أهم المآخذ على تجمع المجاهدين فى سوريا

أهم المآخذ على تجمع المجاهدين فى سوريا

كتبه / محمد ابو عرقوب
 
أهم المآخذ على التجمع الحركى الجهادى فى سوريا إفتقاده لأهم مقومات التنظيم المتمثلة فى : القيادة  ،المنهج ، التمويل ، فعدم وجود قيادة قد يحول المواجهة من معركة أمة الى صراعات نخبة تحاول تصفية القضية برؤية تتفق مع ما يسمونه  بالتيار الاسلامى المعتدل فى المنطقة العربية ممن آلت دعوتهم  ليكون البرلمان غايتهم ، والغربُ  قدوتهم، والديمقراطية دستورهم والانتخابات سبيلهم.. والوصول للمشاركة مع الطواغيت في حكوماتهم أسمى أمانيهم. هذه هي الحقيقة الماثلة مهما تكن مؤلمة ومهما يشكل كشفها صفعة على وجوه أصحابها*. مع الأخذ فى الإعتبار ما تسوقه أجهزة الإعلام  بإطلاق اسم الجيش الحر على الثوار والمجاهدين معا وإن كانت مجموعات المجاهدين وكثير من الثوار لا علاقة لها تنظيمياً بالجيش الحر تحت قيادة العلمانى الديمقراطى اللواء رياض الاسعد المنشق عن جيش بشار الاسد .
وأهمية المنهج من أجل فهم معنى الجهاد وما هى الغاية والمغزى من وراءه فقد شرع الله الجهاد لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا وفى الحديث (.. من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله) لاعزاز دين الله وللتمكين له فى الارض، (فيكون حكم الله هو النافذ وشرعه الأمر والناس احرارا لا يمنعهم من عبادة الله طاغوت ولا يخضعون لغير الله ولا يتجرأ عليهم ذو قوة ظالم يعتدى على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، سأل رستم قائد الفرس ربعى بن عامر رضى الله عنه: ما جاء بكم؟ فقال: (ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضى إلى موعود الله قال وما موعود الله؟ قال الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر على من بقى) ، فالجهاد فى الاسلام هو دفاع عن الدعوة وهجوم بقصد حماية حرية نشر الدين والدفاع عن المستضعفين ونشر العدل على الارض هذا هو مفهومنا لمعنى كلمة الله هى العليا ويكون الدين كله لله 1 وتعود أهمية المنهج  لعدم ترك قطف الثمار التى روتها دماء الشهداء للعلمانيين واصحاب الدعاوى الهابطة بإقامة دولة مدنية ديمقراطية .
ج – ويفتقد التمويل الذاتى حين يعتمد فى تمويله على تبرعات المسلمين والتبرعات الدولية التى تقدمها دول وتصل الى الثوار والمجاهدين بطريق مباشر ، وعلى المجاهدين سد هذه الثغرة إستفاداً من أخطاء التجارب السابقة التى تم احتواءها عن طريق التمويل والتبرعات ثم قام العدو بسياسة  تجفيف المنابع  وتصفية الحركة بالاسر والاعتقال والتصفية الجسدية وتغير المسار ،  ولخطورة قضية التمويل العملية أنقل  ملاحظات سريعة على قضية التمويل في التجارب الماضية :
أن مشكلة التمويل ظلت في كافة التجارب الجهادية مشكلة المشاكل ومعضلة المعضلات . وكانت في كثير من الأحيان سبباً من الأسباب الرئيسية في انهيار الجهاد أو استيعابه من جهات غير مخلصة وحرفه عن مساره نتيجة سياسة الاختراق وهو ما يسمى ( سياسة الإغراق المالي ) حيث تبدأ تلك الجبهات بالتمويل المتدرج على الشكل التالي : 
أ- تمويل دون قيد أو شرط.     
ب- تمويل مع نصائح وتوجيهات غير ملزمة. 
ج- تمويل مع اقتراحات ملحقة وتذمر لعدم الأخذ بها.
د- التمويل بشروط الالتزام بإرادة الجهات الممولة بعد تأكدها من أن مصاريف الجهاد والمسؤولين عليه قد وصلت لحال يستحيل فيه على قيادته أن تستمر بدون أموال الممولين الذين يبدؤون بإملاءاتهم عند تحققهم من بلوغ الجهاد تلك المرحلة.
ثانيا : ثبت أنه حتى أفضل الممولين إخلاصاً قل أن يمولوا بدون التدخل والتحكم ومحاولة الإملاءات على قيادات الجهاد تنظيمية كانت أم جبهوية إلا في حالات نادرة جداً.
ثالثا : ثبت أن توسع التنظيمات السرية ودخولها مرحلة المواجهة وتوسع قائمة المصاريف العسكرية والتنظيمية وتبعاتها من أسر الشهداء والمعتقلين ، بالإضافة إلى مصاريف الحركة.. الخ تجعل المصاريف هائلة بشكل تعجز أكبر التنظيمات عن حل هذا المشكل.
رابعا : ثبت أن الجبهات المفتوحة قد مرت بحالتين من حيث موضوع تمويلها:
