لماذا يُحرم المقدسي من وداع زوجته وتشييعها؟

لماذا يُحرم المقدسي من وداع زوجته وتشييعها؟

وائل البتيري

بأي دينٍ أو عُرف أو عقلٍ أو ذوقٍ أو خلُقٍ أو قانونٍ؛ يُسمح لخالد شاهين – المتهم بقضايا فساد – بالمشاركة في جنازة والده، في الوقت الذي يُحرم فيه منظر السلفية الجهادية أبو محمد المقدسي من المشاركة في جنازة زوجته أم أولاده.
وأي قسوة في فؤاد من قطع اتصاله بنجله الأكبر في الدقيقة الرابعة وخمس ثوانٍ، ولم يسمح له بمواساة أبنائه وبناته بوفاة الأم التي ماتت على فراشها أمام أعينهم، فكان من الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل..
لست معترضاً البتة على السماح لشاهين بالمشاركة في جنازة والده، فهذا موقف إنساني له ما يسوّغه، ولكن الوزر كل الوزر في منع رجل متهم بالسعي إلى الجهاد في أفغانستان ومؤازرة الأفغان الذين يعملون على دحر المحتل الأمريكي؛ من نظرة وداع لزوجته التي لم يرها منذ سنوات، إذ أن وجود السجانين عند زيارتها زوجَها كان يحول بينها وبين رفع خمارها عن وجهها..
لقد قدّر الله تعالى لكاتب هذه الكلمات أن يزور بيت العزاء في أم محمد، وأن يستمع إلى كلماتٍ أسيفة من محمد البرقاوي، النجل الأكبر للمقدسي، يتحدث وعلامات الأسى والألم ترتسم على وجهه وهو يغالب الدمع، ويعبّر عن مشاعره حين قطع السجّان الاتصال بينه وبين والده أثناء حديثهما القصير جداً عن وفاة الزوجة والوالدة رحمها الله.
قرأت في وجه محمد كلمات لم ينطق بها، يقول فيها: لماذا يا بلادي يُحرم والدي من أدنى حقوقه؟ وما معنى “الإنسانية” و”الحرية” و”حقوق الإنسان” التي يتشدق بها المسؤولون ليل نهار؟.. كلمات لم نعُد نستطيع أن نفسّرها في قاموس المسؤولين في بلدنا التي نحبّ!!
أما أبو محمد المقدسي؛ فأصبح مكانه الأصلي خلف القضبان، وبقاؤه في خارجه حراً طليقاً أمراً مستهجناً لدى أي مراقب، ويكأنّ وظيفة سجانيه مرتبطة بوجوده في قبضتهم، حتى ولو بِتُهَمٍ ملفّقة، وبمحاكمات عسكرية في محاكم غير شرعية!!

عن marsad

اترك تعليقاً