اتساع حجم الدمار بعد الاعصار ساندي وغضب السكان يتصاعد

اتساع حجم الدمار بعد الاعصار ساندي وغضب السكان يتصاعد

بعد أربعة أيام على هبوب العاصفة المدمرة ساندي على الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة ما زال عمال الانقاذ يكتشفون حجم الدمار وعدد القتلى في نيويورك وساحل نيوجيرزي وتصاعد الغضب بسبب نقص البنزين وانقطاع الكهرباء وانتظار امدادات الاغاثة.
  وارتفع العدد الاجمالي للقتلى بعد الاعصار ساندي وهو من أكبر العواصف التي ضربت الولايات المتحدة بمقدار الثلث أمس الخميس ليصل الى 98 قتيلا. وفي مدينة نيويورك عثر على 40 قتيلا بينهم 20 في منطقة ستاتن التي هاجمها حائط من المياه يوم الاثنين.
  ومن بين القتلى في ستاتن ايلاند شقيقان يبلغان من العمر عامين وأربعة أعوام جرفتهما المياه من بين ذراعي أمهما بعدما علقت سيارتها في مياه السيول. وعثر على جثتي الشقيقين بالقرب من بعضهما أمس.
  ومن المقرر أن تزور وزيرة الامن الداخلي الامريكي جانيت نابوليتانو ونائب مدير الوكالة الاتحادية لادارة الطوارئ ريتشارد سيرينو منطقة ستاتن ايلاند اليوم وسط مزاعم غاضبة من بعض الناجين قالوا انه تم تجاهل منطقتهم.
  وقد تعقد مشاهد ضحايا الاعصار الغاضبين الامور بالنسبة لسياسيين من الرئيس باراك أوباما قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية الى حكام الولايات ورؤساء البلديات في المنطقة وهي أكثر المناطق كثافة سكانية في الولايات المتحدة. وقوبل تعامل أوباما مع الكارثة حتى الان بالاشادة.
  وقالت تيريزا كونور 42 عاما التي تسكن حيا في ستاتن ايلاند نسونا.. ورئيس البلدية مايكل بلومبرج قال ان نيويورك بخير والماراثون سيقام مضيفة أن الحي الذي تقيم قد أبيد.
  وكان بلومبرج رئيس بلدية نيويورك قد قرر اقامة أكبر ماراثون في العالم يوم الاحد كما كان مقررا وقال ان الحدث ينعش اقتصاد المدينة.
  ويواجه السائقون في نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت نقصا في البنزين. وامتدت صفوف طويلة من السيارات حتى قبل فجر اليوم أمام محطات البنزين في المنطقة وانتشرت الشرطة في عدة مناطق للحفاظ على النظام بين السائقين الغاضبين.
  وفي احدى الحوادث اتهم رجل في منطقة كوينز بنيويورك بتهديد سائق اخر بمسدس بعدما حاول استباق دوره في صف للسيارات التي تنتظر في محطة للوقود.
  وزادت توقعات خبراء الارصاد بانخفاض درجات الحرارة التوتر لان الكثيرين في نيوجيرزي وغيرها يستخدمون مولدات كهرباء تعمل بالوقود في الانارة والتدفئة انتظارا لاصلاح خطوط الكهرباء التي تعطلت.
  وفي محطة بنزين في فيرفيلد بولاية نيوجيرزي انتظر البعض لاكثر من ثلاث ساعات لملء سياراتهم بالبنزين في وقت متأخر من مساء أمس.

  وعلى الرغم من توقع عودة الكهرباء الى مانهاتن كلها بحلول يوم السبت فان اعادتها الى ضواح وبلدات أبعد على طول الساحل قد تستغرق أسبوعا اخر أو أكثر. وما زال نحو 5ر4 مليون منزل ومحل عمل في 15 ولاية أمريكية بدون كهرباء.
  ويتصاعد الغضب في نيويورك بسبب قرار بلومبرج المضي قدما في اقامة الماراثون يوم الاحد. وتعهد رئيس البلدية بألا يسحب الماراثون الذي يشارك فيه 40 ألف متسابق أي موارد من ضحايا العاصفة.
  ويعيش في منطقة ستاتن ايلاند التي يفصلها ميناء نيويورك عن مانهاتن السفلى نحو 500 ألف شخص معظمهم عمال عاشت عائلاتهم في المنطقة منذ أجيال.
  وفي نيوجيرزي حيث قتل 13 شخصا على الاقل غمرت مياه المحيط أحياء بأكملها.
  ومن المتوقع أن تكون الخسائر المالية للعاصفة ضخمة. وقالت شركة اكيكيات لتقدير خسائر الكوارث ان الاعصار ساندي ألحق خسائر تخضع لتغطية تأمينية تصل قيمتها الى 20 مليار دولار وخسائر اقتصادية بقيمة 50 مليار دولار.
  وأفاد معهد معلومات التأمين بأن ساندي قد يأتي في المرتبة الرابعة بين أكثر الكوارث تكلفة في الولايات المتحدة بعد الاعصار كاترينا عام 2005 وهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 والاعصار أندرو عام 1992 .
  وفي أحياء بنيويورك انقطعت عنها الكهرباء اشتكى سكان من ضعف وجود الشرطة وعبروا عن خشيتهم من وقوع جرائم. وقال اخرون انهم خائفون بشأن السلامة المرورية.
  واستؤنفت الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الامريكية بعدما جرى تعليقها لعدة أيام بسبب العاصفة. وبدا أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي يخوض سباقا متقاربا مع المرشح الجمهوري ميت رومني قبل انتخابات يوم الثلاثاء استفاد سياسيا من تعامل ادارته مع الكارثة.

عن marsad

اترك تعليقاً