كلاسيكو إسبانيا على واقع شاليط.. «شالوط» في وجه العرب

كلاسيكو إسبانيا على واقع شاليط.. «شالوط» في وجه العرب

وجهت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بدعوتكم للحضور والمشاركة في تغطية فعاليات مباراة كرة القدم والتي تقام في تمام الساعة 10 صباحا من يوم غد الأحد الموافق 7 / 10 / 2012 أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة دعم وإسناد ووفاء للأسرى وتزامنا مع مباراة كرة القدم بين فريقي برشلونة وريال مدريد وتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال.. وأنه لا مكان لمساواة الجلاد بالضحية

ومن المفترض أن تشهد مباراة اليوم متابعة قياسية لدى محبي كرة القدم في العالم دون إعلان البطل ومواكب فرح لمحبي الفريق الفائز، رغم أنّ أنصار ريال مدريد في حالة الفوز سيُبعث فيهم الأمل، بينما يصعب على أنصار برشلونة الاحتفال في حالة فوز رفقاء ميسي لسببين؛ الأول أنّ الفارق سيرتقي إلى 11 نقطة وهو أشبه بحسم قضية البطل، وأيضا بسبب قضية الدعوة الموجَّهة للجندي الإسرائيلي جلعاد، وكانت معركة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي قد اندلعت في الأيام الأخيرة بين عشاق النادي الملكي وأنصار نادي برشلونة على وقع إمكانية أن يكون الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضيف شرف في مباراة الكلاسيكو، وحققت لأنصار الريال العرب والمسلمين فرصة استفزاز أنصار برشلونة، خاصة أنّ حساسية العرب أمام الإسرائيليين صارت معروفة في كل العالم، لأن المتفرج العربي سيصدم بطلعة الجندي الإسرائيلي من المقصورة الشرفية للملعب (رغم معرفته المسبقة بتواجده هناك)، فستأخذ المباراة بالنسبة له منعرجا سياسيا.
وإذا كانت المباريات السابقة شهدت تواجد عدد كبير من اللاعبين المسلمين في الناديين حتى بلغ العام الماضي تسعة، فإنّ برشلونة لا تمتلك حاليا أيّ لاعب مسلم باستثناء إيريك أبيدال المتواجد خارج الخدمة بسبب المرض الخبيث الذي طاله، وقد لا يلعب مرة أخرى حسب تأكيدات الأطباء بعد أن خضع لعملية زراعة الكبد، وهذا بعد مغادرة اللاعب المغربي الأصل والهولندي الجنسية إبراهيم أفلاي الذي انتقل إلى شالك الألماني كإعارة، وهو اللاعب الذي كان مع برشلونة وكانت إلى جانبه والدته المغربية المتحجبة، كما انتقل اللاعب المالي المسلم سيدو كايتا إلى الصين لتقمص ألوان نادي أيريين الصيني بعد أن فسخت برشلونة عقده، وهو ما جعل الكثير من عشاق برشلونة يهدّدون بمقاطعة النادي إن حضر الجندي شاليط مباراته.
وعرفت برشلونة في السنوات الأخيرة استقلالا من اللوبي الصهيوني بعد أن حاول رئيس النادي سحب الرئاسة الشرفية من أيدي يوهان كرويف، بينما ما زال كرويف يصرّ على أنّ طريقة «التيك تاك» هي من إبداعاته، ويعتبره الكثيرون الأب الروحي للنادي الكاتلاني، وكان يوهان كرويف تورّط عام 1973 بسبب الحرب العربية الإسرائيلية التي تتزامن مع ذكراها مباراة اليوم، عندما كان يقود أجاكس في إحراز الألقاب الأوروبية ويحضّر مع منتخب هولندا لكأس العالم في ألمانيا 1974 في مقولة شهيرة لم ينفها أبدا وهو كونه يحلم بأن لا يكون من متفرجيه العرب.
وتحوّلت هولندا منذ حادثة الألعاب الأولمبية في ميونيخ 1972 وهجوم كوموندوس فلسطيني على رياضيين إسرائيليين إلى الميول نحو الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي ومساندة قضية اليهود على حساب القضية الفلسطينية حسب زعمهم، حيث يقال أنّ أحد الرياضيين المقتولين في الهجوم هولندي المولد من أكبر قلاع اللوبي الصهيوني.
في النهاية تواجُد شاليط في مدرجات الكامب نو يُعدّ في حد ذاته مساواة بين الجلاد والضحية، خصوصا أنّ شاليط أُسِر على أيدي المقاومين من داخل دبابته حينما كان على أهبة الاستعداد لتوجيه فوهة مدفعيته نحو أطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة. فيما اعتقل محمود السرسك، الذي وجّه له دعوة لحضور الكلاسيكو لكنه رفضها لدعوة شاليط إلى المباراة، وهو عائد من مباراة لفريقه قبل أن يخرج بمعركة الأمعاء الخاوية من سجنه منتصرا على سجانه، فتكريم شاليط من قبل الكتالونيين ما هو إلاّ «شالوط» في وجه مشجعي النادي الباسكي من جهة ومحبي الرياضة وكرة القدم الإسبانية من جهة أخرى.

عن marsad

اترك تعليقاً