فنزويلا تحبس انفاسها بعد تدهور صحة تشافيز تلت عملية جراحية رابعة

فنزويلا تحبس انفاسها بعد تدهور صحة تشافيز تلت عملية جراحية رابعة

شبكة المرصد الإخبارية

الغت فنزويلا الاثنين احتفالات راس السنة غداة الاعلان عن تدهور الوضع الصحي للرئيس هوغو تشافيز، وسرت شائعات على شبكات التواصل الاجتماعي تعلن وفاته الى جانب رسائل التشجيع والمواساة.
ومن هافانا حيث خضع تشافيز لعملية جراحية، اعلن نائب الرئيس نيكولاس مادورو في رسالة بثتها كافة وسائل الاعلام في فنزويلا، “ابلغنا بحصول مضاعفات جديدة طرأت اثر اصابته بالالتهاب في الجهاز التنفسي”.
واضاف مادورو ان “الوضع الصحي للرئيس تشافيز ما يزال دقيقا”، لافتا الى ان علاج المضاعفات “لا يخلو من مخاطر”.
وسيطر الهدوء على كراكاس صباح الاثنين، وشعور بالقلق والضيق بين انصار الرئيس، في حين تصدرت الانباء عن صحته جميع الصحف “صحة الرئيس ضعيفة” (اولتيماس نوتيسياس)، و”مادور: الرئيس تشافيز يعاني من مضاعفات جديدة” (ال اونيفرسال).
وقال ميغيل انريكه المتقاعد البالغ من العمر 70 عاما اثناء توجهه للصلاة “لا اعرف ما الذي سيحصل لتشافيز، ولكننا لم نمض من قبل عيدا مثل هذا. الله وحده يعلم ما سيحل به وبنا”.
واعلنت سلطات العاصمة الغاء حفل نهاية السنة التقليدي الذي كان مقررا احياؤه في وسط المدينة في ساحة بوليفار.
ودعا وزير الاعلام ارنستو فيليغاس سكان كراكاس وفنزويلا الى استقبال السنة الجديدة مجتمعين في منازلهم، بالصلاة وبشعور بالامل من اجل صحة الرئيس المنتخب الذي كان يفترض ان يتسلم مهام ولايته الجديدة في 10 كانون الثاني/يناير.
وعلى موقع تويتر، تكررت كلمات “فويرتسا تشافيز” (امض تشافيز) و”تشافيز سيحيا وسينتصر”، و”احب تشافيز”، مئات المرات، حيث ارسلها مسؤولون فنزويليون كبار، وسكان عاديون.
وكتب نيري كولميناريس “تشافيز سيحيا وينتصر لانه ابن الشعب، ابن الكفاح، ويتحلى بالقوة لمواجهة الرياح التي تعصف بحياته”.
ولكن مناوئيه كذلك عبروا عن ارائهم، كما فعل انريكي فاسكيس بقوله “لا اريد ان يموت تشافيز. سيكون موقفنا سيئا كشعب ان اضطررنا الى ان نعمل على اخراجه من السلطة بسبب المرض”.
كما انتشرت الشائعات التي تعلن وفاته، على تويتر، كما فعل تنينتي كورونيل “تشافيز مات، سيعلن هذا خلال ساعات او على الاكثر يوم 3” كانون الثاني/يناير.
وتشافيز المصاب بالسرطان يتزعم اليسار الراديكالي في اميركا اللاتينية منذ اكثر من عقد وهو معروف بمعاداته “للامبريالية” الاميركية، ويحكم منذ 1999 فنزويلا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وتمتلك أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم.
وقال مادورو الذي اكد انه تحدث مع تشافيز عن المضاعفات الصحية وشؤون الدولة ان الرئيس يواجه “حالة صعبة”.
وقال ان “الكوماندانتي (القائد) تشافيز يريدنا بشكل خاص ان نبلغ تحياته بمناسبة العام الجديد لكل اسرة فنزولية تجمع ابناؤها حول بعضهم في كافة انحاء البلاد في هذا الوقت”.
وقال نائب الرئيس الاحد انه سيبقى في هافانا في الساعات المقبلة مع تشافيز واسرته لمراقبة تطور حالته.
ومادورو موجود في كوبا الى جانب روزا فرجينيا تشافيز، احدى بنات الرئيس، ووزير العلوم والتكنولوجيا خورخي اريازا والمدعية العامة للدولة سيلسيا فلوريس.
وكان تشافيز (58 عاما) فاز بولاية رئاسية جديدة من ست سنوات في انتخابات تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ومن المقرر ان يؤدي اليمين في العاشر من كانون الثاني/يناير المقبل.
غير ان صحته اثارت مخاوف حول مستقبل حركته اليسارية، وما اذا كان في حالة تسمح له بحضور حفل تنصيبه.
وبموجب الدستور الفنزويلي يتعين اجراء انتخابات رئاسية في غضون ثلاثين يوما في حال فقدان الرئيس القدرة على اداء مهامه او في حال الوفاة قبل تنصيبه او خلال السنوات الاربع الاولى من ولايته.
وحرص وزير الاعلام على نفي الشائعات التي تحدثت عن وفاته بقوله عبر تلفزيون فنزويلا الحكومي “هل تعتقدون ان ابنته (روزا فيرجينيا) كانت ستجلس هادئة اثناء القاء مادورو كلمته، لو ان هذا الذي حصل؟”.
والاثنين الماضي قالت الحكومة ان هناك “تحسنا بطيئا” في حالته بينما يتعافى من التهاب في الجهاز التنفسي اصابه بعد الجراحة.
ولم يكشف المسؤولون ابدا نوع السرطان الذي اصيب به تشافيز او درجة خطورته. وكان تم تشخيص تشافيز اولا بالمرض في حزيران/يونيو 2011 ولم يعين خلفا سياسيا له وهو مادورو الا في وقت سابق هذا الشهر.
وكان الزعيم الفنزويلي قد اكد قبل خوضه حملة اعادة انتخابه الشاقة في وقت سابق هذا العام انه شفي من السرطان.
لكنه اجبر في وقت سابق على كشف اصابته بانتكاسة.
وفي تصريح في كراكاس قبل مغادرته لم يحدد مادورو فترة بقاء المجموعة في هافانا، لكنه قال ان وزير الكهرباء هكتور نافارو سيتولى مهام نائب الرئيس خلال غيابه.
ومنذ ذهاب تشافيز الى كوبا في العاشر من هذا الشهر للخضوع لعملية جراحية رابعة منذ تشخيص اصابته بالسرطان في 2011، عمل مادورو على شحذ مهاراته القيادية.
ومادورو (50 عاما) الذي كان في السابق سائق حافلة وناشطا في اتحاد النقل، هاجم المعارضة على التلفزيون الوطني على طريقة تشافيز.
وتعهد بالقتال من اجل الدفاع عن الثورة الاشتراكية التي اطلقها تشافيز.
ولعب مادورو دورا بارزا في مسألة مراسم تنصيب تشافيز وتبنى في خطاباته “لهجة شخص يخوض حملة” بحسب ما ذكرته كارمن بياتريز فرنانديز مديرة داتا ستراتيجيا.
وقالت الاسبوع الماضي انه “سيم خليفة لتشافيز وهو الان يلعب هذا الدور بفعالية. انه يعد نفسه لانتخابات رئاسية في المستقبل القريب”.
واضافت فرنانديز “ان مادورو كان يبدو اكثر اعتدالا وهدوءا بكثير لكنه يظهر الان وكأنه يقلد دور تشافيز ويحاول ان يكون اكثر ميلا للمواقف الحادة”.

عن marsad

اترك تعليقاً