لاعبي الجزائر في المونديال

كيف أبدع الجزائريون؟ وماذا تعلم الألمان؟ العامل البدني واللمسة الأخيرة خلف فوز ألمانيا

لاعبي الجزائر في المونديال
لاعبي الجزائر في المونديال

كيف أبدع الجزائريون؟ وماذا تعلم الألمان؟ العامل البدني واللمسة الأخيرة خلف فوز ألمانيا

شبكة المرصد الإخبارية

أدت الجزائر أجمل مباراة يمكن ان تقدمها الكرة العربية في أهم البطولات على الاطلاق (كأس العالم، وأحرجت المنتخب الألماني العريق في أغلب أوقات اللقاء الذي امتد إلى أكثر من (120) دقيقة، لكن عامل الخبرة ونقص اللياقة البدنية كانت أحد أهم العوامل التي وقفت في وجه “الخُضر” وأهدت ألمانيا فوز غير مستحق.
ممثل الكرة العربية الوحيد في الدور الثاني من مونديال البرازيل ظهر كـ”الأسد الجارح” وحاول في مناسبات عديدة جرح كبرياء “المانشافت”، حيث حصل على أكثر من كرة كانت بحاجة فقط إلى لمسة حتى تعانق شباك الحارس العملاق “نوير”، إلا أن ذلك لم يحصل وبالعكس لعب الالمان على الأخطاء الفردية لبعض لاعبي الجزائر وسجلوا هدفين من خطأين فادحين، قبل أن يرد “الموهبة” إسلام سليماني بهدف متأخر لم يرو الضمأ.

ولقد صدمت الجزائر كل من توقع انهزامها بسهولة أمام المانيا، عذبت الماكينات وأجبرتها على التعطل دقائق طويلة من اللقاء، أرهقت نجوماً معروف عنهم عدم التعب مثل شفاينستايجر، وحولت نوير لمدافع كي يعالج عيوب خط دفاعه التي انكشفت بفعل لمسات الجزائريين الذكية.

صحيح أن الخضر خسروا، لكنهم ألهموا أجيالاً قادمة في العالم العربي بأن كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا بالتاريخ ولا بالاهتمام الإعلامي، فكرروا ما فعلوه في عام 1982 عندما ألهموا الجميع بفوزهم على المانيا، لتكون بعدها عودة عربية قوية للمونديال، وهم الآن جاؤوا بهذا الأداء بعد نتائج مهزوزة استمرت في النسخ الثلاث السابقة من كأس العالم.

كيف عذب الجزائريون الألمان؟

قدم الجزائريون دروساً تكتيكية غاية في الروعة، فركزوا بشكل واضح على نقاط ضعف خصمهم، فكلما امتلكوا الكرة ضربوا بالسرعة عمق دفاعهم البطيء، مما سبب للألمان إرباكاً وخوفاً واضحاً، خوف جعل استحواذهم على الكرة سلبياً، فقد كانوا يخشون قطع الكرات فيتم ضربهم بمرتدة.

الجزائريون لجأوا أيضاً إلى شكل ذكي في خط الدفاع صمد بقوة، وإن ظهرت فيه بعض الفجوات نهاية الشوط الثاني من الوقت الأصلي بفعل الإرهاق، فكان التحول إلى 6-3-1 واضحاً عند خسارة الكرة، مع وضع الضغط على ثلاثي الوسط الألماني، والاستفادة الواضحة من عدم صعود أظهرة خصمهم لأنهم بالأصل قلوب دفاع، فكان اللعب على الأطراف واحد لواحد لصالح الجزائريين، وفي العمق كان الضغط المصحوب بتغطية بفعل كثافة اللاعبين، ليتم تعطيل كل أفكار المانيا.

وعمد الجزائريون بوضوح إلى اللعب بقوة على اللاعب الألماني المستحوذ على الكرة، فلم يسمحوا لكروس وشفاينستايجر بإخراج الكرة مجاناً، لأن كل لمسة كان فيها نوع من الاحتكاك المشروع، المصحوب دوماً بتغطية من زميل أخر، فكان لجوء الماكينات إلى التمريرات الآمنة ولم يحبذوا المخاطرة.

