بعد فضيحة رئيس الـ ” سي آي إي ” المستقيل مع الصحفية السمراء

بعد فضيحة رئيس الـ ” سي آي إي ” المستقيل مع الصحفية السمراء

الملف السري لنزوات زعماء امريكا في غرف البيت الابيض

فتحت فضيحة رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية الـ “CIA” المستقيل ديفيد بتريوس ملف الفضائح الجنسية، التي جرت داخل غرف البيت الأبيض وتورط فيها زعماء وشخصيات سياسية بارزة في الولايات المتحدة، فإلى جانب فضيحة الرئيس الاسبق بيل كلينتون مع متدربة البيت الابيض مونيكا لوينسكي، وهى الفضيحة الاشهر اعلامياً في الولايات المتحدة، لم يسلم الزعماء الامريكيين سواء المؤسسين او المعاصرين من فضائح مماثلة، بحسب الصحفي الامريكي “فيسلي هجفيد” مؤلف كتاب “الجنس الرئاسي. عشيقات المؤسسين حتى بيل كلينتون”، إذ يبدي امتعاضاً من تصرفات غير مسئولة لشخصيات عامة في الولايات المتحدة، ويؤكد ان هؤلاء يتوهمون ان سلوكهم لن ينطوي على تداعيات أو آثار تهدد هيبة مؤسسات الدولة والعاملين بها.
ويعدد الكاتب العديد من الشخصيات الامريكية العامة التي سبقت بتريوس في الخضوع لنزوات الجسد، ومن هؤلاء الرؤساء السابقين وارن هاردينج، فرانكلين ديلانو روزفلت، داويت ايزنهاور، وليندون جونسون، واليكسندر هميلتون، اول وزير خزانة في الولايات المتحدة، فضلاً عن اعضاء سابقين وحاليين في الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ، بالإضافة الى سيدة امريكا الاولى السابقة جريس كوليدج.
ويرى هجفيد في كتابه انه ليس ثمة جديد او غريب في فضيحة ديفيد بتريوس، فسجل نزوات رجال السياسة والأمن في الولايات المتحدة مكتظ بالفضائح، وإذا كان ابطال تلك القصص السرية يستطيعون في الماضي دفن اسرارهم لأمد بعيد وربما لما بعد موتهم، إلا ان قصص الهوى والغرام الحالية لا تنتهي إلا بعد ان يعرفها ويقف على فصولها القاصي والداني، وفيما يتعلق بالجنرال بتريوس فتؤكد المعطيات انه استقال من منصبه او اقاله باراك اوباما في اعقاب تحقيقات موسعة اجرتها معه وحدات المباحث الفيدرالية الـ “FBI”، وإذا كانت تلك التحقيقات قد احيطت بسرية تامة، إلا ان العالم الرقمي على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كان له بالغ الاثر في الكشف عن تفاصيل الفضيحة.
الصحفي الامريكي مايكل وينس اعد تقريراً مفصلاً حول فضائح زعماء الولايات المتحدة الجنسية ونشره بصحيفة نيويورك تايمز، وقال فيه ان قصص الغرام والتجارب الجنسية غير المشروعة، كانت في الماضي تظل حبيسة الادراج حتى وفاة ابطالها من رجال السياسية والسلطة في الولايات المتحدة، فقصة حب حاكم ولاية نيويورك الاسبق نيلسون روكفيلد على سبيل المثال لم تعلم بها اية جهة او اي شخص، إلا بعد وفاته في فراش صديقته، كما رفضت وسائل الاعلام الامريكية في حينه الحديث عن نزوات الرئيس الامريكي الاسبق جون كيندي، والتمست وسائل الاعلام له الأعذار، خاصة انه لم يكن بمفرده صاحب الرصيد الاكبر في قصص الحب والهوى بين زعماء الولايات المتحدة.
