كاميرون ونتن ياهو

في بريطانيا: فاز المحافظين….وخسرت فلسطين..!!

كاميرون ونتن ياهو
كاميرون ونتن ياهو

في بريطانيا: فاز المحافظين….وخسرت فلسطين..!!

 

بقلم: عماد توفيق

 

من الغريب والمستهجن ان تواصل فلسطين تأثرها وتأثيرها على نتائج الانتخابات في بريطانيا الدولة الاستعمارية صاحبة جريمة نكبة فلسطين في الذكرى الـ 67 لنكبتنا.

تشير نتائج الانتخابات البريطانية التي حملت العديد من المفاجآت المفجعة والتي كان أكبرها الفوز الغير متوقع لحزب المحافظين و الخسارة الفادحة لحزب العمال، وهي الخسارة الأفدح منذ 1987.

عدا عن مفاجأة الانهيار شبه التام لحزب الليبراليين الديمقراطيين، والمفاجأة المذهلة المتمثلة بفوز حزب الوطني الاسكتلندي – الذي يقود حملات الدعوة للاستقلال عن بريطانيا- بفوزه بنحو 56 مقعدا من أصل 59 مقعد مخصصة لإسكتلندا، وبفارق نحو خمسين مقعداً عن الانتخابات الماضية.

لكن مال لفلسطين ومال انتخاباتها، ففلسطين محتلة منذ النكبة 1948، ويمر على نكبتها اليوم 67سنة، وسبب نكبتها بريطانيا العظمى، وبريطانيا غابت عن إمبراطورتيها الشمس منذ عقود وتتنافس احزابها بشكل حضاري فاخر من أجل رفعة ورفاه بريطانيا قلب اوروبا العريق.

لكن رغم ذلك يبدوا ان فلسطين تأثرت وأثرت في هذه نتائج انتخاباتها…

فانهيار حزب الديمقراطيين الأحرار الذي لم يحرز سوى مقعد واحد فقط، والذي قدم رئيسه استقالته من رئاسة الحزب، سببه الاساس هو تحالفه مع حزب المحافظين خلال الخمس سنوات الماضية ما افقده رصيده في الشارع البريطاني وعليه فقد مقاعده في البرلمان.

وعلى النقيض نجح حزب المحافظين باقتدار في توظيف تحالفه مع الليبراليين ليس ليبقى في الحكم والحؤول دون الانهيار فقط، بل ليحرز فوزا ساحقا مخالفا بذلك كل استطلاعات الرأي التي كانت ترجح انهياره.

وهنا يأتي دور اثر وتأثير فلسطين، حيث يحيل المراقبون سبب خسارة حزب العمال لعدد من الأسباب :

مواقف نواب حزب العمال تجاه فلسطين، خاصة مبادرة “الاعتراف بدولة فلسطين” التي قادها حزب العمال في البرلمان قبل شهور، الأمر الذي دفع اللوبي الصهيوني لتنظيم حملات إعلامية من الإعلام المقرب من اللوبي الصهيوني “ميردوخ” الذي يمتلك مجموعة من الصحف من بينها جريدة “الصن” الأوسع انتشاراً في البلاد، للعب دور كبير في الحملة المنظمة في مختلف وسائل الاعلام البريطانية كالصحف ومحطات التلفزة التي قامت بحشد وتجييش الشارع الانجليزي مدفوعا برائحة التحريض الصهيوني المكشوف ضد حزب العمال.

تضمن برنامج حزب العمال في الانتخابات تعهد نواب الحزب بالعمل على الاعتراف رسميا بدولة فلسطين في حال الوصول إلى الحكم في انتخابات 2015م، الأمر الذي شكل وقود استفزاز للوبي الصهيوني في بريطانيا الأمر الذي دفعه لاستنفار كافة اوراق القوة التي يمتلكها لمنع حزب العمال من الفوز.

رغم وجود الكثير من النواب الصهاينة في حزب العمال البريطاني إلا ان ذلك لم يمنع اللوبي الصهيوني من العمل على هزيمته، فمصالح “اسرائيل” مقدمة على مصالح نوابه الصهاينة.

ورغم الهزيمة المدوية لحزب العمال البريطاني إلا أن هناك بقايا من عزاء يتمثل بفوز بعض أصدقاء فلسطين في معظم الاحزاب في مناطقهم باستثناء النائبين جورج جالاوي والنائب الليبرالي “ديفيد وورد” اللذان فقدا مقعديهما لصالح حزب العمال.

ومن بقايا الأمل كذلك زيادة أعداد النواب المسلمين من 8 إلى 14 نائبا، رغم ان فوزهم قد لا يصب بشكل تلقائي في صالح القضية الفلسطينية.

ومما ينبغي الاشارة إليه هو النتائج الأولية للانتخابات البريطانية والتي كان ابرزها :

تعدى حزب المحافظين حاجز الأغلبية في البرلمان البريطاني 326 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 650 مقعدا، وتفرده بحكم بريطانيا للسنوات الخمس القادمة.

حصول حزب العمال على 230 مقعدا، والحزب الوطني الاسكتلندي على 56 مقعدا، وحزب الليبراليون الديمقراطيون على 8 مقاعد، وحزب الوحدويون الايرلندي على 8 مقاعد كذلك، وحزب الشين فين الايرلندي على 4 مقاعد، وحزب بريطانيا المستقلة على مقعد واحد فقط، وحزب الخضر على مقعد واحد كذلك، وحصول احزاب أخرى على 9 مقاعد.

وتؤشر هذه النتائج إلى تغير في الجغرافيا البريطانية وسط عدد من الاحتمالات ومنها:

احتمال ان تكون هذه آخر انتخابات لبريطانيا كمملكة موحدة في ظل الفوز الساحق للحزب الاسكتلندي المنادي بالانفصال عن المملكة.

كما يؤشر الفوز الكبير لحزب المحافظين الى احتمال آخر، وهو ان تكون هذه الانتخابات آخر انتخابات في بريطانيا كعضو في الاتحاد الاوروبي في ظل تعهد حزب المحافظين بتنظيم استفتاء على بقاء بريطانيا كعضو في الاتحاد.

 

عن Admin

اترك تعليقاً