من يهجر المسيحيين؟سر تنظيم داعش ومن يقف وراءه؟

ولاية نينوىمن يهجر المسيحيين؟سر تنظيم داعش ومن يقف وراءه؟

صلاح المحتار

 

كي لا نقع في فخ المخابرات المعادية علينا الاجابة على بضعة اسئلة ضرورية :

1 – هل يهجر عراقيون من الديانة المسيحية؟ الجواب نعم.

2 – هل تقوم داعش بذلك؟ الجواب نعم ايضا.

3 – هل تهجير عراقيين مهما كانت معتقداتهم يضعف الثورة ام يقويها؟ انه يضعفها ويشوه صورتها.

 

اذن كيف نحكم على ما يجري؟ ومن يقوم بالتهجير فعلا ومن يتهم دعاية ؟

ليس دفاعا عن تنظيم دولة العراق الاسلامية فهو من يدافع عن نفسه وانما دفاعا عن الحقيقة اولا وعن الصورة النقية للثورة ثانيا، علينا الانتباه لما يلي من اجل الابتعاد عن الفخاخ المنصوبة للثوار :

1 – بعد تحرير نينوى وصلاح الدين وبعض ديالى نشرت صورة تظهر عددا كبيرا من جنود المالكي يتعرضون للاعدام الجماعي برشاشات لفرقة اعدام حسبت على داعش، والمقصود تنظيم دولة العراق الاسلامية، ولكن ماذا حصل؟ كشفت مصادر متخصصة غربية وليس عربية او اسلامية ان الصورة مركبة وليست حقيقية فسقطت قصة اعدام اكثر من الف من جنود المالكي ولم تثبت التهمة على تنظيم الدولة الاسلامية لكنها ثبتت على داعش.

 

2 – نشر خبر حول اعلان داعش انها ستدمر المراقد الدينية في كربلاء والنجف،ولكن بعد التدقيق الشامل لم يجد احدا اي تصريح صادر من تنظيم الدولة الاسلامية بهذا الشأن وتوفرت ادلة على انها اشاعة اطلقتها مخابرات المالكي لتحشيد السذج خلفها، وكف الناس عن ترديد الاعلان وسجل مرة ثانية ضد داعش وليس ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

 

3 – نشرت صورة تل من السجائر والاراجيل يحرق وعلق عليه (داعش تحرق السجائر في الموصل)، ولكن تبين لاحقا ان تلك الصورة في سوريا وليس في العراق.

 

4 – نشرت صورة كنيسة تحرق تلتهمها النيران وعلق عليها بخبر يقول (داعش تحرق كنيسة في الموصل ) وتبين لاحقا بانها كنسية مصرية!

 

5 – واخيرا وليس اخرا نشر بيان باسم داعش يهدد المسيحيين في الموصل بمغادرتها وفعلا غادروها رغم ان الادلة الدامغة قد اكدت القاء القبض على عصابة في تلعفر كانت توزع بيانات باسم دولة العراق الاسلامية تهدد المسيحيين بمغادرة الموصل والا….. وبعد التحقيق معهم من قبل الثوار تبين بانهم من مخابرات المالكي وسجلت الحادثة ضد داعش.

 

ما الحكاية هذه؟ داعش تقتل وتحرق وتتهم تنظيم الدولة الاسلامية!؟ ما هذا الغموض؟

للجواب علينا ان نوضح اولا ان داعش كلمة تتألف من الحروف الاولى لاسم (الدولة الاسلامية في العراق والشام)، ومن اطلقها ليس التنظيم نفسه بل الاعلام الامريكي ومنه اخذها العالم رغم ان ذلك التنظيم لا يستخدمها ويرفضها! ولكن هل فعلا يوجد جهاز باسم داعش بالاضافة لتنظيم الدولة الاسلامية. نعم، يوجد وهنا لابد من ازالة اللغز الذي يريد البعض ان يبقيه لغزا غامضا بلا حل لاجل استخدام داعش في عمال ارهابية مشينة واتهام تنظيم مشارك في الثورة بها.

داعش: عبارة عن مجموعات تابعة للمخابرات الايرانية والامريكية والمالكية اعدت للقيام بالقتل والتخريب باسم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق ولهذا فان كل ما كشف انه تلفيق ضد تنظيم الدولة الاسلامية حتى الان ما هو الا من عمل داعش. ولكي تكمل الصورة نشير الى انه بعد تحرير نينوى وصلاح الدين وغيرهما انطلقت فجاة مجموعات من الارهابيين واللصوص الذين يخطفون الناس ويطالبون بفدية مستغلين غياب الضبط الامني، وقام هؤلاء بخطف الكثير من الاشخاص وباعوهم لاخرين بما في ذلك لمنظمات ارهابية فعلا.

اذن نحن بأزاء قضية عمل مخابراتي مدروس هدفه الاول ليس تشويه سمعة تنظيم معين بل تشويه صورة الثورة والصاق ما ليس فيها بها، وهذا هو دافعنا لكتابة هذا الموضوع وليس الدفاع عن احد بذاته.

 ما يهمنا هو نقاوة الثورة بصفتها وسيلة كل عراقي مهما كانت ديانته وقوميته وطائفته للتحرر من ظلم الاحتلال الايراني المدعوم امريكيا وذلك يتطلب منا جميعا بصفتنا اعلاميين وسياسيين ان نكشف العاب المخابرات وننهي الغموض الذي يثير اعمق مشاعر القلق والتشرذم خصوصا موضوع تهجير المسيحيين من الموصل.

 

هنا نصل لجوهر حساس جدا : هل من مصلحة الثورة العراقية اضطهاد كتل جماهيرية عراقية اصيلة تحت اي تبرير او حجة؟ كلا بالتأكيد فالثورة ليست دينية ولا طائفية ولا عرقية وانما هي ثورة تحرر وطني عامة هدفها تحرير كل العراقيين من كافة انواع الظلم والتمييز، ولهذا فليس مما يخدم الثورة اضطهاد اي عراقي، لان ذلك يحولها من ثورة شعبية تحررية الى صراعات وفتن مميتة ترمي بالثورة في مستنقع نتن.

 

ولو افترضنا بان طرفا ما تورط في عمل لا يقع ضمن اهداف الثورة التحررية مثل اضطهاد طائفة معينة فان النتيجة الحتمية هي اجهاض الثورة او على الاقل زيادة كلفتها البشرية والنفسية والمادية لان الاغلبية من الثوار ترفض الخروج عن الهدف المشترك للثوار وهو تحرير العراق.

 

وما يجري في سوريا فيه دروس ثمينة لمن يريد ثورة ناجحة : فما ان تورطت المعارضة السورية في صراعات دموية فيما بينها حتى انقذ النظام وشرع بالتقدم وتراجعت المعارضة مع ان النظام كان يحتضر!

 لهذا السبب حذرنا مرارا فيما كتبنا من المخاطر المميتة لاندلاع صراع بين الثوار .

واكدنا بأنهم جميعا سيهزمون وسوف تغتال الثورة بيد من اشعلوها وليس على يد العدو المشترك

عن Admin

اترك تعليقاً