كيف نواجه الأطماع الكينية المهددة لكياننا كأمة صومالية مستقلة؟

قوات كينية بالصومال

عبد الرشيد عبد الله الصومالي

هدف التدخل الكيني في جنوب الصومال بات واضحاً للجميع إلا من يرى بزاوية ضيقة ومصالح خاصة قبل مصلحة الوطن، والسؤال هو كيف نواجه هذه الأهداف التي تهدد كياننا كأمة مستقلة.
وما يحاك في أراضي جوبا سيحاك في الصومال عموماً، وإن أراضي جوبا تشهد اليوم أسوء المآسي والحروب والفتن منذ أن استوطن الصوماليين هناك، وذلك لم تكن مجرد صدفة بل كانت مؤامرة خبيثة سهرت لأجلها ليالٍ وشهور عدة، فكانت النتيجة ما نراه ونسمعه وما هو قادم.
ولعل القارئ يتسائل ماذا يجري غير ملاحقة حركة الشباب التي باتت ورقةً رابحة في أيدي الأعداء .
أخي القارئ إن ما تشهده اليوم أرض جوباهو مؤامرةٌ إقليمية ودولية وخيانةٌ داخلية لمن خانوا بلادهم مقابل مصالح زهيدة وزائفة.
إن كينيا ومَن وراءها من دول غربية تدخلوا في الصومال لأسباب نذكر منها:
• محاولة الحكومة الكينية من أخذ حصتهم من كعكة الصومال.
• وقف التمدد الصومالي في أراضي NFD الصومالية خوفاً من تزايد قوة الصوماليين هناك.
• الحد من انتشار الإسلام على أيدي الدعاة الصوماليين في قرى ومحافظات كينيا المسيحية.
• الوقوف أمام النمو الاقتصادي الهائل للتجار الصوماليين في كينبا خوفاً من أن يقع الاقتصاد الكيني في أيدي الصوماليين، كما حدث في جنوب السودان، وخير دليلٍ على ذلك قانون مكافحة الإرهاب الذي سمعناه في الأيام الأخيرة.
• إعادة ترسيم الحدود البحرية مع الصومال بسب وجود احتياطي جيد للنفط والغاز، وهذا بمباركة شركات النفط النرويحية والحكومة النرويجية.
• بريطانيا التي تحاول اللعب دورا بارزا في الصومال، فدفعت كينيا وسيراليون بواسطة أمريكا ووكيلها(أوغندا) وفرنسا(جيبوتي، بروندي) ونرى كيف تتصارع الدول العظمى في الصومال.
• بما أن الصومال أصبحت دولة رسمية، ومع الوجوه الجديدة في الصومال، فلابد لوجود كينيا عملاء أوفياء فجاءت فكرة إنشاء حكومة محلية ترضى بالتبعية (أزانيا) أو “جوبالاند” وما شابه، وتصبح تلك الحكومة الإقليمية العميلة خنجراً مسموماً لأية حكومة مركزية تحاول الإصلاح وإفشال المخططات الأجنبية.
أخى القارئ لعلك قد استوعبت كل هذه النقاظ، وما هو أخطر من ذلك يحاك ليل نهار ضد بلادنا بواسطة عملاء باعوا دنياهم ودينهم بدولارات ومناصب زائفة، بل وذهبو إلى ماهو أبعد من ذلك، بحيث يطرقون الطبول ويعزفون الأغاني لحرب قبلية قادمة تكون لهم يد العليا وسيطرة زمام الأمور كما يزعمون، ولا أقصد في كلامي قبيلة معينة ولا القبيلة كلها بل أقصد عملاء كينيا الذين يهتفون باسم القبيلة ومجدها.
إذا رأينا كيف الأشرار عزموا أمرهم، فأين الشرفاء الوطنيين، بل وأين الدولة الجديدة ورئيسها في قضية جوبا؟
الجواب أنهم في سباتٍ عميق، ولكن يحدونا بعض الأمل في زيارة الرئيس المرتقبة إلى كسمايو في الأيام القادمة.
خطوات وقرارات يجب اتخاذها
كلنا يعلم كم سعدنا بفوز الرئيس الجديد، ونريد أن نفرح من جديد بسياساتٍ جريئة يتخذها الرئيس في قضايا الوطن عامة وقضية جوبا خاصة، لأنها هي الأخطر في هذا التوقيت.
ولعل أبرز ما يمكن أن يتخد الرئيس من قرارات لإنقاذ الموقف هي:
1- تعيين رئيس الوزراء كفء ذو مواهب قيادية، والأحسن أن ينتمي إلى ولايات جوبا ليتصدى لهذه الأطماع لأنه يدري تفاصيل المنطقة (أهل مكة أدرى بشعابها).
2- تشكيل الحكومة المركزية قوية و إدارة جديدة فاعلة لمدينة كسمايو بأسرع وقت.
3- حل جبهة راسكمبوني أو دمجها مع الجيش.
4- إخراج القوات الكينية من داخل المدينة، وإسراع في إحلال محلها قوات سيراليون درءا للمفسدة.
5- سيطرة الحكومة للمناطق الحيوية في كسمايو كالمطار والميناء، وتعيين لجنة اقتصادية للمدينة من قبل الحكومة المركزية.
6- تعيبن لجنة من المتخصصين الصوماليين بشأن قضية ترسيم الحدود.
7- التواصل مع الحكومة النرويجية بالطرق الدبلوماسية، والتواصل مع الطبقة المثقفة الصومالية في النرويج لضغظ على الحكومة النروبجية للتراجع عن أطماعها في الصومال، ولعل أفضل من يقوم هذه المهمة رئيس البرلمان الصومالي البروفيسور محمد عثمان جوراي لكونه من الصوماليين النرويجيين.
8- إعادة هيكلة الجيش الصومالي وإرسال قوات مختلطة ومتعددة قبليا إلى كسمايو وولايات جوبا وتكوين شرطة المدينة من أبناء المدينة.
هذه الخطوات ربما تقف في وجه الأطماع الكينية مؤقتا، ولكن لتزول هذه الأطماع من أذهان عبَّاد الأصنام والبشر يجب إخراجهم من البلاد بالطرق المتاحة للرئيس الجديد، إذا أراد العزة والكرامة، لأن إثيوبيا بات يتراجع دورها بسرعة، ولربما ذهبت بدون رجعة، ولكن مع الأسف الشديد تحاول كينيا ملء الفراغ
فلينتبه رئيسنا، وليعمل بجدية لرفض التبعية والمذلة، مع قيادة الأمة إلى طريق العزة والمجد، ونسأل الله أن يوفق رئيسنا بما فيه صلاح البلاد والعباد… اللهم آمين….آمين.

عن marsad

اترك تعليقاً