الحكم الأمريكي الصادر على الجنود الأمريكيين في قضية حرق المصاحف مهين للشعب الأمريكي

الحكم الأمريكي الصادر على الجنود الأمريكيين في قضية حرق المصاحف مهين للشعب الأمريكي

يوم واحد وعشرين من شهر فبراير لعام 2012 كان يوما تعساً بالنسبة للجيش الأمريكي، والذي سيذكره العالم في صفحات تاريخه كوسمة عار على الجبين الأمريكي، ولا يمكن للأمريكيين أبداً أن يتخلصوا من الآثار السلبية لهذا الحادث الأليم، الشعوب القادمة سوف تعتبر هذه الجريمة الوحشية للجيش الأمريكي علامة العار والخزي والبربرية، وسوف تنعته بألقاب: سوء الأخلاق، والوحشية واللامبالاة.
في الليل الذي يقع بين يوم الأثنين 20 فبراير 2012 ويوم الثلاثاء 21 فبراير 2012 قام الجنود الأمريكيون برمي نسخ من المصحف الشريف وكتب إسلامية أخرى في مكان قذر وأشعلوا النيران فيها إنا لله وإنا إليه راجعون.
أحرقوا هذه الكتب المقدسة على أرض أفغانستان الإسلامية في قاعدة بجرام، وقد انتزع الأمريكيون هذه الكتب الطاهرة من أيدي السجناء المباركة، الأمريكيون كانوا يدركون جيداً بأن المصحف الشريف كتاب مقدس لدى جميع المسلمين.
في ذلك اليوم صار غليان في دماء الشعب الأفغاني المسلم مما أرهب أعداء الإسلام من كابل إلى واشنطن وبكثرة اعتذاراتهم اتعبوا حناجر الصحفيين والمذيعين، وكان قائد حلف الناتو الاحتلالي في أفغانستان جان آلن، ووزير الدفاع بانتيا، وزيرة الخارجية هيلاري والرئيس الأمريكي أوباما جميعا كانوا يصرخون صراخ الاعتذار، وكانوا يواعدون كذبا إنزال عقوبات على عاملي الحادث (حرق نسخ القرآن) وكانوا يصدرون أوامر التحقيقات في الحادث.
وعلى الفور تشكلت ثلاث لجان بغية البحث والتحري في الموضوع وأعلنت بأنه عما قريب سيتجلى كل شيء ويجزى العاملين في الحادث وفق القانون.
لكن للأسف أعلنت نتائج تحقيقات ومساعي المدعيين والقضاة الأمريكيين التي دامت ستة شهور بشكل حيرت جميع الشعب، فهؤلاء قرروا: على أساس نتائج منشورة للتحقيقات العسكرية، فقد أعطي جزاء تأديبي لهؤلاء الجنود الأمريكيين الستة الذين تورطوا في حرق نسخ القرآن الكريم في شهر فبراير الماضي، كما عفي أولئك الجنود الأمريكيون الذين أساؤوا إلى جثث شهداء طالبان من العقاب الجنائي، ويعطى لهم فقط الجزاء التأديبي، وقد صرح الجيش الأمريكي بأن جنوده لم يقوموا بهذه الأعمال عن قصد المصدر بي بي سي 2012-08-28 م
إن هذا الحكم الصادر من أمريكا بقدر ما هو إهانة لإرادة الشعب الأفغاني، فهو أكثر إهانة للشعب والحكومة والقضاء والقانون الأمريكي، لأن عزم الشعوب تنبع من أسسها الأخلاقية، فأينما تكون الأخلاق هابطة إلى هذا الحد بحيث يتم البول على جثث الشهداء ثم تنشر صور ذلك بفخر واعتزاز، وتحرق الكتب المقدسة ثم لا يعتبر القضاة ذلك جريمة فماذا يكون الانحطاط أكثر من هذا؟!
تبين الآن للعالم بأسره بأن الحكام الأمريكيون لا يعرفون القيم الأخلاقية والمعنوية، ولا يقدرون مقدسات الشعوب الأخرى، ليس للقانون الأمريكي أي أساس أخلاقي، فهو قانون عنصري بامتياز بين الإنسان الأمريكي وبين الإنسان الآخر، وهو قانون مناقض لحقوق للإنسان مع ادعائه الحفاظ على حقوق الإنسان، لأن القضاة الأمريكيين لا يعتبرون جنايات الأمريكيين جنايات بل يعدونها إخلالا إداريا، لذا أعطي لهؤلاء الجناة جزاء تأديبيا أو إداريا، بمعنى أن تنقص رواتب هؤلاء الجنود قليلا أو يكلفون لبعض الوقت بأشغال إضافية أو يجرمون  بدفع بضعة دولارات.
هذه المجريات أظهرت حقيقة بل أثبتتها وهي: أن الجنود الأمريكيين يقومون بهذه الجنايات نيابة عن حكومة بلادهم، وأن هذه الجنايات ليست عمل فردى بل هؤلاء تربوا على هذا المنوال، وأن هذا هو عقلية وتفكير ومعيار أخلاقيات قضاتهم، فماذا يتوقع من عامتهم والجنود والجنرالات؟
وليت شعري أن الذين يعتبرون أمريكا صديقة لأفغانستان وهم ليلا ونهارا متعبين في خدمة الأمريكان هل أدركوا الآن بأن الأمريكيين أعداء لله سبحانه وتعالى وكتابه المنزل القرآن الكريم، ومن البديهي بأن أعداء الله لا يمكن أبداً أن يكونوا أصدقاء للمسلمين، وهذا أيضا من البديهي بأن حب الله وحب أعداء الله في قلب عبد ليس يجتمعان.

عن marsad

اترك تعليقاً