أهالي الأسرى: أعيادنا غائبة وأفراحنا تبددها الدموع!!

أهالي الأسرى: أعيادنا غائبة وأفراحنا تبددها الدموع!!

شبكة المرصد الإخبارية

في فلسطين كما في مصر وكل مكان  لا يزال العيد في كل عام يشكل لذوي الأسرى مزيدا من الحرقة والبؤس وتجديدا للأحزان على فلذات أكبادهم الذين يقبعون في ظلمات القهر والعذاب ويعانون ظروفا قاسية، فأعيادهم غائبة وأفراحهم مؤجلة والدموع تملأ أعينهم حسرة وألما وتصبح رفيقهم الدائم وهم يستقبلون العيد.
وفي صباح العيد وكما كل عام، تفتقد أمهات الأسرى كل معاني البهجة والسرور في ظل غياب تقبيلهن لأبنائهن كما تفعل كل الأمهات، فيقتصر احتفالهن على البكاء والدموع التي تكون الضيف الدائم لهن في هذا اليوم الذي يعشن فيه هموما مضاعفة.
  تفاصيل الفرح وسعادة العيد بكل معانيها الجميلة لا تعـرف سبيلها إلى قلب والدة الأسيرين  “ضياء ومحمد الأغا كغيرها من مئات الأمهات الصابرات اللواتي يضعن جروحهن على قلوبهن وتذرف عيونهن لفراق أبنائهن، حيث يمر العيد ويزيدهن ألما وحزنا بعد أن خطف الاحتلال الصهيوني فرحتهن.

  وتقول الحاجة الخمسينية: لا أشعر بفرحة العيد الذي يمر علينا، فهو كباقي الأيام لا طعم له، بل يجدد الحزن والذكريات المؤلمة ويقلب المواجع ويفتح الجراح، حتى أنني أصبحت أتمنى عدم قدومه بالرغم من البهجة والسعادة التي يحملها للآخرين”.
وصمتت والدة الأسير برهة من الوقت تاركة لعيونها التعبير عما يجول في صدرها من أحزان ثم تابعت: أقضي اليوم الأول بين البكاء والتنهيد ولا أستطيع فعل شي سوى ضم صورتهما لصدري، لعل ذلك يخفف من حرقة قلبي عندما أرى كل الأمهات يفرحن بتلقيهن تهنئة العيد من أبنائهن وتقبيل أيديهن، وأنا حرمت من هذه المشاعر الجميلة”.
وأكملت الوالدة الأغا بالقول وقد خنقت الدموع كلماتها وهي تتذكر نجليها في يوم العيد: طالما اشتقت لسماع جملة كل عام وأنت بخير يا أمي من شفتيهما، التي كانت تدخل الفرحة والابتسامة على نفسي، ومازلت أحلم أن أعيش معهم تفاصيل العيد وفرحته”.
وكان الأسير ضياء الأغا اعتقل عام 1992 وحكم بالسجن مدى الحياة على خلفية تنفيذه عملية قتل لأحد الضباط الصهاينة، فيما شقيقه محمد اعتقل عام 2003 وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما أمضى منها 9 سنوات ونصف ويقبع الآن في سجن نفحة الصحراوي.
وتمكنت والدة الأسيرين قبل شهرين من زيارة ابنها الأكبر ضياء في سجنه للمرة الأولى بعد وجع الانتظار الطويل وحرمان دام ستة أعوام منذ بدأ العمل ببرنامج الزيارات بعد توقفها عام 2006، كما تتمنى أن يسمح لها الاحتلال بزيارة ابنها محمد خلال الفترة القريبة المقبلة.
  وذكرت أنها شعرت بفرحة غامرة وسعادة لا توصف لتمكنها من تحقيق حلما طالما تمنته بأن تكحل عينيها برؤيته، حيث تمثل لها الزيارة عيدا بعد طول الانتظار. وقالت: صحيح أن الزيارة خففت جزء من الألم والأحزان بداخلي، إلا أنه لا غنى عن وجودهما بيننا في كل وقت”.
أما الحاج السبعيني قاسم شبير، والد الأسير حازم المحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة منذ أكثر من 19 عاماً، فتمنى أن يكون ابنه بجواره في هذا اليوم لتكتمل فرحته المنقوصة.
ويقول بحسرة ومرارة: العيد بالنسبة لنا حسرة وألم ولاسيما أنه يقلب علينا الذكريات الحزينة لأنه يأتي بعد أن غيَب السجن منذ سنوات الأحبة والأعزاء على قلوبنا، فالعيد الحقيقي عندي هو يوم خروج ابني من السجن”.
وأضاف بصوت متقطع وضعيف وتكاد دموعه تنهمر من شدة الاشتياق لولده: للأسف تحول العيد من يوم سعادة إلى يوم حزن وشوق، فعندما تجتمع العائلة على مائدة واحدة يبقى مقعده فارغا ينتظر عودته بعد طول غياب، فالدموع تختلط بالطعام الذي نتناوله، ووالداته المريضة تظل تبكي بكاء شديدا طوال اليوم”.
وبالرغم من حالته الصحية المتدهورة وآلامه ومرضه الذي نال من كل مكان في جسده النحيل، إلا أن والد الأسير شبير أصر على زيارة ابنه بعد حرمان دام تسعة عشر عاما حتى وهو يجلس على كرسي متحرك لشدة مرضه، ولكن ما خفف عنه الأوجاع ومشقة السفر تمكنه من رؤية ابنه بعد طول انتظار.
وبين أن أكثر ما كان يؤلمه في هذه الزيارة رغم سعادته الكبيرة بها عدم تمكن والدة الأسير من زيارته بسبب مرضها الشديد الذي أفقدها القدرة على الحركة بالرغم من وجود اسمها ضمن الكشوف المسموح لها بالزيارة.
  وبذلك حرمت من تحقيق أمنيتها برؤية ابنها قبل أن تفارق الحياة، لافتا إلى أنهم اضطروا إلى إزالة صور الأسير من على جدران المنزل وإخفائها من أمامها لأنها كلما تراها تبدأ تتأمل فيها لعدة دقائق ثم تدخل في موجة بكاء طويلة.
  ولم تكن براءة الأطفال الذين ينتظرون الأعياد التي تدخل السعادة والسرور في نفوسهم بفارغ الصبر بعيدين عن الحزن واللوعة، فقُدر لهم أن يبقوا بلا فرحة وتدمع قلوبهم على فراق عزيز خطفته قيود العدو الصهيوني.
  فقد أبدى الطفل حازم، ابن شقيق الأسير حازم شبير اشتياقه الكبير لرؤية عمه وحزنه الشديد على غيابه، ليقول: كنت أتمنى أن يأتي العيد ويطلع من السجن عشان نفرح بالعيد ونروح على السوق ونشتري الملابس والألعاب والحلويات”.
  ويضيف الطفل: أريد أن أرى عمي وأسلم عليه وأقول له كل عام وأنت بخير بمناسبة العيد لأني من يوم أن ولدت لم أره إلا في الصور فقط وأسمع عنه من والدي، فكل المناسبات السعيدة تمر دون أن يكون موجودا معنا”.
  ويستقبل أهالي الأسرى هذا العيد وكلهم أمل كبير في أن يستمر نضال أبنائهم لتحقيق المزيد من الانتصارات بعد خوضهم الإضراب عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية والتي تمثلت بتمكينهم من زيارتهم بالسجون وإن كانت تلك خطوات منقوصة في ظل حرمان العديد من الزوجات والأبناء من زيارة أعز ما يملكون.

عن marsad

اترك تعليقاً