د. إبراهيم حمّامي

لن نجامل في الحق

د. إبراهيم حمّامي
د. إبراهيم حمّامي

لن نجامل في الحق

د. إبراهيم حمامي

لا عذر ولا مبرر ولا سبب لما جرى بالأمس في قطاع غزة من احتفال مبتذل وتملق لا يليق وتزلف بغيض لمجرم قاتل اسمه حسن نصر الله وحزبه الذي أصبح مرتزق طائفي بغيض…
ما هذا الذي يجري؟
إلى أي درجة وصلنا؟
احتفال وتوزيع حلوى ورايات حزب الله ومؤتمر صحفي وتمجيد وأجواء فرح وكأننا فتحنا عكا؟
واسفاه على أمة تسترخص دماء أبنائها مرضاة لقتلة مجرمين…
كم شعرت بالعار وأنا أشاهد تلك الصورة المؤلمة من قطاع غزة بالأمس…
ألم يسأل من وقفوا وصرحوا وتغنوا أنفسهم كيف سيبررون للشعوب العربية هذا الموقف؟
وبدوري أطرح نقاطاً وأسئلة علها تصل مسامعهم!
ترى كم مظاهرة أخرجها حزب الله نصرة لغزة التي تعرضت لأبشع عدوان قرابة شهرين؟ علماً بأنه أخرج مظاهرات ووزع حلوى في الجنوب وبعلبك وضاحية بيروت الجنوبية ابتهاجاً بقتل السوريين في القصير ويبرود والقلمون!
ترى كم “اسرائيلياً” قتل حزب الله منذ العام 2006 وحتى يوم أمس وفي المقابل كم سورياً شارك في سفك دمائهم؟
كم مرة رفع فيه حزب الله راية لأي فصيل فلسطيني كما فعلتم وبكل أسف يوم امس وأنتم ترفعون راية قتلة مجرمين؟
كم مرة وزع حزب الله حلوى ابتهاجاً بأي عملية فلسطينية أو غيرها؟
مبرركم أنكم مع كل من يوجه بندقيته ورصاصه للاحتلال، إن كنتم صادقين اسمعونا بياناتكم واحتفالاتكم بعمليات “ولاية سيناء” التابعة “للدولة الاسلامية” مثلاً!
أصدرتم بيانات التعزية والادانة للجريمة كما وصفتوهافي ثلة من القتلة المجرمين تواجدوا في القنيطرة داخل سوريا للتنسيق حول قتل الشعب السوري، لكني لم اسمع بياناً واحداً يندد بجرائم حزب الله بحق الشعب السوري
بلاش الشعب السوري الذي لا يعنيكم فيما يبدو فايران وحزب الله أهم! ماذا عن مخيم اليرموك والفلسطينيين في سوريا؟
لم اسمع لي فصيل ممن تراقص بالأمس تحت رايات حزب الله المجرم بياناً واحداً يندد بحاصره ويشير باصبع الاتهام للمجرم الحقيقي… كلها بيانات خجولة تطالب برفع الحصار والحل السياسي!
أخيراً: كم قتلت “اسرائيل” من الفلسطينيين وكم قتل نظام السفاح بشار يد بيد وبمشاركة تامة من حزب الله من سوريين وفلسطينيين؟
أطمأنكم فحزب الله لن يرفع راياتكم ولن يحتفل بانتصاراتكم، فأنتم وباختصار من النواصب!
يا سادة المباديء لا تتجزأ والمقاومة أخلاق وليست شعارات…
من يتحدث عن الفصل بين ما يجري في سوريا و”مواجهة” الاحتلال عليه أن يراجع نفسه بكل تأكيد…
صدعتم رؤوسنا بمشروع الأمة والاخوة وعدم الاعتراف بالحدود الوهمية وسايكس بيكو، ثم تتقوقعون الآن لتبرروا احتفاءكم بمجرم قاتل…