الجزائريون استحقوا الفوز بالشوط الأول سواء من ناحية التفوق التكتيكي أو حتى من حيث الحصول على الفرص لكن تسرعهم أمام المرمى وفي اللمسة قبل الأخيرة أيضاً تم دفع ثمنه، وهو أمر طبيعي لمنتخب يشارك معظم لاعبيه لأول مرة في كأس العالم، فهذا منتخب يمكن البناء عليه كثيراً، سواء لتقديم أمم أفريقيا مقبلة ممتازة، وبعدها الذهاب إلى روسيا لتكرار قصة البرازيل الجميلة، مع ضرورة الاعتراف بتفوق المانيا في الشوط الثاني، ونجاحهم بخلق عدد من الفرص كان كافياً للفوز بسبب الانهيار البدني في الدقائق الأخيرة.

ورغم خسارة الجزائر بالنتيجة، فإن خسائر عديدة تم الحاقها بالمانيا، فإصابة مصطفى وإن لم يقدم أي شيء إيجابي في مشاركاته خلال هذا المونديال تعد نوعاً من تفريغ الدكة، بل إن حالة شفاينستايجر عند خروجه لا تطمئن لوجوده في المباراة المقبلة، إضافة إلى هز ثقة الماكينات بأنفسها، وبطاقة صفراء ستقيد فيليب لام في المباريات المقبلة. 

دروس تعلمها الألمان في المباريات المقبلة:

أدرك يواكيم لوف مدرب منتخب المانيا اليوم بأن البداية البطيئة قد يكون لها عواقب وإن لم يكن معها أهداف، فاهتزت ثقة لاعبيه، وارتفعت ثقة الجزائريين بوضوح، وهي بداية غيرت شكل المباراة، وأعطت الخضر إضافة مهمة للدقائق المتبقية من وقت اللقاء.

وتعلم المدرب الألماني أن لعبه بقلوب دفاع كأظهرة ستجعله يعاني أمام كل فريق يتمركز دفاعياً بشكل صحيح ولا يغامر بتلقي المرتدات، فلولا إصابة مصطفى وعودة فيليب لام إلى مركز الظهير الأيمن ولعب سامي خضيرة كخط وسط، لما خلقت المانيا عدد الفرص الكبير الذي جاء في الشوط الثاني، التي جاءت كلها من الجانب الأيمن السليم منطقياً متكوناً من ظهير (فيليب لام) وجناح (أندري شورله)، وليس عليه أن يرى بأن الهدف جاء من الجهة اليسرى لأنه جاء في لحظة عدم تنظيم جزائرية واندفاع غير محسوب.

وأيقن الألمان تكلفة إهدار الفرص، فاليوم شاهدوا هذا الدرس من جهتين؛ كيف أهدرت الجزائر فرصها وخرجت في النهاية من جهة، وكيف أهدروا هم الفرص في الشوط الثاني فاضطروا للعب وقت إضافي زاد من إرهاقهم من جهة أخرى.

مبولحي ونوير:

ولا يمكن أن يكتمل تحليل هذه المباراة من دون الالتفات إلى الرائع ريس مبولحي، حارس رائع زاد من إثارة المباراة، تماماً كما فعل نوير الذي غطى عيوب خط دفاعه طوال دقائق المباراة.

مونديال بات يتميز بكثرة الحراس المتألقين، فعند ذكر كل من أوتشوا حارس المكسيك، ونافاس حارس كوستاريكا، ونوير ومبولحي وكورتوا وبرافو وسيزا ر حراس كل من المانيا والجزائر وبلجيكا وتشيلي والبرازيل على الترتيب، ليكون وصف هذا المونديال بمونديال حراس المرمى المتألقين، حراس صنعوا الفارق وأضافوا لإثارة البطولة الكثير.

