براءة للحاخام ورئيس الاستخبارات

براءة للحاخام ورئيس الاستخبارات

بقلم/ توفيق أبو شومر

اعتدتُ أن أرصد بعض الأخبار السياسية والاجتماعية في إسرائيل، ولتغيير هذا النمط، فإنني سأرصد في هذا المقال حُكمين قضائيين أصدرتهما المحكمة الإسرائيلية منذ يومين فقط ، وهما يتشابهان في حكم [ البراءة]:
الأول: هو براءة اللواء المتقاعد إيلي زيرا رئيس شعبة أمان في الاستخبارات العسكرية من تهمة سوء إدارة حرب يوم كيبور عام 1973 وفشله في توقعها على الرغم من أنه كان قد جنَّد أهم جاسوس في تاريخ إسرائيل، وهو أشرف مروان، زوج ابنة الرئيس عبد الناصر، ومستشار الرئيس السادات الخاص، وكان يسمى[ الملاك] !
ووفق اعتراف إيلي زيرا فقد حذَّرَ أشرف مروان إسرائيلَ من حرب يوم الغفران قبل يوم واحد من بدايتها، وأبلغ إيلي زيرا رئيس الوزراء غولدا مائير ووزير الدفاع موشيه دايان، ورئيس هيئة الأركان دافيد إليعازر، ولم يُصدق كل هؤلاء تحذير أشرف مروان، فجاء هجوم الجيش المصري مباغتا، مما استدعى تشكيل لجنة تحقيق، لجنة (أغرنات) التي أدانت إيلي زيرا واتهمته بالتقصير، وبأن كشفه عن شخصية العميل تؤثر سلبا في قدرة إسرائيل على تجنيد العملاء!
وما يزال الغموض يكتنف هذه القصة، على الرغم من صدور كتاب( الملاك أشرف مروان وحرب يوم كيبور) للكاتب يوري بار جوزيف، والذي يكشف فيه الكاتب تلك القصة، غير أن حقيقتها ما تزال غامضة، فهناك اعتقاد بأن أشرف مروان كان جاسوسا مزدوجا زرعته المخابرات المصرية في إسرائيل، وعقب اكتشاف هذه الحقيقة المتأخرة أقدمتْ المخابرات الإسرائيلية على قتله في لندن 2007 عندما ألقته من الطابق الخامس، ليبدو القتل انتحارا، وتُتَّهم أيضا المخابراتُ المصرية أيضا بتنفيذ الاغتيال، إذا كان أشرف مروان عميلا إسرائيليا فقط!
ويبقى اللغزُ بلا حل!!
المهم أن المحكمة العليا أصدرت أمرا بإغلاق ملف التحقيق مع رئيس شعبة أمان للاستخبارات العسكرية إيلي زيرا لمرور وقت طويل على القضية، واحتراما لشيخوخته، فهو يبلغ الرابعة والثمانين من العمر!
                  أما البراءة الثانية، فهي لأكثر الحاخامين كرها للعرب والأجانب في إسرائيل، إنه حاخام مدينة صفد الأكبر المشهور[ شموئيل إلياهو] وهذا الحاخام هو شريك في تأليف كتاب [ توراة الملك] مع يعقوب شابيرا ودوف ليئور، والكتاب يُفتي فيه مؤلفوه الفتوى التالية:
” يجوز قتل الأجانب ، بمن فيهم الأطفال في وقت الحرب، لأنهم سيحاربون إسرائيل عندما يكبرون”!!
وأفتى الحاخام نفسه أيضا:
” يأثم  ويُخالف الشريعة والتوراة كلُّ يهوديٍّ،  يبيع أو يشتري، أو يؤجر عقارا لعربي ، ويستحق النبذ والطرد والعقوبة”
وأفتى أيضا:
“الجينات العربية ليست كجينات اليهود، فثقافة العرب هي العنف، وهم لصوص مبتزون، وهذه أيدلوجيا عندهم”
وأفتى أيضا:
” إن خمس دقائق من وجودك إلى جوار العربي كافية لتجعله يغدر بك ويفعل ما يشاء”
        وجاء في تفاصيل البراءة:
“بما أن هذه الفتاوى ليست مسجلة على أشرطة بصوت الحاخام نفسه، وباعترافه الشخصي، وبما أنها منقولة عبر وسائل الإعلام التي لا ترقى إلى مستوى التهمة، بالإضافة إلى عدم وجود قرائن تؤيد تلك الأقوال المنسوبة للحاخام؛ لذا فقد قرر القاضي يهودا فنشتين إغلاق ملف التهم الموجهة للحاخام البريء شموئيل إلياهو!!

عن marsad

اترك تعليقاً