قاطعوا دستور الإنقلاب

boycott3قاطعوا دستور الإنقلاب

هذا حوار هادئ مع كل ذى عقل لبيب وقلب سليم يريد أن يصل إلى معرفة الحق ليتبعه ويسير فى طريقه.

حوار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

حوار للشرفاء الذين يدافعون عن شرف حريتهم التى حصلوا عليها بشق الأنفس وضاعت بين عشية وضحاها.

حوار لنصل ببلدنا لبر الأمان بعدما عصفت بها رياح الإنقلاب والتغيير المشئوم الذى لم يبقى كبيرة ولا صغيرة إلا دمرها، إنه حوار الدستور المزيف الذى دبر تزييفه بليل ثم خرج المزيفون يقولون ما شهدنا تزييفا وإنا لكم لناصحون.

دستور كتبه ثلة من السكارى والمرجفين الذين أرادوا مهلك الأمة بأسرها لينفذوا مخططات أسيادهم اليهود والصهاينة، مثلهم فى ذلك مثل بنى إسرائيل الذين استبدلوا الذى هو أدنى بالذى هو خير فقيل لهم اهبطوا أرض الإنقلاب لتربحوا وماهم برابحين بل هم خاسرون ولكنهم لا يفقهون.

يعرف أهل السياسة والقانونيون الدستور بقولهم أنه هو القانون الأعلى الذى يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة، أى أنه منهج شامل تسير عليه الدولة لعقود طويلة وآجال مديدة.

وتوضع الدساتير فى العالم بإحدى طريقتين إما بجمعية تأسيسية منتخبة حيث يتاح للشعب إختيار من يقوموا بهذه المهمة أو بواسطة جمعية نيابية منتخبة أو لجنة حكومية أو الحاكم نفسه ثم يطرح على الشعب فى استفتاء عام ليقول الشعب كلمته.

أول نقاط الحوار مع من سيصوت فى الإستفتاء المزعوم سواء بنعم أولا هل هذه الصفة موجودة فيمن وضعوا هذه الوثيقة ؟ بالطبع الإجابة ستكون بالنفى لأنه لا يوجد ولو شخص واحد انتخب من الشعب أو ممن يمثلون الشعب فيما عرف بلجنة الخمسين ولا يوجد لدينا حاكم شرعى بعد اختطاف الدكتور مرسي ليضع لنا دستورا ليطرح على الإستفتاء فعلى ماذا ستذهب للتصويت ؟ الإجابة هى على وثيقة وضعها أناس ليس لهم أى صفة قانونية لوضع دستور البلاد.

هذه النقطة كافية لسقوط الوثيقة المزورة، فالعاقل لا يشهد على زور.

فإذا قال قائل: إنهم عندى ثقات وأنا أعترف بهم كعدول يضعون دستور البلاد، فنقول له بهدوء :هل قرأت هذه الوثيقة لتعرف محتواها أم أنك ممن يقولون: إنا وجدنا آباءنا سيصوتون بنعم وإنا على آثارهم مقتدون؟ فإن كان قد قرأه فنقول له مادة واحدة فقط كفيلة بإسقاطه وهى تحصين وزير الدفاع ، هل توضع الدساتير لتحصين الأشخاص وجعلهم فراعنة أم توضع لتنظيم الحياة وإعطاء كل ذى حق حقه؟

لن تجد إجابة مقنعة من صاحبنا إلا أن يكون مثل من قال(إجعل لنا إلها كما لهم آلهة)

ثم يأتى السؤال التالى :ما رأيك فى محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى؟هل سترضى بذلك ؟ فتخيل نفسك ذلك الرجل الذى يحاكم لمجرد تلفيق تهمة له بإهانة المؤسسة العسكرية .

من فضلك أجب إجابة صادقة وإلا ستكون ممن اتبع إلهه هواه وأضله الله على علم.

بعد كل هذه الامثلة البسيطة التى تبين عوار هذه الوثيقة المزورة سيجد صاحبنا نفسه بين المطرقة والسندان فيصرخ فى وجوهنا صرخة كبيرة وكأنه ضاق بهذه الأسئلة ذرعا فيقول: إذن سأصوت بلا.

فيأتى السؤال المهم: هل إذا جاءك لص وأخذ تحويشة العمر التى ذقت فى سبيل تحصيلها ويلات الأمور ثم قال لك: سأحتفظ بها لك فى مكان أمين لأنك غير مؤهلا لحملها؟

هل ستصدقه؟ بالطبع الإجابة بالنفى إن كان فى رأسه مسحة عقل

فيا صاحبنا الطيب، أناس داسوا على خمس استحقاقات قانونية ببياداتهم ولم يعبأ بها ولا بمعاناتك فى سبيل تحقيقها هل تأمنهم على صوتك الآن بلا؟

فإذا كنت من هذا الصنف من الناس وتريد الحرية والكرامة لك ولأهلك ولبلدك فقاطع دستور المزيفين وقاطع دستور الإنقلابيين لأنك بمشاركتك فى هذا الأمر ستكثر سواد الزائفين والظالمين والفاسدين.

قاطع وأرشد غيرك ليقاطع حتى تنجوا بنفسك من المهالك.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً