اعتقالات السلفيين في الأردن وانتهاك للحرمات

اعتقالات السلفيين في الأردن وانتهاك للحرمات

شبكة المرصد الإخبارية

اعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية، أمس الأربعاء، 15 عضواً في التيار السلفي الجهادي غالبيتهم من أصول فلسطينية.
وقال القيادي في التيار السلفي الجهادي في الأردن سعد الحنيطي إن الأجهزة الأمنية داهمت فجر اليوم منازل 15 شخصاً من التيار واعتقلتهم، رابطاً بين هذه الإعتقالات والمسيرة التي ستنظمها حركة الإخوان المسلمين يوم الجمعة المقبل وسط العاصمة عمّان تحت شعار إنقاذ وطن.
يذكر أن التيار السلفي الجهادي أعلن تأييده للمسيرة التي ستنظمها الحركة الإسلامية، ولكنه قال إنه لن يشارك فيها خشية حدوث صدامات بين الموالاة والمعارضة.
هذا وقد كشف ذوو معتقلين محسوبين على التيار السلفي الجهادي، تفاصيل جديدة عن عملية اعتقال أبنائهم فجر أمس الأربعاء.
وتحدثوا عن كيفية كسر أبواب منازلهم واقتحامها بدون استئذان، مع وجود النساء والأطفال النائمين “بطمأنينة وأمان” كما قالوا.
المعتقل محمد رائد مصطفى خاطر  19 عاماً
والد الطالب الجامعي محمد رائد مصطفى خاطر، قال إن قوة أمنية مكونة من 14 شخصاً قدمت إلى حي الحسين بالرصيفة، وقامت بـ”خلع” باب بيتي الساعة الثانية والنصف في منتصف الليل، مشيراً إلى أن “أكثرهم ملثمون ويحملون الأسلحة الرشاشة بأيديهم”.
وأضاف: “صوّبوا الرشاش نحوي، وبطحوني أرضاً فكُسرت نظارتي، وقيدوني بشدة وأنا أصرخ، وحينما سمعت زوجتي صراخي خرجت بدون وعي وهي ترتدي ملابس النوم”.
وأشار إلى أن بعض رجال الأمن توجهوا إلى الغرفة التي تنام فيها البنات (19 عاما، واثنتان توأم 14 عاماً)، مضيفاً أن زوجته صرخت حينها: “بناتي جوّا” غير أنهم لم يأبهوا بكلامها، على حد قوله.
وتابع: “استيقظت بناتي على وقع صراخ طفلي الصغير ذي التسع سنوات، وسارعن إلى لفّ أنفسهن بالحرامات حتى لا تنكشف عوراتهن أمام الرجال، في الوقت الذي قام فيه الملثمون باقتحام الغرفة بالقوة”.
تقول شقيقة محمد الكبيرة: “حاولوا فتح الباب بالقوة، فوقفت خلف الباب لأمنعهم، فكانوا يدفعونه للداخل، وكنت أدفعه للخارج، حتى تمكنت وأخواتي من لفّ أنفسنا بالحرامات”.
وبيّن أبو محمد أنه طلب من رجال المخابرات أن يسمحوا له بشرب الماء، مؤكداً أن زوجته أخبرتهم بأنه مريض بالسرطان ويتعالج في مركز الحسين، و”يعيش على الماء”، فرفضوا السماح له ببل ريقه.
وقال إن القوة الأمنية قامت بتفتيش البيت بدقة لمدة ساعة كاملة، وأحدثت “فوضى كبيرة” بمحتوياته، مضيفاً: “فتشوا حتى أدراج الملابس الداخلية”.
وزاد: “قلت لهم إن أمن البلد يهمّنا، وهذه بطاقاتنا الانتخابية التي تثبت بأننا سنصوت في الانتخابات، ولكنهم لم يلتفتوا إلى كلامي”.
وأشار أبو محمد إلى أن رجال الأمن دخلوا على غرفة ولده حيث كان نائماً، وصوبوا الرشاش نحو رأسه و”كلبشوه” وصادروا “هاتفه وكمبيوتره”، مبيناً أنهم أثناء عملية التفتيش؛ وضعوه وأولاده في غرفة، ووضعوا زوجته وبناته في غرفة أخرى.
وقال: “ابني محمد يدرس في كلية الفنون الجميلة بالجامعة الأردنية، وليس له أي توجه أو انتماء سياسي.. ولطالما قام برسم اللوحات الفنية وتخطيط العبارات الجميلة لمدارس التربية والتعليم”.
وأضاف أبو محمد الذي أفنى من عمره 23 عاماً معلماً وأمين مكتبة في مدرسة الأوزاعي الحكومية بالرصيفة: “أمن البلد خط أحمر، ولا أقبل لابني ولا لنفسي أن يتعداه، ولكن للأسف الذي حصل معنا ليلة الاعتقال رسم لنا صورة ظالمة وسيئة للغاية”.
