من سلطان…. إلى سلطان

من سلطان…. إلى سلطان

مختار نوح المحامي والمفكر والكاتب

وفقاً للإعلان الدستورى الذى احتوى على مواد تم الاستفتاء عليها من الشعب ثم أعيدت إلى الإعلان رغم إلغاء نتيجة الاستفتاء بإلغاء دستور 1971… ووفقاً لإصرار المجلس العسكرى على أن هذه المواد لم يتم إلغاؤها.. فإن المادة 28 قد منحت هذه اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة حق استبعاد مَن تراه ـ ومنحت قراراتها الإدارية قوة أكبر من الأحكام القضائية.. حتى ولو كان حكمًا صادرًا من محكمة العدل الدولية ـ ولكن هذه المادة تحقق لنا العجب ـ  أن الفريق أحمد شفيق أراد أن يتظلم من قرار استبعاده من سباق الرئاسة، الذى أصدره المستشار فاروق سلطان بسبب قانون العزل السياسى الذى أصدره البرلمان.. وقال فى تظلمه إن هذا القانون قد تم تفصيله “مخصوص” ليتم استبعاد الفريق أحمد شفيق.. لكن المستشار سلطان استبعد الفريق شفيق.. فتظلم الفريق شفيق إلى المستشار سلطان من قرار المستشار سلطان، وقال الفريق شفيق للمستشار سلطان فى تظلمه إن المستشار سلطان المتظلم منه قد أخطأ فى قرار استبعاده.. المهم ودون أن نطيل عليكم ـ فقد تظلم أحمد شفيق من قرار سلطان وقدم تظلمه إلى سلطان.. ونظر سلطان فى القرار الصادر من سلطان، وقام بوقف قرار سلطان الصادر باستبعاد اسم أحمد شفيق.. ثم قرر سلطان بعد وقف قرار سلطان أن يرسل القانون الخاص بالعزل السياسى إلى المستشار سلطان فى المحكمة الدستورية حتى ينظر المستشار سلطان فى مدى دستورية هذا القانون، وبعد أن يصدر المستشار سلطان حكماً بعدم دستورية قانون العزل السياسى فسوف يرسله إلى المستشار سلطان فى لجنة الرئاسة؛ لكى يقوم بإلغاء قرار سلطان باستبعاد شفيق إلغاء نهائياً وليس مجرد الوقف.. وبعد أن يقوم المستشار سلطان المتظلم إليه بإلغاء قرار المستشار سلطان المتظلم منه ـ فسوف يقوم المستشار سلطان المتظلم منه باعتماد قبول أحمد شفيق ـ طاعة لقرارات المستشار سلطان المتظلم إليه.. وهى دى مشكلة التشريعات التى أصدرها المجلس العسكرى أنها كلها فى يد سلطان واحد والمجلس العسكرى أصبح “قلبه جامد” لا يهتم بمظاهرات ولا بمطالب الجماهير سواء أكانوا ملايين أو عشرات أو حتى مظاهرة قام بها واحد مش “لاقى ياكل” بسبب همة ونشاط وزارة الجنزورى.. وأى مظاهرة لا تعجب المجلس العسكرى يتم زرع البلطجية بداخلها وهات يا حرق وتكسير حتى تكره الناس المظاهرات وتكره من ينطق بأى كلمة اعتراض.. يعنى أسلوب المجلس العسكرى أصبح “فن وحرفنة” على الأقل فإنك لا تجد مَن تحاكمه فى أى حادث حريق أو إتلاف يحدث حتى ولو تم تصويره بالفيديو، ذلك أن من أحدث الحريق يكون عادة منهم وعليهم…

ومن هنا فإنى أطمئن الجميع أن الفن والحرفنة التى يظن المجلس العسكرى أنها سوف تخمد الثورة.. سوف تخرج من بطنها ثورة جديدة لن تثق فى أحد.. ولن تسلم ذقنها إلى أحد كما حدث سابقاً.. ذلك أن الشعب الذى ذاق حلاوة الثورة لن يرضى بغيرها أبداً.. وعلى رأى الفنان الراحل “فؤاد المهندس”:

“مش كــــدة ولا إيييـــه”

وعجبي

عن marsad

اترك تعليقاً