وعن ذلك يؤكد الصحفي الامريكي فيسلي هجفيد صاحب كتاب “الجنس الرئاسي”، ان ثلث زعماء الولايات المتحدة كانت لهم العديد من العلاقات العاطفية خارج اطار حياتهم الزوجية، فعلى سبيل المثال لا الحصر اقام الرئيس الامريكي الاسبق هاردينج العديد من العلاقات الجنسية غير المشروعة في دولاب مخصص لذلك في القاعة الشرقية، كما خصص ليندون جونسون حينما كان سيناتور عن ولاية تكساس حجرة خاصة لممارسة علاقاته العاطفية بحسب المؤرخ الامريكي روبرت دليك. الاكثر من ذلك انه مع تولي جونسون رئاسة الولايات المتحدة، وضع جهاز انذار متطور للحيلولة دون كشف نزواته إذا ما باغتته زوجته “ليدي بيرد” بزيارة مكتبه، الاشد غرابة ان جلسات النميمة السياسية في الولايات المتحدة تتحدث عن علاقات عاطفية غير مشروعة، لعبت بطولتها سيدة الولايات المتحدة السابقة السيدة كولدج، عقيلة الرئيس الامريكي الاسبق كلوين كولدج، إذ عاشرت جنسياً العديد من عملاء لدى الاجهزة السرية الامريكية.
وتفيد المعطيات الموثقة ان علاقات الهوى داخل البيت الابيض في مجملها انكشفت لعدم حرص العنصر النسائي فيها على سرية العلاقة، ولعل قصة اول وزير خزانة للولايات المتحدة الكسندر همليتون، تعد دليلاً دامغاً على ذلك، فالوزير الذي يدور الحديث عنه اقام علاقة عاطفية مع سيدة تدعى “ماريا رينولدس”، وبدأت العلاقة حينما توسلت اليه الاخيرة لمساعدتها على الهرب من زوجها المتسلط، وبعد قبول همليتون مساعداتها دعته ماريا الى لقائها في منزلها، فلبى الوزير الدعوة خاصة انها طلبت منه مبلغاً مادياً بلغ في حينه 30 دولاراً، غير انه بعد ان دعته الى الفراش تضاعف المبلغ، واستشعر الوزير الامريكي انه بات مادة طيّعة للابتزاز الجنسي، وسرعان ما اكتشف همليتون انه لم يعد فريسة لعشيقته فقط، وإنما سقط صيداً ثمينا بين قدمي زوجها، إذ هدده الاثنان بالكشف غن تفاصيل الفضيحة اذا لم يستجب لمطالبهما سوياً، وأمام الضغط قرر الوزير الامريكي الخلاص من ابتزاز عشيقته وزوجها، وكشف بنفسه عن تفاصيل علاقته بها، وقدم اعتذاراً علنياً لكل من يعرفه، معتبراً ان تصرفاته خالفت الاخلاق والتقاليد الاجتماعية.
اعتذار الوزير الامريكي الاسبق كان هو الاعتذار ذاته، الذي اعلنه الجنرال ديفيد بتريوس رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية المستقيل بعد ثبوت ادانته في اقامة علاقة غرامية مع الصحفية الامريكية “باولا برودويل”، إلا ان بتريوس خص زوجته بالاعتذار، وقال بحسب صحيفة نيويورك تايمز “انها لا تستحق الخيانة، وكان لزاماً ان اتراجع عن تلبية نداء الجسد مع امرأة اخرى غير زوجتي”.
قضية بتريوس كانت ستظل سراً دفيناً لولا تصرفات عشيقته برودويل، التي حاولت ابتزاز امرأة اخرى هى “جيل كيلي” البالغة من العمر 37 عاماً، والتي كانت ضابط الاتصال بين وزارة الخارجية في واشنطن ووحدة عمليات الجيش الامريكي، ووفقاً لمعلومات سربتها شخصيات امريكية عامة، تلقت كيلي بريداً اليكترونياً من عشيقة بتريوس، طلبت فيه الاخيرة عدداً من الوثائق ذات الصلة بالأمن القومي الأمريكي، وبررت طلبها بأنها صحفية يحق لها الحصول على المعلومات، فقررت مستخدمة الخارجية الامريكية ارسال البريد الاليكتروني الى المباحث الفيدرالية، التي باشرت التحقيقات السرية حول القضية، وبعد طلبها شهادة احد المقربين من رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية المستقيل، اقر بأنه شاهد بترويس لأكثر من مرة في لقاءات خاصة مع الصحفية برودويل.