ولفت إلى أن أولاده ما زالوا مصدومين مما حدث، مؤكداً أن رجال الأمن “لو قرعوا الجرس كما يفعل بقية الخلق، وقالوا لي نريد ابنك محمد، لسلمتهم إياه بكل احترام”.
وتساءل: “ألا يمكن أن يتم استدعاء المطلوبين بدون أن تُنتهك حرمة البيوت؟”، مضيفاً: “في قلبي غصة؛ فقد كشفوا على زوجتي وبناتي، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
وتابع: “أناشد الملك عبدالله الثاني أن يحمي حرمة بيوتنا، وأقول له: خلّي أولادنا يحبوا بلدهم زي ما ربيناهم”.
اقتحام بيت عمه أيضاً
من جانبه؛ قال أبو مصطفى، عم المعتقل محمد خاطر، إن مجموعة من أفراد الدرك والمخابرات قامت باقتحام بيته الكائن في حي الحسين بالرصيفة الساعة الثانية والنصف من منتصف ليلة أول أمس.
وكشف عن أن القوة الأمنية قامت بكسر الأبواب، والدخول إلى غرف الأولاد والبنات بدون استئذان، مشيراً إلى أن أفراد الأمن قاموا بتقييد أبنائه الثلاث الذين تتراوح أعمارهم بين (7 و17 عاماً) .
وأضاف: “قلت لهم اصبروا يا جماعة.. البيوت لها حرمة. فلم يأبهوا بكلامي، وكسروا باب غرفة بناتي البالغات (17 و18 عاماً) وهن في ملابس النوم”.
وبيّن أبو مصطفى أن بناته سارعن إلى لفّ أنفسهن بأغطية النوم، وأنا أصرخ فيهم: “هيك حرمة البيوت عندكم؟ هيك بتدخلوا على بيوت الناس؟ هيك بتتعاملوا مع النسوان؟”.
وقال إن أفراد الأمن “فتشوا البيت بالكامل، وقلبوه رأساً على عقب”، متسائلاً: “لم يجدوا شيئاً، فلماذا ينتهكون حرمات البيوت بهذه الطريقة؟”.
المعتقل عبدالرحمن الياسوري (15 عاماً)
عبد الرحمن علي الياسوري، لم يتم الستة عشر عاماً بعد، فهو من مواليد 10/12/1996، كان أحد المعتقلين في ليلة أول أمس، وهو يغيب حالياً عن مقاعد دراسته في الصف الأول الثانوي.
والده حداد، وعنده محل للعطارة، ويقطن حالياً في حي الحسين بالرصيفة.
يقول أبو عبدالرحمن إنه في حوالي الساعة الثالثة والنصف من منتصف الليل، سمعنا صوت خلع باب الحديد الرئيسي، واقتحم المنزل الذي يتكون من طابقين حوالي 20 دركياً و3 من أفراد المخابرات.
وأضاف: “كانت والدتي ووالدي الذي يبلغ من العمر 82 عاماً في الطابق الأول برفقة شقيقتي وابنتي وابنة أخي، دخل عليهم رجال الأمن وهم يحملون الكشافات ذات الإنارة العالية، فظن الموجودون للوهلة الأولى أن حريقاً شب في البيت”.
وبيّن أن المقتحمين لم يعطوا النساء فرصة لارتداء ملابسهن الساترة، “حيث كنّ في ملابس النوم” ، مؤكداً أنهم خلعوا باب غرفة الضيوف التي تنام فيها شقيقته بدون استئذان.
وتابع: “قالت لهم والدتي: إحنا بنحب الملك.. كيف فايتين عالبيت هيك بدون مراعاة لحرمة البيت؟ فكانوا يردون عليها بالقول: وين الكلاشينات؟ وين الكيماوي؟”.
وأضاف أنهم سألوا الوالدة عن ولدي عبدالرحمن، فقالت لهم إنه نائم في الطابق الثاني، فتوجهوا إليه في الوقت الذي كان نازلاً هو إليهم، فكلبشوه بقسوة ومزقوا “بلوزته”، وصادروا الكمبيوتر وبعض الحاجيات الخاصة به.
ولفت إلى أن الطريقة التي تم فيها الاعتقال “روّعت أهل البيت خصوصاً الأطفال”، مضيفاً: “بناتي صرن يبكين ويصرخن من هول الموقف، وبنتي التي عمرها 7 أعوام منعوها من الصعود إلى والدتها في الطابق الثاني رغم بكائها وخوفها”.
وزاد: “اليهود لا يهجمون بهذه الطريقة، ولو قالوا لي نريد ابنك لذهبت به إليهم بنفسي”.