يقول كاتب يستخدم اسم (الوهج):
“المقاومة حق عام وترتكز في جوهرها على كل أنواع الرفض والخضوع للآخر بكل اشكاله وهي أيضا اتجاه ممانع لسلطته واستبداده ، وبالتالي فالمقاومة تقتضي أولويات أخلاقية و استقلالية تامة للكيان المقاوم مهما تنامت الضغوطات عليه.وهذا قطعا يتنافى كلياً مع أبجديات حزب الله وسلوكاته السياسية والعسكرية ، فكلها أتت و تأتي من منطلق الدفاع عن كينونة الحزب والجهة التي يعتبر امتدادا لها بدل أن تكون دفاعا عن مبدأ أو حق عام أو انتماء وطني أو قومي ، ثم إن فكرة الامتداد لجهة ما والتبعية لها تبطل كل تشدق بالرفض والممانعة، ناهيك عن تجاوزاته الأخلاقية في سوريا ، فكيف يقاوم المقاوم الظلم ويأتي ماهو أبشع منه؟!
“كتبت بالأمس معقباً وقلت:
لا شيء يطهر حزب الله من جرائمه المستمرة بحق الشعب السوري. فلسطين ليست شماعة لأي أحد، وهي أطهر من أن تكون كذلك.
لن تخدعنا الشعارات بعد اليوم: لم ولن ننسى جرائم حزب الله بحق الشعب السوري وان واجه “اسرائيل” سنقول اللهم اضرب الظالمين بالظالمين
الدعم والتعاطف والتأييد الذي حظي به حزب الله عام 2006 تلاشى يوم قرر أن يصبح مرتزق طائفي في سوريا، اليوم هو و”اسرائيل” سيّان، لافرق
الدم الفلسطيني ليس أغلى من الدم السوري، “اسرائيل” تسفك هنا وحزب الله يسفك هناك، مجرمون قتلة وان اختلفت المسميات
فلسطين ليست شماعة لنصر الله أو غيره ولا منظف يغسل به عاره وعار حزبه وسفكه لدماء السوريين، فلسطين أطهر من أن ينجسها نصر الله وحزبه
لا يؤيد حزب الله اليوم من خارج طائفته إلا حفنة من الشبيحة أو بعض القومجيين أو من وتدغدغهم الشعارات الحنجورية ممن لا يأبهون لدماء اخوانهم
بكل أسف هناك من لا يرى الدماء المسكوبة، أو يراها ويتجاهلها
أختم بهذا الاقتباس للداعية محمد خير موسى:
“بكلِّ وضوحٍ ومباشرة:أنا سعيدٌ جدًّا إنْ قَتَلَ حزبُ الله المجرم أو أَسَرَ جنودًا صهاينةً؛ على أنّ هذا لنْ يزحزحَ اعتقاديَ بأنَّ حزبَ الله عدوٌّ لله ورسوله والمؤمنين.وسأكونُ سعيدًا جدًّا أيضًا إن مسحَ الكيانُ الصهيونيُّ حزبَ الله من خارطةِ الجغرافيا والبشريّة ولن يزعزعَ هذا اعتقادي بأنَّ الكيانَ الصهيونيّ كتلةٌ إجراميّةٌ يجبُ استئصالُها.وإن كانت دماؤهم المُراقةُ بأيديهِم ممَّا يسعدُني أيضًا؛ إلَّا أنَّ دعائيَ لله تعالى ليسَ أن يضربهما ببعضهما ليخرج المؤمنينَ من بينِهم سالمين وحسب؛ بل أن يُمكِّن من رقابِهم جميعًا عبادَه المجاهدين أحفادَ أبي بكرٍ وعمرَ وصلاح الدينِ ويشفي بهم صدور قومٍ مؤمنين”.
عذراً فموقفكم بالأمس تحت رايات المجرمين وتوزيعكم للحلوى فاق كل حدود المعقول…
ولن نجامل في الحق!
يا حيف!

عن Admin

اترك تعليقاً