ا- جبهات كان سياق أدائها موافقاً لاتجاه السياسات الدولية الرئيسية الكبرى وخاصة اتجاه السياسات الغربية لأمريكا وحلفائها أو لأمريكا على الأقل.. وقد انعكس ذلك شلالات من الدعم المادي على تلك الجبهات كما كان حال الجهاد الأفغاني الأول كنموذج للتوافق الدولي على الدعم أو على الأقل الإجازة بوصول أموال المحسنين بكميات هائلة إليه . وكما كان حال الجهاد في البوسنة في مراحله الأولى عند ما كان في صالح أمريكا الضغط على أوروبا وعرقلة مشاريعها النازعة للاستقلال عن القرار الأمريكي. وكذلك المراحل الأولى من الجهاد في الشيشان والذي وافق السياسات الأمريكية في حصار روسيا والضغط عليها.
2- جبهات كان سياقها معاكساً للإرادة الدولية ولاسيما الأمريكية كما صار حال الجهاد في أفغانستان أيام طالبان وفي البوسنة بعد ( دايتون ) وفي الشيشان بعد رضوخ روسيا للسياسات الغربية وتواطؤ الغرب والعالم بكامله بما فيه روسيا على المواجهة العالمية مع الإسلام خاصة منذ أواسط التسعينات من القرن الماضي. وقد انعكس هذا حصاراً وسداً لمنافذ المال على تلك الجبهات والعاملين فيها من قياداتها المحلية أو المتطوعين من المجاهدين المسلمين للعمل فيها.
وكذلك كانت مشكلة التمويل الخارجي بالتبرعات وبالاً على الجبهات في الحالتين ففي حال الفتح وتدفق الأموال كان هذا العامل سبباً للسيطرة على قيادات العمل وأطرافه وإملاءات الممولين من المحسنين والدول وسيطرتها في النهاية على مجريات تلك القضايا بشكل شبه كامل في الغالب كما كانت سبباً من الأسباب الرئيسية لإجهاض العمل في حالات الإغلاق.
وإذا أردنا أن نذكر بعض الانعكاسات السلبية لمأساة التمويل على التيار الجهادي وتجاربه جماعات وأفراد خلال تلك التجارب نجد من ذلك: 
(1) ظاهرة الجهاد المعاصر جعلت المجاهدين المعاصرين من أفقر طبقات الأمة ، وأشدهم إفلاسا  وحاجةً وفاقة. وربطت وضع المجاهد بالتسول والحاجة والتبعية لمن يموله ويساعده على أداء هذه الفريضة، رغم أنهم كانوا طليعة الأمة وزبدتها و أرقي شرائحها ديناً وتضحية وفداءً..!!
(2) – رهنت مصادر التمويل إرادة قيادات التنظيمات أو حتى قيادات الجبهات ومسؤوليها لإرادة الممولين. وقد أدى هذا الكشف كثير من الأسرار عنوةً ودخول الممولين ومن رافقتهم من الاستخبارات في المعسكرات والجبهات وجلسات خاصة القيادات . بل بلغ الأمر في تجارب مثل الجهاد الأفغاني الأول أن تفرض المخابرات السعودية على إدارة العرب مع وجود كبار رموزهم منع الحديث في (الحاكمية) وإلقاء دروسها ونشر فكرها في المعسكرات الرئيسية العرب!! وفي البوسنة فرضت المخابرات السعودية على معسكرات العرب منع تدريس ( حروب العصابات) ودروس المتفجرات ، خشية أن يعود بها المجاهدون لبلادهم.. هذا من قبل الممولين المحسنين القادمين بجلباب الإسلامية ولحى الإخوة.
ناهيك عما حصل من بلاء الدول الداعمة . كما حصل للجهاد في سوريا( ضد حافظ الاسد) من سيطرة الحكومة العراقية وفرضها للراية العلمانية على الجهاد في النهاية وإلزام الإخوان المسلمين بالتحالف مع أحزاب المرتدين بل مع جزء من النظام النصيري المعادي!! وليس هنا محل ذكر مزيد من الشواهد ولكنه بحث مؤلم مرير كثير الشواهد..
(3) –  بلغ الأمر من المرارة أن تفرض بعض التنظيمات الجهادية الكبيرة المتمولة إرادتها على التنظيمات الصغيرة وتلزمها سياساتها ورغباتها ووجهات نظرها ، بل تفرض عليها النشاط والتوقف بفعل المساعدات (الأخوية!) التي قدمتها لها (في سبيل الله ) ! حيث كانت الجهات الممولة ترى مصلحة الإسلام والمسلمين في ما تراه من سياسات وأساليب عمل..!!!
فلما أدرك العدو ما لمسألة تمويل الجهاد من أهمية وأثر . . . أجبرت أمريكا كل الدول على رفع تقارير عن جهودها في مراقبة حركة الأموال ، وتجميد حسابات من تتهمهم بالإرهاب ، ووصل الأمر إلى حد سلب أموال مؤسسات خيرية وإلغائها ، ونال البلاء المجاهدين وكل قريب منهم بأي شكل من الأشكال ولو لمجرد تهمة أمريكا وعملائها لهم بذلك .
لقد حفلت تجاربنا الماضية بمآسي كثيرة مما يجعل من أهم الأمور التي يجب أن نبحث فيها عن تصور لتمويل سرايا الجهاد في المرحلة المقبلة هي موضوع مصادر تمويل الجهاد2  
هامش1 نقلا عن كتاب وحرض المؤمنين على القتال –موقع التوحيد والجهاد 
هامش*2 بتصرف وإختصار من كتاب دعوة المقاومة الاسلامية العالمية المؤلف ابومصعب السورى –بموقع مافا السياسى وعلى المهتمين متابعة قراءةمصادر تمويل الجهاد من الكتاب المشار إليه للمؤلف وقراءة كتابه التجربة السورية بموقع التوحيد والجهاد للإستفادة من تجربة تعيد نفسها مرة اخرى فى مرحلة تاريخية مختلفة قليلا أو كثيراًعن نهاية مرحلة سبعينات القرن الماضى

عن marsad

اترك تعليقاً