المعتقلان محمد (29 عاماً) وأحمد (24 عاماً) أبو لبادة
ذكر مجدي مصطفى أبو لبادة عم المعتقلين محمد وأحمد إبراهيم مصطفى : ” الساعة الثالثة ليلا جاءت مدرعتان كبيرتان، وخمس سيارات خصوصي إلى منزلنا الكائن في حي المشيرفة بالزرقاء “.
وأضاف: “كنا نائمين حين سمعنا أصواتاً رهيبة كالزلزال، كانت تلك أصوات خلع الباب الخارجي على أيدي رجال الأمن”.
أثناء محاولتهم خلع الباب؛ خرجت لهم والدتي وقالت لهم: هذا هو مفتاح الباب، فقالوا لها: ارجعي يا حاجة. واستمروا في محاولتهم حتى نجحوا، و”دخلوا حاملين بأيديهم الكشافات”.
وأشار إلى أن والدته قامت فزعة من نومها، ومن شدة الخوف نسيت أن تغطي رأسها بالمنديل، “فهي كبيرة بالسن، وأصابها رعب شديد حينذاك”.
وأضاف: “توجه بعضهم إلى شقة شقيقي طارق، خلعوا بابها أيضاً، ودخلوا من دون استئذان، وأرعبوا بناته اللواتي تتراوح أعمارهن بين سنتين و6 سنوات” أحداهن مريضة بالسرطان، مؤكداً أنهم لم ينتظروا حتى “تتستر زوجته التي ترتدي ملابس النوم”.
وبيّن أن زوجة شقيقه قالت لهم: ماذا تريدون؟ فقالوا: نحن نبحث عن شخص اسمه محمد طريف، فقالت لهم: لا يوجد هنا شخص بهذا الاسم. فقالوا: محمد أبو لبادة. فقالت لهم: هو في الطابق الثاني.
وقال: “قبل دخولهم شقة أحمد، دفشوا باب بيتي، ودخلوا عليّ فجأة وزوجتي بقميص النوم، وكلبشوني وأخذوني معهم كدرع بشري”.
وتابع: “صعدوا إلى الطابق الثاني، ففتح أحمد لهم الباب مباشرة، فكلبشوه وهم يقولون لوالده البالغ من العمر 56 عاماً: خذ الأرض، خذ الأرض”.
وأضاف أنهم سألوا أحمد عن شقيقه محمد، فأخبرهم بأنه يسكن في جبل فيصل، فأجبروه على الخروج معهم ليدلهم على بيت محمد، “وأخذوني أنا وطارق أيضاً، وأركبونا في سيارات خصوصي، حتى إذا ما اقتبرنا من المنزل غمّوا على أعيننا بشيء أسود”.
تقول والدة المعتقلَين : “خلعوا باب بيت ابني محمد، وحاولوا اقتحام غرفة النوم بدون مراعاة لأية حرمة أو مشاعر، إلا أن زوجته أغلقت على نفسها الباب بالمفتاح، ولم تسمح لهم بالدخول حتى لبست خمارها بالكامل، وهم يستعجلونها بفتح الباب، وهي تقول لهم: اللي بفوت عليّ ما يلوم إلا نفسه”.
وأشارت إلى أنهم “قلبوا البيت رأساً على عقب، ولم يدَعوا مكاناً إلا وفتشوه من دون أن يجدوا شيئاً مهماً”، مضيفة: “لا أدري ماذا يريدون من أولادي.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
أبو سياف: لم يراعوا الحرمات وهذه أسماء المعتقلين
يُذكر أن الأجهزة الأمنية داهمت فجر أمس الأربعاء منازل بعض أفراد التيار السلفي الجهادي في منطقتي الزرقاء والرصيفة والجبيهة، وقامت باعتقال 8 أفراد لأسباب غير معلومة، بحسب القيادي في التيار محمد الشلبي “ابو سياف”.
واتهم أبو سياف قوات الامن بـ”الاعتداء على حرمات المنازل، لا سيما ان اقتحامها كان مباغتا ولم يراع الاوضاع الخاصة للنساء في مثل هذا الوقت، مشيرا إلى استخدامها للكلاب البوليسية والهراوات والتعذيب”.
وذكر أن المعتقلين هم:
محمود مناع.
عبدالرحمن الياسوري.
أحمد أبو لبادة.
محمد أبو لبادة.
أحمد عكرك
عبد الفتاح دردس.
محمد خاطر.
عبد الرحمن الحياري
وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت قبلها بأربعة أيام ناشطين في التيار السلفي الجهادي، هما: بسام النعيمي المعروف بأبي بندر، وأحمد ربحي المعروف بأبي مالك الخطيب.

عن marsad

اترك تعليقاً