل الدعاء له والتنويه به على ملأ من أقرانه أو في حضرة الكبار من أسرته.
وهذا أفضل من ضربه إذا امتنع عن الصوم مادام في الأمر فسحة لتشجيعه من جديد وتذكيره بفعل أقرانه وتقديم وعد بهدية تهدى له..
مع ضرورة أن نعرف إن الطفل في سن سبع سنوات هو سن بداية الإدراك الحقيقي للابن ، فالابن بهذا العمر يبدأ يشعر بأنه كبير مثل الأب ويرغب في تقليده بكل شيء، فلماذا لا نبدأ معه بتعليمه الصيام، وأنه فرض على المسلمين ،وأنه فرض على كل شخص بالغ كبير ينعم بصحة جيدة، ونشجعه ببعض الكلمات الطيبة أو الجوائز والهدايا، ونلهيه باللعب، حتى يتدرب الصغار على الصيام، وعلى فعل الخيرات
فلقد نصحت الدكتورة “سحر خيري” استشاري طب الأطفال بالمعهد القومي للتغذية في مصر، بتعويد الأطفال على منذ الصغر وأن يكون هذا الصيام بالتدريج، فتقول في هذا:ففي سن السابعة يمنع الطفل من الطعام والشراب لمدة 3 ساعات من العصر وحتى غروب الشمس ويتم ذلك مرتين في الأسبوع.
وعند وصول الطفل سن التاسعة: يمكن أن يصوم من الصباح وحتى آذان العصر ويكون ذلك يوماً بعد يوم.
وفى سن العاشرة: يدرب الطفل على صيام 3 أيام كل أسبوع صيام كامل حتى المغرب، وفى العام التالي يكون الطفل قادر على صيام الشهر الكريم.
كما ذكرت الدكتورة ” سحر خيرى”:يجب تعجيل الإفطار للطفل مع تأخير السحور والإكثار من تناول السوائل.فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزال أمتي بخير ما عجّلوا الإفطار وأخّروا السحور) رواه أحمد ويجب عدم تقديم أطباق كثيرة للطفل على مائدة الإفطار، حتى لا يصاب بالتخمة وينتابه شعور بالكسل، مع الاعتدال في استهلاك السكريات المركزة، ويجب أن تحتوي وجبة الإفطار للطفل على نسبة عالية من الكربوهيدرات لتزويد جسم الطفل الطاقة لكي تساعده على التحصيل الدراسي الجيد، وأيضا البروتينات لأنها مهمة لبناء عضلات وتحميه من إصابة بوهن العضلات بعد طول فترة الصيام، ويستحب استخدام الدهون غير المشبعة في طعام ولا تنسى السلطة الخضراء على الإفطار.
أما الحلويات فيمكن تقديمها للطفل بعد 4 ساعات من تناول وجبة الإفطار، ويحبذ وضع المكسرات عليها خصوصاً إذا كان الطفل نحيفا، لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح والفيتامينات.
أما وجبة السحور: فهي مهمة ويمكن أن تحتوى على البيض مثلا أو الفول مع السلطة الخضراء بالإضافة إلى ملعقتي عسل.
بعض الإرشادات للأمهات لتعليم الابن الصيام :
1 – عندما نعلم الابن الصيام عدة ساعات بالنهار وذلك حسب مقدرته، سيكون سعيد جداً بها ويذكر ذلك أمام أصدقاءه، ويقول: لقد صمت اليوم إلى الظهر. ويقول الآخر: وأنا صمت للعصر مثلاً ، وبذلك يحدث تنافس جميل بين الأبناء وأصدقائهم من نفس المرحلة العمرية.
2 – مشاركة الابن لنا في إعداد طعام الإفطار كترتيب المائدة، وذكر أن هذا العمل البسيط له عظيم الأجر عند الله سبحانه وتعالى .
3 – المصروف المدرسي هام جداً للابن لذلك علينا إعطاؤه له أيضاً في رمضان، كما نشجعه على التصدق بجزء منه للفقراء، ونشرح له الأجر الكبير الذي سيعود عليه من هذا التصدق، مثل أن من نتيجة هذا أنه سيكون له قصر كبير بالجنة ينعم به في الآخرة.
‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏:” ‏أجود الناس وكان أجودما يكون في رمضان حين يلقاه ‏ ‏جبريل،‏ ‏وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسهالقرآن فرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم،‏ ‏أجود بالخير من الريح ‏ ‏المرسلة” رواه البخاري.
4- من الأمور المحببة في الإسلام الحفاظ على نظافة الفم وبالأخص فم الصائم لذلك علينا شراء سواك له وتعويده على استعماله.
5 – اصطحاب الابن معنا لصلاة التراويح: شيء مهم جداً، وذلك لتعويده منذ الصغر على صلاة التراويح، وأهميتها، وأننا نهرول بعد الإفطار لنذهب ونصلي بالمسجد جميعا ً أي الأسرة صلاة التراويح ، مع مراعاة حقوق المصلين الآخرين من عدم إيذاؤه لهم من لعب وتشويش حتى يثاب بالأجر الكبير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قام رمضانا إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
6 – أفضل الأوقات على الإطلاق هو رمضان لتعليم الابن قراءة القرآن، قال الله تعالى:” شَهرُ رَمَضَانَ الَّذي أُنزِلَ فيه القُرآنُ هُدىً للنَّاسِ وبَيِّناتٍ من الهُدى والفُرقانِ” سورة البقرة، والاستمرار على ورد يومي ولو يسير، حتى لا يمل وينقطع عن هذه العادة ، فصفحة أو اثنان كفيلان بتعويده على قراءة القرآن، والاستمرار على هذه العادة بعد رمضان وفي هذا يقول :عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ): الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام: أي رب ، منعته الطعاموالشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ،فيشفعان ) رواه أحمد.
7 – وبالطبع لا تخلو المنازل من مشاجرات ومشاحنات بين الأبناء على الألعاب وغيرها، لذلك علينا استثمار فرصة رمضان وتمرينهم على التحلي بأخلاقيات الإسلام الحميدة، وأن هذه المشاجرات من الشيطان، والشياطين مغلغلة الآن في السماء، إذن فهذه التصرفات منهم هم أنفسهم فهل هم أبناء ذوو أخلاق حسنة أم ماذا ؟
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة ، وغُلّقت أبواب النار ، وصُفّدت الشياطين ) رواه مسلم .
كيف يتعلم الأطفال الصيام ؟
ماهو السن الذي يجب على الأطفال الصيام فيه ؟ وكيف نشجعهم على الصيام والصلاة في المسجد وخاصة صلاة التراويح ؟ وهل توجد أفكار دينية بسيطة لشغل أوقات فراغ الأطفال في رمضان ؟.
أولاً :
لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتى يبلغ ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ) رواه أبو داود (4399) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
ومع ذلك ، فينبغي أمر الصبي بالصيام حتى يعتاده ، ولأنه يكتب له الأعمال الصالحة التي يفعلها .
والسن الذي يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة للصيام ، وهو يختلف باختلاف بنية الولد ، وقد حدَّه بعض العلماء بسن العاشرة .
قال الخرقي :
” وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أُخِذَ به ” .
قال ابن قدامة :” يعني : أنه يُلزم الصيام ، يؤمر به ، ويضرب على تركه ، ليتمرن عليه ويتعوده ، كما يُلزم بالصلاة ويؤمر بها ، وممن ذهب إلى أنه يؤمر بالصيام إذا أطاقه : عطاء والحسن وابن سيرين والزهري وقتادة والشافعي .
وقال الأوزاعي : إذا أطاق صوم ثلاثة أيام تباعا لا يخور فيهن ولا يضعف حُمِّلَ صومَ شهر رمضان ، وقال إسحاق : إذا بلغ ثنتي عشرة أحب أن يكلف الصوم للعادة .
واعتباره بالعشر أولى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالضرب على الصلاة عندها ، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن لقرب إحداهما من الأخرى ، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام ، إلا أن الصوم أشق فاعتبرت له الطاقة ، لأنه قد يطيق الصلاة من لا يطيقه ” انتهى . ” المغني ” (4/412) .
وقد كان هذا هو هدي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع أولادهم ، يأمرون من يطيق منهم بالصيام فإذا بكى أحدهم من الجوع دُفع إليه اللعب يتلهى بها ، ولا يجوز الإصرار عليهم بالصيام إذا كان يضرهم بسبب ضعف بنيتهم أو مرضهم .
قال الشيخ ابن عثيمين :
” والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده ، فيسهل عليه بعد البلوغ ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم – وهم خير هذه الأمة – يصوِّمون أولادهم وهم صغار ” انتهى . ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” ( 19 / 28 ، 29 )
وسئل الشيخ رحمه الله تعالى :
طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته ، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر ؟ فأجاب :
” إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم ، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يُصوِّمون أولادهم ، حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها ، فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه ، ولكن المنع يكون عن غير طريق القسوة ، فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم ” انتهى . ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” (19/83) .
ثانياً :
يمكن للوالدين تشجيع أولادهم على الصيام بإعطائهم هدية في كل يوم ، أو بتذكية
روح المنافسة بينهم وبين أقرانهم أو من هو دون سنهم ، ويمكن تشجيعهم على الصلاة بأخذهم إلى المساجد للصلاة فيها ، وبخاصة إذاخرجوا مع الأب وصلوا في مساجد متفرقة في كل يوم .
وكذلك يمكن تشجيعهم بمكافأتهم على ذلك ، سواء كانت المكافأة بالثناء عليهم ومدحهم ، أو بإخراجهم للتنزه أحياناً ، أو شراء ما يحبون ……… ونحو ذلك .
وللأسف يوجد تقصير عظيم من بعض الآباء والأمهات تجاه أولادهم في هذا التشجيع ، بل تجد في بعض الأحيان الصد عن هذه العبادات ، ويظن بعض هؤلاء الآباء والأمهات أن الرحمة والشفقة تقتضي عدم تصويمهم أو عدم قيام أبنائهم للصلاة ، وهذا خطأ محض من حيث الشرع ، ومن حيث التربية .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
” أوجب الله الصيام أداء على كل مسلم مكلف قادر مقيم ، فأما الصغير الذي لم يبلغ فإن الصيام لا يجب عليه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رفع القلم عن ثلاثة : وذكر : الصبي حتى يبلغ ) ، ولكن يجب على وليه أن يأمره بالصيام إذا بلغ حدّاً يطيق الصيام فيه ؛ لأن ذلك من تأديبه وتمرينه على فعل أركان الإسلام ، ونرى بعض الناس ربما يترك أولاده فلا يأمرهم بصلاة ولا صوم وهذا غلط ، فإنه مسؤول عن ذلك بين يدي الله تبارك وتعالى ، وهم يزعمون أنهم لا يُصَوِّمون أولادهم شفقة عليهم ورحمة بهم ، والحقيقة أن الشفيق على أولاده والراحم لهم هو من يمرنهم على خصال الخير وفعل البر ، لا من يترك تأديبهم وتربيتهم تربية نافعة ” انتهى . ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” ( 19 / 19 ، 20 )
ثالثاً :ويمكن للوالدين شغل أوقات أولادهم بقراءة القرآن وحفظ جزء يسير كل يوم منه ، وكذلك بقراءة كتب تناسب مستواهم ، وإسماعهم أشرطة متنوعة تجمع بين الفائدة والمرح كالأناشيد ، وإحضار الأشرطة المرئية المفيدة لهم ، وقد جمعت ” قناة المجد للأطفال ” أكثر هذه الأشياء ، فيمكن تخصيص وقتٍ كلَّ يومٍ لمتابعة ما يفيد الأطفال منها .
وهذا يدل على خير في الأسر المسلمة لكن كثيرين لم يحسنوا تفجير طاقات أولادهم الذهنية والبدنية ، فتعودوا على الراحة والكسل والاعتماد على غيرهم ، كما لم يُهتم بتنشيطهم على العبادة كالصلاة والصيام فتربى أجيال كثيرة على هذا فنفرت قلوبهم من العبادة بعدما كبروا ، وصعُب على آبائهم توجيههم ونصحهم ، ولو أنهم اهتموا بالأمر من بدايته لما حصل الندم في آخره .
ونسأل الله تعالى أن يعيننا على تربية أولادنا ، وعلى تحببيهم في العبادة ، وأن يوفقنا لأداء ما أوجب علينا تجاههم

عن marsad

اترك تعليقاً