بغض النظر عن الأداء البطولي الذي قدمته الجزائر في اللقاء واجبار منتخب مرشح للقب مثل المانيا للعب شوطين اضافيين, لا بد من لفت الإنتباه الى بعض الأمور الفنية التي قادت ألمانيا الى الفوز وبولغ الدور المقبل على حساب منتخبنا العربي.

أولاً.. وهو السبب المباشر والأهم في اللقاء, الا وهو العامل البدني, ماكينات ألمانيا ورغم صعوبة اللقاء استمرت في اللعب بنفس الأداء من دون اي خلل, بعكس المنتخب الجزائري الذي بدا عليه الإرهاق نتيجة ما قدمه خلال اللقاء.

ثانياً.. اللمسة الأخيرة, منتخب الخضر قدم كل ما عليه في المواجهة, لا أحد كان يتوقع منه ذلك, عابه امر وحيد الا وهو اللمسة الأخيرة, فلو استفاد من هذه الفرص التي سنحت له لكان في امان خلال اللقاء, حتى وكان قادراً على حماية مرماه بعد التقدم.

ثالثاً.. خلق المساحات في الشوطين الإضافيين نتيجة الإرهاق البدني, فلم يعد بمقدور اللاعبين على التركيز الذهني واللعب بإرتياحة كما البداية, الأمر الذي ساهم في تشتيت الإنتباه جراء تحركات الخصم بالشكل المطلوب.

رابعاً.. الخطأ الفردي الذي قام به عيسى ماندي قبل الهدف الأول لألمانيا, حيث ترك منطقته وفضل ملاحقة الكرة الطويلة, مما خلق ثغرة خلفه استغلها مولر في تمرير الكرة بإرتياحية امام المرمى.

خامساً.. امر لا يمكننا ان نتجاهله وهو ان خبرة المانيا ساهمت كثيراً في انهاء اللقاء لمصلحتها, عرفت كيف تنهي اللقاء بإستغلال اقل ثغرة في صفوف الجزائر.

عموما لم تقصر الجزائر”البتة” وأدت ما هو مطلوب منها، حتى أن ألم الوداع جاء سهلا على مؤازري هذا المنتخب، بعد الأداء الرجولي والبطولي أمام منافس متمرس حاصل على لقب كأس العالم في مناسبات ثلاث.
الجزائر كانت تستحق الوصول إلى ما هو أبعد من دور الـ”16″ قياسا للأداء الذي قدمته، إذ إن الظروف لم تسمح بذلك وحرمت العرب من أن يكون لهم ممثل في دور الثمانية للمرة الأولى في التاريخ.
من حق هذا المنتخب ان يفخر بما قدم بداية من بلجيكا مرورا بمواجهتي كوريا الجنوبية وروسيا وانتهاء بألمانيا التي عانت الأمرين واحتاجت إلى بذل مجهود “خرافي” حتى تخرج بانتصار جاء بـ”الإضافي” ولو أن الحسم كانت بـ”ركلات الحظ” مباشرة لكان هناك كلام آخر.
ودعت الجزائر مونديال البرازيل مرفوعة الرأس، وصفق لها العالم ككل على حضور فني وذهني عال المستوى، حيث لو نجحت في تجاوز عقبة ألمانيا “العنيدة” لبدأ الحلم يكبر ويكبر وهذا ما لم يسمح له الألمان أن يحدث في ليلة ستبقى عالقة في عقول الشعب الجزائري الذي تمنى أن تتواصل “مغامرة” منتخب بلاده بما أن هناك أسماء أثبتت حضورها وقوتها بداية من الحارس الريس مبولحي ورفيق حليش ومهدي مصطفى وإسلاتم سليماني وسليمان فغولي وغيرهم.
سيحمل المنتخب الجزائري امتعته ويغادر البرازيل في مشهد غير محبب بالنسبة إليه، لكن على اتحاد الكرة هناك برئاسة محمد روراوة أن يحافظ على قوام هذا المنتخب ومدربه البوسني وحيد خليلوزديتش الذي صنع منتخبا “مرعبا” احرج الكبار وفي مقدمتهم منتخب ألمانيا.

من الجدير بالذكر أن العامل البد

عن Admin

اترك تعليقاً