الى ذلك تشير معلومات موثقة الى ان المباحث الفيدرالية الامريكية كانت بصدد الكشف عن معلومات تتعلق بجاسوس اجنبي اخترق اجهزة حواسيب شخصيات سياسية وأمنية في الولايات المتحدة، وخلال فحص مفتشي الـ FBI لحاسوب بتريوس، تبين انه على علاقة عاطفية منذ فترة ليست بالقصيرة بالصحفية الامريكية “باولا برودويل” وهى امرأة متزوجة ولها طفلان، وكتبت بالتعاون مع بتريوس سيرته الذاتية، وتم نشرها بداية العام الجاري، وفي اعقاب صدور المؤلف اعترفت برودويل في لقاءات تلفزيونية ان عدداً كبيراً من الحوارات التي اجرتها مع الجنرال بترويس كانت وسط جبال افغانستان، حينما كان قائداً للقوات الدولية في هذا البلد.
وتؤكد المعلومات ذاتها ان الرئيس الامريكي باراك اوباما كان على علم بتفاصيل تحقيقات الـ “FBI” حول القضية، إلا انه اصدر تعليماته السرية بإرجاء الكشف عنها لحين الانتهاء من انتخابات الرئاسة الامريكية، للحيلولة دون استغلال منافسه الجمهوري ميت رومني للقضية، خاصة ان اوباما انفرد بقرار تعيين بتريوس رئيساً لوكالة الاستخبارات الامريكية الـ CIA.
وتشير اوراق بتريوس الخاصة الى ولادته بولاية نيويورك في 7 نوفمبر 1952 لوالدين من أصول هولندية وكان والده يعمل بحاراً وتخرج من مدرسة “كورنويل” العليا وانضم إلى القوات المسلحة الأمريكية، وتخرج عام 1974 من الأكاديمية العسكرية الأمريكية الشهيرة “ويست بوينت” وعمل في مجال القوات البرية وتولى مناصب قيادية في قوات المظليين الآلية والمشاة الجوية الهجومية في أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة، وهو متزوج من ابنة جنرال أمريكي متقاعد كان يعمل رئيساً لأكاديمية “ويست بوينت”. وحصل “بتريوس” على شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة برنستون، وعمل استاذاً مساعداً في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، فضلاً عن زمالته في جامعة جورج واشنطن.
شارك “بتريوس” في الغزو الامريكي للعراق عام 2003، إذ كان قائداً للفرقة 101 المحمولة جواً وكان من مهمات الفرقة احتلال محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، ثالث كبريات المدن العراقية، وعقب انتهاء مهمة الفرقة التي كان يتولى قيادتها عاد إلي واشنطن، وذلك قبل أن يتم ترشيحه للعودة إلي العراق مجدداً كقائد للقوات الأمريكية خلفاً للجنرال جورج كيسي. وكان من أهم أسباب ترشيحه لهذا المنصب أنه أحد مهندسي الخطة الجديدة للرئيس الأمريكي “جورج بوش” لإنقاذ قواته في العراق، والتي قضت بإرسال 21500 جندي إضافي إلي بغداد لمواجهة المقاومة، التي تشكل خطراً كبيراً علي قوات الاحتلال في حينه، وكانت سبباً رئيسياً في إقالة سلفه.

عن marsad

اترك تعليقاً